كاتب الشرق الأوسط: جوكي على حصان ميت..!
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
د. مرتضى الغالي
كاتب الشرق الأوسط “عثمان ميرغني” عندما يكتب عن (الشأن السوداني) فلا يمكن أن يزعم أي شخص أن في وسعه أن يقرأ “كتابة” فطيرة وماسخة وعقيمة أوغل في السذاجة والتبسيط من كتابة هذا الرجل، أو مقدرة مثل مقدرته على تزييف الواقع السوداني.. فسبحان ربك الذي علّم بالقلم..!
الغريب أنه يضع تحت كل ما يكتب ديباجة تقول (نائب رئيس تحرير سابق متخصّص في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية ومهتم بقضايا الاقتصاد العالمي والمناخ والبيئة)…! إذاً فليمد أبو حنيفة رجليه.
لم نقرأ يوماً لهذا الرجل ما يُذكر، ولو على غرار (دجاجي يلقط الحبَ) في الاقتصاد السوداني أو العالمي؛ أو في قضايا المناخ والبيئة والجفاف والغازات الدفيئة.. أو ثقب الأوزون والاحتباس الحراري وحرائق الغابات..!
وليته بدلاً عن حديثه المكرور عن انتصارات البرهان الوهمية و(المليشيات الأربعين) التي صنعها مع الكيزان.. ليته تحدث عن (بيئة السودان الآن).. وعن الشعب الذي يصارع الكوليرا وحمى الضنك والحصبة الألمانية والفشل الكلوي وتلوث الماء والهواء وجوع الأطفال وافتقار الأمن.. والعصابات المسلحة تقتل الناس في متاجرهم وبيوتهم بالأسلحة التي وزعها البرهان يميناً وشمالاً..!! أين الانتصارات..؟!
هذا الرجل (الذي أعلن مرّة عن إعجابه بياسر العطا) لا يخجل من منح البرهان شرعية من عنده فهو لا يصفه إلا بسعادة (رئيس مجلس السيادة) ولم يقل يوماً واحداً أو نصف يوم بأنه المسؤول الأول عن مجزرة فض ميدان الاعتصام، أو أن (مجلس سيادته) مجلس وهمي يستند إلى انقلاب مزق آخر ورقة لها علاقة بالدستور والدستورية والشرعية..!!
في آخر مقال له أوضح هذا (الصحفي الإنساني) إنه يؤيد استمر الحرب وردد فيه بابتهاج تصريح البرهان الفارغ، وهو يقول (المعركة مستمرة حتى تحرير آخر شبر من تراب الوطن)..! هل تشمل هذه الأشبار حلايب والفشقة..؟!
كاتب الشرق الأوسط يقول كل ما يجول بذهنه من (خزعبلات).. لكنه لم يذكر مرة واحدة مسؤولية جيش البرهان عن دعم وتقنين الدعم السريع وتسليحه وتمكينه من المواقع الإستراتيجية ومنحه وضع “حامي السودان”.. في إعلان صريح بتخلّي الجيش الوطني عن وظيفة الأساسية..!
التسجيلات بالصوت والصورة موجودة.. وكذلك انحناءات الجنرالات لقائد الدعم السريع و(تعظيمات السلام) و(البساط الأحمر).. كل ذلك موجود في (موبايل كاتب الشرق الأوسط)..!
لكم أن تراجعوا كل ما يكتبه هذا الرجل، ولن تجدوا فيه (تعاطف مستشرق) أو (دمعة تمساح) على الأبرياء قتلى الحرب.. والنازحون الجوعى والتلاميذ المشرّدين والأمهات الثواكل.. لن تجدوا غير (أفراح طفولية) بانتصارات وهمية.. والوطن يعيش تحت الخراب والأشلاء..!!
كم تساوي مثل هذه المواقف الخائرة من متعلمين مهندمين أياديهم وقفازاتهم في الماء، وليست في النار؟.. وما هو معادلها بكل ما في الدنيا من ذهب ومناصب أو عملات (بتكوين وكريبتو)..!
الصحفيون في كل الدنيا يقفون بطبيعتهم ضد الحروب وضد الانقلابات إلا هذا الصحفي الأممي الدولي المتخصّص في صندوق الأمم المتحدة الإنمائي.. وإستراتيجية (البصيرة أم حمد)..!
أزمة هذا الرجل وأصحابه من المتعلمين ليست في التقاعس عن نصرة المظلوم أو الوقوف مع الحق.. لكن الافتقار المريع لأبسط مبادئ الإنسانية تجاه الضحايا..!
هذا المخلوق يريد أن يشرعن سلطة البرهان والكيزان الانقلابية التي يرفض الاعتراف بها شعب السودان وثورته.. والاتحاد الأفريقي والإيقاد والأمم المتحدة ووكالاتها “المتخصّصة” ومفوضية اللاجئين ولجنة حقوق الإنسان والهلال والصليب الأحمر و(الجن الأحمر).. وأطباء بلا حدود ومراسلون بلا حدود.. ولكن ماذا تقول في (عثمان بلا حدود ميرغني)..؟ الله لا كسّبكم..!
الوسومد. مرتضى الغاليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د مرتضى الغالي کاتب الشرق الأوسط هذا الرجل
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط.. ضيف دائم على شريط الأخبار الساخنة
د. عبدالعزيز بن محمد الصوافي **
تتوالى الحروب الدموية والأحداث السياسية الساخنة على منطقة الشرق الأوسط، مما أفقدها، بشكل عام، ميزة الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي أسوةً بغيرها من مناطق العالم الأخرى. فلا يكاد يمر عام دون أن تشهد هذه المنطقة حربًا إقليمية أو توترًا سياسيًا أو حدثًا إرهابيًا أو مظاهراتٍ شعبية، أو حتى ظهور تنظيمٍ أيديولوجيٍّ مسلحٍ جديدٍ. وحسب التقرير الذي أعدته مجموعة الأزمات الدولية، فإن ستةً من بين أكبر عشرة صراعاتٍ رئيسيةٍ في العالم وقعت في منطقة الشرق الأوسط أو على حدودها؛ وهو ما يعكس توتر المنطقة وعدم استقرارها.
يؤكد أصحاب تيار نظرية المؤامرة أن هذه الأحداث ليست سوى نتاج مخططاتٍ مدبَّرةٍ من قوى خارجية، تسعى لاستنزاف موارد المنطقة وإبعادها عن التقدم والتطور. تعمل هذه القوى على إشغال المنطقة بأحداثٍ متجددةٍ تستنزف مقدراتها، مما يجعلها في دوامةٍ من الصراعات المستمرة. فمع انتهاء حربٍ، تندلع ثورة، ومع القضاء على تنظيمٍ، يظهر آخر، مما يزيد من معاناة الشعوب ويجعل دول المنطقة من الدول الأكثر شراءً للسلاح، والأكثر ديونًا، والأكثر تعرضًا للأزمات الاقتصادية والتدهور الأمني.
السؤال الملح الذي يطرح نفسه: ما هو المخرج من هذه الدائرة المغلقة والمتكررة؟ كيف يمكن كبح جماح تدخل القوى الكبرى في شؤون المنطقة؟ وهل يمكن للمنظمات الإقليمية، مثل مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، أن تلعب دورًا فاعلًا في إخراج هذه المنطقة من دوامة الصراعات والحروب والقلاقل التي لا تكاد تخفت؟ وهل هذه الكيانات السياسية في حد ذاتها جزءٌ من المشكلة أم جزءٌ من الحل؟!
وهل للشعوب التي تعاني حتى النخاع من هذه الأزمات دورٌ في تغيير مجرى الأحداث؟! أم أنه قد كُتب علينا أن نعيش جيلًا بعد جيلٍ في صراعاتٍ تستنزف مواردنا وأعمارنا ودماءنا، وأن نحل ضيفًا دائمًا على شريط الأخبار العاجلة على شاشات القنوات الإخبارية العالمية بشكلٍ شبه يومي، بينما ينعم الآخرون من حولنا بالتنمية والهدوء والاستقرار والازدهار؟!
إن التغيير يتطلب إرادةً ورغبةً جماعيةً من دول المنطقة وشعوبها لتحقيق رؤيةٍ جديدةٍ تُعيد للشرق الأوسط مكانته كمنطقةٍ مزدهرةٍ وآمنة. يحتاج هذا التغيير إلى إعادة غرس بذور الثقة التي تآكلت على مر العقود الماضية بين دول المنطقة. كما يجب أن نؤمن بأن حل أزمات المنطقة يجب أن ينبع من داخلها، ومن خلال منظماتها السياسية وقياداتها، وليس من الخارج. كما يجب علينا، حكوماتٍ وشعوبًا، أن نتحمل مسؤولية أخطائنا وألا نبحث عن شماعةٍ خارجيةٍ نلقي عليها اللوم.
ختامًا، على دول المنطقة أن تدرك أن التغيير يبدأ بالتحرر من طوق التبعية للغرب في مصادر غذائها وسلاحها ودوائها؛ حقيقةٌ جسدتها مقولة الراحل جبران خليل جبران عندما قال:
"الويل لأمةٍ تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر".
** باحث أكاديمي