ما عقوبة من ينتهك حياة الآخرين الخاصة ويشهر بها؟ الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك إن التشهير بما تمَّ الحصول عليه من خلال تتبع عورات الآخرين وانتهاك حياتهم الخاصة والتلصّص على أحوالهم وتحسس أفعالهم، وبَثُّهُ أو شيء منه، وجعلُ ذلك عرضة للتداول بين الناس أيًّا كانت الوسيلة إلى ذلك: فإنه يُعدُّ هتكًا لستر الآخرين، وهو فعلٌ محرمٌ شرعًا، وموجب للإثم والعقوبة إن لم يلحقه توبة.
واستشهدت بحديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ بَغَى مُؤْمِنًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ؛ حَبَسَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ» أخرجه أحمد.
ومعنى الحديث: من دافعَ عن مُؤمنٍ وعَن عِرضِه وردَّ على المنافِقِ كلامَه عن أخيهِ المؤمنِ، كلَّفَ اللهُ مَلَكًا من الملائكةِ يومَ القِيامةِ فيَحمِيه مِن نارِ جهنَّمَ، فلا يَقرَبه منها.
عقوبة من ينتهك حياة الآخرين الخاصة ويشهر بها
أما مَن ذمَّ أو شتَمَ أو ذَكرَ مسلمًا بِشَيءٍ يريدُ أنْ يعِيبَه بهِ ويسوءَه، يُحبَس ويوقَفُ على جِسرِ جهنَّمَ وهوَ الصِّراطُ الممدودُ فوقَ جَهنَّمَ، وهوَ أحَدُّ مِن السَّيفِ وأدقُّ من الشَّعرةِ، فيوقَفُ للقِصاصِ أمامَ اللهِ؛ فإمَّا أنْ يقتصَّ اللهُ مِنه بالحسناتِ والسيِّئاتِ، وإمَّا يَعفو المقذوفُ، والحبسُ في حدِّ ذاتِه مِن الشدائدِ والمصائبِ؛ لأنَّ الإنسانَ لا يَدري ما يُصنَع بهِ، ولا رَدٌّ إلا بالأخذِ مِن حَسناتِ القاذفِ للمَقْذوفِ، أو مِن سيِّئاتِ المقذُوفِ فتُوضَعُ في ميزانِ القاذفِ.
حكم التجسس في الشريعة
قال الشيخ عبد السلام عبد المنصف، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا".
وأضاف "عبد المنصف"، خلال لقائه ببرنامج "رسائل ربانية" على فضائية "النهار"، اليوم السبت، أن الشريعة الاسلامية جاءت بتحريم التجسس والتفتيش في بواطن الأمور وأمرت بالستر، مشددًا على أمن التجسس حرام شرعًا وكبيرة من الكبائر؛ لأن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.
وتابع أن السؤال عن الشاب الذي يتقدم لخطبة ابنتي هو تجسس، لكنه تجسس مباح، موضحًا أن هذه الامور يُباح فيها الغيبة، فلو كان هذا الشخص حرامي ولا يُصلى فينبغي أن يقول المسئول ذلك.
وكان الشيخ خالد الجندي حذر من أن إشاعة الفاحشة تكون بالكذب والافتراء على الناس ونشر الشائعات التي تطعن في أعراضهم، كما تكون بالتباهي بالمعاصي والترويج لها، أو بتزيين المنكرات وتطبيعها بين الناس من خلال إطلاق أسماء مخففة عليها مثل تسمية الخمر "مشروبات روحية" أو العلاقات غير الشرعية "صداقة" لتخفيف وقعها في النفوس، مؤكدا أن مجرد الإعجاب القلبي أو الدفاع عن هذه الأفعال يُعد من إشاعتها أيضًا.
عقوبة الجهر بارتكاب الذنبوأضاف أن الفرق كبير بين ارتكاب الذنب سرًا مع الندم عليه، وبين المجاهرة به أو الفخر به، فالأول يُرجى لصاحبه المغفرة بالتوبة، أما الثاني فهو إعلان حرب على الله ورسوله لأنه إظهار للمعصية بلا حياء وكأن صاحبها يقول إنه غير مبالٍ بأمر الله.
عاقبة محبة شيوع الفاحشةوأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى توعد من يحب شيوع الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، محذرًا من خطورة التهاون القلبي أو التعاطف مع المعاصي، لأن الأمر يبدأ من مشاعر الرضا ثم يتحول إلى قبول اجتماعي ثم تطبيع وسلوك شائع.
ودعا “الجندي”، أن يحفظ الله المجتمع من الفواحش الظاهرة والباطنة، وأن يرزق الجميع التوبة الصادقة والستر، وأن يحمي الأمة من المجاهرة بالمعاصي أو الدفاع عنها أو الترويج لها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التجسس التشهير تتبع عورات الآخرين الإفتاء
إقرأ أيضاً:
التضامن تشارك في ورشة عمل لمتابعة توصيات مؤتمر «المرأة في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة»
شاركت مها هلالي، مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي لشئون الإعاقة، في ورشة العمل التي نظمتها جامعة الأزهر لمتابعة توصيات المؤتمر الدولي «المرأة في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة في ضوء رؤية مصر 2030» والذي عقدته الجامعة في 8 مايو الماضي.
وجاءت مشاركة مها هلالي نيابة عن وزارة التضامن الاجتماعي تأكيداً على التزام الوزارة بدعم المبادرات الهادفة إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة الفتيات والنساء وأمهات ذوي الإعاقة، وتنسيق الجهود مع المؤسسات الأكاديمية والجهات المعنية لتحقيق رؤية وطنية شاملة في هذا المجال.
وأكدت مها هلالي على أهمية تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الأكاديمي لتقديم دعم نفسي واجتماعي وتعليمي متكامل للأشخاص ذوي الإعاقة، كما شددت على ضرورة دمج قضايا الفتيات والنساء ذوات الإعاقة ضمن برامج التوعية والتأهيل، واستمرار الحوار بين الأطراف المعنية لوضع آليات تنفيذية فعّالة.
وأكدت مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي على استعداد الوزارة لتقديم الدعم الفني والتنسيق مع الجهات ذات الصلة للمساهمة في ترجمة توصيات المؤتمر إلى برامج ومبادرات عملية تخدم الفئات المستهدفة.
يُذكر أن الورشة استضافت ممثلين عن جامعة الأزهر وعدد من الوزارات والمجالس القومية مثل المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، والمجلس القومي لشئون الاشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك بعض من المؤسسات والهيئات الأهلية العاملة في قطاع ذوي الإعاقة، ضمن جهود وطنية لتكثيف العمل المشترك من أجل تعزيز دمج وتمكين الاشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع المصري.