تغيير موعد الإجازة والاحتفال بالأعياد القومية ليكون يوم الخميس هو من القرارات التى جانبها الصًواب بكل تأكيد، والتى يجب أن ترجع الحكومة عنها خاصة أن هذه الأعياد القومية سوف تمحى من ذاكرة ووجدان وعقل الجيل الجديد... فليس من المنطقى أو المعقول أو المقبول أن نحتفل بيوم 6 أكتوبر أعظم الأعياد والأنتصارات المصرية والعربية فى العصر الحديث نحتفل به يوم 9 أكتوبر لأنه يوم خميس؟! الصغار والأطفال والمراهقين وحتى الشباب لن يرتبط هذا العيد والنصر المبين فى وجدانهم بيوم 6 أكتوبر وإنما سوف ينسون يتغافلون ويتناسون أهمية وعظمة هذا التاريخ لمجرد أن الحكومة ترى أن الإجازات يجب أن تكون متصلة خميس وجمعة؟ هل تحتفل فرنسا بعيد الثورة الفرنسية فى يوم غير 14 يوليو وهو أقتحام سجن الباستيل عام 1789 وبدايات الثورة وأيضًا ذكرى يوم الاتحاد عام 1790؟ وهل تفعل أمريكا إلا أن تعتبر٤ يوليو يوم عيدها القومى.
كل الأعياد المصرية تم ترحيلها لأيام أخرى حتى تتوافق ويوم الخميس؟! من اتخذ هذا القرار الذى يضر بالتوثيق والوعى والوطنية وبناء الأجيال القادمة.. علينا جميعًا أن نطالب بعودة الاحتفال بالأعياد القومية فى موعدها، وكذلك المناسبات الدينية مثل الهجرة والمولد النبوى غير هذا يصبح الأمر فى غير أهله، والموضوع محلى وعالمى فإذا كانت سوريا ألغت الاحتفالات بيوم 6 أكتوبر إرضاء للكيان والعدو الصهيونى الذى أتى بهذا الرئيس، فإن مصر هى رمانة ميزان الأمة العربى وهذا العيد وذلك اليوم هو علامة فارقة فى تاريخنا وتاريخ كل العرب على مر العصور الحديثة...
إن الاحتفال ليس مجرد أفلام معادة ومكررة أو أفلام تسجيلية وبعض اللقاءات مع قادة وأبطال أكتوبر ومعظمهم رحل عن دنيانا ولا أغنيات يوم ٦ أكتوبر فقط ثم نعاود حياتنا وشاشاتنا مع التفاهات والسخافات، وإنما على كل المدارس والجامعات والكليات أن تخصص محاضرات وحصص وندوات من أجل هذا اليوم العظيم على مدار شهر أكتوبر ليتعرف الصغار والشباب على المثل والقيم متمثلة فى الجيش المصرى وشجاعة وبسالة أبطاله وحكمة وحنكة وحرفية رجاله الذين حطموا بالعلم والكفاح أسطورة واهية كاذبة مخادعة عن جيش محتل أغتصب الأرض وقتل الصغار وهدم بيوت ومدن... علينا أن نذكر ما حدث فى 1967 من نكسة وهزيمة وتدمير لمدن القناة الإسماعيلية والسويس وبورسعيد ومقاومة أهلها ثم تهجيرهم إلى محافظات مصر وصمودهم وصبرهم وكيف استولى العدو على أرض الفيروز، ثم حرب الاستنزاف وما تحمله المواطن المصرى من أعباء أقتصادية ونفسية خلال تلك السنين العجاف ونحدثهم عن مظاهرات الطلاب فى الجامعات المصرية من أجل الثأر والحرب حتى لحظة الفخار والعزة التى عبرنا فيها القناة المصرية قناة السويس التى حفرها أجدادى بدمائهم.. ثم رفع العلم المصرى على أرض سيناء... وما تلاها من تبعات الثغرة والتى انتهت بالنصر واسترداد الأرض والمفاوضات الدولية التى منحتنا اخر حبة رمل من أرضنا فى طابا عام 1988 أن حرب أكتوبر هى ملحمة انتصار ومقاومة وفخر للجيش المصرى وللمصريين جميعًا الذين تحملوا الصعاب وساندوا جيشهم وتلاحموا وتجمعوا للثأر من عدوهم وتحرير أراضيهم وإستعادة كرامتهم وبناء بيوتهم وفتح قناتهم.. أنها مصر وأنها ست الدينا وأم الحضارة... فليعود 6 أكتوبر إلى يومه فى الاحتفال وفى التمجيد حتى لا يضيع التاريخ وننسى كما يريد ويردد البعض.. لم ننس ما فعلوه ولن ننسى وسنظل حاملين السلاح وتظل الرصاصة فى جيب ويد كل مصرى جندى أو مدنى..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عيدنا 6 أكتوبر القرارات التى هذه الأعياد والعربية فى
إقرأ أيضاً:
نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، كلمة بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة لعام ١٩٧٣. وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
شعب مصر العظيم..
أبناء قواتنا المسلحة الباسلة..
السيدات والسادة،
في هذا اليوم المجيد، نقف جميعاً وقفة عز وفخر، نُحيى فيها ذكرى يوم خالد في تاريخ ووجدان الأمة، يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ .. ذلك اليوم الذي أضاف لمصر والعرب جميعاً.. فخراً ومجداً.. إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احتراماً وإجلالاً، لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربى.
