جدل إثر تخصيص متحف في البوسنة ريع مخطوطة يهودية ثمينة لدعم غزة
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
دافع متحف البوسنة الوطني عن قراره التبرّع بأموال يجنيها من عرض مخطوطة يهودية ثمينة لسكان قطاع غزة، وأفاد بأن عائدات بيع التذاكر لرؤية "سراييفو هغادة" التي تعد من بين المخطوطات الدينية العائدة للعصور الوسطى الأعلى قيمة، سيتم التبرّع بها "لدعم سكان فلسطين الذين يعانون من إرهاب ممنهج ترتكبه دولة إسرائيل مباشرة وبدم بارد".
وستتضمن تبرعات المتحف أيضا ريع مبيعات كتاب عن الهغادة، وهو نص ديني يهودي يُقرأ على مائدة عيد الفصح، وشدد سياريتش على أن الخطوة لا تستهدف اليهود إطلاقا، بل هي رسالة معارضة لما يحصل في غزة، وأضاف أن "التظاهر بالحياد يعني الوقوف مع الشر، ما يحصل في رأيي هو شر محض يتعيّن معارضته".
وأثارت الخطوة انتقادات منظمات يهودية في وقت سابق هذا الشهر، واتهم بعضها المتحف بمعاداة السامية، لكن مدير المتحف ميرساد سياريتش (55 عاما) دافع عن القرار مؤكدا أنه تلقى العديد من رسائل الدعم من يهود حول العالم، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: "هل اخترنا أحد الجانبين؟ نعم قمنا بذلك".
وانتقدت عدة منظمات يهودية إعلان المتحف، بما في ذلك "رابطة مكافحة التشهير" التي اعتبرت هذا الأمر تسييسا لـ"رمز للإرث والبقاء والتعايش".
ولطالما كانت -الهغادة الموضوعة داخل خزانة زجاج، في إحدى غرف المتحف المصممة خصيصا للمخطوطة- رمزا ثمينا للتنوّع في ساراييفو ذات الغالبية المسلمة وحيث يقطن أقل بقليل من ألف يهودي.
وتروي صفحات الهغادة المصنوعة من الرقّ والمحفوظة بعناية قصة خلق العالم وخروج بني إسرائيل من مصر، ويُعتقد أن المخطوطة العائدة إلى العام 1350، والمزيّنة بتفاصيل دقيقة كُتبت قرب برشلونة وجلبها يهود طُردوا من إسبانيا عام 1942 إلى ساراييفو، ونجت المخطوطة من النازية وتمّ الحفاظ عليها أثناء القصف الكثيف خلال الحرب البوسنية في التسعينات.
إعلانوبعدما بقي لسنوات طويلة محفوظا في مكان آمن بعيدا من الأنظار، بات الوصول إلى الكتاب ممكنا أكثر منذ فُتحت الغرفة الخاصة به عام 2018 بعد عملية تجديد غطّت فرنسا تكاليفها، وما زال يجذب الزوار والأكاديميين إلى المتحف.
وقالت عالمة المصريات الإيطالية سيلفيا إناودي بعدما اطلعت على المخطوطة: "أعتقد أنها وسيلة لدعم الفلسطينيين في غزة".
من جانبه قال الزائر الفرنسي بول إيليك: "غزة، لما لا؟"، مضيفا: "إنها مسألة صعبة في الوقت الحالي، لكن هناك أيضا العديد من الأماكن الأخرى حيث يعاني الناس".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم .. كيف دافع عن أحاديث النبي وردع المشككين؟
نعى علماء الأمة الإسلامية، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، وأستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، الذي وافته المنية صباح اليوم، بعدما أمضى حياته في خدمة العلم والدعوة إلى الله تعالى.
كان الدكتور أحمد عمر هاشم عالِمًا أزهريًّا أصيلًا، وأحد أبرز علماء الحديث في عصرنا الحديث، عُرف بفصاحة لسانه وإخلاصه في الدعوة، وبأنه من كبار خُدّام السنة النبوية المطهرة، مشددًا على أن كتبه ومحاضراته ستظل منهلًا علميًا خالدًا.
