أهل الجنة.. تعرف على صفات وجوههم والنعيم الذى سيكونون فيه
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
الجنة هي الغاية التى يبتغيها كل مسلم، فهى دار البقاء والنعيم الأبدي، وقد جاء وصفها ووصف حال أهلها بشكل دقيق فى كتاب الله يجعل الكل يشتاق إليها وإلى نعيمها.
ولم يذكر الله مساكن وطعام وشراب أهل الجنة فقط، بل بين أيضا صفات وجوههم التي تحمل علامات الرضا، والسعادة، والنضارة.
ووعد عباده المؤمنين بدخولها لينعموا بجمالها ويبتهجوا بحسنها ويقيموا في ظلها وينالوا فيها كل ما تشتهيه أنفسهم وتقر به أعينهم، ثوابًا من الله تعالى بسبب ما قاموا به من أعمال حسنة طيبة، قال الله تعالى: «تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا»، قوله تعالى «أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»، وقوله تعالى «وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ».
وفى السطور القادمة سنذكر وصف الجنة ووجوه أهلها وطعامهم وشرابهم.
وصف وجوه أهل الجنة كما جاء فى القرآن الكريم
- قال تعالى فى سورة الغاشية (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ).
فأكثر ما يميز وجوه أهل الجنة هو ما تعكسه من البشارة والفرح، حيث إن كلمة ناعمة لا تعني مجرد النعومة الحسية، بل تشير إلى النعيم الشامل والبهجة التي يغمرهم.
فوجوه المؤمنين ستكون في حالة من النعيم والبهجة والسرور، وتظهر عليها آثار الرضا والسعادة، وذلك حسب تفسير ابن كثير.
فنعومة الوجه هنا انعكاس لنعيم القلب والروح، أما كلمة راضية، فالرضا أعلى درجات السعادة.
ففوزهم أهل الجنة بها يجعلهم في حالة رضا تام عن حياتهم وعملهم في الدنيا.
- كما جاء فى سورة عبس (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ).
فمسفرة أي مستنيرة، والمعنى أنها مشرقة ومضيئة.
هذا الإشراق ليس من مصدر خارجي، بل هو نور يخرج من داخلهم، نتيجة لإيمانهم وتقواهم.
(ضاحكة مستبشرة) أي مسرورة فرحة من سرور قلوبهم قد ظهر البشر على وجوههم.
فهذه الكلمات تؤكد حالة الفرح والسعادة الغامرة التي يعيشونها، فضحكهم وبشاشتهم هما تعبيران عن سرورهم بما وصلوا إليه من النعيم.
- وجاء فى سورة القيامة أن وجوه أهل الجنة ستكون ناضرة مشرقة، حيث قال تعالى(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (الآية 22-23).
وهنا تتجلى معاني النضارة والجمال في وجه المؤمنين الذين ينظرون إلى ربهم، وهذا أعظم النعيم على الإطلاق، ما يعكس نعمة الله عليهم، فجمال وجوههم مرتبط بنعيم رؤية الله عز وجل، وهو ما يزيد وجوههم نضارة وجمالًا.
فصفات وجوه أهل الجنة تتجاوز هنا مجرد البشارة إلى الإشراق والجمال الباهر.
- وجاء فى سورة أل عمران أن وجوههم ستكون بيضاء لامعة.
قال تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
وابيضاض الوجوه ليس لونًا فقط، بل هو علامة شرف وعز وفرح، جزاءً على أعمالهم الصالحة، وهو عكس اسوداد وجوه أهل النار الذي يدل على الهم والحزن والكرب.
وصف الجنة
وورد في وصف الجنة أنه لا مثيل لها، هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة ناضجة, وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الجنة على درجاتٍ أو مراتب يرتقي بها المؤمن حسب درجة إيمانه وعمله، وهي على مائة درجةٍ أدناها منزلة كمن يملك مُلك عشرة أمثال أغنى ملوك الأرض.
جناتٌ عرضها السموات والأرض تحتوي على ما لذّ وطاب من مختلف أشكال وأنواع الطعام.
يجلس أهل الجنة على الأرائك متكئين في قصورٍ تجري من تحتهم الأنهار.
في الجنة أنهارٌ وعيونٌ تنبع من الفردوس الأعلى، ووردت أسماء بعضٍ منها مثل:
أنهار الجنة
نهر الكوثر: وهو نهرٌ في الجنة أُعطيَ لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يشرب منه المسلمون في الموقف العظيم يوم القيامة يشربون منه شربةً لا يظمؤونبعدها أبدًا، ووصف نبيّنا الكريم ماء هذا النهر بأنه أشد بياضًا من الثلج، وأحلى من السكر، وأوانيه من ذهبٍ وفضةٍ.
نهر البيدخ: يغمس الشهداء في ماء هذا النهر فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر، وقد تخلّصوا من كل أذى في الدنيا.
نهر تسنيم: ماء هذا النهر من الرّحيق المختوم.
عين سلسبيل: ماؤها ممزوجٌ بالزّنجبيل "عينًا مزاجها الكافور"، وهو شراب الأبرار.
يأكل أهل الجنّة ما طاب لهم من لحم الطير، ومن الفواكه ما تشتهيه أنفسهم.
أشجار الجنة
شجرة طوبى: قال الرّسول -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الشجرة بأنها تشبه شجرة الجوز.
سدرة المنتهى: وهي شجرةٌ عظيمةٌ تحت عرش الرحمن الرحيم، تخرج من أصلها أربعة أنهارٍ، وهي مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ومعه أطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغارٌ؛ إذ يرعاهم كأبٍ لهم جميعًا، وأوراق هذه الشجرة تحمل علم الخلائق.
أشجارٌ من جميع أنواع الفواكه لا يعلمها إلا الله تعالى.
طعام وشراب أهل الجنة:
وصف الله تعالى طعام أهل الجنة وبين أن فيه من أنواع الملذات ما تشتهيه الأنفس وتلذ به الأعين، في آيات كثيرة من القرآن الكريم.
يقول الله تعالى: «لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ» أي مهما طلبوا وجدوا من جميع أصناف الملاذ»، ويقول تعالى: «وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ»، وغير ذلك من الآيات التي تخبر بأن ثمار الجنة وطعامها كثير ومتنوع.
يقول تعالى: «فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ»، وهذه الطعوم والثمار تكون قريبة دانية من أهل الجنة تقدم إليهم وهم مكرمون، يقول تعالى: «أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ».
يتفضل الله تعالى على أهل الجنة بألذ الشراب وأطيبه، يقول تعالى في وصف شرابهم: «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى» وقال تعالى: «يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ»، أي يتعاطون فيها كأسا أي من الخمر، لا يتكلمون فيها بكلام لاغ أي هذيان ولا إثم أي فحش كما يتكلم به الشربة من أهل الدنيا».
درجات أهل الجنة
يخبرنا الله تعالى أن الجنة درجات بعضها فوق بعض وأن لكل مؤمن درجة خاصة على حسب إيمانه وطاعته وأعماله الصالحة، قال تعالى: «وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ»، يقول القرطبي في تفسير هذه الآية: «وفي هذا ما يدل على أن المطيع من الجن في الجنة والعاصي منهم في النار كالإنس سواء وهو أصح ما قيل في ذلك فاعلمه ومعنى ولكل درجات أي ولكل عامل بطاعة درجات في الثواب ولكل عامل بمعصية دركات في العقاب».
ويقول ابن كثير «أي ولكل عامل في طاعة الله أو معصيته مراتب ومنازل من عمله يبلغه الله إياها ويثيبه بها إن خيرا فخير وإن شرا فشر». ويؤكد هذا قوله تعالى: «وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ»، فأهل الجنة يتفاوتون في الدرجات فيرى الذي هو فوق فضله على الذي هو أسفل منه ولا يرى الذي هو أسفل منه أنه فضل عليه أحد ويوضح هذه الدرجات ويفسرها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله «في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة ومن فوقها يكون العرش فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس».
وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين».
مساكن أهل الجنة
إن الله تعالى قد وعد عباده المؤمنين الصالحين المتقين بمساكن طيبة في الجنات ثوابًا على أعمالهم الصالحة في الدنيا.
يقول الله تعالى: «وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ»، وبين الله تعالى بأن هذه المساكن غرف مبنية بعضها فوق بعض، يقول الله تعالى: «لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ»، «أخبر عز وجل عن عباده السعداء أن لهم غرفا في الجنة وهي القصور أي الشاهقة «مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ» طباق فوق طباق مبنيات محكمات مزخرفات عاليات».
وصف الله تعالى هذه المساكن بأنها طيبة حسنة جميلة بقوله تعالى: «وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»، كما وصف بأن أهل الجنة سوف يكونون في أمن وسلامة ولا يخافون شيئا في الجنة وفي مساكنهم التي يسكنونها، قال تعالى: «زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ» أي هم في منازل الجنة العالية آمنون من كل بأس وخوف وأذى ومن كل شر يحذر منه.
كما أخبرنا الله تعالى أن أهل الجنة يدخلونها ويتعرفون على مساكنهم فيها كأنهم قد سكنوها قبل ذلك.
يقول تعالى «وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ»، قال "مجاهد" في تفسيره للآية: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم، وحيث قسم الله تعالى لهم منها، لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا، لا يستدلون عليها أحدًا. وبذلك يحيا المؤمنون في الجنة وقصورها ومساكنها حياة سعيدة هادئة طيبة يقيمون فيها أبدا ولا يبغون عنها حولا.
أفضل ما يُعطاه أهل الجنة
وأفضل ما يعطاه أهل الجنة من النعيم هو رضوان الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم، وقد صرح الحق تبارك وتعالى برؤية العباد لربهم في جنات النعيم بقوله «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ»، والكفار والمشركون يحرمون من هذا النعيم العظيم، والتكرمة الباهرة، قال تعالى «كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى»، زاد في رواية: «ثم تلا هذه الآية: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ»، وقد فسرت الحسنى بالجنة، والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، كما يشير إليه الحديث.
صحبة أسرهم وأهل مودتهم:
بشر الله تعالى ووعد عباده الأبرار المتقين الصالحين بأنه يجمعهم بأسرهم وأهل مودتهم في الجنة، كما قال تعالى: «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ»، قال ابن كثير: أي يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الآباء والأهلين والأبناء، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين؛ لتقر أعينهم بهم، حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى، من غير تنقيص لذلك الأعلى عن درجته، بل امتنانًا من الله وإحسانًا، كما قال تعالى: «وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ وَأَمْدَدْنَاهُمْ» وقال في تفسير هذه الآية «يخبر تعالى عن فضله وكرمه، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه: إن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يلحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم، لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته، للتساوي بينه وبين ذاك؛ ولهذا قال: «أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ».
خلود النعمة:
يقرر القرآن الكريم في كثير من الآيات بأن نعم الدنيا فانية، ونعم الآخرة باقية أبدية، لذلك سمى الله تعالى ما زين للناس من زهرة الدنيا متاعًا، لأنه يتمتع به ثم يزول، أما نعيم الآخرة فهو باق، ليس له نفاد، كما قال تعالى: «مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ».
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أهل الجنة وصف الجنة أنهار الجنة صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم یقول تعالى الله تعالى قال تعالى فی الجنة ع م ل وا فى سورة أ ول ئ ک أ ن ه ار الجنة أ جاء فى
إقرأ أيضاً:
عن حرب أكتوبر.. أمين الفتوى: ليست مجرد نصر عسكري
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أهم الدروس المستفادة من نصر أكتوبر أن هذا اليوم ليس مجرد ذكرى عسكرية، بل هو يوم من أيام الله ينبغي تذكّر نعمته على الأمة، ومصدر فخر واعتزاز لكل مصري، مشيرًا إلى أن النصر هو توفيق من الله لعباده المؤمنين الذين توكلوا عليه وأخذوا بالأسباب.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال تصريح، أن يوم السادس من أكتوبر يُعد من العلامات العظيمة التي تظهر كيف أن المصريين، رجالًا ونساءً وأجيالًا متلاحمة، يظلون لحمة واحدة مهما اشتدت الفتن، وأن الله سبحانه وتعالى جعل هذا النصر علامة من علامات النبوة، كما ورد في أحاديث النبي ﷺ: "ستفتحون بعدي مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فإنهم خير أجناد الأرض".
نصر عظيموأضاف الشيخ وسام أن هذا النصر العظيم يجسد فلسفة الوحدة والتوكل على الله والأخذ بالأسباب، مؤكدًا أن المصريين عبر التاريخ كانوا مثالًا للتضامن والوعي الوطني، وأن الاحتفاء بذكراه سنويًا ليس مجرد احتفال، بل درس مستمر في الصبر، والإخلاص، والعمل الدؤوب من أجل بناء الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره.
وأشار إلى أن مصر بلد الأمن والرزق، وأن الله قد خصها بالبركة والتنوع، لذا فإن كل مصري مطالب بالتمسك بالقيم التي جسدها نصر أكتوبر، وهي العمل معًا بروح الفريق الواحد، والتوكل على الله، والسعي بالأسباب لبناء الوطن والمجتمع، مؤكدًا أن الدروس المستفادة من هذا النصر يجب أن تستمر في كل جيل، ليظل الشعب المصري صامدًا ومتماسكًا مهما كانت الظروف.
أسباب نصر أكتوبركشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن 7 أسباب لنصر السادس من أكتوبر، تزامنا مع الاحتفال بالذكرى المجيدة والانتصار على الأعداء.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن هذه الأسباب كالآتي :
- الإيمان بالله، لقوله تعالى {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]
- التأييد من الله، لقوله تعالى {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران: 160]
- نصرة الدين والحق، لقوله تعالى {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: 40]
- حسن الإعداد، لقوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60]
- وحدة الصف، لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]
- الثبات عند اللقاء، لقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]
- دعاء الضعفاء، لقوله تعالى «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟!» [أخرجه البخاري].
جيش مصر خير أجناد الأرض