شيخ الأزهر: مستعدون لتدريب أئمة لبنان سنة وشيعة
تاريخ النشر: 28th, August 2025 GMT
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الخميس بمشيخة الأزهر، الدكتور نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك، وتجديد دعوة لبنان لشيخ الأزهر لزيارة البلاد.
ورحب شيخ الأزهر برئيس الوزراء اللبناني والوفد المرافق له، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعب اللبناني بالأزهر الشريف، وخالصَ تمنيات الأزهر بتقدم هذا البلد العزيز على كل عربي، والتغلب على عثراته وتحدياته، وأن يعيش اللبنانيون في سلام وأمان، داعيًا المولى -عز وجل- أن يحفظ لبنان، وأن يوحد صف اللبنانيين وكلمتهم، وأن يجمع شملهم، ويعجّل بزوال همهم.
وأكد حرص الأزهر على وحدة الأمة في ظل التحديات التي تحيط بها من كل الجهات، مشددًا على أن الوحدة هي السبيل لنهضة أمتنا وتقدمها، امتثالًا لقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا)، ولذا بادر الأزهر بعقد مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي، الذي استضافته مملكة البحرين، لإحياء معاني الوحدة والجسد الواحد، مشددا على أننا في أمس الحاجة لهذه المعاني السامية في ظل استمرار العدوان اللاإنساني والإبادة الجماعية التي تستهدف إخواننا الأبرياء في غزة لما يقارب العامين.
كما أكد استعداد الأزهر لاستضافة الأئمة اللبنانيين، سنة وشيعة، وعقد تدريب مشترك لهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، على أن يُصمم المنهج التدريبي بشكل يراعي خصوصية المجتمع اللبناني وتنوعه، والتحديات التي تواجهه، من خلال التركيز على قيم الوحدة والتضامن، والتعايش الإيجابي بين الجميع.
كما أكد استعداد الأزهر لزيادة المنح الدراسية المخصصة لأبناء لبنان للدراسة بالأزهر، بما يلبي احتياجات المجتمع اللبناني، وبما يعكس العلاقة التاريخية التي تربط لبنان بالأزهر الشريف وعلمائه.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني سعادته بلقاء شيخ الأزهر مرة ثانية، وتقدير بلاده لدوره في نشر قيم الأخوة والتعايش، كما جدد دعوة لبنان لفضيلته لزيارة البلاد، مصرحًا: «نجدد دعوتنا لفضيلتكم -نيابةً عن الشعب اللبناني- لزيارة بلدكم الثاني لبنان، اللبنانيون يحبونكم ويقدرون دوركم التاريخي في نشر السلام والأخوة والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وينتظرون زيارتكم بشغف كبير ومحبة حقيقية».
كما أعرب رئيس الوزراء اللبناني عن تقديره للدعم والرعاية اللذين يوليهما الأزهر لأبناء لبنان الدارسين فيه، وما يقدمه الأزهر لهم من استثناءات، ومعادلة شهادات عدد من المدارس اللبنانية لتسهيل التحاقهم بالدراسة بجامعة الأزهر، مؤكدًا أن ما يقوم به الأزهر هو امتداد لدوره التاريخي في دعم لبنان، ومساعيه في بناء دولة قوية بإرادة اللبنانيين ووعيهم، مشيرًا إلى أن لبنان عاش حروبًا وصراعات كثيرة، وعانى ويلات الفتن الطائفية والمذهبية، ودفع ثمنها أرواح اللبنانيين، ونعمل بإخلاص في أن يستعيد لبنان عافيته ونهضته.
