إن الظلم الذي تمارسه الصهيونية اليهودية في فلسطين لم يسبق له مثيل من حيث البشاعة والفساد والهمجية والانحطاط، فمرتكبو جرائم الحرب في غزة يتجاهلون تماماً إمكانية استيقاظ الضمير العالمي على فاجعة إبادة الشعب الفلسطيني. إنهم يعدون العدة لحرب إبادة جماعية تهدف إلى تدمير كل مقومات الحياة في غزة، ويتبجحون بذلك بكل وقاحة وسفاهة.


لقد تجاوزت الصهيونية كل الحدود عندما أزهقت أرواح أكثر من 61 ألفاً، وأصابت أكثر من 153 ألفاً منذ السابع من أكتوبر 2023م، إن الصهاينة إنهم بذلك يخالفون كل المواثيق الدولية والقيم الإنسانية التي أقرتها البشرية جمعاء.
ويجمع الضمير الإنساني الحي في العالم على ضرورة الوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم. فكما نصت ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – الذي اعتمدته المحكمة العسكرية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين عام 1945م – فإن العدالة تقتضي نصرة المظلومين. لكن سيطرة اللوبي الصهيوني على وسائل الإعلام العالمية يحاول تشويه هذه الحقيقة ويخدر ضمير الإنسانية.
إننا أمام مأساة إنسانية تستدعي وقفة جادة من كل أحرار العالم. فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان أصبح مجرد حبر على ورق في ظل هذه الجرائم البشعة. والحل الأمثل يكمن في العودة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية التي قدمت أرقى النظم لمواجهة الظلم والطغيان.
لقد جاءت تعاليم الإسلام واضحة في هذا الشأن: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وإِنَّ اللَّهَ عَلى‏ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ [التوبة: 111]، ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: 60].
إن الجهاد في الإسلام نظام متكامل للدفاع عن المظلومين، وهو يصبح فرض عين عندما تحتل أراضي المسلمين. وهذا ما يؤكده علماء الشريعة استناداً إلى النصوص القرآنية والأحاديث النبوية. وقد جاء في القرآن العظيم ﴿انْفِرُوا خِفافاً وثِقالاً وجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، ﴿إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً ويَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ولا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شيء قَدِيرٌ﴾.
إن العالم اليوم يعاني من سياسات ترامب ونتنياهو المتغطرسة التي تفتقر إلى أبسط مبادئ الإنسانية. فكيف لعاقل أن يبرر قتل الأبرياء وسرقة الأراضي؟ إنهم يتبعون أهواءهم كالبهائم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الأنفال: 22].﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾.
إن مصير الصهيونية سيكون كمصير فرعون وجنوده، وسينصر الله المؤمنين الصادقين في فلسطين واليمن وكل مكان، كما وعد سبحانه وتعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾ [الحج: 40].

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مفتي الهند ينعي عمر هاشم: عالم فذ وأحد أركان الدعوة والعلم

نعى الشيخ أبو بكر أحمد مفتي الهند الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر مؤكدا فقد أحد أركان الدعوة في العالم الإسلامي.

وقال في بيان أصدره صباح اليوم:"ببالغ الحزن والأسى تلقينا في الهند نبأ وفاة العالم الجليل، والمحدّث الكبير، والعاشق الصادق لرسول الله ﷺ، الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم رحمه الله تعالى، أحد كبار علماء الأزهر الشريف، وأركان الدعوة والعلم في ديار الإسلام.

لقد كان الفقيد رحمه الله مثالًا للعالم العامل، جمع بين العلم الراسخ، والخلق الرفيع، والمحبة الصادقة لرسول الله ﷺ، فملأ القلوب نورًا، والمنابر علمًا، والمجالس محبةً وذكرًا.

كان داعيةً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مدافعًا عن الوسطية والاعتدال، ناصرًا للحق، حريصًا على وحدة الأمة، ساعيًا إلى غرس القيم النبيلة في النفوس.

وإننا في دار الإفتاء الهندية، ننعى إلى الأمة الإسلامية هذا العالم الفذ، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يلهم أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.

رحم الله الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم، وجعل علمه وعمله في ميزان حسناته، وجمعنا به في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.وإنا لله وإنا إليه راجعون.

طباعة شارك أبو بكر أحمد مفتي الديار الهندية الدكتور أحمد عمر هاشم أحمد عمر هاشم الإسلام الأزهر الشريف دار الإفتاء الأمة الإسلامية

مقالات مشابهة

  • بعد عامين على طوفان الأقصى…غزة التي غيرت العالم
  • “اليد التي حركت العالم من أجل غزة.. كيف أعاد اليمن كتابة قواعد الحرب البحرية بعد الطوفان؟”
  • تعاون بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية ومجمع الملك سلمان العالمي
  • مفتي الهند ينعي عمر هاشم: عالم فذ وأحد أركان الدعوة والعلم
  • صدمة الإبادة التي تغيّر العالم.. إذا صَمَت الناس فلن يبقى أحد في أمان
  • المحكمة الجنائية الدولية تدين قائداً في ميليشيا الجنجويد السودانية بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
  • 52 عاما على نصر أكتوبر المجيد.. ملحمة العبور التي أحدثت تغييرا في الفكر العسكري العالمي
  • التحول الجيواستراتيجي في العالم قبل وبعد الطوفان…نهاية حقبة الهيمنة الصهيونية
  • غريتا ثونبرغ.. السويدية التي تثير هستيريا إسرائيل
  • العصابات الصهيونية.. تاريخ من المجازر والمذابح ضد الشعب الفلسطيني