الجزيرة:
2025-12-15@04:57:07 GMT

العراق يضع حجر أساس مدينة الذهب العالمية

تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT

العراق يضع حجر أساس مدينة الذهب العالمية

بغداد- يسعى العراق لإحداث نقلة نوعية في قطاع صناعة الذهب من خلال إنشاء مدينة الذهب العالمية في العاصمة بغداد، التي تأتي ضمن أهداف البرنامج الحكومي لدعم التنمية الصناعية وتوفير فرص عمل، فضلا عن توطين صناعة الذهب والمجوهرات وتعزيز الإنتاج المحلي.

وحسب وزارة التجارة العراقية، ستمثل المدينة منظومة متكاملة تشمل وحدات صناعية متخصصة، ومراكز تدريب متطورة لصياغة الذهب وفقًا للمعايير العالمية، فضلا عن أسواق وبورصة للمعادن الثمينة.

خطوات الإطلاق

قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة، محمد حنون لـ(الجزيرة نت) إن المجلس الوزاري للاقتصاد وافق مبدئيا على إنشاء مدينة الذهب وفق مخططات معمارية حديثة، مشيرا إلى أن الوزارة تقوم بمتابعات جدية وإجراءات مهمة لتخصيص الأرض وإصدار الإجازات الاستثمارية اللازمة للمشروع.

وتتولى وزارة التجارة، بصفتها الجهة التي قدمت المقترح، مسؤولية الإشراف المبدئي والتنسيق مع الهيئة الوطنية للاستثمار لاستكمال تخصيص الأراضي وإصدار الإجازات، إضافة إلى الإشراف التنفيذي والهيكلة الاستثمارية بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، وفق حنون.

وأوضح حنون أن مدينة الذهب ستقام ضمن المدينة الاقتصادية المتكاملة التي يجري إعدادها في بغداد، مبينا أن هذه المدينة ستكون مركزا اقتصاديا متكاملا يضم جميع الأنشطة الاقتصادية، وستتمتع بموقع إستراتيجي قريب من الطرق الرئيسية والخدمات اللوجستية والمناطق الصناعية المخططة بما يسهل الوصول إلى الأسواق المحلية والإقليمية، ويوفر الخدمات اللوجستية الضرورية للمصدرين والمصنعين.

صائغ عراقي يعمل على قطعة من المجوهرات في ورشة عمل في متجره في بغداد (رويترز)العلاقة بالبنك المركزي

شدد حنون على أن مدينة الذهب لن تؤدي أي دور موازٍ أو شبيه بإدارة العملة التي يقوم بها البنك المركزي العراقي، مؤكدا أن البنك هو المسؤول الوحيد عن السياسة النقدية وإدارة العملة واحتياطيات الذهب، أما مدينة الذهب، فستخضع لتنظيمات رقابية صارمة منها:

إعلان وضع ضوابط واضحة لضبط جودة العيار والوزن، وحماية المستثمرين. مكافحة غسل الأموال حيث ستُطبق آليات صارمة لمراقبة مصادر الذهب وسجلات التداول. اعتماد شهادات عيار ومختبرات معترف بها دوليا. إنشاء بورصة شفافة لتنظيم تسعيرة التداولات. الجدول الزمني

أفاد حنون بأن الفترة الزمنية المتوقعة لتنفيذ المشروع تتراوح بين سنتين إلى 5 سنوات للوصول إلى التشغيل الكامل، بعد بدء التشغيل الجزئي التدريجي، موضحا أن هذه الفترة تقديرية وليست رسمية، نظرًا لطبيعة المشروع الذي يتطلب عدة مراحل، بدءًا من تخصيص الأرض، وعقود الاستثمار، وتجهيز البنى التحتية، وانتهاءً بإنشاء المصانع والمختبرات.

وأكد حنون أن الحكومة تتخذ إجراءات مهمة لضمان مصداقية المشروع وتنافسيته، وهي:

إطار تشريعي وتنظيمي واضح من خلال وضع قوانين للتراخيص، ومعايير الصناعة، وآليات الرقابة على الجودة. مكافحة غسل الأموال والشفافية وتطبيق آليات صارمة لمراقبة مصادر الذهب والتعاون مع الجهات الأمنية لمنع التهريب. اعتماد معايير وشهادات دولية لضمان تصدير منتجات مطابقة للمواصفات العالمية. حوافز استثمارية وتوفير تسهيلات وإجازات استثمارية لجذب الشركات. مراكز تدريب لإعداد كوادر متخصصة في صياغة الذهب وفق المعايير العالمية. بورصة ذهبية شفافة تعمل على تنظيم التداولات وقواعد الإدراج لتعزيز ثقة المتعاملين. حوكمة وإشراف مستقل عبر إنشاء هيئة رقابية خاصة للمدينة تضم ممثلين عن الوزارة وهيئة الاستثمار والبنك المركزي. احتياطي العراق

أكد المستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، أن احتياطي العراق الرسمي من الذهب لدى البنك المركزي يبلغ حاليا قرابة 163 طنا.

وقال صالح لـ(الجزيرة نت) إن هذا الاحتياطي يُعد مكونا مهما ضمن إجمالي الاحتياطيات الأجنبية للبلاد، والتي تقترب قيمتها الإجمالية من 100 مليار دولار. وتتكون هذه الاحتياطيات من عملات أجنبية رئيسية مثل الدولار واليورو واليوان الصيني والجنيه الإسترليني والين الياباني، بالإضافة إلى الذهب.

ورأى أن مشروع مدينة الذهب العالمية في بغداد يمثل نقلة نوعية في الرؤية الاقتصادية للعراق منوها بأنه: "لا يقتصر على الجانبين الجمالي أو التجاري، بل هو محرك تنموي إستراتيجي ضمن توجه وطني أوسع يهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة العراق في سلاسل القيمة الإقليمية، خاصة في الصناعات الحرفية عالية الربحية".

وأشار إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار خطة الحكومة العراقية لتنشيط القطاع الخاص، وتحفيز التصنيع المحلي، وتحقيق تكامل الاقتصاد العراقي مع محيطه الإقليمي والدولي، ويهدف هذا التوجه إلى تعزيز الاستقرار المالي وتوليد مصادر دخل جديدة قائمة على المعرفة والإبداع والحرفية، وفق صالح.

وتوقع صالح أن يسهم المشروع في تنظيم سوق الذهب، وحوكمة التبادل التجاري، وحماية الثروة الوطنية من التهريب وفقدان القيمة.

وتابع: "من المتوقع أن يُقام المشروع في العاصمة بغداد، في موقع قريب من المراكز التجارية والصناعية لضمان ربط لوجستي فعال، وتسهيل الاستثمار والتوزيع على المستويين المحلي والإقليمي".

أثر المشروع

أكد صالح على الأثر الاقتصادي والاجتماعي للمشروع إذ يوفر التالي:

إعلان فرص عمل لآلاف الشباب العراقيين، خصوصا الحرفيين المهرة. تحويل العراق من مجرد سوق استهلاك للذهب إلى مركز إنتاج وتصدير ذي قيمة مضافة. المساهمة في تقليل الاعتماد على النفط. تنويع القاعدة الإنتاجية الوطنية من خلال استثمار الإمكانات الكامنة في الصناعات الصغيرة والمتوسطة ذات الطابع الحرفي والثقافي المرتبطة بجذور حضارية عميقة.

وفي الربع الأخير من عام 2024، نما احتياطي البنك المركزي العراقي من الذهب 45.1%، وفق البيانات الرسمية.

وارتفعت قيمة هذه الاحتياطيات من حوالي 9.31 مليارات دولار (12.29 تريليون دينار) إلى ما يقارب 13.507 مليار دولار (17.83 تريليون دينار).

صائغ عراقي يصب الذهب في قالب في ورشة عمل ببغداد (رويترز)ملاذ آمن

أكد الخبير الاقتصادي الدكتور صفوان قصي، أن العراق في أمسّ الحاجة لإنشاء أسواق متخصصة لجميع أنواع المعادن، وعلى وجه الخصوص الذهب.

وقال قصي لـ(الجزيرة نت) إن هذه الأسواق ستمكّن الجهات المعنية من التحكم بشكل أفضل في كميات الذهب المستوردة ومراقبة المشترين، مما يساهم في منع استخدامه في عمليات غسل الأموال.

وأشار قصي إلى أن الطلب المحلي المتزايد على الذهب، سببه قلق المواطنين من تقلبات سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، ما يدفعهم للبحث عن ملاذ آمن لمدخراتهم، موضحا أن هذه الأسواق المتخصصة تعد خطوة أساسية للاستفادة من هذا الطلب، خاصةً فيما يتعلق بتخزين الذهب الخام من مصادر محددة.

وأضاف قصي أن تأسيس هذه الأسواق سيمهد الطريق لاحقًا لإنشاء أسواق متخصصة لتصنيع الذهب على مستوى جميع المعامل المسجلة في العراق، ما من شأنه تعزيز قدرة البلاد على استقطاب رؤوس الأموال، وزيادة مستوى ونوعية التصنيع لتلبية أذواق المستهلكين العراقيين، وفتح الباب أمام إعادة تصدير المصوغات الذهبية إلى دول المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات البنک المرکزی مدینة الذهب

إقرأ أيضاً:

إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي

12 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلان الكونغرس الأمريكي، في خطوة تاريخية، إلغاء التفويضات العسكرية للحرب في العراق، لم يكن مجرد إجراء برلماني روتيني، بل انعكاساً مباشراً لتحول جذري في ديناميكيات العلاقات الخارجية العراقية، حيث برز نهج دبلوماسي في السنتين الاخيرتين، يعيد رسم ملامح بغداد على الخارطة الدولية بألوان أكثر هدوءاً وثقة.

وشكّل هذا النهج، في حقبة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، نموذجاً لإدارة التوترات الإقليمية بعيداً عن صخب التصريحات الحادة، إذ اعتمد على توازن دقيق بين المصالح الوطنية والشراكات الدولية، مما أعاد بناء جسور انهارها عقود من النزاعات والعقوبات، ودفع اللاعبين الدوليين إلى إعادة تقييم صورة العراق كدولة ناشئة من رماد الحروب.

من جانب آخر، أدت حوارات الحكومة الهادئة، التي ركزت على قضايا الاستقرار الاقتصادي والأمني، إلى ترسيخ قناعة عالمية بأن بغداد لم تعد مجرد ملف أمني مشحون، بل شريكاً مسؤولاً يساهم في تهدئة التوترات الإقليمية، خاصة في ظل التحديات المستمرة مع الجماعات المسلحة والضغوط الخارجية، حيث أصبحت الزيارات الدبلوماسية المحسوبة أداة لتعزيز الثقة المتبادلة مع واشنطن وجيرانها.

وقال تحليل ان إلغاء التفويضات الأمريكية لعامي 1991 و2002، الذي مرر بأغلبية ساحقة في مجلس النواب بنتيجة 261 صوتاً مقابل 167، وانتظاراً للمصادقة النهائية في السناتور، يُعد أولى الثمار الملموسة لهذا النهج، إذ يعترف به كإشارة إلى نضج العراق السياسي، ويفتح صفحة جديدة تعتمد على الشراكة المتكافئة بدلاً من إرث الغزوات والاحتلال، مع الحفاظ على التعاون الأمني ضد التهديدات المشتركة مثل داعش.

أما في السياق الأوسع، فإن هذه الدبلوماسية الناعمة، التي تجمع بين الثبات الداخلي والانفتاح الخارجي، غيّرت مواقف داخل الكونغرس نفسه، حيث أقنعت حتى بعض الجمهوريين المحافظين بأن العراق اليوم يمثل عنصراً من استقرار الشرق الأوسط، لا مصدراً للقلق الأبدي، مما يعزز مكانة بغداد كوسيط إقليمي فعال في قضايا الطاقة والأمن.

و يظل التحدي في ترجمة هذا النجاح إلى استثمارات اقتصادية مستدامة وإصلاحات داخلية، ليصبح العراق نموذجاً للانتقال السلمي في منطقة مليئة بالتوترات، حيث يُظهر هذا الإنجاز كيف يمكن للصبر الدبلوماسي أن يحوّل الإرث المرير إلى فرصة للتعاون المستقبلي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يعلن من بغداد انتهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
  • تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية
  • غوتيريش: نغلق اليوم إحدى صفحات التعاون مع العراق ونفتح أخرى
  • رئيس الوزراء العراقي: حققنا الأمن والاستقرار في البلاد رغم التحديات
  • غوتيريش يصل بغداد للمشاركة في احتفال بانتهاء مهام بعثة يونامي
  • مخاوف إنسانية وسياسية بعد الرحيل الأممي عن العراق
  • ارتفاع كبير بأسعار الذهب في بغداد وأربيل
  • وزير الإدارة المحلية يتفقد مشروع إحياء وسط مدينة إربد
  • رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا
  • إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي