ما حكم "الجمعية الشهرية"؟.. "الأزهر للفتوى" يوضح
تاريخ النشر: 1st, September 2025 GMT
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في فتوى له أن ما يُعرف بين الناس بـ"الجمعية الشهرية"، التي يتفق فيها مجموعة من الزملاء أو الأصدقاء على جمع مبلغ معين من المال مع بداية كل شهر، ثم يُعطى المبلغ كاملًا لأحدهم بالتناوب وفق ترتيب متفق عليه بينهم، أمر جائز شرعًا، ولا حرج فيه، بل يعد من القرض الحسن الذي يحث عليه الإسلام.
أوضح المركز أن هذه المعاملة تقوم على التراضي والاتفاق بين جميع المشاركين، وأنها تدخل في باب الإحسان والقرض الحسن، مستدلًا بقوله تعالى:{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].
كما استشهد بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ». [البخاري]، وفي ذلك بيانٌ لفضل القرض الحسن، وحثٌّ على الإرفاق بالناس، والتيسير على المعسرين.
القرض الحسن وأثره في المجتمع
ونقل المركز قول الإمام ابن قدامة رحمه الله:"القرض مندوب إليه في حق المقرض، مباح للمقترض...، ولأن فيه تفريجًا عن أخيه المسلم، وقضاءً لحاجته، وعونًا له، فكان مندوبًا إليه". [المغني 4/236]
كما أورد عن الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال:"لأن أقرض دينارين ثم يردان، ثم أقرضهما، أحب إلي من أن أتصدق بهما".
وذلك لما يحمله القرض من معاني التكافل الاجتماعي، والإعانة على قضاء الحاجات، وتفريج الكرب.
لا علاقة لها بالربافنَّد المركز ما يردده البعض من أن "الجمعية" صورة من صور الربا، مؤكدًا أن هذا القول غير صحيح، إذ لا يوجد فيها اشتراط لمنفعة زائدة على أصل المال، والمنفعة التي تعود على المستفيد ليست من المقترض نفسه، بل من بقية المشاركين، مما يجعلها معاملة جائزة لا حرج فيها.
ختام مبارك
وختمت الفتوى بالتأكيد على أن "الجمعية" صورة من صور التعاون والتكافل بين المسلمين، لا سيما في قضاء الحاجات والشدائد، وهي من القرض الحسن الذي يؤجر عليه الإنسان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر المركز الجمعية الجمعية الشهرية العالمي للفتوى القرض الحسن
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يتفقد الإدارة العامة للفتوى الإلكترونية بدار الإفتاء
تفقد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الإدارة العامة للفتوى الإلكترونية بالدار، حيث عقد فضيلته اجتماعًا مع باحثي الإدارة؛ لمتابعة الجهود المبذولة في خدمة المستفتين عبر المنصات الرقمية المختلفة، ومناقشة التحديات التي تواجه سير العمل، وسبل تطوير آليات الأداء الإفتائي في ضوء المنهج الوسطي الراسخ لدار الإفتاء المصرية.
وأكد فضيلة المفتي خلال الاجتماع على أهمية الالتزام الدقيق بمنهجية الفتوى في دار الإفتاء المصرية، التي تقوم على تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية ومراعاة مصالح الناس في ضوء المتغيرات العصرية، مشددًا على ضرورة أن تصدر الفتوى بلغة واضحة تراعي ثقافة المستفتي وظروفه وأحواله، بما يسهم في ترسيخ الثقة بين الجمهور والمؤسسة الإفتائية، وتعزيز الدور الرائد لدار الإفتاء في تصحيح المفاهيم ونشر الفكر الوسطي المستنير.
وشدد فضيلته على حسن التعامل مع الجمهور أثناء تلقي الاستفسارات عبر الموقع الإلكتروني وتطبيقات الهاتف وبوابة مصر الرقمية، وضرورة المتابعة الدورية لأداء أمناء الفتوى أثناء تفاعلهم مع المستفتين؛ لضمان الالتزام التام بمعتمد الفتوى الصادر عن دار الإفتاء، وتقديم الخدمة الإفتائية بأعلى معايير الجودة والدقة.
أهمية الدقة في فرز وتصنيف الأسئلة الواردة…
وأكد فضيلته كذلك على أهمية الدقة في فرز وتصنيف الأسئلة الواردة، وتحديد ما يمكن الإجابة عنه مباشرة، وما يتطلب إحالته إلى الإدارات الإفتائية المختصة، بما يضمن سرعة الرد على استفسارات الجمهور ودقة الإجابات المقدمة، ويسهم في رفع كفاءة العمل وتطوير منظومة الفتوى الإلكترونية.
وفي ختام الاجتماع، دعا فضيلة المفتي الباحثين في الإدارة وأمناء الفتوى إلى الاستفادة من الأسئلة والاستفسارات الواردة في إعداد دراسات فقهية متخصصة ومعمقة تسهم في تقديم رؤى علمية رصينة وحلول واقعية للمسائل والقضايا المستحدثة، بما يعزز الدور البحثي والعلمي لدار الإفتاء المصرية في خدمة قضايا المجتمع.
كما شدد فضيلة المفتي على أهمية رصد الظواهر والمسائل الغريبة التي ترد إلى الإدارة، وتحليلها عبر دراسات علمية متأنية، والعمل على معالجتها إفتائيًا بمنهجية تقوم على الوسطية والاعتدال، وتحافظ على ثوابت الشريعة وتراعي متغيرات العصر، وتعكس وسطية الإسلام وسماحته.
وتأتي هذه الجولات التفقدية لفضيلة المفتي على إدارات دار الإفتاء المصرية في إطار رؤية الدار الرامية إلى تطوير منظومة الفتوى لتواكب مستجدات العصر والتحول الرقمي للدولة المصرية، وتعزز حضور الدار في الفضاء الإلكتروني كمنارة للعلم والاعتدال، تسهم في نشر الوعي الديني الصحيح ومواجهة الفكر المتطرف.