هل يتكرر سيناريو 2000؟.. مخاوف من انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي في أسواق المال العالمية
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
تتزايد المخاوف في أسواق المال العالمية من انهيار وشيك في أسعار الأسهم، قد يبدأ بتراجع بسيط ثم يتحول إلى هبوط حاد عندما تبدأ موجة الحماس الهائلة حول عجائب الذكاء الاصطناعي في التلاشي.
شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية تراجعات في الأسابيع الأخيرة، وتشير التوقعات إلى أن الأرقام السلبية قد تصبح هي القاعدة قبل نهاية الشهر.
يعيد المشهد إلى الأذهان سيناريو عام 2000 وانفجار فقاعة "الدوت كوم"، وقد يكون مؤلمًا بنفس القدر، حيث قد يتخلى المستثمرون عن شركات بدت واعدة على الورق لكنها تحولت فجأة إلى عبء مالي ضخم.
محاولات "الفيدرالي الأمريكي" لتهدئة المخاوففي محاولة لتهدئة الأعصاب، تحدث جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، يوم الجمعة في الملتقى السنوي لمحافظي البنوك المركزية. وأشار باول إلى أن "الفيدرالي" مستعد للمساعدة في دعم الاقتصاد الذي يعاني من حالة عدم اليقين، وأعطى الأسواق إشارة إلى أن أسعار الفائدة قد تنخفض، مما يخفف الضغط على الشركات المثقلة بالديون.
ويولي باول اهتمامًا خاصًا بأسواق الأسهم الآن، حيث يتم استثمار جزء كبير من معاشات التقاعد الشخصية في الولايات المتحدة مباشرة في شركات التكنولوجيا التي ضخت استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي دون أن تحقق دولارًا واحدًا من الأرباح بعد.
جاءت الصدمة الأكبر من تقرير حديث لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، كشف أن 95% من الشركات المستثمرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي لم ترَ أي عوائد مالية بعد.
وتزامن هذا الكشف مع تحذير من سام ألتمان، رئيس شركة OpenAI (مالكة ChatGPT)، الذي وصف تقييمات بعض الشركات بأنها "جنونية". وقد أدت هذه التصريحات إلى عمليات بيع حادة، حيث هوى سهم شركة Palantir بنسبة 10%، وتراجعت أسهم Nvidia وArm وOracle وغيرها من الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
هل تنجو الشركات الكبرى من العاصفة؟رغم هذه المؤشرات المقلقة، قد يكون سحب الاستثمارات بالكامل قرارًا غير حكيم. فالاستثمارات الضخمة من قبل عمالقة مثل جوجل وميتا ومايكروسوفت حقيقية، وبدأت تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل "Copilot" تترسخ بالفعل في حياة المكاتب وتؤدي مهامًا فعلية.
يشير هذا الاتجاه إلى وجود "هبوط ناعم" محتمل لصناعة التكنولوجيا، حتى مع انهيار الشركات الأصغر والأكثر اعتمادًا على المضاربة. بل إن أي تراجع في السوق قد يساعد الشركات الكبرى على الاستحواذ على التقنيات الجديدة من حطام الشركات الفاشلة وبأسعار زهيدة.
فشركات مثل Palantir وNvidia، رغم تقييماتها المرتفعة بشكل جنوني، من غير المرجح أن تفلس حتى في أسوأ العواصف.
الخلاصة: الذكاء الاصطناعي باقٍعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد يكون سيئًا للبشرية على المدى الطويل في ظل غياب التنظيم الفعال، إلا أنه كفكرة استثمارية، لن يختفي. فالتكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد، وستبقى كذلك، سواء حدث انهيار في الأسهم أم لا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي شركات التكنولوجيا البنك المركزي الأمريكي الذکاء الاصطناعی فی بالذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
دونالد ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لمنع الولايات الأميركية من تطبيق لوائحها الخاصة بالذكاء الاصطناعي
طالب أعضاء في الكونغرس من الحزبين، ومعهم منظمات الحريات المدنية وحقوق المستهلك، بمزيد من تنظيم الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أن الرقابة على هذه التكنولوجيا غير كافية.
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يستهدف منع الولايات من صياغة لوائحها الخاصة بالذكاء الاصطناعي (AI)، قائلا إن هذه الصناعة المتنامية مهددة بأن يخنقها خليط من القواعد المرهِقة، بينما تخوض معركة على الصدارة مع منافسين صينيين.
ضغط أعضاء الكونغرس من الحزبين، إلى جانب جماعات الحريات المدنية وحقوق المستهلك، من أجل مزيد من التنظيم للذكاء الاصطناعي، قائلين إنه لا توجد رقابة كافية على هذه التقنية القوية.
لكن ترامب قال للصحفيين في المكتب البيضاوي يوم الخميس إن "سيكون هناك فائز واحد فقط" بينما تتسابق الدول للهيمنة على الذكاء الاصطناعي، وإن الحكومة المركزية في الصين توفر لشركاتها مكانا واحدا للحصول على الموافقات الحكومية.
قال ترامب: "لدينا استثمارات ضخمة في الطريق، لكن إذا كان عليهم الحصول على 50 موافقة مختلفة من 50 ولاية مختلفة، فانْسَ الأمر لأنه يستحيل فعل ذلك".
يوجه الأمر التنفيذي النائب العام إلى إنشاء فريق عمل جديد للطعن في قوانين الولايات، ويوجه وزارة التجارة لإعداد قائمة بالقواعد الإشكالية.
ويهدد أيضا بتقييد التمويل من برنامج نشر النطاق العريض وبرامج منح أخرى للولايات التي تعتمد قوانين للذكاء الاصطناعي.
قال ديفيد ساكس، وهو رأسمالي مخاطر لديه استثمارات واسعة في مجال الذكاء الاصطناعي ويتولى قيادة سياسات ترامب بشأن العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي، إن إدارة ترامب ستقاوم فقط "أمثلة التنظيم الأكثر إرهاقا على مستوى الولايات" لكنها لن تعارض "إجراءات سلامة الأطفال".
ما الذي اقترحته الولايات؟أربع ولايات هي كولورادو وكاليفورنيا ويوتا وتكساس، أقرّت قوانين تضع بعض القواعد للذكاء الاصطناعي عبر القطاع الخاص، بحسب الرابطة الدولية لمتخصصي الخصوصية.
تشمل تلك القوانين تقييد جمع بعض المعلومات الشخصية وفرض مزيد من الشفافية على الشركات.
تأتي هذه القوانين استجابةً لذكاء اصطناعي بات يتغلغل في الحياة اليومية بالفعل. فهذه التقنية تساعد في اتخاذ قرارات مؤثرة بالنسبة للأمريكيين، مثل من يحصل على مقابلة عمل، أو عقد إيجار شقة، أو قرض منزل، وحتى بعض أنواع الرعاية الطبية. لكن الأبحاث أظهرت أنها قد تخطئ في تلك القرارات، بما في ذلك عبر تفضيل جنس أو عرق بعينه.
وتلزم المقترحات الأكثر طموحا لتنظيم الذكاء الاصطناعي الشركات الخاصة بتوفير قدر من الشفافية وتقييم مخاطر التمييز المحتملة الناجمة عن برامجها القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وعلاوة على تلك القواعد الأوسع، نظّمت ولايات كثيرة في البلاد جوانب محددة من الذكاء الاصطناعي؛ فمثلا حظرت استخدام التزييف العميق في الانتخابات وفي إنتاج الإباحية دون موافقة، كما وضعت ضوابط لاستخدام الحكومة نفسها للذكاء الاصطناعي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة