غارديان: على إسرائيل وحلفائها الإجابة على هذه الأسئلة
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
قالت صحيفة غارديان في افتتاحيتها إن أدلة جرائم الحرب تتراكم في غزة يوما بعد يوم، ومع ذلك تستمر المجاعة ويشتد القصف على مرأى العالم ومسمعه.
وأشارت الافتتاحية بالتحديد إلى قصف الجيش الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، واعتبرته جريمة حرب مركبة شملت قصف المستشفى نفسه، واستهداف المدنيين، وإصابة المسعفين والصحفيين الذين هرعوا لإنقاذ الجرحى.
وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية وصف الهجوم بأنه "حادثة مأساوية"، رغم أن مشاهد الفيديو توثق بوضوح ضرب الجيش المكان مرتين، وكانت الثانية بعد تجمع المسعفين والصحفيين في مكان الحادثة.
وهنا طرحت غارديان السؤال الأول: هل تعتقد إسرائيل حقا أن العالم سيصدق أن ما حدث كان مجرد خطأ، في وقت أصبحت فيه هذه الضربات المزدوجة أمرا اعتياديا، وخاصة ضد المسعفين والصحفيين؟
ثم لفتت الصحيفة الانتباه إلى أن نتنياهو قال: "إن إسرائيل تقدر عمل الصحفيين والطواقم الطبية وجميع المدنيين"، وتساءلت بتهكم: لماذا إذن قُتل في غزة من الصحفيين خلال العامين الماضيين أكثر مما قُتل عالميا في السنوات الثلاث السابقة؟
وأشارت الافتتاحية إلى أن الفلسطينيين يموتون جوعا بسبب مجاعة ممنهجة تسببت فيها القيود الإسرائيلية على المساعدات، وسألت: كم عدد الأرواح التي ستزهق قبل التراجع عن هذه السياسة؟
وتابعت بطرح أسئلة حول مستقبل الفلسطينيين، فكيف يمكن للفلسطينيين أن يكون لهم مستقبل من دون أرضهم؟ وكيف يمكن لشعب أن يبني نفسه بينما يُقتل أطباؤه وصحفيوه وتُهدم جامعاته ومدارسه وتُمحى المعرفة والثقافة التي تحفظ مجتمعه من الانهيار؟
وتوجهت الصحيفة بخطابها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وتساءلت ساخرة إن كان يعتقد أنه قادر على تجاهل مصير الأسرى الإسرائيليين بينما تزداد قوة احتجاجات ذويهم.
إعلانكما طرحت الافتتاحية تساؤلات على الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يمتلك سلطة فريدة لوقف الحرب وفق غارديان- حول ما إذا كان يدرك أن السلام لا يمكن أن يُبنى فوق عظام أكثر من 62 ألف شهيد فلسطيني.
ووجهت غارديان أسئلتها أيضا إلى كل حلفاء إسرائيل، متسائلة عن أعذارهم المتبقية بعد استشهاد آلاف الفلسطينيين، فهل سيدافعون عن القانون الدولي الذي يحمي دولهم أم يشاهدونه ينهار؟ وأكدت أن فقدان المصداقية يهدد هذه الحكومات داخليا ودوليا.
وخلصت الصحيفة إلى أن الحلول واضحة، وهي وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإعادة الأسرى الإسرائيليين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وحذرت من أن أي تأخير إضافي يعني موت المزيد من الفلسطينيين وتآكل المبادئ القانونية التي تقوم عليها العدالة الدولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
أطباء بلاحدود:تصاعد العنف في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين منذ 7 من أكتوبر
الثورة نت /..
قال أحد علماء النفس العاملين مع منظمة أطباء بلا حدود في الضفة الغربية بفلسطين، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن العنف ليس بالأمر الجديد في الضفة الغربية، إلا أن حدته تصاعدت بشكل حاد بعد 7 أكتوبر 2023. فقد شهدنا تصعيداً خطيراً نقاط تفتيش، وحواجز طرق، وتوغلات من قبل القوات الإسرائيلية، وعزل المستوطنين للبلدات والقرى الفلسطينية عن بعضها.
وأضافت المنظمة نقلا عن العالم النفسي في تدوينة على منصة “إكس”اليوم الأربعاء، رصدتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)أن هذه القيود تحول دون حصول الفلسطينيين على الخدمات الأساسية، كالرعاية الصحية، والأسواق، والمدارس.
وتابع بصفتي أخصائي نفسي في منظمة أطباء بلا حدود أعمل في الخليل، أستطيع أن أرى وأشعر كيف يتزايد خوف الناس باستمرار. الخوف منتشر في كل مكان، وهذه المرة يشلّ حركتهم. الفلسطينيون ليسوا قلقين فحسب، بل إنهم يستعدون للخسارة.كثيراً ما يخبرنا مرضانا أنهم عندما يرون صوراً لأشخاص في غزة يجمعون رفات أحبائهم، لا يسعهم إلا أن يفكروا: “إذا متُّ، أريد أن أموت مع عائلتي”. هذه ليست أفكاراً مجردة، بل هي طرقٌ يستوعب بها العقل هذه الفظائع.
وأكد أن بدلاً من التخطيط الفلسطينيين لمستقبلهم أو مستقبل أبنائهم، يركز الكثيرون على تخيل أقل الطرق إيلاماً للموت. موت يأتي دفعة واحدة، ويجنب أي شخص أن يُترك وحيداً.
وأوضح في الضفة الغربية، يتزايد الشعور بأن كارثةً ما قادمة، لكن لا أحد يعلم متى أو كيف. إنه وعي جماعي، قلقٌ خفيٌّ دائم. يقول الناس ذلك صراحةً: “بدأوا في غزة، ثم انتقلوا إلى شمال الضفة الغربية، والآن هي مسألة وقت فقط قبل أن يأتي دورنا”.
وقال: “تُشاركنا الأمهات أفكارًا مرعبة. عندما يتخيلن هجومًا محتملًا للمستوطنين، ينشغل بالهن لضمان عدم ترك أحد خلفهن. قالت لي إحدى الأمهات: “في كل مرة أفكر فيها أن ذلك قد يحدث، أكرر لنفسي: يجب أن آخذ جميع أطفالي. لا يمكنني أن أنسى أي شخص”.
وأكد أن الفلسطينيين يشعرون بضغط هائل لدرجة أن الكثيرين منهم يخشون الاقتراب حتى عندما تقترب منهم العيادات المتنقلة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود. إن رعب عبور نقاط التفتيش يفوق حاجتهم الماسة للمساعدة الطبية، سواءً كانت نفسية أو جسدية. قرارهم بالبقاء في منازلهم ليس نابعاً من اللامبالاة، بل من الخوف.
وتابع: “هناك اعتقاد سائد بأن المستوطنين أو الجنود قد يدخلون في أي لحظة، لمجرد أن أحدهم نشر منشورًا على فيسبوك أو تحدث مع جار. هذه المرة، تُداهم الطرق المؤدية إلى المنازل، والطريقة التي تُعتقل بها القوات الإسرائيلية الفلسطينيين مهينة للغاية. لا توجد قواعد. هذا يخلق حالة تأهب دائمة لدى الناس: استعداد للفرار، أو التهجير، أو الاعتقال. هذا الترقب يُغذي القلق الذي نراه لدى كل مريض تقريبًا”.