دراسة جديدة: وسائل منع الحمل تؤثر على الذاكرة لدى النساء
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
وسائل منع الحمل .. في كشف علمي مثير للجدل، توصل باحثون من جامعة رايس الأمريكية إلى أن وسائل منع الحمل الهرمونية، التي تعتمد عليها ملايين النساء حول العالم، قد تؤثر بشكل مباشر على كيفية تذكر النساء للأحداث، خاصة السلبية منها.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الوسائل لا تقتصر آثارها على الجانب الإنجابي فقط، بل تمتد لتطال آليات الدماغ المرتبطة بالعاطفة والذاكرة.
بحسب الباحثين، فإن النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل مثل الحبوب، أو اللصقة، أو الغرسة، أظهرن تراجعًا في تذكر التفاصيل الدقيقة للأحداث السلبية، مقارنة بمن لديهن دورات شهرية طبيعية.
ويُعتقد أن هذا التغير ناتج عن تأثير وسائل منع الحمل على التوازن الهرموني، ما يدفع الدماغ إلى اعتماد استراتيجيات دفاعية مثل التباعد العاطفي أو إعادة تفسير الحدث بهدف تقليل الأثر النفسي.
الدكتورة بياتريس برانداو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، صرّحت: "منذ فترة طويلة يُعتقد أن وسائل منع الحمل تقتصر على الصحة الإنجابية، لكن نتائجنا تشير إلى أنها تؤثر أيضًا على مراكز المشاعر والذاكرة في الدماغ، ما يجعل من الضروري التفكير في آثارها النفسية والعصبية".
نتائج مفاجئة واستجابات أقوىتابع الباحثون في الدراسة 179 امرأة، نصفهن يتناولن وسائل منع الحمل الهرمونية. طُلب من المشاركات مشاهدة صور عاطفية بدرجات مختلفة من الشحنة الشعورية، ثم تقييم ردود أفعالهن العاطفية وإجراء اختبارات للذاكرة.
وكشفت النتائج أن النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل أظهرن استجابات عاطفية أقوى، ومع ذلك تذكرن تفاصيل أقل من الأحداث السلبية، مع بقاء الذاكرة العامة سليمة.
دعوة إلى مقاربة شاملة لصحة المرأةأشار الباحثون إلى أن وسائل منع الحمل قد تؤثر على بنى عصبية حيوية مثل "الحُصين"، المسؤول عن العاطفة والدافع، وهو ما يعزز الدعوات لتبني نهج شامل يراعي الأبعاد النفسية والمعرفية في تقديم وسائل منع الحمل للنساء.
وقالت الدكتورة ستيفاني ليل، المشاركة في الدراسة: "تُظهر النتائج أن تنظيم المشاعر وتفاعلات الذاكرة قد يتأثران باستخدام هذه الوسائل، وهو ما يطرح أسئلة هامة بشأن تأثيراتها على الصحة العقلية طويلة المدى".
تحديات أمام التعميمرغم ما توصلت إليه الدراسة، أشار الباحثون إلى بعض القيود، مثل الاعتماد الكبير على حبوب منع الحمل كأداة تمثيلية لباقي الوسائل، وعدم تتبع الدورة الشهرية بدقة لدى المشاركات اللاتي لا يستخدمن وسائل منع الحمل، وهذا ما دفع الفريق إلى التخطيط لمزيد من الأبحاث المقارنة بين الأنواع المختلفة لوسائل منع الحمل، بالإضافة إلى تتبع الهرمونات الطبيعية عبر مراحل الدورة الشهرية.
تأثيرات مثبتة وأخرى موضع جدل
جدير بالذكر أن حبوب منع الحمل، رغم فعاليتها الكبيرة في منع الحمل، ترتبط بآثار جانبية شائعة مثل الغثيان، تقلبات المزاج، وألم الثدي، بينما لا تزال الشكوك قائمة بشأن دورها في زيادة الوزن. كما ترتبط وسائل منع الحمل الهرمونية بزيادة طفيفة في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وعنق الرحم، إضافة إلى احتمالية حدوث جلطات دموية في حالات نادرة.
ملايين النساء تحت التأثير
في المملكة المتحدة، تُقدر أعداد النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل بنحو ثلاثة ملايين، بينما يصل العدد إلى أكثر من 11 مليون امرأة في الولايات المتحدة، وهو ما يبرز أهمية النتائج الجديدة وضرورة التوسع في الدراسات المتعلقة بالتأثيرات النفسية والعصبية لوسائل منع الحمل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحمل وسائل منع الحمل تؤثر بشكل مباشر منع الحمل الهرمونية وسائل منع الحمل الهرمونية جامعة رايس الدماغ التوازن الهرموني وسائل منع الحمل إلى أن
إقرأ أيضاً:
معظم المصابين من النساء..دراسة تكشف ارتباطًا بين كوفيد طويل الأمد واضطراب نادر في نبض القلب
اكتشفت دراسة سويدية أن اضطرابًا نادرًا في نبض القلب ينتشر بشكل غير متوقع بين المصابين بكوفيد طويل الأمد، ومعظمهم من النساء في منتصف العمر. اعلان
أظهرت دراسة جديدة من معهد كارولينسكا في السويد أن اضطرابًا نادرًا في نبض القلب، يُعرف باسم متلازمة تسرّع القلب الانتصابي (POTS)، ينتشر بشكل ملحوظ بين الأشخاص الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد.
