بوابة الوفد:
2025-10-08@03:16:02 GMT

من المثقفين إلى الرئيس: كلنا معك ضد التهجير

تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT

عامان مرّا، وما زال ضمير العالم غائبًا، منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.. عامان من المذابح وجرائم الحرب والإبادة الجماعية، لشعب أعزل، ليس سوى الإرادة والتمسك بالأرض سلاح يملكه، فتُرى، هل يكون الوقت رهان الظالمين؟

وما بين الاستنكار تارة والتبرير أخرى، والمواقف المضلة والمضللة، يقف العالم مكتوف الأيدي، مغيب العقل، تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني، بل ويبدو موقفه المتخاذل تجاه تصريحات مجنون الحرب نتنياهو، وكأن ما يقول وما ينتوى فعله لن يجر العالم لأزمات وربما لحروب سيعانى ويلاتها الجميع، وليس منطقة الشرق الأوسط فحسب.

   

وحدها مصر تقف وسط المعركة تصدح بالرفض، وكأن القضية صارت قضيتها هى.. لا تهجير، لا سبيل للتنازل عن الأرض لحفنة من المغتصبين، ولا سبيل لعقد أى صفقات أيًا كانت.

الموقف ذاته أعلنته مصر فى فبراير الماضي، وكأننا على موعد ثابت مع تفجير الأزمة ذاتها، كلما اقترب احتفالنا بانتصارات أكتوبر، ففى المرة الأولى كنا على مشارف العاشر من رمضان، والآن نقترب من السادس من أكتوبر، ليخرج علينا نتنياهو بتصريحاته غير المسئولة، ويضعنا أمام قطار الاختيار المر؛ التهجير أو الإبادة.. 

لكننا أعلناها وسنظل نعلنها واضحة؛ قيادة وخارجية وشعبًا: نرفض إخلاء قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ونؤكد ضرورة إعادة إعمار القطاع، حتى لو جرنا ذلك لأتون حرب مع عدو لا يعى ما يفعل. 

ولأن الشعب المصرى دوما على قلب رجل واحد، فإن كافة قطاعاته ترفض رفضا باتا ما يسمى بالتهجير، وتعبر عن ذلك الرفض بشتى الوسائل، ولا أشد تعبيرا فى الرفض من قوانا الناعمة، مثقفين وفاعلين فى المجتمع المصرى، تصرخ أقلامهم بالرفض ويشهرون مواقفهم فى وجه العالم.. ويؤكدون تأييدهم لموقف القيادة السياسية المصرية الواعية..

 

 

د.مسعود شومان: نؤيد السيسي فى كل مواقفه الشاعر والباحث، د.مسعود شومان

بداية يؤكد الشاعر والباحث، د.مسعود شومان، موقفه، قائلًا:

أنا مع موقف مصر الثابت من أن أى تهجير جماعى للفلسطينيين هو خط أحمر لا يُمكن التهاون معه، وأتصور أن الشروع فى هذا الأمر يُعد تصفية للقضية الفلسطينية وانتكاسة للحقوق المشروعة. وأؤيد رفض الرئيس عبد الفتاح السيسى لتهجير الشعب الفلسطينى من مكانه سواء داخل سيناء أو خارجها. وقد تجلى الرفض شعبيا من خلال تجمعات المصريين من الشعبيين والمثقفين والقوى السياسية، إضافة إلى مشايخ القبائل وكذلك مجموعة من المبدعين حيث أعلنوا عن أن  «تهجير الفلسطينيين خط أحمر». مؤكدين على مصرية سيناء.

ويختتم شومان: أنا مع تأييد مصر بشكل قاطع إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967، ورفض أى حلول من خلال تهجير السكان. وفتح المعابر لإنقاذ الشعب الفلسطينى من حالة التجويع والقتل الوحشى للوصول إلى إبادته أو تهجيره.

 

مختار جمعة: موقف وطنى لقيادة و شعبد. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق

بينما يؤكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق، أن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية يقف موقفا وطنيا عظيما فى مواجهة تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، وأن المصريين جميعا يقفون فى ذلك صفا واحدا خلف سيادته، ولطالما أكد سيادته أن سيناء خط أحمر، وأن الأمن القومى المصرى خط أحمر، وأنه لا أمن ولا استقرار للمنطقة إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل الرابع من حزيران ١٩٦٧ م وعاصمتها القدس الشرقية، مع الرفض المصرى القاطع الذى تعبر عنه وزارة الخارجية المصرية فى بياناتها المتتابعة لكل محاولات التهجير والإبادة الجماعية التى يقوم بها الكيان الصهيونى والتى ترقى إلى جريمة الفصل العنصرى ضد الشعب الفلسطيني. 

ويضيف د.جمعة: نحن نعبر عن ثقتنا الكاملة فى سيادة الرئيس ونفوضه تفويضا كاملا فيما يتخذه من قرارات وإجراءات لحماية أمننا القومي، وأؤكد أننا نقف خلف سيادته بكل قوة فيما يقرره ويتخذه من قرارات، وأننا مع سعينا للسلام وإيماننا به وإيثارنا له، فإننا دولة لا تخشى الحرب، وهى قادرة بفضل الله تعالى وقوة جيشها وتلاحم شعبها والتفافه خلف قيادته الحكيمة على نكاية عدوها وأن تثخن جراحه، فمتى فرضت علينا الحرب فنحن رجالها، ومستعدون للشهادة فى سبيل وطننا ونفتديه بكل ما نملك: بالنفس والمال والولد، مؤكدين أن الشهادة فى سبيل الله عز وجل أمنية كل مسلم، وأن الشهادة فى سبيل الوطن هى شهادة فى سبيل الله عز وجل، وأن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الإسلام. 

ويختتم وزير الأوقاف السابق بقوله: أؤكد على أن ما يردده الكيان الصهيونى عن إقامة إسرائيل الكبرى وهم وخرافة لا أساس لها، وأن ما يقوم به هذا الكيان الغاصب من غطرسة وإفساد فى الأرض وقتل للأطفال والنساء إنما هو سقوط أخلاقى وإنسانى يؤذن بقرب نهاية هذا الكيان الغاصب واندحاره بإذن الله تعالى، «والله من ورائهم محيط».

 

عيد عبدالحليم: نعم للمقاومة والدعم الشاعر والكاتب الصحفى رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، عيد عبدالحليم

وها هو الشاعر والكاتب الصحفى رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، عيد عبدالحليم، يعلنها: لا التهجير.. نعم للمقاومة والدعم.

فيؤكد بقوله: كانت مصر على مدى أكثر من سبعين عامًا أكثر الدول دعمًا للقضية الفلسطينية، فقد دخلت مصر حروبا كثيرة من أجلها بداية من حرب 1948، وضحت مصر بالغالى والثمين من دماء جنودها، من أجل استعادة الحق الفلسطينى المستلب، وعلى المستوى السياسي، كانت القضية الفلسطينية على أولويات الأجندة السياسية المصرية.

وعلى مستوى الدعم الاقتصادى والاجتماعى فتحت مصر معابرها لدخول المعونات إلى أبناء الشعب الفلسطيني.

إن الموقف السياسى المصرى واضح للغاية، نحن مع الشعب الفلسطينى قلبًا وقالبًا، لكن فكرة التهجير، خاصة ما عرف من مخططات للسيطرة على الشرق الأوسط، وتوطينهم فى سيناء هذا أمر مرفوض سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا أيضا، لأن الأمن المصرى خط أحمر كما جاء فى بيان مجلس الأمن القومي، والمساس بهذا الأمن سيجد القوة الرادعة من جيشنا العظيم.

مصر فتحت أبوابها للجميع ووقفت بجوار كثير من الدول العربية، لكن التهجير والتوطين فى أرضها أمر يرفضه كل مصري.

ويضيف عيد: نحن مع المطالبة بعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، وضرورة وقف التهجير القسرى الذى تنتهجه القوات الإسرائيلية، وضرورة التحرك الدولى لوقف نزيف الدم فى غزة وقراها، وضرورة محاسبة الصهاينة على ما ارتكبوه من جرائم تدخل كلها فى جرائم الحرب التى يحرمها القانون الدولي.

نحن مع كل أشكال الدعم للشعب الفلسطينى الأعزل، معنويا وماديا، وقد فعلت الحكومة المصرية وتبذل حتى الآن كل ما فى وسعها فى هذا الصدد إيمانًا منها بدورها المحورى والحضارى فى المنطقة، وهذا قدرها.