وفى هذه الذكرى العطرة، نتوجه بتحية خالصة، إلى روح القائد العظيم الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" .. بطل الحرب والسلام.. صاحب القرار الجرىء، والرؤية الثاقبة.. الذي قاد الأمة بحكمة وشجاعة، نحو النصر والسلام.
ونحيى قادة القوات المسلحة.. وكل ضابط وجندى.. وكل شهيد ارتقى إلى السماء.. وكل جريح نزف من أجل الوطن.. وكل من لبى نداء مصر، فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخها.. لتظل راية مصر خفاقة شامخة.
وإننا إذ نستحضر هذه الذكرى العظيمة.. فإننا لا نحييها لمجرد الاحتفال.. بل لنستلهم منها الدروس والعبر.
لقد علمتنا ملحمة أكتوبر.. أن النصر لا يمنح، بل ينتزع .. وأن التخطيط المحكم، والعمل المخلص الدءوب، والتنسيق بين مؤسسات الدولة، وتماسك الجبهة الداخلية، واليقين بنصر الله.. هى مفاتيح النصر والمجد ..قال تعالى: ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾ .. بهذا اليقين، انتصرت مصر.. وبهذا اليقين، ستظل منتصرة بإذن الله، إلى يوم الدين.
ومن روح أكتوبر.. نستمد عزيمتنا اليوم فى بناء مصر الجديدة .. مصر الحديثة ..مصر التى تليق بمكانتها وتاريخها.. وتستحق أن تكون فى مصاف الدول الكبرى.
إننا نعمل بكل جد وإخلاص.. على بناء دولة قوية، عصرية، متقدمة، تعبر عن وزن مصر الحقيقى، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية، فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.
نبنى مؤسسات راسخة.. ونطلق مشروعات تنموية عملاقة.. ونعيد رسم ملامح المستقبل .. لتكون مصر كما يجب أن تكون.. رائدة، ومتقدمة، ومؤثرة.
وإذا كانت تلك المبادئ؛ قد قادتنا إلى النصر فى أكتوبر ١٩٧٣ .. فإننا اليوم؛ فى ظل ما تمر به منطقتنا من أزمات متلاحقة.. أحوج ما نكون إلى استدعائها واسترجاعها، وتطبيقها كنهج راسخ، فى حياتنا السياسية والاجتماعية.
فالأوضاع الإقليمية، لم تعد تحتمل التراخى، والظروف التى نعيشها، تتطلب منا أن نكون على قدر المسئولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدم إلى الأمام.
لقد خاضت مصر وإسرائيل حروباً ونزاعات عسكرية ضارية، دفع فيها الطرفان أثمانا فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر، لولا بصيرة الرئيس السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك.. والوساطة الأمريكية، التى مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع.. أنهى دوامة الانتقام.. وكسر جدار العداء.. وفتح صفحة جديدة من التاريخ.
وإن السلام؛ كى يكتب له البقاء.. لابد وأن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف.. لا أن يفرض فرضا، أو يملى إملاء.
فالتجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل.. لم تكن مجرد اتفاق.. بل كانت تأسيساً لسلام عادل.. رسخ الاستقرار.. وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم ..إنها نموذج تاريخى.. يحتذى به فى صناعة السلام الحقيقى.
ومن هذا المنطلق؛ نؤمن إيمانا راسخا.. بأن السلام الحقيقى فى الشرق الأوسط.. لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.. وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية.. وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.
إن السلام الذى يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقانا.. أما السلام الذى يبنى على العدل، فهو الذى يثمر تطبيعا حقيقيا، وتعايشا مستداما بين الشعوب.
وفى هذا السياق؛ لا يسعنى إلا أن أوجه التحية والتقدير.. للرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" .. على مبادرته، التى تسعى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.. بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار.
وإن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة.. وبدء مسار سلمى سياسى، يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها تعنى أننا نسير فى الطريق الصحيح..نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ.. وهو ما نصبو إليه جميعا.
فالمصالحة؛ لا المواجهة.. هى السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا.
وأشدد هنا؛ على أهمية الحفاظ على منظومة السلام.. التى أرستها الولايات المتحدة، منذ سبعينيات القرن الماضى .. والتى شكلت إطارا إستراتيجيا، للاستقرار الإقليمى.
وإن توسيع نطاق هذه المنظومة.. لن يكون إلا بتعزيز ركائزها.. على أساس من العدل، وضمان حقوق شعوب المنطقة فى الحياة، والتعاون بما ينهى الصراعات.. ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار، فى ربوع المنطقة.
شعب مصر العظيم،
وفى ختام كلمتى .. أطمئنكم أن جيش مصر.. قائم على رسالته، فى حماية بلده والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات، جيش وطنى؛ من صلب هذا الشعب العظيم ..وأبناؤه؛ يحملون أرواحهم على أكفهم.. ويقفون كالسد المنيع، أمام كل الصعاب والتهديدات.
أجدد التحية لقواتنا المسلحة الباسلة.. ولشهدائنا الأبرار.. الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة .. ولجنودنا الأبطال.. الذين يسهرون كى تنام مصر آمنة مطمئنة.
كل عام وأنتم بخير.
ودائمــا وأبـــدا وبالله: