رئيس لجنة كسر الحصار لـعربي21: أسطول الصمود أضخم تحرك ضد حصار غزة منذ مافي مرمرة
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
أكد زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة وعضو تحالف أسطول الحرية، أن تحرك "أسطول الصمود" الجاري حالياً يمثل أضخم محاولة بحرية لكسر حصار غزة منذ أحداث "مافي مرمرة" عام 2010، مشدداً على أن الشعوب الحرة باتت تتحمل مسؤولية مواجهة الإبادة المستمرة في القطاع في ظل عجز وصمت رسمي عربي ودولي.
وقال بيراوي في مقابلة خاصة مع "عربي21": "نحن نضع هذا الحراك في سياقه الصحيح.
مقالي عن المشاركة العربية في اسطول الصمود https://t.co/SAsKQYoB9a وتتجلى الحقيقة في تونس هذه الأيام حيث يملأ شارع الملك بورقيبة الشهير وسط العاصمة التونسية وكثيرا من الأزقة المتفرعة عنه المئات من النشطاء العرب والمسلمين الذين يستعدون للمشاركة في سفن كسر الحصار عن غزة. — zaher birawi (@zaher_birawi) September 5, 2025
من "الضمير" إلى "أسطول الصمود"
أوضح بيراوي أن خطتهم لعام 2025 اعتمدت على إطلاق سفن متتابعة لتشكيل ضغط على الاحتلال، بدأت بسفينة "الضمير" في أيار/ مايو الماضي من ليبيا، لكنها تعرضت لقصف إسرائيلي قبالة مالطا. ثم تلتها سفينة "مادلين" في حزيران/ يونيو الماضي بمشاركة شخصيات بارزة مثل الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ٬ والناشط البرازيلي تياغو آفيلا، قبل أن تُحتجز من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي تموز/يوليو الماضي، أبحرت سفينة "حنظلة" كجزء من موجة التحركات ذاتها.
وأضاف: "هذه الموجات أثبتت أن التضامن لا يتوقف عند المظاهرات، بل يتحول إلى فعل مباشر في البحر، رغم المخاطر والاعتداءات الإسرائيلية".
فشل المحاولات البرية
وأشار بيراوي إلى أن محاولات كسر الحصار براً بدأت عبر "المسيرة العالمية إلى غزة" من القاهرة، و"قافلة الصمود العربية" من تونس وليبيا، والمغرب العربي٬ ولكنها فشلت بسبب منع السلطات المصرية المتضامنين من الوصول إلى معبر رفح البري٬ ما دفع النشطاء الدوليين للتوجه نحو البحر.
وقال: "من هنا جاءت فكرة أسطول الصمود، عبر تحالف يضم 8 مكونات دولية من أبرزها تحالف أسطول الحرية، والقافلة العربية، والحركة العالمية لغزة. الفكرة أن ينطلق أسطول كبير بعدد ضخم من السفن بحيث يربك الاحتلال ويصعّب عليه السيطرة، بخلاف سفينة منفردة يسهل اعتراضها".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
أكثر من 500 متضامن
وكشف رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن أكثر من 20 سفينة أبحرت بالفعل من برشلونة باتجاه تونس، على أن تنضم إليها سفن أخرى من تونس وليبيا واليونان وإيطاليا. وأوضح أن عدد المشاركين يناهز 500 متضامن من 44 دولة، بينهم شخصيات سياسية وبرلمانية وأطباء ونشطاء حقوق إنسان.
وأكد في مقابلته أن: "أسطول الصمود هو الواجب الأخلاقي والإنساني في زمن الإبادة. قد تعترضنا إسرائيل أو تهاجمنا كما فعلت سابقاً، لكننا لن نتوقف. رسالتنا أن غزة ليست وحدها، وأن الشعوب قادرة على فرض معادلة جديدة في مواجهة الاحتلال".
كما أكد بيراوي أن عدد السفن المشاركة في "أسطول الصمود" مرشح للزيادة مع انضمام سفن من تونس وليبيا واليونان وإيطاليا، مشدداً على أن العدد الكبير جزء أساسي من خطة التحرك، بهدف إرباك الاحتلال الإسرائيلي وفرض مشهد تضامني غير مسبوق مع غزة.
وقال في مقابلته لـ"عربي21":"المنظمون يتعمدون عدم الإفصاح عن العدد النهائي للسفن، لأنه جزء من الخطة الأساسية. لكن ما ظهر للإعلام في تدشين المسار من برشلونة كان عشرات السفن، بينها قوارب إسناد وتضامن، رافقت أكثر من 20 سفينة على الأقل متجهة إلى تونس، بانتظار انضمام سفن أخرى من موانئ مختلفة".
وأشار إلى أن مشهد انطلاق السفن من ميناء برشلونة كان "تاريخياً"، حيث شارك فيه آلاف المتضامنين الدوليين، ما يعكس "حالة التضامن الهائلة مع غزة التي تتعرض لإبادة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية".
وشدد بيراوي على أن الهدف الأساس من الأسطول هو "كسر الحصار غير القانوني وغير الأخلاقي" المفروض على غزة منذ سنوات طويلة، مضيفاً: "نحن نستجيب لنداء غزة وصرخات المقهورين الذين يُقتلون يومياً على مرأى العالم. نخجل من أننا لا نملك إمكانيات أكبر، لكن هذه السفن تحمل رسالة أن الشعوب لن تستسلم ولن تترك غزة وحدها".
وأضاف: "حتى لو خرجت 50 أو 70 سفينة، فهذا لا يُغني عن دور البرلمانات والشارع في الضغط السياسي والإعلامي لوقف الحرب وكسر الحصار. هذه المعركة معركة كل الشعوب الحرة، وليست مسؤولية المتضامنين وحدهم".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
مشاركة عربية بارزة
كشف رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة٬ أن "أسطول الصمود" يضم مئات المتضامنين من مختلف دول العالم، بينهم شخصيات سياسية وبرلمانية وإعلامية وطبية، في محاولة لتعزيز الضغط السياسي والإعلامي على الاحتلال الإسرائيلي وكسر الحصار المفروض على القطاع منذ عقود.
وقال بيراوي في حواره لـ"عربي21" إن معظم المشاركين الذين انطلقوا من برشلونة كانوا من دول غير عربية، نظراً لصعوبات تتعلق بإجراءات السفر والتأشيرات بالنسبة للعرب، بينما تشهد تونس وجوداً عربياً وإسلامياً واسعاً، حيث يشارك أكثر من 120 إلى 150 متضامناً عربياً، إلى جانب وفود من تركيا وماليزيا وباكستان ودول إسلامية أخرى.
وأوضح أن السفن التي ستبحر من تونس ستضم "شخصيات عامة وسياسية مؤثرة"، مشيراً إلى مشاركة رئيس وزراء ليبي سابق، إضافة إلى برلماني من موريتانيا، وبرلماني ونائب رئيس سابق للبرلمان الجزائري، فضلاً عن شخصيات وطنية من دول مغاربية مختلفة. كما أكد أن أطباء وإعلاميين ونشطاء دوليين سيصعدون على متن السفن، إلى جانب شخصيات تونسية عامة تمثل أحزاباً ومنظمات منضوية في "التنسيقية التونسية للعمل من أجل فلسطين" و"التنسيقية المغاربية للعمل المشترك".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
لسنا في "نزهة بحرية"
ووصف بيراوي تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين سخروا فيها من التحرك ووصفوه بـ"النزهة البحرية"، بأنها "تصريحات سخيفة تكشف استهتار الاحتلال بشعوب العالم واستهانته بالقوانين الدولية".
وقال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إن هذه التصريحات "تعكس عقلية الاستعلاء الصهيوني التي ترتكز على القوة الغاشمة والدعم الأمريكي المطلق"، لكنها في الوقت ذاته "تدل على حالة ضعف استراتيجي تعيشها دولة الاحتلال التي تواجه عزلة دولية غير مسبوقة".
وأضاف: "نحن لا نذهب في نزهة.. المتضامنون يخاطرون بحياتهم تماماً كما حدث في مجزرة أسطول الحرية (مافي مرمرة) عام 2010، حيث قتل الاحتلال نشطاء مدنيين بدم بارد. إسرائيل قد تعتدي مجدداً، لكن ذلك لن يوقف مسيرة الشعوب نحو التضامن مع غزة".
وأشار بيراوي إلى أن السفن المشاركة صغيرة ومكتظة، ولا تسمح للمشاركين بقدر من الراحة، إذ يتناوب النشطاء على النوم بسبب ضيق المكان، مؤكداً: "هي رحلة محفوفة بالمخاطر، لكنها استجابة لنداء المقهورين والمشردين في قطاع غزة، وليست ترفاً أو استعراضاً إعلامياً".
وبشأن اتهامات الاحتلال بأن السفن لا تحمل مساعدات كافية، أوضح البيراوي أن السفن تحمل "شحنات إنسانية رمزية" تشمل أدوية وأجهزة طبية وحليب أطفال، لكنها "غير كافية مقارنة باحتياجات غزة التي تتطلب أكثر من ألف شاحنة مساعدات يومياً".
وشدد على أن الهدف الأساسي للأسطول هو "كسر الحصار السياسي والإعلامي"، وإيصال رسالة للعالم بأن "غزة ليست وحدها"، داعياً إلى فتح المعابر لإدخال آلاف الشاحنات المتوقفة، وقال: "نحن لا نزعم أننا نحمل ما يكفي لإنقاذ غزة، لكننا نحمل رسالة تضامن وإصرار على كسر هذا الحصار اللاشرعي، وفضح جرائم الاحتلال أمام العالم".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
الاحتلال يمارس إرهاب الدولة
وردّ بيراوي على تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي توعّد بالتعامل مع المشاركين في القافلة البحرية باعتبارهم "مشتبهاً بهم بالإرهاب"، مؤكدين أن هذه التصريحات "تكشف الوجه الحقيقي للإرهاب الصهيوني".
وقال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، زاهر البيراوي في حواره مع "عربي21"، إن اتهامات الاحتلال "سخيفة ولا أساس لها"، مشدداً على أن المشاركين "لا يحملون سلاحاً، بل هم نشطاء مدنيون تلقوا تدريبات خاصة على العمل السلمي واللا عنفي، حتى في حال مواجهة جنود الاحتلال المدججين بالسلاح".
وأضاف: "الكيان الذي يمارس الإبادة وجرائم الحرب يتّهم المدنيين بالإرهاب.. هذا يعكس ضعف روايته أمام العالم. الحقيقة أن الاحتلال هو من يرتكب الإرهاب المنظم ويخالف القانون الدولي بعرقلته المتكررة لمحاولات كسر الحصار".
وأشار بيراوي إلى أن لدى المنظمين فريقاً قانونياً يضم أكثر من 30 محامياً، إلى جانب دعم واسع من مؤسسات حقوقية دولية تؤكد مشروعية هذا الحراك، محذراً من أن أي اعتداء على الأسطول "سيُعتبر جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود".
وحول السيناريوهات المحتملة، أوضح البيراوي أن المنظمين "يدركون تماماً المخاطر"، مشيراً إلى أن تجاوز انطلاق السفن من برشلونة وتونس مثّل خطوة مهمة أفشلت ضغوط الاحتلال ومحاولاته السابقة لتعطيل الأسطول عبر التهديد أو القصف أو الضغط السياسي.
وتابع: "السيناريو الأمثل أن تصل السفن إلى شواطئ غزة برسالتها الإنسانية والسياسية. أما السيناريو المرجّح فهو أن يحاول الاحتلال السيطرة عليها بالقوة أو اعتراضها في عرض البحر، وربما باستخدام الطائرات المسيّرة أو المروحيات وحتى القوة المميتة، كما فعل سابقاً".
ودعا بيراوي الدول التي يحمل الأسطول رعاياها، سواء كانت غربية أو عربية وإسلامية، إلى التدخل الفوري والضغط على حكومة الاحتلال لمنع أي اعتداء، قائلاً: "هذه ليست مغامرة شخصية.. إنها استجابة لنداء غزة التي تتعرض لإبادة جماعية منذ نحو 700 يوم. على الحكومات أن تتحمل مسؤوليتها بحماية مواطنيها ومنع إسرائيل من ارتكاب جريمة جديدة".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
سفن جديدة ستبحر في أيلول
كما أكد رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة٬ أن فشل وصول أسطول الصمود الحالي إلى شواطئ القطاع "لن يكون نهاية المطاف"، مشدداً على أن المنظمين أعدّوا خططاً بديلة لمواصلة التحرك.
وقال بيراوي لـ"عربي21": "تحالف أسطول الحرية، الذي نحن جزء أساسي منه، يعمل بالفعل على تجهيز دفعة جديدة من السفن ستنطلق في النصف الثاني من أيلول/سبتمبر الجاري، بالتعاون مع تحالف (ألف مادلين) الذي يضم منظمات تضامنية فرنسية وأوروبية".
وأوضح أن ما يسميه المنظمون "الخطة باء" قائم منذ سنوات، مضيفاً: "منذ الاعتداء الدموي على سفينة مافي مرمرة عام 2010، كان واضحاً لدينا أن كل محاولة قد تُواجه بالقتل أو الاعتقال أو المنع.. لكننا لم ولن نمنح الاحتلال إنجاز إيقاف حركة التضامن الدولي".
وختم بيراوي بالتأكيد أن التحركات البحرية القادمة "ليست مجرد مبادرات رمزية"، وإنما جزء من استراتيجية متواصلة للضغط على الاحتلال والمجتمع الدولي من أجل إنهاء الحصار الذي وصفه بأنه "جريمة ضد الإنسانية".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات غزة كسر الحصار البحري اسطول البيراوي غزة اسطول كسر الحصار البحر البيراوي المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشارکة منشور بواسطة کسر الحصار عن غزة أسطول الصمود أسطول الحریة من برشلونة مافی مرمرة أن السفن أکثر من من تونس على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
شتاء قاس وخيام بالية.. عربي21 ترصد معاناة النازحين في غزة (شاهد)
تفاجأ سعيد الهجين بسيل من المياه يتدفق صوب خيمته التي تأوي عائلته الصغيرة في غرب دير البلح وسط قطاع غزة، ليل الأربعاء/ الخميس، لينتفض مفزوعا من نومه محاولا إنقاذ أطفاله الثلاثة وزوجته، مع بدء تسلل الماء إلى عمق الخيمة التي لم تقو على مواجهة الظروف المناخية الصعبة التي يعيشها القطاع في هذه الساعات.
لم يكن الهجين يغُط في نوم عميق حين داهمت خيمته السيول، فلقد نام وعائلته نوما متقطعا فاتحا عينا ومغمضا الأخرى، على وقع موجة البرد والأمطار الغزيرة، وتوقعاته بغرق خيمته المهترئة، والتي لا تقى بردا ولا تحجب أمطارا. وفق ما قاله في شهادة لـ"عربي21" متحدثا عن ليلة قاسية مليئة بالمعاناة والحزن.
يشعر الهجين بأنه محظوظ، بعد أن تمكن من إنقاذ الفراش والأغطية المتواضعة من أن تداهمها مياه الأمطار الغزية التي هطلت، لكنه يشعر بالحزن أيضا على غرق خيام جيرانه في المخيم بما فيها من أغطيه وفراش وطعام، وسط صعوبة بالغة في جهود الإنقاذ والإغاثة من قبل الطواقم المحلية التي تغطي إمكانياتها المتواضعة، حجم الكارثة الهائل.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
أما حسن إسماعيل فلقد كانت الأوضاع أكثر سوءا عنده، إذ إن الأمطار التي تجمعت من الأودية الصغيرة والمسارب التي صنعتها في الأرض الطينية الزراعية غرب النصيرات، وسط القطاع، حيث يضع رحاله في رحلة نزوحه الطويلة، أحالت خيمته القماشية إلى أثر بعد عين، حيث جرفتها المياه بما كان يسندها من أخشاب ودعامات، ليترك وحيدا في العراء، بلا خيمة أو مأوى.
يقول إسماعيل في شهادة لـ"عربي21" إن لم ينم طوال ليل أمس على وقع هطول الأمطار الغزيرة وتوقعه غرق خيمته، التي تأويه مع زوجته وأمه وأخيه الصغير، والتي تقع في منطقة منخفضة نسيبا بمنطقة السوارحة، ضمن مخيم يضم عددا متواضعا من الخيام.
يضيف: "مع اشتداد هطول الأمطار بدأت المياه تتسرب إلى الخيمة من عدة دروب وأماكن، وتتجمع في الخيمة والمناطق المحيطة، ما دفع بي إلى إلى إخراج العائلة نحو منطقة مرتفعة خشية أن تجرفهم السيول، وما هي إلا دقائق حتى جرف السيل الخيمة، فيما تجمعت بركة مياه كبيرة في أرضية المخيم الصغير الذي يحتوي على 8 خيام غرقت جميعها وتشرد من فيها من نازحين".
وقضت عشرات آلاف العائلات في مخيمات النزوح، المتناثرة في قطاع غزة، ليلتها في العراء تحت المطر بسبب السيول والأمطار الغزيرة التي تضرب المنطقة.
ويعاني النازحون من اهتراء الخيام بعد مرور عامين من استخدامها أو قلة عددها بسبب قيود الاحتلال على دخولها، وتعج محافظة وسط قطاع غزة (مدينة دير البلح ومخيمات النصيرات والبريج والنصيرات والمغازي وقريتي المصدر والزوايدة)، بآلاف الأسر النازحة التي تقطن خياما مهترئة.
كما يتمركز سكان مدينة رفح، المدمرة بشكل كامل، وسكان مدينة خانيونس، المدمر غالبيتها، في منطقة المواصي الزراعية التي جرفت السيول أجزاء منها.
وجرفت السيول مخيمين للنزوح في منطقة "البصة" و"البركة" في مدينة دير البلح ومخيم آخر في النصيرات وتجمعات لخيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس . وفق تقرير لـ"وفا".
وخلال العدوان المستمر على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 نزح حوالي 2 مليون مواطن في قطاع غزة ليقطنوا في خيام أو أماكن مستأجرة سواء بيوت أو مزارع دجاج أو دفيئات زراعية. وتقول مصادر محلية إن زهاء 300 ألف عائلة تقطن في خيام.
وتمنع قوات الاحتلال عشرات آلاف العائلات من العودة إلى بيوتها وراء ما يعرف بـ"الخط الأصفر" بل وتواصل تدميرها رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
ولا يشكل المنخفض الجوي خطرا على النازحين في الخيام فقط، بل أيضا على عشرات آلاف الأسر التي تقطن في بيوت متضررة وآيلة للانهيار بسبب القصف الإسرائيلي خلال العدوان.
ففي حي النصر غرب مدينة غزة بدأ بيت، يعود لعائلة البغدادي، في التصدع بفعل تبلل الأرض وغمارة السيول ففر منه قاطنوه قبل أن ينهار، وفقا لمصادر في الدفاع المدني.
وبرغم التوصل لوقف إطلاق نار يعيش سكان القطاع (2,3 مليون نسمة) أوضاعا إنسانية قاسية سواء على صعيد الأمن أو السكن أو الغذاء.
وتقول الأمم المتحدة في تقرير لها الشهر الماضي إن أكثر من مليوني فلسطيني "مكتظون الآن في أقل من نصف مساحة القطاع، بينما يفتقر معظم النازحين إلى مواد الإيواء الكافية لحمايتهم من الأمطار والرياح".