تستعد الإدارة الأميركية لمنح نائب رئيس غينيا الاستوائية، تيودورو "تيدي" نغيما أوبيانغ، إعفاء مؤقتا من عقوبات الفساد المفروضة عليه، ما يتيح له السفر إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزيارة مدن أميركية أخرى، منها ميامي ولوس أنجلوس.

ونقلت "وكالة أسوشيتد برس" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزارة الخارجية تعمل على إصدار إعفاء لمدة شهر، استنادا إلى توصيات ترى أن الخطوة تصب في "المصلحة الوطنية" للولايات المتحدة، بالحد من تنامي النفوذ الصيني في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وتعزيز مصالح شركات النفط والغاز الأميركية هناك.

ويأتي هذا التحرك في وقت شددت فيه واشنطن قيود التأشيرات على العديد من المسؤولين الأجانب، بما في ذلك رفض منح تأشيرات لقيادات من السلطة الفلسطينية لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، وفرض قيود على وفود من إيران والبرازيل ودول أخرى.

خريطة غينيا الاستوائية (الجزيرة)اتهامات فساد وسجل قضائي دولي

يتولى أوبيانغ -وهو نجل الرئيس تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو الذي يحكم البلاد منذ عام 1997- حقيبة الدفاع والأمن، ويُنظر إليه باعتباره الوريث السياسي لوالده، ورغم الثروات النفطية الهائلة، يعيش نحو 70% من سكان البلاد، البالغ عددهم قرابة مليوني نسمة، في فقر مدقع، وسط اتهامات للنظام وأركانه بنهب الموارد العامة.

في عام 2017، أدانت أوبيانغ محكمة فرنسية باختلاس ملايين اليوروهات، وفرضت عليه غرامة قدرها 30 مليون يورو، مع مصادرة عقارات وسيارات فاخرة، كما صادرت جنوب أفريقيا عام 2023 فيلتين ويختا فاخرا ضمن دعوى قضائية ناجحة ضد الحكومة.

وفي الولايات المتحدة، توصّل عام 2014 إلى تسوية للتخلي عن أصول تزيد قيمتها على 30 مليون دولار، منها قصر في ماليبو، وسيارة "فيراري"، ومقتنيات نادرة لمايكل جاكسون.

حسابات جيوسياسية

أوضح المسؤولون الأميركيون أن بكين تسعى لبناء قاعدة بحرية في غينيا الاستوائية ستكون الأولى لها على المحيط الأطلسي، والثانية في أفريقيا بعد جيبوتي، في حين تحاول موسكو توسيع حضورها هناك، ويرى هؤلاء أن منح الإعفاء قد يسهم في بناء "جسور ثقة" مع أوبيانغ، ويضمن استمرار الاستثمارات الأميركية في قطاع الطاقة.

صمت رسمي

وقد امتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق، كما لم ترد الرئاسة في غينيا الاستوائية على طلبات التعليق، ويخضع أوبيانغ منذ سنوات لقيود على تأشيرة دخوله إلى الولايات المتحدة، كانت تحصر تحركاته في نيويورك خلال فعاليات الأمم المتحدة، وهو ما اعتبره مقربون منه مصدر حرج سياسي.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات غینیا الاستوائیة

إقرأ أيضاً:

صحيفة روسية: أميركا تقترب من باكستان وسط برود العلاقات مع الهند

نشرت صحيفة "إزفستيا" الروسية تقريرا يفيد باهتمام واشنطن بعلاقاتها مع إسلام آباد وأسباب ذلك، مقابل برودة علاقاتها بنيودلهي.

وسردت الكاتبة الروسية كسينيا لوغينوفا مؤشرات لتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الجنرال بريك: إذا لم يُوقَّع الاتفاق ستكون العواقب وخيمة على إسرائيلlist 2 of 2"سيمتلك كل الصلاحيات".. صحف عالمية: "السير" بلير يحلم بحكم غزةend of list

وقالت إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استقبل في البيت الأبيض كلا من رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ورئيس الأركان الجنرال عاصم منير واصفا إياهما بـ"الشخصيتين الاستثنائيتين والقائدين العظيمين".

كما أعرب ترامب عن تقديره لدعم إسلام آباد مبادرة واشنطن للسلام في الشرق الأوسط، ومنحها أدنى رسوم جمركية على وارداتها بين دول المنطقة بواقع 19%.

وأشارت لوغينوفا إلى خطاب شهباز شريف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي قال فيه إن الجهود الأميركية أسهمت في الحيلولة دون اندلاع حرب شاملة ذات عواقب "كارثية"، في جنوب آسيا.

تحول واضح

وقالت كسينيا لوغينوفا إن التقارب ين البلدين يُعد خطوة لافتة وتحولا واضحا في السياسة الأميركية تجاه جنوب آسيا، ولا سيما إذا ما قورن بمستوى العلاقات الراهنة مع الهند المنافسة التقليدية لباكستان.

وبحسب الكاتبة الروسية، فإن النهج الذي تتبعه السلطات الباكستانية في تقاربها مع واشنطن يختلف جذريا عن موقف الهند، وهو ما يُرجّح أنه أحد أسباب الفتور الذي طرأ مؤخرا على العلاقات بين نيودلهي وواشنطن.

