قال الشيخ عصام مسعود، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في برنامج سراجًا منيرًا المذاع على قناة بوابة الوفد الإلكترونية بمناسبة المولد النبوي الشريف، إن لحظة بدء الوحي كانت من أعظم المواقف في السيرة النبوية، حيث ظهر فيها دور أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، لتكون أول من صدق النبي ﷺ وأول من آمن بدعوته، مؤكداً أن هذا الموقف يمثل صفحة مشرقة من حياة رسول الله ﷺ.

ليالي غار حراء

وأوضح مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة كان يختلي بنفسه في غار حراء الليالي ذوات العدد، بعيدًا عن ضوضاء مكة وعبادة الأصنام، متحنثًا ومتعبداً لله على ملة إبراهيم عليه السلام. وفي تلك اللحظة الفارقة جاءه جبريل عليه السلام وقال له: "اقرأ"، فرد النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بقارئ"، وكررها ثلاث مرات، ثم ضمه جبريل ضمة شديدة، قبل أن يتلو عليه قوله تعالى:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم﴾.

وأشار عضو مركز الأزهر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الغار وهو في حالة فزع شديد، مرتجف القلب، حتى دخل على بيته وقال: "زملوني زملوني"، فغطته خديجة رضي الله عنها حتى سكن روعه، ثم قص عليها ما حدث بينه وبين جبريل.

السيدة خديجة بنت خويلد

وأكد أن خديجة رضي الله عنها أظهرت حكمة عظيمة في هذا الموقف، فبثت الطمأنينة في قلب النبي ﷺ، وذكّرته بصفاته وأخلاقه، وقالت له: "كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"، فكانت أول سند معنوي للنبي ﷺ بعد نزول الوحي.

ولفت مسعود إلى أن خديجة لم تكتف بطمأنة النبي ﷺ، بل اصطحبته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، الذي كان على علم بكتب أهل الكتاب، فأكد له أن الذي جاءه هو ناموس الوحي الذي نزل على موسى عليه السلام.
 

 أول من آمن برسالة النبي

وشدد على أن السيدة خديجة كانت أول من آمن برسالة النبي ﷺ ووقفت خلفه تؤازره بمالها ونفسها، فكانت نعم الزوجة الصالحة والمعين القوي، ولهذا ظل النبي ﷺ وفيًا لها يذكرها دائمًا بالخير، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما غرت على امرأة كما غرت على خديجة، لكثرة ما كان يذكرها رسول الله".

وأضاف أن الله سبحانه وتعالى كافأ خديجة رضي الله عنها، إذ بعث جبريل عليه السلام إلى النبي ﷺ ليبلغها سلام ربها، ويبشرها ببيت في الجنة من لؤلؤ مجوف، لا صخب فيه ولا نصب.

وختم الشيخ عصام مسعود بالتأكيد على أن هذا الموقف العظيم يعلم الأزواج والزوجات معنى السند الحقيقي، والوفاء المتبادل، وكيف يكون التعاون الأسري أساسًا للنجاح، داعيًا الله أن يرزق المسلمين التمسك بسيرة النبي ﷺ وأمهات المؤمنين.
 

«المولد النبوي الشريف».. الإفتاء توضح الأعمال مشروعة في إحياء المولد «رسائل النور».. تهاني المولد النبوي 2025 تربط القلوب وتحيي المودة «كيف تُحيي المولد النبوي على أفضل وجه؟»… عبادات يومٍ تتنزّل فيه الرحمات "المولد النبوي الشريف في التراث المصري".. ندوة ثقافية بمكتبة القاهرة الكبرى.. السبت مولد النبي.. الرسول يرفض السخرية ويعلم أصحابة ميزان الأخلاق عند الله «ولد الهدى».. كيف تغنى الفن المصري بمديح النبي ﷺ عبر العقود «باب النجاة»… علي جمعة: لا وصول إلى الله إلا من باب النبي

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النبي سراج ا منير ا المولد النبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم المولد النبوي الشريف الشيخ عصام المولد النبوی علیه السلام النبی ﷺ أول من

إقرأ أيضاً:

7 أسباب لنصر السادس من أكتوبر.. الأزهر العالمي للفتوى يكشف عنها

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن 7 أسباب لنصر السادس من أكتوبر، تزامنا مع الاحتفال بالذكرى المجيدة والانتصار على الأعداء. 

برلماني: كلمة الرئيس في ذكرى أكتوبر جسدت روح النصر والعزيمة وأكدت استمرار معركة البناء والتنميةحرب أكتوبر ملحمة عسكرية حررت الأرض وصنعت التاريخ .. الرئيس السيسي: جيشنا لا يهاب التحديات

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن هذه الأسباب كالآتي :

- الإيمان بالله، لقوله تعالى {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ‎[الروم: 47]

- التأييد من الله، لقوله تعالى {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} ‎[آل عمران: 160]

- نصرة الدين والحق، لقوله تعالى {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} ‎[الحج: 40]

- حسن الإعداد، لقوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} ‎[الأنفال: 60]

- وحدة الصف، لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} ‎[الصف: 4]

- الثبات عند اللقاء، لقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ‎[الأنفال: 45]

- دعاء الضعفاء، لقوله تعالى «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟!» ‎[أخرجه البخاري].

جيش مصر خير أجناد الأرض

وقال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن الله سبحانه وتعالى علّمنا في سورة إبراهيم، وهي سورة مكية عظيمة، أن نتذكر أيام الله، مستشهدًا بقوله تعالى: "وذكّرهم بأيام الله". وأوضح أن "أيام الله" هي محطات التاريخ التي تجلت فيها نعم الله ونصره لعباده، مؤكدًا أن من واجبنا أن نعلّم أبناءنا قراءة التاريخ لأنه يحمل في طياته العبر والعظات التي تبني الإيمان والوعي.

وأضاف الشيخ عبدالمعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن من أعظم أيام الله في تاريخنا الحديث يوم السادس من أكتوبر عام 1973، الموافق العاشر من رمضان عام 1393 هجريًا، وهو يوم سبت خالد في ذاكرة الأمة، شهد ملحمة من أعظم معارك العصر الحديث، حيث استطاع جيش مصر العظيم أن يحطم كل القيود ويصنع نصرًا مؤزرًا بفضل الله وتوفيقه.

وأشار إلى أن هذا النصر العظيم يبرهن على صدق قول النبي ﷺ: "إذا فتحتم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا، فإنهم خير أجناد الأرض، لأنهم في رباط إلى يوم القيامة". وأوضح أن معنى الرباط إلى يوم القيامة هو الجاهزية والاستعداد الدائم للدفاع عن الحق والوطن، وهي السمة التي ميزت الجيش المصري عبر التاريخ.

وأكد الشيخ عبدالمعز أن نصر أكتوبر لم يكن فقط انتصارًا عسكريًا، بل كان نصرًا إيمانيًا وروحيًا قبل كل شيء، لأنه قام على التوكل على الله، والاستعانة به، والأخذ بالأسباب، مضيفًا: "من توكل على الله حق التوكل، وأخلص النية، وأخذ بالأسباب، نصره الله ولو بعد حين".

وأضاف أن كل من يتأمل شهادات القادة العسكريين، أو يشاهد أرشيف الصور والفيديوهات، يدرك أن ما حدث كان معجزة من معجزات العصر، وأن العقلية المصرية المتفردة حين تمتزج بالإيمان تولد النصر، قائلًا: "سبحان الله، هذا توفيق من عند الله، ومن كان الله معه لا يُغلب".

وتابع: "لقد تحدث الأدباء والشعراء والمثقفون والعسكريون عن حرب أكتوبر، لكن من منظور الشرع الشريف، نحن نراها تجسيدًا لقوله تعالى: (ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله)، فحق لنا أن نفرح، كما قال ربنا: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)، فهي لام الأمر، أي أمر من الله بالفرح بفضله ونصره".

ودعا الشيخ رمضان عبدالمعز، قائلاً: "اللهم احفظ خير أجناد الأرض، وبارك في جيش مصر العظيم، واجزه عنا خير الجزاء، واجعلهم دائمًا حصنًا منيعًا يحمي البلاد والعباد، وانصرهم بنصرك يا رب العالمين".
 

طباعة شارك حرب أكتوبر نصر أكتوبر الأزهر القوات المسلحة الجيش المصري

مقالات مشابهة

  • من وصايا النبي.. دعاء و7 سور تحفظك من كل شر
  • شباب الطور يتوج في بطولة المولد النبوي للقدم بحجة
  • معنى الصلوات المسنونة وحكمها بالكتاب والسُنة النبوية
  • أذكار الصباح الثابتة عن النبي.. حصن نفسك ولا تتكاسل عنها
  • تعرف على خمر أهل الجنة والفرق بينها وبين خمر الدنيا
  • تعرف على عيون وأنهار الجنة المذكورة فى القرآن
  • تعرف على درجات أهل الجنة المذكورة في القرآن
  • كيفية بر الزوجة بعد وفاتها.. دار الإفتاء تكشف الطريقة ونماذج منها
  • اختتام بطولة المولد النبوي لكرة القدم بمحافظة صنعاء
  • 7 أسباب لنصر السادس من أكتوبر.. الأزهر العالمي للفتوى يكشف عنها