وتشير النتائج التي نُشرت في مجلة Circulation Arrhythmia and Electrophysiology الطبية، إلى أن معظم المصابين من النساء في منتصف العمر.
اضطراب يربك الجسم عند الوقوفوبحسب الدراسة، يُسبب هذا الاضطراب زيادة مفاجئة في عدد ضربات القلب عند الانتقال من وضعية الاستلقاء إلى الوقوف، ما يجعل الوقوف أمرًا صعبًا للمصابين الذين يشعرون بالدوار ويفضلون الجلوس أو الاستلقاء.
كما يعاني البعض من تسارع في نبض القلب حتى أثناء الراحة أو بذل الجهد، مع شعور بالإرهاق وصعوبة في التركيز، وهي أعراض شائعة أيضًا لدى من يعانون من كوفيد طويل الأمد.
ووفقًا للدراسة، فإن نحو ثلث المصابين بكوفيد طويل الأمد الشديد يعانون من هذا الاضطراب، بينما لم تتجاوز نسبة الإصابة به بين سكان السويد قبل الجائحة 1%.
يقول ميكائيل بيورنسون، الباحث في قسم الطب بمعهد كارولينسكا:"كنا نعلم من دراسات سابقة صغيرة أن هناك علاقة بين الحالتين، لكننا اليوم نملك أدلة قوية تؤكد أن POTS حالة شائعة جدًا بين المصابين بكوفيد طويل الأمد. هذه النتيجة مهمة للأطباء والمرضى معًا".
Related الصين تحكم بسجن صحفية وثقت كوفيد-19 أربع سنوات إضافية.. ومراسلون بلا حدود تصفها بـ"بطلة معلومات"اضطرابات غير متوقعة مع كوفيد الطويل..ما علاقتها بالدورة الشهرية للنساء؟دراسة: غياب الدعم الطبي يُجبر مرضى كوفيد طويل الأمد على توثيق حالتهم بأنفسهم النساء في صدارة الحالاتتُعد هذه الدراسة الأكبر من نوعها حتى الآن حول العلاقة بين POTS وكوفيد طويل الأمد. وشملت 467 مريضًا لم يُدخلوا إلى المستشفى خلال إصابتهم بالفيروس، وكان أكثر من 90% منهم من النساء في منتصف العمر اللواتي كن يتمتعن بصحة جيدة ونشاط بدني قبل المرض.
وبعد مرور نحو عام على الإصابة، خضع المشاركون لفحوصات بدنية واستبيانات عن حالتهم الصحية. ومن ظهرت لديهم مؤشرات على الإصابة أُحيلوا إلى أطباء قلب لإجراء اختبارات متخصصة.
وأظهرت النتائج أن 31% من المشاركين شُخّصوا رسميًا بالمتلازمة، بينما 27% ظهرت لديهم أعراض مشابهة دون أن تستوفي المعايير الكاملة للتشخيص، في حين لم يُظهر الباقون أي أعراض. وسجّل المصابون بالمتلازمة ارتفاعًا ملحوظًا في معدل ضربات القلب أثناء المشي، كما أفادوا بانخفاض في جودة حياتهم اليومية.
اختبار بسيط وعلاج ممكنتؤكد جوديث بروشفيلد، أستاذة مشاركة في معهد كارولينسكا واستشارية الأمراض المعدية في مستشفى كارولينسكا الجامعي، أن اكتشاف الحالة لا يتطلب أجهزة أو فحوصات معقدة، وتقول: "يمكن تشخيص POTS من خلال اختبارات بسيطة ومنخفضة التكلفة متاحة في مراكز الرعاية الصحية. وهناك علاجات تساعد على التخفيف من الأعراض وتحسين حياة المرضى".
وينصح الباحثون كل من يشعر بتسارع واضح في ضربات القلب عند الوقوف أو أثناء الجهد، ويعاني من الدوار أو التعب أو التشوش الذهني، بمراجعة الطبيب لإجراء فحوصات قد تكشف عن الإصابة بهذه المتلازمة.
متابعة طويلة الأمدويواصل فريق البحث عمله عبر متابعة المشاركين على مدى أربع وخمس سنوات قادمة، كما يخطط لدراسة حالات المصابين الذين أُدخلوا إلى المستشفى أثناء مرضهم بكوفيد، لمعرفة كيف تتطور حالتهم الجسدية وقدرتهم على التعافي مع مرور الوقت.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة