قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه جاهز لدفع المال مقابل بناء الهيكل، وذلك خلال مؤتمر عُقد في كنيس "بنيامين هاما" بالقدس المحتلة لإحياء ذكرى وفاة الحاخام أبراهام كوك، فيما واصل مئات المستوطنين انتهاكاتهم في الأقصى احتفالا بمطلع الشهر العبري.

وجاءت تصريحات سموتريتش، اليوم الإثنين، في معرض مخاطبته لرئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليون بحضور آلاف المستوطنين.

وقال موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي إن رئيس البلدية رد على سموتريتش قائلا "أنت أفضل وزير مالية عرفته القدس على الإطلاق".

وعقّبت محافظة القدس على ذلك بالقول إن هذه التصريحات تأتي في ظل تصعيد خطط التهويد والاستيطان في القدس المحتلة، وتحمل دلالات خطيرة بشأن مساعي الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الأرض.

خطير| نفخ حاخام صهيوني في البوق (الشوفار) داخل المسجد الأقصى، صباح اليوم، احتفالا ببداية الشهر العبري الجديد.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/HmniQaXxLW

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) August 25, 2025

النفخ بالبوق

وشهدت ساحات المسجد الأقصى المبارك أمس الأحد واليوم الإثنين انتهاكات صارخة تمثلت بتسجيل ارتفاع بعدد المقتحمين المحتفلين بحلول شهر أيلول العبري الذي يعتبر أحد أهم الأشهر في الديانة اليهودية.

وفي مطلع الشهر العبري، الذي يصادف اليوم الإثنين، اقتحم الحاخام آرييه كوهن ساحات المسجد قادما من مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة، ونفخ في "الشوفار" (البوق)، وهي المرة السابعة التي يُنفذ فيها هذا الطقس في الأقصى منذ احتلال شرقي المدينة عام 1967.

ففي ذلك العام نفخ في البوق داخل ساحات المسجد بمجرد احتلالها الحاخام العسكري الأول لجيش الاحتلال "شلومو غورين"، ثم نُفذ هذا الطقس ستّ مرات منذ عام 2021 حتى اليوم، إما عن طريق إذاعة الصوت من الهاتف، أو من خلال تهريب البوق والنفخ فيه.

إعلان

ويدلل هذا الطقس التوراتي على التفوق والسيادة، لذلك نفخ حاخام جيش الاحتلال "شلومو غوريون" بالبوق على جبال سيناء عند احتلالها عام 1956 وعند تلة المغاربة عند احتلال شرقي القدس عام 1967، وينفخ المستوطنون بالبوق في "عيد الاستقلال" (النكبة) سنوياً.

ابحيص: جماعات الهيكل تنظر للنفخ بالبوق في الأقصى على أنه انتهاء لهويته الإسلامية، وبدء زمان تهويده (الجزيرة)بدء زمن جديد

أما الأخطر من ذلك بنظر الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص هو أن النفخ في البوق علامة بدء مرحلة جديدة من الزمن، فهو يفصل بين السنوات العبرية، وهو بداية يوم القيامة، وبهذا يكون نفخ البوق في الأقصى بنظر جماعات الهيكل يفصل بين زمانين "زمان هويته الإسلامية الذي يتوهمون أنه انتهى، وزمان تهويده الذي يظنون أنه بدأ".

واعتبرت محافظة القدس أن تنفيذ هذا الطقس داخل ساحات الأقصى هو بمثابة إعلان حرب على الوضع القائم ومحاولة فرض السيادة المزعومة من قبل جماعات الهيكل المتطرفة تحت حماية الاحتلال.

وأكدت أن هذا الاعتداء يمثل تحديا صارخا للقانون الدولي والهوية الإسلامية للأقصى، ويحمل رمزية سياسية عميقة مرتبطة بمحاولات السيطرة وتهويد المسجد، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها، وفي مقدمتها "اليونسكو" للتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية المقدسات في القدس المحتلة.

وأغلق باب المغاربة اليوم بعد اقتحام 622 مستوطنا الساحات التي استبيحت خلال فترتي الاقتحام الصباحية والمسائية، والتي أدى المتطرفون خلالها الصلوات والرقصات والطقوس التوراتية بعدما دعت جماعات الهيكل أنصارها لتنفيذ اقتحامات جماعية مطلع هذا الشهر المخصص للتوبة وطلب المغفرة قُبيل حلول العام العبري الجديد.

وعشية رأس الشهر العبري الذي وافق يوم أمس الأحد اقتحم ساحات المسجد الأقصى 428 متطرفا ومتطرفة، بينهم جنود بالزيّ العسكري رقصوا وغنوا وأدّوا صلوات علنية بشكل جماعي، كما أقدم حاخام على مباركة بلوغ فتى من المستوطنين داخل الساحات، وأظهر مقطع فيديو نجاح هذا الحاخام بإدخال بعض الأدوات المقدسة المتعلقة بالصلوات اليهودية، كـ "الطاليت" (شال يرتديه اليهود أثناء الصلاة) و"التفلين" (لفائف الصلاة السوداء).

غناء ورقص وتصفيق وضجيج.. طقوس صاخبة ينفذها المستوطنون خلال اقتحامهم المسجد الأقصى pic.twitter.com/CAZe1QROpH

— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) August 25, 2025

وعشية رأس الشهر العبري أيضا اقتحمت عروس ساحات المسجد الأقصى رفقة والدها لمباركة زفافها، ووفقا لمنظمة "بيدينو" المتطرفة فإن شهر آب العبري أُغلق أمس الأحد بعد اقتحام 8 آلاف و732 متطرفا ومتطرفة ساحات أولى القبلتين على مدار الشهر، بارتفاع بنسبة 12% عن شهر آب العبري من عام 2024 المنصرم.

ولم تقتصر الانتهاكات على ساحات المسجد الأقصى، بل امتدت مساء أمس الأحد لما حوله بعد تنظيم المستوطنين جولة حول أبوابه بقيادة فرقة جوقة "حرس اللاويين"، والتي يرتدي أفرادها زي كهنة المعبد المزعوم.

وقبيل انطلاق الجولة أعاقت شرطة الاحتلال حركة المقدسيين في كل من البلدة القديمة وبعض الأحياء المحيطة بها، ونفذ المستوطنون حلقات رقص توراتية في بعض الأحياء كرأس العامود ببلدة سلوان، وبأزقة البلدة القديمة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ساحات المسجد الأقصى جماعات الهیکل فی الأقصى أمس الأحد هذا الطقس البوق فی نفخ فی

إقرأ أيضاً:

عكرمة صبري: انتهاكات غير مسبوقة في القدس والأقصى منذ حرب غزة

وأضاف صبري في تصريحات للجزيرة أن السلطات الإسرائيلية تستغل الأعياد والمناسبات الدينية لزيادة وتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك من حيث العدد والنوعية" واصفا هذه الاقتحامات بأنها "أعمال استفزازية" تهدف إلى تفريغ المسجد من المصلين وفرض واقع جديد.

وأشار صبري إلى أن الممارسات تجاوزت "الخطوط الحمراء" بما في ذلك إدخال القرابين النباتية وأداء صلوات علنية والنفخ بالبوق ورفع الأعلام، وهو ما يزيد التوتر ويهدد الوضع القائم.

وردا على قرار منعه من دخول المسجد الأقصى للمرة الثالثة على التوالي وصفه بأنه "قرار ظالم كيدي انتقامي"، وأكد أن هذه الإجراءات تأتي في إطار محاولة "كم الأفواه" ومنع الخطباء من التحدث في القضايا المصيرية للمقدسيين، معتبرا أن ذلك يكشف عن نهج دكتاتوري في التعامل مع المقدسيين.

Published On 7/10/20257/10/2025|آخر تحديث: 20:42 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:42 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • عكرمة صبري: انتهاكات غير مسبوقة في القدس والأقصى منذ حرب غزة
  • 537 مستوطناً و460 آخرين يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى في أول أيام عيد العُرش
  • "الأوقاف": الاحتلال اقتحم الأقصى 26 مرة ومنع الأذان بالحرم الإبراهيمي 92 وقتًا الشهر الماضي
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى بأول أيام "عيد العرش"
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى باول أيام "عيد العرش"
  • جماعات الهيكل تتحضر للعدوان الأكبر على الأقصى خلال الأعياد اليهودية
  • الاحتلال يجدد إبعاد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري لمدة 6 أشهر
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى