الشرع يعلن بدء مرحلة جديدة.. سوريا من الفوضى إلى صناديق الاقتراع
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
البلاد (دمشق)
في مشهد يعكس تحوّلاً سياسياً غير مسبوق منذ سنوات الحرب الطويلة، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده نجحت خلال أشهر قليلة في الانتقال من حالة الفوضى إلى مرحلة الاستقرار السياسي، عبر تنظيم انتخابات برلمانية جديدة، هي الأولى منذ سقوط النظام السابق في ديسمبر 2024.
وخلال زيارته إلى مركز المكتبة الوطنية في دمشق لمتابعة سير العملية الانتخابية، شدد الشرع على أن “السوريين يفخرون اليوم بالانتقال من مرحلة الحرب إلى صناديق الاقتراع”، معتبراً أن”هذه اللحظة التاريخية تمثل بداية طريق إعادة البناء الوطني”.
وأضاف الرئيس السوري أن بلاده مقبلة على مرحلة جديدة من التشريع والمساءلة، قائلاً:” إن عجلة القوانين ستدور بسرعة، بالتوازي مع مراقبة الحكومة لضمان الشفافية والنزاهة”. ودعا جميع السوريين إلى “التصويت والمشاركة في صياغة مستقبل بلادهم عبر مؤسسات دستورية حقيقية”.
في الأثناء، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات بدء ظهور النتائج الأولية في عدد من المحافظات، وأوضح المتحدث باسمها نوار نجمة أن “الفرز مستمر، وسيتم الإعلان عن الأسماء الفائزة رسمياً خلال مؤتمر صحفي لاحق”.
وشهدت دمشق إقبالاً لافتاً على مراكز الاقتراع، حيث اصطف الناخبون منذ ساعات الصباح أمام المكتبة الوطنية – التي كانت تُعرف سابقاً باسم مكتبة الأسد؛ للإدلاء بأصواتهم، في مشهد رمزي يعكس عودة الحياة السياسية إلى العاصمة بعد أكثر من عقد من الصراع.
وبحسب اللجنة، يتنافس في هذه الانتخابات 1578 مرشحاً، من بينهم 14% من النساء، للفوز بمقاعد البرلمان البالغ عددها 210 مقاعد، تُشغل ثلثاها بالانتخاب عبر هيئات مناطقية، فيما يعيّن الرئيس الشرع الثلث الباقي. وقد تم تأجيل الانتخابات في محافظات السويداء والرقة والحسكة؛ بسبب”التحديات الأمنية”.
وتزامناً مع أجواء الانتخابات، أصدر الرئيس السوري مرسوماً جمهورياً حمل الرقم 188 لعام 2025، نصّ على تحديد الأعياد الرسمية في البلاد، ومنح العاملين في الدولة عطلاً مدفوعة الأجر في مناسبات وطنية ودينية محددة، غير أن المرسوم أثار اهتماماً واسعاً عبر مواقع التواصل، بعد أن تضمّن تحديد يوم 18 مارس من كل عام عطلة رسمية بمسمّى”عيد الثورة”، في إشارة إلى الذكرى التي انطلقت فيها شرارة الاحتجاجات الأولى من مدينة درعا عام 2011.
واعتبر ناشطون أن المرسوم يحمل “رمزية تاريخية” تعيد الاعتبار إلى مطالب السوريين بالحرية والعدالة، فيما رآه آخرون”اعترافاً رسمياً بمرحلة مفصلية من تاريخ البلاد”. وعلّق البعض بطرافة على المنصات الرقمية واصفين القرار بأنه “أجمل توقيع للرئيس الشرع”، بينما وصفه آخرون بأنه”تاريخ كُتب بالدم والتضحيات”.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بعد لقاء الشرع ومظلوم.. دمشق تعلن وقفًا شاملًا لإطلاق النار مع الأكراد
أعلنت الحكومة السورية الانتقالية في دمشق اليوم الثلاثاء، وقفًا شاملًا لإطلاق النار مع القوات الكردية في شمال وشمال شرق البلاد، وذلك عقب لقاء جمع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، بحضور مسؤولين سوريين وأمريكيين كبار.
