ماذا ستجني أوغندا من استقبال المرحّلين من أميركا؟
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
في الوقت الذي تكثف فيه إدارة ترامب من حملات ترحيل المهاجرين غير القانونيين، والبحث عن دول ثالثة تكون وجهتهم، أعلنت الخارجية الأوغندية في بيان يوم الخميس الماضي، أنها وافقت على استقبال هؤلاء المهجرين الذين يرفضون العودة إلى بلدانهم الأصلية، وفقا لشروط محددة، حسب البيان.
هذا التقرير يناقش الأسباب التي جعلت أوغندا تدخل في اتفاق مع الولايات المتحدة لتكون طرفا ثالثا في أزمة المهاجرين غير القانونيين، وما الفوائد التي يمكن أن تجنيها كمبالا من هذا الاتفاق، لتنضم إلى الدول الأفريقية الأخرى التي قامت بنفس الخطوة.
ووفقا لتصريحات أدلى بها ميلوسي سيميلان، من مركز جنوب أفريقيا للتقاضي، فإن الولايات المتحدة تستغل دول القارة، وتعتبرها مكبا للنفايات، قائلا "إن واشنطن تركز على بعض البلدان التي تعاني من ضعف في القوانين، وحماية حقوق الإنسان".
فما الدوافع المحتملة التي جعلت أوغندا وبعض الدول الأفريقية تدخل في اتفاق مع واشنطن في استقبال المهاجرين، رغم أنها تعاني من اكتظاظ سكاني وانتشار للبطالة، وتوسع في قاعدة الفقراء.
ما مضمون الاتفاق بين أوغندا وواشنطن؟في بيان نشره يوم الخميس الماضي على منصة "إكس"، قال باغييري فنسنت وايسوا السكرتير الدائم لوزارة الخارجية الأوغندية، إن بلاده وافقت على ترتيب مؤقت مع الولايات المتحدة، من دون أن يذكر إطارا زمنيا محددا لبدء الترحيلات أو انتهائها.
وأوضح البيان، أن أوغندا لن تقبل أشخاصا لديهم سجلات جنائية أو قصرا غير مصحوبين، وأنها تفضل أن يكون المرحلون من جنسيات أفريقية، مؤكّدا أن الجانبين يعملان على وضع تفاصيل لتنفيذ الاتفاق الجديد.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ناقشا هاتفيا قضايا الهجرة والتجارة المتبادلة والعلاقات الاقتصادية.
وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد أسابيع من تكهنات في الإعلام الأوغندي عمّا إذا كانت كمبالا ستوافق على استقبال المرحّلين من الولايات المتحدة، مثل ما فعلت إسواتيني.
إعلانوفي البداية، نفى وزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي هنري أوكيلو أوريم الأمر، قائلا إن بلاده لا تمتلك منشآت كافية لاستيعاب المرحّلين.
وفي حديث لوكالة أسوشيتد برس، قال أوريم، إن بلاده تناقش مع واشنطن قضايا التأشيرات، والرسوم الجمركية، والأمور ذات الصلة، وليس مسألة الهجرة، ولكن بعد يوم من تصريحاته انقلبت الرواية.
ما الذي يمكن أن تجنيه أوغندا؟لم يذكر بيان وزارة الخارجية الأوغندية ما ستحصل عليك كمبالا مقابل استضافتها مواطني الدول الأخرى الذين قررت إدارة الرئيس ترامب التخلص منهم، غير أن تجارب دول أخرى مثل إسواتيني تشير إلى أن الحوافز قد تكون مرتبطة بتخفيض الرسوم الجمركية.
وتواجه أوغندا تعريفات جمركية بنسبة 15% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، في إطار حرب الرسوم التي أطلقها ترامب بعد مجيئه إلى البيت الأبيض بفترة وجيزة.
وقال مسؤولون حكوميون محليون إن هذه الرسوم تهدد صادرات البلاد، خاصة المنتجات الزراعية، وإن كمبالا ستسعى إلى التفاوض على صفقة أفضل.
وتاريخيا، كانت الولايات المتحدة وأوغندا تربطهما علاقات جيدة، وترسل واشنطن مساعدات متنوعة إلى كمبالا بشكل روتيني ودائم، لكنها توترت بعد إقرار أوغندا مشروع قانون مناهض للجنسية عام 2023.
وتصاعدت التوترات بين البلدين، حتى فرضت واشنطن قيودا على المساعدات الموجهة إلى أوغندا، واستبعدتها من برنامج "أغوا" للتجارة الحرة، كما علّق البنك الدولي قروضه عامين قبل أن يرفعها في يونيو/حزيران الماضي.
يرى حقوقيون أن صفقة المرحّلين قد تساهم في تحسين صورة أوغندا لدى الإدارة الأميركية، لكنها ستكون على حساب المرحّلين أنفسهم.
وقال محامي حقوق الإنسان نيكولاس أوبيو، إن صفقة المرحلين تتعارض مع مبادئ القانون الدولي لأنها نوع من الاتجار بالبشر.
هل تستضيف أوغندا لاجئين بالفعل؟تعتبر أوغندا أكبر بلد مضيف للاجئين في قارة أفريقيا، حيث تستضيف نحو 1.7 مليون لاجئ، معظمهم من جنوب السودان، والسودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقد أشادت الأمم المتحدة مرارا بسياسة أوغندا "التقدمية" تجاه اللاجئين، ومحافظتها على نهج الباب المفتوح لدول الجوار التي تعاني من الحروب والصراعات.
لكن نشطاء المعارضة يحذرون من سجل الحكومة السيئ في حقوق الإنسان، وأن تمنح الصفقة الجديدة مزيدا من الشرعية للنظام الذي يحكم البلاد بقيادة موسيفيني منذ 1986، ويتهم بقمع المعارضين والصحفيين بالاعتقال والتعذيب والاختطاف.
ما الدول الأخرى التي استقبلت مرحّلين من أميركا؟وليست أوغندا الدولة الأفريقية الوحيدة التي استقبلت مرحلين من الولايات المتحدة الأميركية، فقبلها جنوب السودان، ورواندا، التي استقبلت 250 مرحلا ووعدت بتوفير فرص عمل لهم.
كما استقبلت إسواتيني في يوليو/تموز الماضي مبعدين من الولايات المتحدة، من جنسيات مختلفة من ضمنها اليمن وفيتنام وكوبا، ومنهم من أدين بجرائم خطرة مثل الاغتصاب والقتل.
ومن خارج قارة أفريقيا، استقبلت السلفادور وكوستاريكا مئات من المرحلين مقابل مساعدات مالية من واشنطن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الولایات المتحدة المرح لین لین من
إقرأ أيضاً:
أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
ذكرت ستة مصادر مطلعة أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إدارة الحرب في غزة.
وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيرة أميركية فوق غزة، كانت تستخدمها الحكومة الإسرائيلية في ملاحقة الرهائن ومقاتلي حركة حماس.
وقال خمسة من المصادر إن هذا التعليق استمر لعدة أيام على الأقل.
وذكر اثنان من المصادر أن الولايات المتحدة قيّدت أيضا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في سعيها لاستهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة، ورفض المصدران تحديد متى اتخذ هذا القرار.
وأفادت مصادر بأن المسؤولين كانوا قلقين من إساءة معاملة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" للأسرى الفلسطينيين.
وذكرت ثلاثة من المصادر أن المسؤولين أبدوا قلقهم أيضا من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية.
وبموجب القانون الأميركي، يتعين على أجهزة المخابرات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي بلد أجنبي.
وأشار مصدران إلى أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودا وتكتيكيا، وأن إدارة بايدن ظلت تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل معلومات المخابرات والأسلحة.
ووفق المصادر فإن المسؤولين سعوا إلى ضمان أن تستخدم إسرائيل معلومات المخابرات الأميركية وفقا لقانون الحرب.
وأوضح مصدر مطلع أن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض.
ولفت مصدر آخر مطلع إلى أن أي طلبات من إسرائيل لتغيير طريقة استخدامها لمعلومات المخابرات الأميركية تتطلب تقديم ضمانات جديدة بشأن كيفية استخدامها لهذه المعلومات.
ولم تتمكن رويترز من تحديد تواريخ هذه القرارات أو ما إذا كان الرئيس جو بايدن على علم بها.
