يعتقد العديد أن احتقان الأنف وألم الأذن مجرد أعراض مؤقتة تظهر قبل الطيران أو أثناء الغوص، إلا أن هذه الحالات قد تحمل خطر الإصابة بالصدمة الضغطية، وهي مشكلة صحية جدية تستدعي الحذر.

يوضح الدكتور أنطون ريزايف، أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، أن احتقان الأنف وألم الأذن يرفعان من مخاطر الطيران، مشيرا إلى أنه لا ينبغي اللجوء إلى العلاج الذاتي في مثل هذه الحالات.

ويربط تلف الأعضاء الناتج عن هذه الأعراض بالتغير السريع في ضغط الهواء أو الماء، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الصدمة الضغطية. هذه الحالة غالبًا ما تظهر في ثلاثة سيناريوهات رئيسية: أثناء الطيران، خاصة عند لحظة الهبوط، أثناء السباحة تحت الماء أو الغوص، وأثناء التعرض لوضع قريب من مركز انفجار.

بحسب الدكتور ريزايف، فإن الأذن الوسطى بما فيها طبلة الأذن، والجيوب الأنفية، وخصوصًا الجيب الجبهي والجيب الفكي بدرجة أقل، تُعد المناطق الأكثر عرضة للإصابة بالصدمة الضغطية. ويكشف أن التهاب الأنف والأذن والحنجرة، مثل سيلان الأنف أو التهاب الأذن، يزيد من احتمالية حدوث هذه المشكلة بشكل كبير.

يوضح كذلك أن الالتهاب أو التورم يمكن أن يؤدي إلى انسداد الممرات الهوائية الضيقة التي تربط تجاويف الجمجمة المختلفة، مثل فتحات الجيوب الأنفية وقناتي أوستاكيوس، وعندما يتغير الضغط بسرعة، قد تنشأ قوى ضغط قوية تتسبب في تمزق طبلة الأذن، إزاحة أو تمزق العظيمات السمعية، أو نزيف وتكون ورم دموي في تجويف الطبلة أو داخل الجيب الأنفي.

يشدد الدكتور ريزايف على أهمية تجنب السفر بالطائرة أثناء الإصابة بعدوى فيروسية تنفسية حادة. وفي حال كانت الرحلة ضرورية ولا يمكن تفاديها، يُنصح باستخدام بخاخات أنفية تقلل احتقان الأوعية الدموية قبل الإقلاع والهبوط، خصوصًا إذا استغرقت الرحلة وقتًا طويلاً يتجاوز الأربع ساعات. أما بالنسبة للغوص، فهو غير موصى به إطلاقًا خلال الإصابة بعدوى فيروسية تنفسية حادة.

حول الإصابات الناتجة عن الانفجارات، يوضح الدكتور ريزايف أن سرعة تغير الضغط تعد العامل الأساسي في تلك الحالات. كما أن مدى الإصابة يرتبط بشكل كبير بالعوامل العشوائية، مع احتمال تقليل الضرر إذا كان الشخص يبقي فمه مفتوحا أثناء الاصطدام بموجة الانفجار.

يختتم الدكتور حديثه بالإشارة إلى أن معظم حالات الصدمة الضغطية قابلة للعلاج إذا تم التعامل معها بسرعة وفعالية. وينصح بضرورة استشارة طبيب مختص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة فور مواجهة أي أعراض للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: احتقان الأنف الطيران السباحة الغوص ورم دموي

إقرأ أيضاً:

باحثون يكتشفون علاقة مقلقة بين السمنة وزيادة خطر ألزهايمر

كشفت دراسة حديثة عن أن السمنة ليست فقط عامل خطر للإصابة بمرض ألزهايمر، بل تسهم أيضًا في تسريع تطور المرض، ووفقًا للدراسة، ينخفض أداء الأشخاص الذين يعانون من السمنة مع ظهور علامات المرض المبكرة، حيث ترتفع لديهم معدلات بروتينات مرتبطة بألزهايمر بنسبة تصل إلى 95% أسرع مقارنة بالأفراد ذوي الوزن الصحي.

الأبحاث السابقة ربطت سابقًا زيادة الوزن في منتصف العمر بتغيرات كبيرة في مناطق الدماغ المرتبطة بالخرف، بناءً على نتائج الفحوصات الدماغية. واليوم، يشير العلماء إلى أن فحوصات الدم أكثر دقة في التنبؤ بتأثير السمنة على تطور المرض مقارنة بالتقنيات التقليدية مثل التصوير المقطعي.

الدراسة الأخيرة اعتمدت على تحليل البيانات الطبية لـ407 أشخاص ضمن مبادرة التصوير العصبي لمرض ألزهايمر، واستمرت لمدة خمس سنوات. قام العلماء بفحص أدمغة المشاركين باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) إلى جانب اختبارات دم متقدمة للبحث عن مؤشرات حيوية مثل سلاسل الخيوط العصبية الخفيفة، التي تشير إلى تلف الخلايا العصبية.

وأظهرت النتائج علاقة وطيدة بين السمنة وزيادة تركيز بروتين pTau217 في الدم بنسبة تتراوح بين 29% و95% لدى المصابين بالسمنة مقارنة بغيرهم، وهو مؤشر حيوي يستخدم لتشخيص ومراقبة مرض ألزهايمر. إضافة إلى ذلك، تبين أن السمنة تساهم في تسارع إطلاق الشظايا البروتينية الناتجة عن الخلايا العصبية التالفة بمعدل 24%، فضلًا عن زيادة تراكم لويحات الأميلويد في الدماغ بنحو 4%.

أوصى الباحثون بالحفاظ على وزن صحي كإجراء وقائي ضد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، مستشهدين بتقرير أصدرته لجنة "لانسيت" لعام 2024، الذي حدد 14 عامل خطر قابلًا للتعديل تمثل نحو 45% من عوامل خطر الإصابة.

وفي هذا السياق، أشار الدكتور سايروس راجي، خبير الأشعة والأعصاب بكلية الطب في جامعة واشنطن، إلى أن هذه الدراسة لأول مرة توضح العلاقة بين السمنة وألزهايمر من خلال اختبار المؤشرات الحيوية للدم. وشدد على أهمية النتائج في فتح الباب أمام دراسة أثر الأدوية المخصصة لإنقاص الوزن على مسار المرض مستقبلاً.

وتزامن ذلك مع دراسات أجريت في بريطانيا أظهرت أن أدوية مثل "ليراغلوتيد" (ساكسيندا) يمكن أن تخفض معدل التدهور المعرفي وفقدان خلايا الدماغ لدى مرضى ألزهايمر بنسبة تصل إلى 50%. ومع ذلك، فإن بعض التجارب لأدوية أخرى مماثلة لم تظهر نفس التأثير الإيجابي، مما يبرز الحاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف الروابط بين السمنة والخرف بشكل أعمق.
 

مقالات مشابهة

  • صور جديدة لـ رنا رئيس أثناء أدائها مناسك العمرة
  • علماء ينجحون في تجربة تثبت فعالية لقاح مبتكر ضد السعال الديكي
  • الفرق بين حساسية الأنف والصدر
  • "النقل والمواصلات" تنشر إعلانًا حول حصر أضرار المركبات بمدينة غزة
  • مع انتشار البرد والفيروسات.. علاج احتقان الزور والسعال
  • باحثون يكتشفون علاقة مقلقة بين السمنة وزيادة خطر ألزهايمر
  • لو عندى نزلة برد أعمل إيه؟.. الصحة توضح خطوات التعامل والوقاية
  • علماء يكشفون عن خطر خفي لنقص الحديد في الجسم
  • باحثون صينيون يطورون نظامًا للكشف المبكر عن خطر الإصابة بسرطان الكبد