ويأتي هذا التطور بعد اشتباكات عنيفة في مدينة حلب بين قوات حكومية وأخرى كردية، أسفرت عن مقتل شخصين ونزوح عشرات العائلات من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية.
أخبار متعلقة "الشرع" يبحث مع وفد أمريكي دعم العملية السياسية في سورياعاجل: منذ بدء العدوان.. استشهاد أو تشويه طفل كل 17 دقيقة في قطاع غزةاتفاق لوقف شامل لإطلاق النارقال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عبر منصة إكس: "التقيت قبل قليل السيد مظلوم عبدي في العاصمة دمشق، واتفقنا على وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار في كل المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فورًا".
وأكد مصدر حكومي أن اللقاء جاء بعد اجتماع مغلق بين الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك، وقائد القيادة الوسطى الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) براد كوبر.
وأشار المصدر إلى أن اللقاء ناقش قضايا أمنية تتعلق باتفاق العاشر من مارس الماضي، الذي ينص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية للإدارة الذاتية الكردية ضمن مؤسسات الدولة الوطنية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وقف إطلاق نار بين الأكراد والسلطات الانتقالية في سوريا بعد مواجهات حلب - سكاي نيوز عربية
في مدينة حلب، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر الثلاثاء، بعد تصعيد ليلي شهد قصفًا متبادلًا بين قوات الحكومة المؤقتة وقوات كردية محلية، ما أدى إلى مقتل عنصر أمني ومدني، بحسب التلفزيون الرسمي السوري.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إنه توصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حيي الشيخ مقصود والأشرفية.
وأضاف مصدر أمني أن السلطات "ملتزمة بقرار وقف النار ما لم يُخرق من الجهة الأخرى".
وقال أحد سكان حي الشيخ مقصود، الموظف المتقاعد سنان رجب باشا (67 عاما)، في تصريح لوكالة فرانس برس: "شعرنا بالخوف وقررنا مغادرة منزلنا صباح اليوم، رأينا عائلات كثيرة تنزح من الشيخ مقصود والأشرفية والسريان الجديدة، وبعضهم لا يملك مكانًا يذهب إليه".
نفي كردي وتحذيرات من التصعيدنفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شن أي هجوم على القوات الحكومية، مؤكدة أن ما جرى هو "نتيجة مباشرة لاستفزازات فصائل الحكومة ومحاولاتها التوغل بالدبابات"، وفق بيان رسمي.
وأكدت "قسد" أن قواتها تدافع عن المدنيين وتعمل على حماية الأحياء الكردية في حلب، مشيرة إلى أن الأوضاع الميدانية لا تزال "قابلة للاشتعال إن لم يُحترم وقف النار".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات وزارة الدفاع استخدمت طائرات مسيرة انتحارية لاستهداف مواقع داخل حي الشيخ مقصود، ما تسبب في أضرار مادية كبيرة.
خلفية سياسية وأزمة ثقةيأتي الاتفاق في ظل توتر متصاعد بين دمشق والإدارة الذاتية الكردية، بعد تأخر تنفيذ اتفاق مارس الماضي بشأن دمج المؤسسات وتوحيد الهياكل المدنية والعسكرية.
ويطالب الأكراد بنظام لامركزي موسع يضمن للإدارة الذاتية استقلالًا إداريًا ضمن الدولة السورية، بينما تؤكد دمشق رفضها لأي شكل من أشكال الفيدرالية.
ومنذ تولي السلطات الانتقالية الحكم في ديسمبر 2024، تصاعدت الانتقادات الكردية حيال قرارات الحكومة، خاصة الإعلان الدستوري، وتشكيل الحكومة، واستبعاد محافظات الرقة والحسكة والسويداء من انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.