كيف دافع عن صحيح البخاريوقال الدكتور أحمد عمر هاشم مدافعاً عن صحيح البخاري: "عكفت على شرح صحيح البخاري لمدة 16 عامًا، وأخرجته في كتاب "فيض الباري في شرح صحيح البخاري"، يحوي 16 مجلدًا، وكل حديث وقفت عنده وقفة تأمل وتدبر ونقد، وأقسم بالله أنني ما وجدت فيه حديثًا ضعيفًا".
وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار بالأزهر، في تصريح سابق ردًا على مهاجمي الإمام البخاري: «قلبى يتقطع مرارة على هؤلاء الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين يفتون بغير علم».
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم، أنه لا يوجد على ظهر الأرض إنسان معه عقله ينكر حديثًا واحداً فى صحيح البخارى، وأشهد الله لم أجد حديثًا واحدًا من كتب حديث البخارى غير صحيح وإن الذين يقولون هذا الهراء الذى ملأ الإعلام ليل نهار يقولونه عن جهل وتجاهل.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع والسنة المصدر الثانى للتشريع وكتاب صحيح البخارى أصح كتاب بعد كتاب الله وهو ديوان حاكم لكل الأحاديث.
ولفت إلى أن الشبهات التى تثار مؤخرًا حول صحيح البخاري ليست جديدة، بل أثيرت من ربع قرن، وقمت برد عليها، واعتقدت أن حملات التشكيك فى السنة لن تعود، لكن للأسف، فإن للإنس شياطين يريدون النيل من السنة ويثيرون حولها الشبهات.
ونبه على أن الله تعالى قيد للسنة علماء نقشوها فى صفحات قلوبهم ودونوها فى صحفهم، مشددًا على أن لسان الرسول –صلى الله عليه وسلم- وفمه لم يخرج منه إلا الحق، مشيرًا إلى أن رواة الحديث ومحققيه ضربوا أكباد الإبل أيامًا وشهورًا للتحقق من رواية الحديث الواحد.
نوه بأن الأمر المطمئن أن التشكيك فى السنة لا يثير الخوف لأنه ليس تشكيكاً علمياً بل حملات موجهة، مضيفًا أن السنة محفوظة بحفظ الله تعالى، لافتًا إلى أن الهجوم عليها يفيدها فى لفت الأنظار إليها وتمسك المسلمين بها خوفًا عليها.
وأوضح أنه لا يوجد ثقافة فى التاريخ وثقت نفسها بقدر توثيق العلماء لعلم الحديث ووزنوه فى ميزان العلم، مضيفا أن حياة الرسول سمعت كلها للدنيا وتم توثيقها بمن قيدهم الله تعالى من الأمناء لجمع أشرف تراث فى الدنيا.
العصر الذهبى لتوثيق السنة
وبين الدكتور أحمد عمر هاشم، أن الإمام البخارى جاء بإرادة إلهية فى العصر الذهبى لتوثيق سنة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، مشدداً على أن منتقديه جهلاء به، مشيرًا إلى أن البخارى كف بصره وهو صغير ودعت أمه المولى عز وجل أن يعيد بصره ورأت الخليل إبراهيم -عليه السلام- فى المنام يقول لها خففى عنكِ فقد استجاب الله دعاءك فلما رأته وجدت بصره قد عاد إليه.
ولفت رئيس جامعة الأزهر السابق، إلى أن كتاب صحيح البخاري هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري واستغرق قي تحريره ستة عشر عاماً، مشيرًا إلى أنه انتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها.
وتابع: ويحتل صحيح البخاري مكانة متقدمة عند أهل السنة، حيث إنه أحد الكتب الستة التي تعتبر من أمهات مصادر الحديث عندهم وهو أول كتاب مصنف في الحديث الصحيح المجرد كما يعتبر لديهم أصح كتاب بعد القرآن الكريم، ويعتبر أحد كتب الجوامع وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب.
واستطرد: وامتدت شهرة صحيح البخاري إلى الزمن المعاصر ولاقا قبولاً واهتماماً فائقين من العلماء فألفت حوله الكتب الكثيرة من شروح مختصرات وتعليقات ومستدركات ومستخرجات وغيرها مما يتعلّق بعلوم الحديث، حتى نقل بعض المؤرخين أن عدد شروحه لوحدها بلغ أكثر من اثنين وثمانين شرحا.