وبيّن مكتب الإعلام العسكري في إسرائيل أن التعاون الأمني ظل مستمرا بين إسرائيل والولايات المتحدة طوال فترة الحرب في غزة، دون أن يتطرق مباشرة إلى وقائع حجب معلومات المخابرات.
وكتب المكتب في رسالة بريد إلكتروني "استمر التعاون المخابراتي الاستراتيجي طوال فترة الحرب".
وحسبما ذكر لاري فايفر، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في جهاز الأمن القومي وفي "السي.آي.إيه"، فإنه من المعتاد أن تطلب الولايات المتحدة ضمانات ممن يحصلون على معلوماتها المخابراتية بأن أي معلومات يتلقونها لن تستخدم في انتهاك حقوق الإنسان "بأي شكل من الأشكال".
لكن خبراء قالوا إن حجب معلومات مخابراتية ميدانية عن حليف رئيسي، لا سيما خلال صراع، أمر غير معتاد ويشير إلى وجود توتر بين البلدين.
وفي حالة إسرائيل، تعد هذه الخطوة حساسة من الناحية السياسية أيضا نظرا للعلاقات الراسخة بين المخابرات الأميركية
والإسرائيلية، والدعم القوي الذي حظيت به إسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الصراع.
وبيّن دانيال هوفمان، المسؤول السابق عن العمليات السرية "للسي.آي.إيه" في الشرق الأوسط أن "تبادل معلومات المخابرات أمر مقدس، لا سيما مع حليف وثيق في منطقة مضطربة".
توسيع نطاق تبادل المعلومات المخابراتية بعد "هجوم حماس"
أكد مصدران أن بايدن وقع، بعد هجوم السابع من أكتوبر، مذكرة توجه أجهزة الأمن القومي الأميركية بتوسيع نطاق
تبادل معلومات المخابرات مع إسرائيل.
وأشارت ثلاثة مصادر مطلعة إلى أن الولايات المتحدة شكلت في الأيام اللاحقة فريقا من مسؤولي المخابرات ومحللين بقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) و"السي.آي.إيه" التي أطلقت طائرات مسيرة فوق غزة وقدمت بثا مباشرا لإسرائيل لمساعدتها في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم، بالإضافة إلى دعم جهود تحرير رهائن.
ولم تستطع رويترز تحديد طبيعة المعلومات التي وفرها بث الطائرات المسيرة الأميركية ولم تتمكن إسرائيل من الحصول عليها بمفردها.
وقالت أربعة مصادر إن مسؤولي المخابرات الأميركية تلقوا رغم ذلك بحلول نهاية عام 2024 معلومات أثارت تساؤلات عن معاملة إسرائيل للأسرى الفلسطينيين.
ولم تكشف المصادر عن تفاصيل بشأن ما يقال عن سوء المعاملة الذي أثار المخاوف.
ولم يقدم "الشين بيت" وفق اثنين من المصادر ضمانات كافية بعدم إساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين، ما دفع مسؤولي المخابرات الأميركية إلى منعه من الحصول على بث الطائرات المسيرة.
وكان محللو معلومات المخابرات الأميركية وفق مصدرين، يقيّمون المعلومات باستمرار خلال الحرب لتحديد ما إذا كانت تصرفات إسرائيل وحماس على الأرض تطابق تعريف الولايات المتحدة لجريمة حرب.
وأضاف مصدران مطلعان أن كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض اجتمعوا لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس بايدن في الأسابيع الأخيرة من ولايته بعد أشهر من قطع معلومات المخابرات واستئنافها.
واقترح مسؤولو المخابرات خلال الاجتماع أن تقطع الولايات المتحدة بشكل رسمي بعض معلومات المخابرات التي كانت تقدم لإسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وجمعت الولايات المتحدة قبل أسابيع فقط معلومات مخابراتية تفيد بأن محامي الجيش الإسرائيلي حذروا من وجود أدلة تدعم توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال حملتها العسكرية في غزة.
وشدد المصدران على أن بايدن اختار رغم ذلك عدم قطع تبادل معلومات المخابرات، قائلا إن إدارة ترامب ستجدد الشراكة على الأرجح، وأن محامي الإدارة خلصوا إلى أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.