اقرأ أيضاًكازاخستان تجدِّد دعوتها لشيخ الأزهر للمشاركة في افتتاح قمَّة زعماء الأديان
شيخ الأزهر: تقديم الدعم العلمي والدعوي لأبناء اليمن من خلال زيادة المنح الدراسية للطلاب
شيخ الأزهر يبحث مع رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد سُبُل تقديم الدعم لهم
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف شيخ الأزهر رئيس الوزراء اللبناني مجلس الوزراء اللبناني الشعب اللبناني الإمام الأكبر أحمد الطيب نواف سلام وحدة اللبنانيين الصراعات اللبنانية الوزراء اللبنانی شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
في مراسم رسميّة... البابا غادر لبنان: بارك الله اللبنانيين وإلى اللقاء
أُقيمت مراسم وداع رسميّة في مطار بيروت، للبابا لاوون الرابع عشر، الذي أنهى زيارة إلى لبنان، استمرّت لثلاثة أيّام. وقال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في وداع البابا "شكراً لكم لأنكم استمعتم إلينا ولأنكم استودعتم لبنان رسالة السلام وسمعنا رسالتكم وسنستمرّ في تسجيدها". وأضاف: "الشعب اللبناني استقبلكم بكل طوائفه بمحبة تعكس توقه إلى السلام ونأمل أن نبقى في صلواتكم". وقال: "دعيتم إلى المصالحة وأكدتم على أن هذا الوطن مازال يشكل نموذجاً للعيش المشترك وللقيم الإنسانية ولمسنا محبتكم للبنان وشعبه". البابا أما البابا لاوون الرابع عشر، فقال إنّ "المغادرة أصعب من القدوم، وروحية لبنان معدية، ورأيت أن اللبنانيّين يحبون التلاقي أكثر من الانقسام". وأضاف البابا: "أغادر هذا البلد وأحملكم في قلبي، وممتنّ لزيارتي وكوني بينكم". وتابع: "تأثرت بزيارتي إلى مرفأ بيروت وصليت من أجل كل الضحايا وأحمل معي كل آلام الأهالي المطالبين بالعدالة". وختم البابا بالعربيّة قائلاً: "شكراً وإلى اللقاء". كلمة الرئيس عون "صاحبَ القداسة البابا لاوون الرابع عشر،
نلتقي اليوم في ختام زيارةٍ ستبقى محفورة في ذاكرة لبنان وشعبه. فخلال الأيام الماضية، حملتم إلى لبنان كلمات رجاء و أمل، وجلتم بين مناطقه، والتقيتم بشعبه الذي استقبلكم بكافة طوائفه وإنتماءته بمحبةٍ كبيرة تعكس توقه الدائم للسلام والاستقرار.
صاحبَ القداسة
لقد جئتم إلى لبنان حاملين رسالة سلام، وداعين إلى المصالحة، ومؤكّدين أن هذا الوطن الصغير في مساحته، الكبير برسالته، ما زال يشكّل نموذجًا للعيش المشترك وللقيم الإنسانية التي تجمع ولا تفرّق. وفي كلماتكم ، وفي لقاءاتكم مع أبناء هذا البلد ، لمسنا عمق محبتكم للبنان وشعبه، وصدق رغبتكم في أن يبقى وطن الرسالة، وطن الحوار، وطن الانفتاح ، وطن الحرية لكل انسان والكرامة لكل انسان
فشكراً لكم يا صاحبَ القداسة، لأنكم استمعتم إلينا.
وشكراً لأنكم استودعتم لبنانَ رسالةَ السلام.
وأنا بدوري أقولُ لكم بأننا سمعنا رسالتَكم.
وأننا سنستمرُ في تجسيدِها،
ومع شكرِنا، تظلُّ لنا أمنيةٌ يا صاحبَ القداسة.
وهي أن نكونَ دائمًا في صلواتِكم، وأن تتضمّن عظاتُكم لكلِّ مؤمنٍ ومسؤولٍ في هذا العالم التأكيدَ على أنَّ شعبَنا شعبٌ مؤمنٌ يرفض الموتَ والرحيل،
شعبٌ مؤمن قرر الصمودَ بالمحبةِ والسلامِ والحق. شعبٌ مؤمنٌ يستحقُ الحياةَ وتليقُ به.
وإذ نودّعكم، لا نودّع ضيفًا كريمًا فحسب، بل نودّع أبًا حمل إلينا طمأنينةً وذكّرنا بأن العالم لم ينسَ لبنان، وأن هناك من يصلّي لأجله ويعمل من أجل السلام
عشتم يا صاحبَ القداسة
عاش السلام
وعاشَ لبنان ".