مودي أغضب ترامب

وذكرت لوغينوفا أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نفي، في مكالمة هاتفية مع ترامب، ما قاله الأخير بشأن دوره الشخصي في تخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان، مؤكدا أن تلك المزاعم لا تعكس حقيقة ما جرى.

وقالت إن نفي مودي هذا أثار غضب الرئيس الأميركي، الذي عبّر عن استيائه ورغبته في "معاقبة" نيودلهي بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصادرات الهندية من 25% إلى 50%، كما طالب الهند بوقف استيراد النفط الروسي.

إعلان

وذكرت أنه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، شهدت العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن تحسنا ملحوظا بعد سنوات من الفتور.

ففي الوقت الذي اتسمت فيه اتصالات الرؤساء الأميركيين السابقين مع نظرائهم في باكستان بالبرود والرسميات المحدودة، جاء ترامب ليكسر هذا النمط.

النفط

ونقلت الكاتبة عن قناة "إن دي تي في" الهندية أن ترامب يرى في قطاع النفط مفتاحا لتحسين العلاقات مع باكستان. وكان الرئيس الأميركي قد صرّح في وقت سابق بأن الولايات المتحدة وباكستان ستعملان معا على تطوير حقول النفط الباكستانية.

ووفق الكاتبة فإنه ورغم الاهتمام الأميركي المتجدد بهذا الملف، فإن شركات النفط العالمية الكبرى -بما فيها الأميركية- كانت قد أجرت على مدى سنوات طويلة عمليات استكشاف في باكستان، من دون أن تتوصل إلى أدلة موثوقة تؤكد وجود احتياطيات نفطية كبيرة قابلة للاستغلال التجاري.

لوغينوفا: حصلت باكستان على حق توريد المعادن الحيوية والموارد الباطنية النادرة إلى الولايات المتحدة التجارة الثنائية

وأكدت الحكومة الباكستانية، في بيان، أن الاتفاق التجاري مع واشنطن وخفض الرسوم الجمركية سيسهمان في زيادة حجم التجارة الثنائية وتوسيع فرص الوصول إلى الأسواق الأميركية وتعزيز التعاون في قطاعات التعدين وتكنولوجيا المعلومات والعملات الرقمية إلى جانب تشجيع تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى باكستان.

إلى جانب ذلك، حصلت باكستان على حق توريد المعادن الحيوية والموارد الباطنية النادرة إلى الولايات المتحدة.

ظاهرة مؤقتة؟

ونقلت لوغينوفا عن مدير العلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أليكسي كوبريانوف أن التقارب الحالي بين الولايات المتحدة وباكستان ظاهرة مؤقتة.

وأضاف كوبريانوف أن الهند لا تزال الشريك الأهم لواشنطن في المنطقة، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وباكستان يبقى أقل بكثير من نظيره مع الهند، حتى بعد خفض الرسوم الجمركية الجديدة.

وأوضح كوبريانوف أن العلاقات بين واشنطن ونيودلهي تسير عموما في مسار إيجابي، مشيرا إلى أن الهند تأمل في تسوية الخلافات التجارية مع واشنطن في المستقبل القريب.

وأشار كوبريانوف إلى أن الهند لا تزال عضوا فاعلا في تحالف "الكواد"، الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، ولا تنوي التراجع عن الاتفاقيات الموقعة مع الولايات المتحدة، لكنها تحرص في الوقت نفسه على الحفاظ على استقلالية قرارها الإستراتيجي، كما كانت تفعل دائما.

أما الخبير السياسي الباكستاني شارات سابخارفال فيري، وفقا للوغينوفا، فقال إن تحسين علاقات إسلام آباد مع شركائها الرئيسيين قد يمنحها مزيدا من الجرأة والثقة على الساحة الدولية.

وأضاف فيري أن باكستان بدأت بالخروج تدريجيا من مأزقها الجيوسياسي، بفضل تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة وتوقيعها اتفاقا دفاعيا مع المملكة العربية السعودية واستمرار الدعم القوي من جانب الصين.

مقالات مشابهة

  • صحيفة روسية: أميركا تقترب من باكستان وسط برود العلاقات مع الهند
  • سفير مصر في مالابو يلتقي بوزير الدفاع بجمهورية غينيا الاستوائية
  • كيف أخضعت 7 أكتوبر العلاقات الأميركية الإسرائيلية للمراجعة؟
  • انتهاء برنامج أغوا بصمت يربك مستقبل التجارة الأفريقية الأميركية
  • نفوذ الصين يتصاعد في أفريقيا وسط ارتباك أميركي
  • توتر متصاعد بين طهران وواشنطن.. إيران ترفض التفاوض وترمب يهدد بضربات جديدة
  • الإدارة الأميركية تلتقي بحزب الإصلاح وتناقش معه ملفات المرحلة.. تفاصيل
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلق العمل في مدينة غزة مؤقتا
  • الخارجية الإيرانية: لا نخطط لاستئناف المحادثات النووية مع الدول الأوروبية
  • الصين تحث ترامب على تخفيف قيود الصفقات.. وتعرض استثمار تريليون دولار