 

السيد حسن: ستكسر صلف إسرائيل الشاعر والإعلامى السيد حسن نائب رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

بينما يرى الشاعر والإعلامى السيد حسن نائب رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر: أن الموقف المصرى واضح وثابت ولا يمكن المساومة عليه، مصر ترحب بكل عربى على أرض مصر ضيفًا كريمًا صاحب حق فى قلب الأمة العربية، ولكنها لا يمكن أن تكون شريكًا فى جريمة التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى، وهو تهجير قسرى بكل المعانى وفى كل الأحوال، فحتى لو أبدى البعض الرغبة فى الخروج، فإنه يظل تهجيرا قسريا، فى الحقيقة يتم تهجيرهم قسرا تحت وطأة الغارات والدبابات والتفجيرات والإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتجويع واستهداف الأطفال والنساء والرجال، وتفجير المستشفيات ودور العبادة ومقار الهيئات الدولية فضلا عن المساكن، وكلها جرائم حرب مكتملة الشروط يمارسها الكيان المحتل، غير عابئ بإدانة الجنائية الدولية أو الجمعية العامة، أو الميادين التى تمزج بحشود الأحرار من كل دول العالم. 

ويضيف السيد حسن: مصر التى دفعت من دماء شبابها وأقوات أهلها على مدى ثلاثة أرباع القرن من أجل نصرة القضية الفلسطينية، ودعم أشقائنا الفلسطينيين، وخاضت أربع حروب، ٤٨. ٥٦. ٦٧. حرب الاستنزاف. ٧٣ من أجل الحفاظ على الحق الفلسطيني، لا يمكن أن تقبل أن تفتح بوابات تصفية القضية تحت أى اسم أو بأى حجة أو استجابة لأى زعم.

الأمن القومى المصرى وثيق الارتباط بالأمن القومى العربى عامة، والفلسطينى والشامى كله بصفة خاصة، والتاريخ الطويل الذى عاشته مصر يعلمنا أن دفاعنا عن الأشقاء دفاع عن مصر وأمنها القومي.

نبرة الصلف التى يتحدثون بها بدافع مما يتوهمونه من تمكين، هى فى الحقيقة صدى الصمت الغربى والتواطؤ المشين الذى يحظون به، لكن هذه النبرة تنكسر على صخرة الإرادة الشعبية والرسمية المصرية، التى لا يمكن لها أن تقبل السردية الإسرائيلية الزائفة المضللة.

ويختتم السيد حسن مؤكدا: لا بد أن نشير إلى أن الأمر لم يتوقف عند سرقة الأرض بل تعداها إلى محاولة السطو على التراث العربى والإسلامى لفلسطين، وهو ما يحمل كل مثقفى الأمة رسالة إضافية، لا للقتل، لا للإبادة الجماعية، لا للتطهير العرقي، لا للتهجير، لا السطو على التراث الفلسطيني، لا للسردية الإسرائيلية الزائفة المضللة.

 

د. شريف صالح: إيقاف الأوهام الصهيونية الكاتب د.شريف صالح

فيما يؤكد الكاتب د.شريف صالح، أن نتنياهو مهزوم أخلاقيًا وخسر الرأى العام العالمى وأيضا متهم بارتكاب جرائم حرب وما زال يصر على الهروب إلى الأمام بدلًا من عقد اتفاق ينهى الحرب، ويتصور أنه بفتح معبر رفح سيجبر الفلسطينيين اليائسين على التهجير وسينقل الإدانة تجاه مصر التى تقف ضد مؤامرة التهجير وتصفية القضية الفلسطينية. 

نحن إزاء لحظة فارقة لإيقاف الأوهام الصهيونية التى تتبناها إدارة أمريكية منحازة وعدوانية. 

ويتابع د. شريف أنه بطبيعة الحال يقف الشعب المصرى كله وراء رؤية الدولة المصرية ورفض التهجير والغطرسة الصهيونية، ويفترض أن يضغط العرب جميعا ضد هذا المشروع الذى يسعى لتفكيك المنطقة وإعادة رسمها على هوى نتنياهو وأوهامه.

 

طارق الطاهر: على نتنياهو قراءة تاريخه الأسودالكاتب الصحفى طارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب سابقا

فيما قال الكاتب الصحفى طارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب سابقا، والمشرف على متحف نجيب محفوظ: بلا شك أن القيادة السياسية الواعية، هى انعكاس لمجموعة من القيم الثابتة، والتى يعبر عنها تاريخ شعبه، ومواقف المثقفين، وهو ما يتبدى واضحا فى طريقة معالجة الرئيس عبد الفتاح السيسى، للتطورات الكبيرة التى تحدث للقضية الفلسطينية، بل يستبق بخطوات مجريات الأمور، ليعلن بوضوح وقوة، موقف مصر من العدوان الحادث الآن ضد الشعب الفلسطينى، وكان واضحا أنه يدعم القضية الفلسطينية، لكن دون تصفيتها، والقبول بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأن مصر قيادة وشعبا ترفض هذا التهجير.

