5 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة: ابتدأت قصة الخرق قبل انطلاق ساعة الصفر للحملة الانتخابية حين أكدت المفوضية العليا للانتخابات في بياناتها الرسمية على ضرورة الالتزام التام بضوابط الدعاية، محددة السادس من تشرين الأول موعدا لإطلاقها رسميا، لكنها وجدت نفسها أمام مشهد معاكس تماما على أرض الواقع.

وقال ناشطون في بغداد إن صور المرشحين الكبار بدأت تغزو الشوارع منذ أسابيع طويلة، وأن لافتات ضخمة تسبق حتى إعلان الانطلاق الرسمي، فيما علق مدون عراقي على منصة “إكس” بالقول: “منذ الآن الانتخابات محسومة لأصحاب النفوذ الذين حجزوا كل الجدران قبل غيرهم”.

واحتلت صور الزعامات الحزبية مواقع استراتيجية في العاصمة والمحافظات، إذ بدت الشوارع الرئيسية في الكرادة والمنصور وكأنها معارض مصغرة لشعارات الكتل، بينما عجز المرشحون المستقلون عن العثور على زاوية صغيرة يعلنون فيها عن أسمائهم، ما دفع أحدهم للتصريح لـ”التقرير” قائلا: “لم أجد مكانا أعلق فيه بوسترا واحدا، كل شيء محجوز وكأننا في سوق مسيطر عليه بالكامل”.

وأقرت مصادر في المفوضية بوجود شكاوى رسمية وصلت إلى مكاتبها في بغداد والنجف والبصرة، لكنها أشارت إلى أن صلاحياتها محدودة ما لم تنطلق المدة القانونية للحملة. وقال موظف فيها مفضلا عدم الكشف عن هويته: “نعلم أن هناك تجاوزات لكننا مقيدون بالتوقيتات القانونية، ومع ذلك نوثق كل الخروق لنعلنها لاحقا”.

وأثار المشهد جدلا واسعا في مواقع التواصل، حيث دوّن ناشط من كربلاء: “كيف نثق بانتخابات تبدأ بالتحايل على القانون؟”، بينما تداول آخرون صورا للافتات تغطي جسور العاصمة قبل الموعد المقرر بشهر كامل، في إشارة ساخرة إلى أن “الانتخابات حُسمت على الجدران قبل صناديق الاقتراع”.

وأظهرت جولة ميدانية أن الجهات المتنفذة لم تكتف بحجز المساحات بل استعانت بشركات إعلان كبرى رفعت أسعار اللوحات في المناطق الحيوية بشكل جنوني، حيث بلغ سعر اللوحة الواحدة على شارع مطار بغداد 25 مليون دينار للشهر، وهو رقم يستحيل على أي مرشح مستقل تحمله.

وقال خبراء انتخابات إن استمرار هذه الظاهرة ينذر بانتخابات غير متكافئة، مؤكدا أن الدعاية المبكرة تخلق انطباعا زائفا بتفوق مرشحين معينين حتى قبل بدء التنافس، وهو ما يؤثر على خيارات الناخبين ويقوض الثقة بالعملية الديمقراطية.

واستنتج مراقبون أن الخروق ليست مجرد تجاوزات عرضية بل تمثل محاولة ممنهجة لإحكام السيطرة على الفضاء العام وتحويل الدعاية الانتخابية إلى أداة ضغط نفسي قبل أن تكون وسيلة تعريفية بالبرامج.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

المفوضية: توزيع مليون بطاقة بايومترية حتى الآن

7 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، اليوم الثلاثاء، توزيع مليون بطاقة بايومترية منذ بدء عملية التوزيع ولغاية انتهاء الدوام الرسمي لهذا اليوم الثلاثاء.

وقال رئيس الفريق الإعلامي في مفوضية الانتخابات، عماد جميل، إن “المفوضية وزعت مليون بطاقة بايومترية منذ بدء عملية التوزيع ولغاية انتهاء الدوام الرسمي لهذا اليوم”.

وأضاف، أن “مراكز التسجيل والبالغ عددها (1079) مركزا شهدت إقبالآ كبيرا للمواطنين لاستلام البطاقة”، مبينا ان “المفوضية سهلت إجراءات استلام البطاقة عبر حضور أحد أفراد العائلة مع مستمسكات عائلته لاستلامها بالإنابة عنهم”.

وتابع “سجلت أعلى نسب توزيع في بغداد ودهوك 44٪؜ ونينوى 35٪؜ والأنبار 34٪”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • المفوضية: توزيع مليون بطاقة بايومترية حتى الآن
  • فلكيا.. الموعد الرسمي لـ شهر رمضان 2026
  • مسلة الأخبار: موجز احداث العراق والعالم
  •  450 مليار دولار في الاستثمار: اعلان حكومي قابل للتطبيق أم شعار انتخابي؟
  • ملاحظات حول الاتفاق النفطي المبهم بين بغداد وأربيل
  • السوداني أم المالكي.. ام بديل جديد؟ معركة الإطار تُعِيدُ شبح الشلل إلى بغداد
  • اعتقال مسلحين اقتحموا منزل سفير متقاعد في بغداد
  • كيف أجبر ترامب نتنياهو على قبول خطته بشان غزة؟
  • لافتات الوهم.. العراق يغرق في سباق انتخابي يبيع الأحلام بالدولار قبل نوفمبر
  • الحكيم: الاستحقاق الانتخابي المقبل مفصلي وحاسم