من البوسنة إلى أستراليا.. هذا ما تعلمته طفلة لاجئة عن حرب البوسنة
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
بمناسبة مرور 30 عاما على اتفاقيات دايتون للسلام التي وضعت حدا لحرب استمرت بين عامي 1992 و1995 في البوسنة والهرسك، نشرت صحيفة غارديان في نسختها الأسترالية تقريرا يتناول قصة ياسمينة يولديتش، الطفلة اللاجئة اليافعة.
يفيد التقرير -الذي أعدّه مراسل الصحيفة في أستراليا جو هينشكليف- بأن ياسمينة لم تكن قد تجاوزت التاسعة من عمرها عندما اكتشفت أنها ولدت في عائلة مسلمة، وكانت والدتها سلمى تحاول أن تشرح لها ولأختها الكبرى أميلا سبب اقتياد رجال مسلحين لوالدهما.
تحدثت ياسمينة يولديتش -التي تبلغ حاليا 43 عاما من العمر وتعمل حاليا نائبة الأمين العام للتعليم العالي في الحكومة الفدرالية الأسترالية- للصحيفة عن اللحظة الفاصلة في حياتها عندما كانت في التاسعة من عمرها في يوليو/تموز 1992.
كانت تلك اللحظة هي اليوم الذي أُخذ فيه والدها أنور إلى معسكر اعتقال من قبل رجال مسلحين كانوا جيرانهم، وبدأت والدتها تشرح لياسمينة وشقيقتها لأول مرة مفهوم الدين.
تقول ياسمينة إنها لم تعرف "من هي أو ماذا هي حتى بدأت الحرب"، حين علمت في لحظة أن التصنيفات الدينية يمكن أن تضع نهاية عنيفة لطفولة مثالية.
هشاشة المجتمع والتعايشمن خلال ذاكرتها الطفولية، يوضح التقرير كيف أن الحروب لا تندلع بالرصاص وحده، بل بالكلمات والتصنيفات. "هم" و "نحن" كانت المفردات الأولى التي شقّت مجتمعا كان متداخلا ومتماسكا. فالجيران الذين عاشوا جنبا إلى جنب تحوّلوا بسرعة إلى أعداء، ومعهم انهارت فكرة الأمان التي تحيط بالطفولة.
من هذا المنظور، ترى ياسمينة أن الكراهية ليست قدرا تاريخيا، بل نتاج خطاب يُغذّى ويُترك من دون كبح، حتى ينفجر في صورة عنف جماعي.
ترى ياسمينة أن تجربتها الشخصية أظهرت لها مدى هشاشة المجتمع وسرعة انهيار النسيج الاجتماعي. تتذكر صدمتها عندما كان المسلحون الذين اعتقلوا والدها هم جيرانها، وكيف يمكن للدولة والمجتمع والأسرة أن تتفكك.
ياسمينة: الكراهية ليست قدرا تاريخيا، بل نتاج خطاب يُغذّى ويُترك من دون كبح، حتى ينفجر في صورة عنف جماعي.
كانت والدتها تحاول حمايتهما من انهيار جمهورية يوغوسلافيا آنذاك، لكن اختطاف الأب أجبرهما على فهم "المصطلحات والأفكار الكبيرة" مثل الدين والكراهية فجأة. هذا المسار دفع العائلة إلى رحلة مملوءة بالصدمات قبل أن تستقر في بريسبان عاصمة ولاية كوينزلاند في أستراليا.
الكراهية وشيطنة الآخرأعربت ياسمينة للمراسل عن قلقها البالغ من الخطاب المتصاعد ضد المهاجرين، سواء في أستراليا أو على الصعيد العالمي، وتصف "شيطنة الآخر" بأنها تثير لديها ما يشبه اضطراب ما بعد الصدمة.
إعلانوتؤكد أنها "تعرف إلى أين يقود ذلك"، مشددة على أن الكراهية يمكن أن تتصاعد بسرعة كبيرة وتدمر أي مجتمع. وتستذكر بوضوح مشاهد مذبحة سربرنيتسا، عندما شاهدت عبر التلفاز تقدم قوات صرب البوسنة، وتنبؤ والدها في تلك اللحظة بأنهم "سيقتلونهم… سيذبحونهم بالكامل".
هذا الارتباط المباشر بين الخطاب المتطرف والعنف الجماعي هو ما يدفعها إلى التحذير من مغبة التهاون مع مثل هذه التطورات.
تنظر ياسمينة إلى اتفاقيات دايتون، التي أنهت الحرب عام 1995، وقسمت البوسنة إلى كيانين (البوسنة والهرسك وجمهورية صرب البوسنة)، من منظور متغير.
كانت ترى أن الاتفاقيات، التي يصفها بعض الأكاديميين بـ"السلام القبيح" أو الناقص، قد "جمدت الزمن" وتركت القوميين في السلطة عبر نظام معقد لتقاسم السلطة وحق النقض.
ومع ذلك، عندما وقعت أحداث غزة وأوكرانيا، بدأت نظرتها تتحول، فقد أيقنت أن المنجز الأهم في دايتون هو وضع حدٍّ للحرب والاقتتال وسفك الدماء في منطقة البلقان.
ياسمينة: حذار من أخذ التماسك الاجتماعي على أنه أمر مسلَّم به، لأنه يمكن أن يتداعى بسرعة وينتهي بطريقة خاطئة ومروعة.
وعلى الرغم من الصدمات، كان المسار الذي سلكته ياسمينة دافعا لها لتحقيق مسيرة مهنية مرموقة في أستراليا. فبعد استقرارها في بريسبان، حيث أقامت عائلتها جذورا قوية، تؤكد إسهام المهاجرين في إثراء أستراليا ثقافيا واقتصاديا.
وتؤكد ياسمينة أن حماية الأمن والرخاء مسؤولية الجميع. وتشدد على ضرورة "عدم أخذ التماسك الاجتماعي على أنه أمر مسلَّم به"، لأنه يمكن أن يتداعى بسرعة وينتهي بطريقة خاطئة ومروعة.
في الذكرى الثلاثين التي مرت قبل أشهر لمجزرة سربرنيتسا، والتي أبيد فيها أكثر من 8 آلاف مسلم بوسني على يد القوات الصربية، يتجدد القلق الدولي بشأن استقرار البوسنة والهرسك، الدولة الصغيرة والمقسمة عرقيا، والتي لا تزال أسيرة اتفاق دايتون الذي أوقف الحرب من دون أن ينهي الانقسام.
وقال تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز إن ميلوراد دوديك، زعيم صرب البوسنة، يمثل اليوم التهديد الأكبر لوحدة البلاد، إذ يسعى بصراحة لتقويض مؤسسات الدولة المركزية بدعم رمزي من موسكو، التي تراه جزءا مهما من محور مؤيد لروسيا على هامش أوروبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات فی أسترالیا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
10 مخالفات مرورية يمكن التصالح عليها بـ 25 جنيها فقط.. ما هي؟
أتاحت وزارة الداخلية إمكانية إجراء الصلح الفوري في عدد من المخالفات المرورية المحددة قانونًا، بقيمة 25 جنيها فقط في إطار حرص الدولة على تسهيل الإجراءات المرورية وتوفير الوقت والجهد للمواطنين وتخفيف العبء على وحدات المرور.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع التوسع في الخدمات الرقمية وإلغاء الشهادات الورقية نهائيًا، والاكتفاء بالشهادات الإلكترونية المعتمدة.
بحسب ما نشرته بوابة مرور مصر الرسمية، حددت اللائحة المرورية في المادة 374 قائمة المخالفات التي يمكن التصالح فيها مقابل سداد 25 جنيهًا فقط بشكل فوري، على أن يقوم ضباط شرطة المرور دون غيرهم بتحرير محاضر الصلح. وتشمل هذه المخالفات:
استعمال الأنوار العالية أو المصابيح الكاشفة بشكل مخالف للقانونوقوف المركبة ليلًا في أماكن غير مضاءة دون تشغيل الأنوار الصغيرة أو الخلفيةقيادة المركبة ليلًا دون استخدام الأنوار الأمامية أو الخلفية أو العاكساتالسماح بوجود ركاب على أي جزء خارجي من المركبةعدم الالتزام بالجانب الأيمن من الطريق المخصص للسير في الاتجاهينمخالفة إشارات المرور وتعليمات رجال المرورمخالفة مركبات النقل لشروط الوزن أو الارتفاع أو الطول أو العرضاستخدام أجهزة التنبيه بشكل مستمر أو دون سبب مشروعإعطاء إشارات ضوئية أو صوتية بطريقة مزعجة للمارةاستعمال أجهزة التنبيه في الحالات المحظورة قانونًاإجراءات تحرير محاضر الصلح وفق المادة 377تنص المادة 377 على أن ضباط شرطة المرور هم الجهة الوحيدة المختصة بتحرير محاضر الصلح للمشاة وفق مخالفات المادة 375، ولا يحق لأي جهة أخرى القيام بذلك.
عند ضبط المخالفة، يتم اتباع الإجراءات الآتية:
يتم إعلام قائد المركبة بالمخالفة فورًا
يُعرض عليه الصلح ودفع القيمة المحددة
إذا قبل الصلح تسدد القيمة في الحال
تُرسل المحاضر للنيابة المختصة خلال ثلاثة أيام من تحصيل المبلغ
إذا رفض المخالف الصلح، يتم تحويل المحضر للنيابة مباشرة
تطبيق نظام الصلح في المحافظات وفق المادة 379بحسب المادة 379، يُطبق نظام الصلح لمخالفات المركبات في جميع المحافظات، بينما يتم تطبيق الصلح للمشاة فقط في المناطق التي يصدر المحافظ المختص قرارًا بها بعد التشاور مع المجلس الشعبي المحلي.
وتتولى وزارة الداخلية إعداد السجلات والدفاتر الخاصة بتنفيذ النظام بالتنسيق مع وزارة العدل.
وفي خطوة جديدة، أعلنت وزارة الداخلية رسميًا إلغاء شهادة مخالفات المرور الورقية والاكتفاء بالشهادة الإلكترونية فقط، اعتبارًا من 6 و7 ديسمبر 2025، لتصبح الوثيقة المعتمدة رسميًا في جميع معاملات المرور دون الحاجة لأي أوراق.
خطوات استخراج شهادة مخالفات المرور إلكترونيًاسداد جميع المخالفات عبر الموقع الرسمي أو تطبيقات الدفع
الدخول إلى بوابة مرور مصر وتسجيل البيانات http://traffic.moi.gov.eg/Arabic/Pages/default.aspx إصدار الشهادة الإلكترونية فورًاإمكانية تحميل الشهادة أو طباعتهااستخدامها مباشرة في وحدات المرور والمنافذ الجمركيةمزايا شهادة مخالفات المرور الإلكترونيةتوفير الوقت والجهد وإنهاء الإجراءات دون أوراقالحد من الأخطاء والتلاعبسرعة أكبر في إنجاز المعاملاتربط فوري مع النيابة العامة لإصدار شهادة براءة الذمةالتظلم والاستعلام عن مخالفات المرور إلكترونيًايمكن للمواطن الاستعلام عن مخالفاته أو التظلم عليها من خلال:
الدخول إلى موقع النيابة العامة https://pp.gov.ae/webcenter إدخال رقم اللوحةاختيار المخالفة المطلوب سدادها أو التظلم عليها.