وهم إسرائيل الكبرى .. تهديد للسلام واستفزاز لمصر بمخططات التهجير
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
أشعلت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تمسكه بمفهوم “إسرائيل الكبرى” نقاشًا واسعًا، لما تترتب عليه من دلالات خطيرة تمس استقرار المنطقة وتهدد مستقبل العلاقات مع دول الجوار.
أحمد فؤاد أنور: “إسرائيل الكبرى” وهم بلا سند تاريخي أو ديني ومحاولة لابتزاز مصر بمخطط التهجيرقال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات الإسرائيلية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الجانب الإسرائيلي ينتهك اتفاقية السلام بصورة واضحة، موضحًا أن الاتفاقية قائمة على مبدأ تطبيع العلاقات وإعادة الحقوق الفلسطينية، غير أن ما يحدث الآن يتعارض كليًا مع ذلك.
وأضاف أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إيمانه بفكرة إسرائيل الكبرى أو أرض إسرائيل الكاملة تمثل اعتداءً على سيادة دول الجوار، بما في ذلك الأردن ولبنان ومصر، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة لا تملك حدودًا واضحة وتفتح الباب لمزيد من التوسع والاعتداءات.
وأكد أن ما يطرحه نتنياهو يشكل استفزازًا للرأي العام المصري، ويكشف الوجه الحقيقي للاحتلال بعيدًا عن الادعاء بمحاربة غزة أو حماس فقط، لافتًا إلى أن الحديث عن احترام إسرائيل لاتفاقية السلام في ظل هذه الأجواء غير منطقي على الإطلاق.
وشدد على أن هذه التصريحات تمثل محاولة للضغط على مصر ومساومتها من خلال ورقة التهجير، حيث تحلم إسرائيل بتهجير سكان غزة بل وتمتد أطماعها إلى أراضي 48، على أمل أن تقبل القاهرة أو تشارك في هذا المخطط ولو بشكل غير مباشر.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يقودها نتنياهو هي في حقيقتها حكومة خراب تسيطر عليها جماعة كاخ الإرهابية، حتى وفقًا للقانون الإسرائيلي نفسه، معتبرًا أن هذه الأجواء غير مسبوقة وتشكل معركة وعي حقيقية تتطلب التصدي لها.
وتابع بالتأكيد على أن إسرائيل تحاول شن حرب نفسية وزرع الفتن الداخلية والتشكيك في الأنظمة، داعيًا إلى ضرورة الانتباه لهذه المخططات وفضح كل من يتعاون معها.
وقال إن علم الآثار في حد ذاته لا يساند مزاعم الاحتلال حول ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى”، موضحًا أن الذكر الوحيد لبني إسرائيل على الآثار المصرية ورد في لوحة “مرنبتاح” ابن رمسيس الثاني، والتي تحدث فيها عن هزيمتهم وإبادتهم للدرجة التي وصف فيها أنهم “لم يعد لهم زرع”.
وأوضح أن النقش الوارد في اللوحة المصرية القديمة يتحدث عن مجموعة بشرية أو قبيلة وليس عن كيان سياسي أو مملكة، وهو ما ينسف الادعاء الإسرائيلي بوجود دولة تاريخية لليهود في هذه المنطقة.
وأضاف أن النصوص الدينية اليهودية نفسها، وتحديدًا في سفر التثنية، تتحدث عن وعد الله لسيدنا إبراهيم بالأرض، إلا أن هذا الوعد كان مشروطًا، وهو ليس حكرًا على قوم بعينهم، بل يخص جميع نسل سيدنا إبراهيم.
وأكد أن الادعاء بأن يهودًا قدموا من أمريكا أو روسيا أو إثيوبيا هم من نسل إبراهيم أمر مشكوك فيه تمامًا، في حين أن شعوب المنطقة، وعلى رأسها المصريون والعرب، هم الامتداد الحقيقي لنسل إبراهيم عليه السلام.
وأختتم تصريحاته قائلا أن الأرض في حقيقتها هي أرض “أبي الأنبياء” إبراهيم، وبالتالي فهي ملك لجميع نسله وأتباعه، وليس من المنطقي أن تحتكرها مجموعة ادعت الانتماء، في حين أن الواقع التاريخي والآثاري والديني ينفي ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل الكبرى دول الجوار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحقوق الفلسطينية أرض إسرائيل إسرائیل الکبرى
إقرأ أيضاً:
قيادية بالمؤتمر: تصريحات نتنياهو بشأن إسرائيل الكبرى استفزاز لمشاعر الشعوب العربية والإسلامية
أعربت المستشارة محبوبة شبكة، القيادية بحزب المؤتمر، عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للتصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدة أن هذه التصريحات تمثل استفزازًا واضحًا لمشاعر الشعوب العربية والإسلامية، وتتنافى مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وأكدت أن مثل هذه التصريحات من شأنها أن تزيد من حدة التوتر في المنطقة، وتعرقل أي مساعٍ جادة لتحقيق السلام العادل والشامل، مشيرة إلى أن المواقف الرسمية لحزب المؤتمر تنحاز دائمًا إلى دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ورفض كل أشكال الاحتلال والاستيطان.
وحملت شبكة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه التصريحات، وما قد ينتج عنها من تصعيد أو زعزعة للاستقرار الإقليمي، مشددة على أن استمرار السياسات العدوانية والاعتداءات المتكررة لن يحقق الأمن أو الاستقرار، بل سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ويقوّض أي جهود دولية لحل الصراع.
كما دعت المستشارة محبوبة شبكة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية إلى الاضطلاع بدورهم في حماية الشعب الفلسطيني، والعمل على وقف كافة الانتهاكات التي يتعرض لها، مؤكدة أن دعم حقوق الفلسطينيين واجب أخلاقي وإنساني قبل أن يكون التزامًا قانونيًا.
واختتمت بالتأكيد على أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.