كلمة البابا
السَّيِّد الرَّئيس،
دولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب،
أصحاب الغبطة والإخوة الأساقفة،
السلطات المدنية والدينية،
الإخوة والأخوات جميعًا!
المغادرة أصعب من الوصول كنّا معًا، وفي لبنان أن نكونَ معا هو أمرٌ مُعدٍ . وجدتُ هنا شعبًا لا يحبُّ العَزلَةَ بل اللقاء. فإن كانَ الوصولُ يعني الدخول برفق في ثقافتِكم ، فإنَّ مغادرة هذه الأرض تعني أن أحملكم في قلبي. نحن لا نَفتَرِق إذًا، بل بعدما التقينا سنمضي قُدُمًا معًا. ونأمل أن نُشرِكَ في هذا الرّوح من الأخوة والالتزام بالسّلام، كلَّ الشَّرِقِ الأوسط، حتّى الذين يعتبرون أنفسهم اليوم أعداء.
لذا أشكرُ لكم الأيَّامَ التي قضَيتُها بينكم، ويسرني أنّني تمكّنتُ من تحقيق رغبة سَلَفِي الحبيب، البابا فرنسيس، الذي كان يتمنَّى كثيرًا أن يكون هنا. إنّه في الحقيقة موجودٌ معنا، ويسيرُ معنا مع شهودٍ آخرين للإنجيل الذين ينتظروننا في عناق الله الأبدي : نحن ورثةٌ لِما آمنوا به، ورثةُ الإيمان والرّجاءِ والمحبّة التي ملأتهم.
رأيتُ الإكرام الكبير الذي يَخُصُّ به شعبُكم سيّدتنا مريم العذراء، العزيزة على المسيحيين والمسلمين معًا . وصلَّيتُ عند ضريح القديس شربل، فأدركتُ الجذور الرّوحيّة العميقة لهذا البلد : الرّحِيقُ الطَّيِّبُ فى تاريخكم يَسنِدُ المسيرة الصعبة نحو المستقبل ! أثَّرَت في زيارتي القصيرة إلى مرفأ بيروت، حيثُ دَمَّرَ الانفجارُ ليس المكانَ فحسب، بل حياة الكثيرين.
صلَّيتُ من أجل جميع الضحايا، وأحمل معي الألم والعطش إلى الحقيقة والعدالة للعائلات الكثيرة، ولبَلَدِكم بأكمله.
التقيتُ في هذهِ الأيام القليلة وجوهًا كثيرة وصافحت أيدِيًا عديدة، مُستَمِدًّا من هذا الاتصال الجسدي والداخلي طاقة من الرّجاء. أنتم أقوياء مِثل أشجار الأرز، أشجار جبالكم الجميلة، وممتلئون بالثَّمار كالزيتون الذي ينمو في السهول، وفي الجنوب وبالقُرب من البحر . أُحيِي جميع مناطِقِ لبنان التي لم أتمكَّن من زيارتها : طرابلس والشمال، والبقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصّةٍ حالة من الصراع وعدم الاستقرار أعانقُ الجميع وأرسل إلى الجميع أماني بالسّلام.
وأُطلق أيضًا نداءً من كل قلبي : لِتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية. ولا يظِنَّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّحَ يَجلِبُ أَيَّةَ فائِدَة. فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوارُ فتَبني. لِنَختَر جميعًا السّلامَ وليَكُن السّلامُ طريقنا، لا هدفًا فقط !
لِنَتَذَكَّرُ ما قاله لكم القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني : لبنانُ َأكثرُ من بلد إنّه رسالة ! لِنَتَعلَّمْ أن نعمل معا ونرجو معًا لِيَتَحَقَّق ذلك.
بارك الله شعب ،لبنان، وجميعكم، والشرق الأوسط، وكلَّ البشريّة ! شكرًا وإلى اللقاء !
مواضيع ذات صلة هل سيشارك حزب الله في المراسم الشعبية لاستقبال البابا؟ Lebanon 24 هل سيشارك حزب الله في المراسم الشعبية لاستقبال البابا؟