علي جمعة: كل الأكوان فرحت بقدوم النبي وأظهرت حبها له في منشئه ووجوده
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه انه عندما أتى سيدنا رسول الله ﷺ فرحت به كل الأكوان؛ الجماد، النبات، الحيوان ، الإنسان. فيا فرحة من آمن بالحبيب المصطفى ﷺ ويا سروره! وأظهرت الأكوان كلها حبها للنبي المصطفى ﷺ في منشئه ووجوده.
وتابع: يقول المصطفى ﷺ: «إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ. إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ». إنه يعلمه ويشاهده ويسمعه وهو يسلم عليه؛ تثبيتًا لفؤاده الشريف، وإكرامًا لمقامه عند ربه، وتدريجًا له ﷺ للاتصال بعالم الغيب.
ونوه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمسك حصى فسبَّح الحصى في يديه، وأصله في الصحيح. وزاد أبو نعيم في الدلائل، والبيهقي في الدلائل أيضًا: أن الحصى لما سبح بين يديه وسمعه أصحابه، ناوله إلى أبي بكر، فسبح الحصى في يديه إكرامًا للحبيب ﷺ، ثم أرجعه إلى النبي فناوله إلى عمر، فسبح الحصى بين يدي النبي ﷺ في يد عمر، ثم أرجعه إلى النبي ﷺ فناوله إلى عثمان، فسبح الحصى في يد عثمان بين يدي النبي ﷺ، ثم توزع الحصى على الصحابة فلم يسبح.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان واقفًا على أُحُد وهو يقول لنا : «أُحد جبل يحبنا ونحبه».
وقد استجاب هذا الجبل الأشم في خضوع وطاعة لأمر حبيبه وسيده ﷺ عندما ركله برجله الشريفة ﷺ لما اهتز به وبأصحابه.
فقد صح عن أنس رضي الله عنه: «أن النبي ﷺ صعد أُحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال: اثبت أُحد، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان» [متفق عليه]. فاستجاب أُحد على الفور محبًا مطيعًا لسيده وحبيبه المصطفى ﷺ.
لا تلوموا أُحدًا لاضطرابٍ ... إذ علاه فالوجد داءُ
أُحُد لا يُلام فهو مُحِبٌ ... ولَكَم أطربَ المُحِبَ لقاءُ
واختمم منشوره بالصلاة على النبي بهذه الصيغة وقال: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نُورِ الأَنْوَارِ، وَسِرِّ الأَسِرَارِ، وَتِرْيَاقِ الأَغْيَارِ، وَمِفْتَاحِ بَابِ الْيَسَارِ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْمُخْتَارِ، وَآلِهِ الأَطْهَارِ، وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ. عَدَد نِعَمِ الله وَأِفْضَالِهِ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النبي حب النبي الصحابة جبل أحد المصطفى ﷺ النبی ﷺ ح الحصى
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الإكثار من الشكر مستحب.. ويزيد المحبة ويقوّي تماسك المجتمع
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإكثار من الشكر مستحب، خاصة عند تجدد النعمة، كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يخر لله ساجدا شاكرا له عند سماع خبر فيه نصر أو خير، وللشكر مواضع يندب فيها كالطعام والشراب والملبس.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الشرع الحنيف حث في الكتاب العزيز وفي سنة رسوله العظيم على شكر الناس لما في هذا الخلق من آثار جليلة في وحدة المجتمع المسلم وحسن المعاملة التي هي ثمرة التقوى والإيمان، فقد قال سبحانه وتعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان: 14]، وفي هذه الآية إشارة إلى شكر كل من له فضل على المسلم وقدم له معروفا فإن الوالدين استحقا الشكر لأنهما تفضلا على الابن بأعظم المعروف وهو حمايته وحفظ حياته حتى عقل ولذلك قرن الله شكرهما بشكره سبحانه وتعالى.
وتابع: "أما ما ورد في السنة، فهو كثير نذكر منه مثلا ما رواه أحمد من حديث الأشعث بن قيس مرفوعا مثل حديث أبي هريرة ورواه أيضا بلفظ آخر «إن اشكر الناس لله تعالى أشكرهم للناس».
وعن عائشة رضي الله عنها مرفوعا «من أتي إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره» (رواه أحمد).
وفي حديث آخر الأمر بالمكافأة «فإن لم يستطع فليدع له» (رواه أبو داود وغيره).
وعن أسامة مرفوعا «من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء» (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب).
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «قال: من أبلى بلاء فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفره» (رواه أبو داود).
وعن النعمان مرفوعا «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل والتحدث بنعمة الله عز وجل شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب» (رواه أحمد).
وعن أنس قال: «إن المهاجرين قالوا يا رسول الله ذهبت الأنصار بالأجر كله قال لا ما دعوتم الله عز وجل لهم وأثنيتم عليهم» (رواه أبو داود والترمذي).
ففي هذه النصوص الشرعية الدليل الواضح على أن الإسلام اعتنى بحسن المعاملة ودعا إليها بالقول والفعل، وهذا ليضرب المسلمون في مجتمعاتهم التي تبنى على هذا الخلق العظيم أروع المثل في التأسي بهم، ويكون لهذا الأثر الكبير في بلوغ دعوة الله إلى العالمين.
وفي الختام، فهذا عرض موجز لما في شرع الله من حث على هذا الخلق العظيم والذي به تزيد المحبة بين الناس ويصل المجتمع إلى النضوج البشري المنشود نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الشاكرين ويشكر لنا أعمالنا إنه الكريم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.