ويضيف الطاهر قائلا: من ناحية أخرى، فإن مصر قدمت كل الدعم ومحاولة مساندة الفلسطينيين فى غزة، فى مواجهة البربرية التى يقودها شخص فاقد لعقله ولأى قيم إنسانية، بل هو مجرم حرب بكل ما تعنيه الكلمة، وسيأتى اليوم الذى يستفيق فيه الضمير الإنسانى العالمى، ليحاكم نتنياهو نظير ما فعله بالشعب الفلسطينى من إبادة جماعية فى غزة.

ويختتم طارق الطاهر بقوله: رئيس الوزراء الإسرائيلى الفاقد لكل شيء والمعتدى على كل شيء، يريد أن يصرف النظر عن حماقته، وأن يحاول الاحتكاك بالموقف المصرى، الثابت والواضح والمدعم بمواقف واضحة، ومساندة لا محدودة للقضية الفلسطينية، انطلاقا من رؤية مستقيمة، لذا لن يرهبنا ما يقوله نتنياهو، لا سيما أن ذكرى انتصارات أكتوبر على الأبواب، فعليه أن يعيد قراءة تاريخه حتى لا يتورط أكثر من ذلك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ضمير العالم مصر قطاع غزة تهجیر الفلسطینیین القضیة الفلسطینیة للقضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى طارق الطاهر رئیس تحریر السید حسن فى سبیل خط أحمر لا یمکن

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: من روح أكتوبر نستمد العزيمة لبناء مصر الحديثة القوية

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، كلمة بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة لعام ١٩٧٣. 

وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس:

"بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم..

أبناء قواتنا المسلحة الباسلة..

السيدات والسادة،

في هذا اليوم المجيد، نقف جميعاً وقفة عز وفخر، نُحيى فيها ذكرى يوم خالد في تاريخ ووجدان الأمة، يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ .. ذلك اليوم الذي أضاف لمصر والعرب جميعاً.. فخراً ومجداً.. إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احتراماً وإجلالاً، لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربى.

وفى هذه الذكرى العطرة، نتوجه بتحية خالصة، إلى روح القائد العظيم الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" .. بطل الحرب والسلام.. صاحب القرار الجرىء، والرؤية الثاقبة.. الذي قاد الأمة بحكمة وشجاعة، نحو النصر والسلام. 

ونحيى قادة القوات المسلحة.. وكل ضابط وجندى.. وكل شهيد ارتقى إلى السماء.. وكل جريح نزف من أجل الوطن.. وكل من لبى نداء مصر، فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخها.. لتظل راية مصر خفاقة شامخة.

وإننا إذ نستحضر هذه الذكرى العظيمة.. فإننا لا نحييها لمجرد الاحتفال.. بل لنستلهم منها الدروس والعبر. 

لقد علمتنا ملحمة أكتوبر.. أن النصر لا يمنح، بل ينتزع .. وأن التخطيط المحكم، والعمل المخلص الدءوب، والتنسيق بين مؤسسات الدولة، وتماسك الجبهة الداخلية، واليقين بنصر الله.. هى مفاتيح النصر والمجد ..قال تعالى: ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾ .. بهذا اليقين، انتصرت مصر.. وبهذا اليقين، ستظل منتصرة بإذن الله، إلى يوم الدين.

ومن روح أكتوبر.. نستمد عزيمتنا اليوم فى بناء مصر الجديدة .. مصر الحديثة ..مصر التى تليق بمكانتها وتاريخها.. وتستحق أن تكون فى مصاف الدول الكبرى. 

إننا نعمل بكل جد وإخلاص.. على بناء دولة قوية، عصرية، متقدمة، تعبر عن وزن مصر الحقيقى، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية، فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.

نبنى مؤسسات راسخة.. ونطلق مشروعات تنموية عملاقة.. ونعيد رسم ملامح المستقبل .. لتكون مصر كما يجب أن تكون.. رائدة، ومتقدمة، ومؤثرة.

وإذا كانت تلك المبادئ؛ قد قادتنا إلى النصر فى أكتوبر ١٩٧٣ .. فإننا اليوم؛ فى ظل ما تمر به منطقتنا من أزمات متلاحقة.. أحوج ما نكون إلى استدعائها واسترجاعها، وتطبيقها كنهج راسخ، فى حياتنا السياسية والاجتماعية. 

فالأوضاع الإقليمية، لم تعد تحتمل التراخى، والظروف التى نعيشها، تتطلب منا أن نكون على قدر المسئولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدم إلى الأمام.

لقد خاضت مصر وإسرائيل حروباً ونزاعات عسكرية ضارية،  دفع فيها الطرفان أثمانا فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر، لولا بصيرة الرئيس السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك.. والوساطة الأمريكية، التى مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع.. أنهى دوامة الانتقام.. وكسر جدار العداء.. وفتح صفحة جديدة من التاريخ.

وإن السلام؛ كى يكتب له البقاء.. لابد وأن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف.. لا أن يفرض فرضا، أو يملى إملاء. 

فالتجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل.. لم تكن مجرد اتفاق.. بل كانت تأسيساً لسلام عادل.. رسخ الاستقرار.. وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم ..إنها نموذج تاريخى.. يحتذى به فى صناعة السلام الحقيقى.

ومن هذا المنطلق؛ نؤمن إيمانا راسخا.. بأن السلام الحقيقى فى الشرق الأوسط.. لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.. وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية.. وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.

إن السلام الذى يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقانا.. أما السلام الذى يبنى على العدل، فهو الذى يثمر تطبيعا حقيقيا، وتعايشا مستداما بين الشعوب.

وفى هذا السياق؛ لا يسعنى إلا أن أوجه التحية والتقدير.. للرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" .. على مبادرته، التى تسعى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.. بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار.

وإن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة.. وبدء مسار سلمى سياسى، يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها تعنى أننا نسير فى الطريق الصحيح..نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ.. وهو ما نصبو إليه جميعا. 

فالمصالحة؛ لا المواجهة.. هى السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا.

وأشدد هنا؛ على أهمية الحفاظ على منظومة السلام.. التى أرستها الولايات المتحدة، منذ سبعينيات القرن الماضى .. والتى شكلت إطارا إستراتيجيا، للاستقرار الإقليمى. 

وإن توسيع نطاق هذه المنظومة.. لن يكون إلا بتعزيز ركائزها.. على أساس من العدل، وضمان حقوق شعوب المنطقة فى الحياة، والتعاون بما ينهى الصراعات.. ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار، فى ربوع المنطقة. 

شعب مصر العظيم،

وفى ختام كلمتى .. أطمئنكم أن جيش مصر.. قائم على رسالته، فى حماية بلده والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات، جيش وطنى؛ من صلب هذا الشعب العظيم ..وأبناؤه؛ يحملون أرواحهم على أكفهم.. ويقفون كالسد المنيع، أمام كل الصعاب والتهديدات. 

 أجدد التحية لقواتنا المسلحة الباسلة.. ولشهدائنا الأبرار.. الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة .. ولجنودنا الأبطال.. الذين يسهرون كى تنام مصر آمنة مطمئنة.

كل عام وأنتم بخير.

ودائمــا وأبـــدا وبالله:

تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

طباعة شارك السادس من أكتوبر الرئيس السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي

مقالات مشابهة

  • أكتوبر العظيم
  • رئيس الإتحاد العربى للصلب : المواقف الصلبه والشجاعه للرئيس "السيسى " وراء إيقاف التهجير القسرى لأهالى غزه
  • وزير الخارجية: نشدد على ضرورة منع التهجير أو الضم والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني
  • أمجد حسنين: التاريخ سيسجل موقف الرئيس السيسي في وقف التهجير والقطاع العقاري جاهز لإعمار غزة
  • اللواء فؤاد فيود أحد أبطال أكتوبر ومستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية : المقاتل المصرى كان معجزة الحرب التى حطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر 
  • سفير عمان يهنئ الشعب المصرى بذكرى نصر أكتوبر المجيد
  • عيدنا 6 أكتوبر
  • العبور العظيم
  • للداخل والخارج.. رسائل قوية من الرئيس السيسي في يوم النصر العظيم
  • الرئيس السيسي: من روح أكتوبر نستمد العزيمة لبناء مصر الحديثة القوية