وزير الأوقاف يقرأ «الفانيد في حلاوة الأسانيد» بالمجلس الحديثي الرابع بأصول الدين
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
يشارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في فعاليات المجلس الحديثي الرابع المخصص لطلاب العلم، والذي يُعقد بكلية أصول الدين بالقاهرة، يوم الاثنين 18 أغسطس 2025، حيث يتولى قراءة كتاب "الفانيد في حلاوة الأسانيد" للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي، في جلسة علمية تجمع بين عبق التراث وروح الإسناد المتصل.
وينعقد هذا المجلس برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبإشراف الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وبرعاية علمية من الدكتور محمود محمد حسين، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة.
ويشهد المجلس حضور كوكبة من كبار علماء الحديث الشريف، من بينهم: الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، والدكتور جلال الدين إسماعيل عجوة، والدكتور مصطفى أبو عمارة، والدكتور محمد اللبان.
يقام اللقاء في مدرج الإمام عبد الحليم محمود بكلية أصول الدين بالقاهرة، في تمام الساعة العاشرة صباحًا، وذلك بالتعاون مع جمعية سفراء الهداية، مع التأكيد على أن الحضور يتم بأولوية الحجز المسبق.
على جانب آخر، أعلنت وزارة الأوقاف بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن بدء تنفيذ برنامج تلفزيوني ضخم يهدف إلى اكتشاف ودعم المواهب في تلاوة القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، في إطار تعزيز ريادة مصر التاريخية في مجال التلاوة القرآنية.
جاء هذا التعاون كثمرة لتنسيق مستمر بين الطرفين خلال الأشهر الماضية، حيث كُلِّفت الشركة المتحدة بإعداد الدراسات الفنية الخاصة بالبرنامج الذي سيعرض على قنواتها، تحت إشراف وزارة الأوقاف، لضمان خروج العمل بصورة تليق بمكانة مصر في خدمة القرآن الكريم وأهله.
في يونيو الماضي، اجتمع وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري برئيس قطاع البرامج بالشركة المتحدة أحمد فايق لمناقشة التفاصيل النهائية للبرنامج، حيث تم الاتفاق على رؤية موحدة لإظهاره بأفضل صورة ممكنة.
يهدف البرنامج إلى تقديم نخبة جديدة من القراء المتميزين، على نهج كبار قراء مصر أمثال الحصري وعبد الباسط والمنشاوي ومصطفى إسماعيل وغيرهم، تأكيدًا على دعم القوة الناعمة المصرية وتعزيز دورها الإقليمي والدولي في نشر رسالة القرآن الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسامة الأزهري المجلس الحديثي أصول الدين جلال الدين السيوطي أصول الدین
إقرأ أيضاً:
حكم ترجمةُ معاني القرآن الكريم بِلُغَةِ الإشارة
القرآن الكريم.. أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز شرعًا ترجمة معاني القرآن الكريم بِلُغَةِ الإشارة؛ لما في ذلك من إيصال الدعوة وتبليغها إلى الغير بما يفهمه، بل ذلك مأمورٌ به شرعًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» رواه البخاري، على أن يُراعى في الترجمة أن تكون موافقةً للسان العربي الذي وقع فيه الإعجاز اللفظي للقرآن، وأن توافق ما عليه تفاسير العلماء المجتهدين في فهم معاني الآيات، وأن يكون التمثيل الإشاري بيانًا لمعاني الألفاظ لا بديلًا عنها.
تبليغ معاني القرآن الكريم بكل اللغات:
والقرآن الكريم هو المَصدرُ الأولُ لمعرفة الأحكام الشرعية، وقد تُرجِمَت معانيه إلى كثيرٍ مِن اللغات، وهذا نوعٌ مِن تبليغ معاني القرآن إلى جميع الناس في كل أنحاء العالم؛ امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» رواه البخاري.
ولَمَّا كان الصُّمُّ والمُعَاقُون سَمعِيًّا مِن أصحاب الأعذار الذين لا حول لهم ولا قوة لا يستطيعون فهمَ القرآنِ الكريمِ ولا تَصَوُّرَ معانيه إلَّا عَبْرَ لُغَتِهِم المعروفة، كان مِن الواجب شرعًا العملُ على تبليغهم القرآنَ الكريمَ بأيَّةِ وسيلةٍ أو لُغَةٍ يفهمونها.
حكم ترجمةُ معاني القرآن الكريم بِلُغَةِ الإشارة:
كما أن لغة الإشارة لتوضيح ألفاظ القرآن الكريم لا تعدو في الحقيقة أنْ تكون نقلًا لمعانيه وتبليغًا إلى مَن لا يقرؤه على الورق، فالوجود الإشاري هو نوعٌ مِن أنواع الوجودات الأربعة التي هي: الوجود العيني، والذهني، واللفظي، والرسمي، وهذه الإشارات وُجُودٌ في الأعيان؛ فلغة الإشارة هي محاكاةٌ للمعاني القرآنية وبيانٌ لأحكامه وليست هي بديلًا لِلَّفظ القرآني المُعْجِز، ودلالة هذه الإشارات على مدلولاته ومعانيه كدلالة التفسير نفسه على تلك المعاني، وهذه اللغة الإشارية مِن الوسائل التي تُقرِّبُ الفهم، والوسائلُ لها أحكامُ المقاصد، بل هي في حقيقتها تَأَسٍّ واتباعٌ للمنهج القرآني في بَسْطِ المعاني وتقريبها إلى الأفهام؛ لأن الله تعالى إنما ساق تلك الألفاظ بغرض تفهيم المُتَلَقِّي، والمسلمون مأمورون بمواكبة وسائل عصرهم في تبليغ دينهم وإيصاله إلى العالمين.
ولَمَّا كانت لُغَةُ الإشارة هي اللُّغَةَ التي تُمَكِّنُ إخواننا الصُّمَّ ذوي الأعذار الخاصةِ مِن فهمِ أُمُورِ دِينِهِم ومُمَارَسَةِ شعائره مِن صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍّ، وذلك لا يَنْفَكُّ عن فهم معاني القرآن الكريم الذي هو المَصدَرُ الأول للتشريع؛ فإنه لا مانع شرعًا مِن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة التي يتعاملون بها.
ضوابط ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة:
ولا بُدَّ في هذا المقام أنْ يَنضَبِطَ العملُ الذي يَرمي إلى مُحاكاة معاني القرآن الكريم بترجمتها إلى لغة الإشارة بعِدَّة ضوابط حتى يَخرُجَ بصورةٍ شرعيةٍ، منها على سبيل المثال:
- ضرورة فهم اللغة العربية كما عُهِدَتْ في العصر الأول ودلالات المعاني القرآنية كما أرادها الله عَزَّ وَجَلَّ وتحقيقها على الوجه الصادر منه تبارك وتعالى، فإنَّ بعض المعاني قد تتغير دلالاتها بمرور الأزمان فتتغير عما كانت عليه.
قال الإمام الشاطبي في "الموافقات" (2/ 140، ط. دار ابن عفان): [اللَّازِمُ الِاعتِنَاءُ بفهم مَعنَى الخِطاب؛ لأنه المَقصودُ والمُراد، وعليه يَنبَنِي الخِطابُ ابتِدَاءً، وكثيرًا ما يُغفَلُ هذا النَّظَرُ بالنسبة لِلكِتاب والسُّنَّة، فتُلْتَمَسُ غَرائبُه ومعانيه على غير الوَجهِ الذي يَنبغي، فتَسْتَبْهِم على المُلْتَمِس، وتَسْتَعْجِم على مَن لَم يَفهم مَقَاصِدَ العَرَب، فيكون عَمَلُهُ في غير معمل، ومَشْيُهُ على غير طريق] اهـ.
- وينبغي أن يكون ثُبُوتُ المعنى وصِحَّتُه مأخوذًا مِن تفسيرٍ مَقبولٍ جارٍ على قواعد المُجتَهِدِين في القبول والرَّدِّ.
- كما يجب عند تحقيق معاني الألفاظ القرآنية القيام بجمع طرق تفسيرها مِن كُتُبِ التفسيرِ المُعتَمَدَةِ واجتهاد المُجتَهِدِين المُعتمَدِين للوصول إلى المعنى الذي يَغلِبُ على الظَّنِّ أنه هو المراد مِن الله سبحانه وتعالى، وهذا يُرجَع فيه إلى المتخصصين وخاصةً المُعتَنِين بالتفسير والحديث والفقه وأصوله.
- وأن يكون التمثيلُ الإشاريُّ لمعاني الألفاظ القرآنية واضحًا في أنه محاكاةٌ لِلمعنى وليس بديلًا لشيءٍ مِن اللَّفظ القرآني كما سَبَقَت الإشارةُ إليه.
القرآن الكريم:
يقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [الأحزاب: 39]؛ قال العلَّامة الخلوتي الحنفي في "روح البيان" (7/ 182، ط. دار الفكر): [والمراد ما يتعلق بالرسالة وهي سفارة العبد بين الله وبين ذوي الألباب مِن خَلْقِهِ؛ أي: إيصالُ الخَبَرِ مِن الله إلى العبد. اهـ. ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» رواه البخاري مِن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا لِيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ» رواه البخاري مِن حديث أبي بَكْرَةَ رضي الله عنه] اهـ.