ميس رضا تكتب: هنا القاهرة... بغداد محبة راسخة وعلاقات ممتدة
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
منذ عقود طويلة ظل صوت إذاعة "هنا القاهرة" و"هنا بغداد" يطرق أسماع الأجيال كجسر وجداني يصل بين الشعبين المصري والعراقي، فلم تكن العلاقة بين مصر والعراق مجرد علاقات سياسية أو دبلوماسية، بل كانت ولا زالت حكاية أخوّة راسخة ومتجذّرة صنعتها المواقف النبيلة، والروابط الثقافية والاجتماعية والتاريخية، ووشائج النسب والمصاهرة.
فمن يعرف القاهرة وبغداد جيدًا ويمرّ بشوارعهما، يعرف أنهما ليستا مجرد مدينتين عربيتين، بل هما عنوانان لمحبة صادقة وعلاقات متينة بين شعبين جمعتهما العروبة والمصير المشترك، ومهما تعاقبت الأحداث وتقلبت الظروف، يبقى الود راسخًا.
فما بين دجلة والنيل، سطور من المحبة والتضامن والتكامل الثقافي والاجتماعي الممتد عبر الأجيال، أثبتتها المواقف والمحن قبل المناسبات.
"صوت بغداد كان دائمًا قريبًا من قلب القاهرة، وصدى القاهرة حاضرًا في وجدان العراقيين"، فمنذ فجر التاريخ، ومصر والعراق جناحا الأمة العربية، يسندان بعضهما في السلم والحرب، في البناء والدفاع عن القضايا المصيرية.
وحين تلتقي الثقافة العراقية بالعراقة المصرية، يكتب التاريخ فصلًا جديدًا من التفاهم والتكامل العربي الحقيقي وعلاقة مبنية على ذاكرة مشتركة، ونضال مشترك، ومصير مشترك.
صور التضامن بين الشعبين لا تُحصى، من الطلبة العراقيين الذين درسوا في الجامعات المصرية وعادوا إلى وطنهم سفراء للمعرفة، إلى المهندسين والأطباء والمعلمين المصريين الذين عملوا في بغداد وساهموا في نهضتها، حاملين معهم خبرات مصر ومودتها.
كما شكلت الثقافة والفن جسراً للروح لم تكن العلاقات بين الشعبين تقتصر على السياسة أو التعليم فحسب، بل امتدت إلى أعمق ما في الوجدان،
كم من أغنية عراقية تغنّت بالقاهرة، وكم من عمل درامي أو أدبي مصري حمل عبق بغداد بين سطوره، وكانت السينما المصرية أداة عبور قوية للهجة المصرية لقلوب الأشقاء العراقيين.
وحتى على مستوى الإعلام كان هناك تعاون إذاعي وإعلامي لافت، حيث مثّلت العبارتان "من القاهرة هنا بغداد" و"من بغداد هنا القاهرة" رمزًا لوحدة الروح العربية، وتلاقحًا ثقافيًا يندر أن نجد له مثيلاً.
أما الأدب، والمسرح، والسينما، والفنون التشكيلية، كلها شهدت تقاطعات ولقاءات بين مبدعين من مصر والعراق، جمعتهم قاعات العرض، ومنصات الشعر، وصفحات المجلات، وميادين الفكر... حتى بات من الصعب أحيانًا التمييز بين اللكنة العراقية وهي تهتف للقاهرة، وبين النغمة المصرية وهي تتغزّل ببغداد.
وعن روابط الدم والمصاهرة، فقد جسّدت الأبعاد الإنسانية للعلاقة، فأُسَرٌ عراقية استقرت في مصر، وأُسرٌ مصرية صنعت بيتها في بغداد فاختلطت اللهجات، وتشابكت الذكريات، وتكوّنت أجيال عربية الهوى، مصرية القلب، عراقية الأصل، أو العكس.
وتبقى "هنا القاهرة... هنا بغداد" صدى لا ينطفئ في الذاكرة
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هنا القاهرة القاهرة مصر والعراق هنا القاهرة مصر والعراق
إقرأ أيضاً:
فصائل المقاومة: اليمن ولبنان والعراق دروعٌ متقدمة في جبهة الإسناد لطوفان الأقصى
يمانيون |
في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى الخالدة، جدّدت فصائل المقاومة الفلسطينية عهدها مع دماء الشهداء، مؤكدة أن هذه المعركة لم تكن مجرّد حدث عابر في سجل الصراع مع العدوّ الصهيوني، بل كانت تحولًا استراتيجيًا غيّر وجه المنطقة وأعاد رسم معادلات الردع والمواجهة.
وقالت الفصائل في بيان رسمي اليوم الثلاثاء، إن معركة طوفان الأقصى كانت الردّ الطبيعي على كل المؤامرات التي استهدفت القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أنها جسّدت وحدة الدم والمصير بين كل قوى المقاومة في المنطقة، وأثبتت أن خيار المقاومة بكل أشكاله هو السبيل الوحيد لمواجهة العدوّ الصهيوني، وأن سلاح الشعب الفلسطيني حقٌّ مقدس لا يمكن المساس به أو التنازل عنه.
وأكدت الفصائل أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس شكّل الصخرة التي تحطمت عليها كل مخططات العدوّ، لافتة إلى أن ذكرى الطوفان تأتي لتؤكد أن الفلسطينيين أثبتوا قدرتهم على كسر إرادة الاحتلال رغم ما يمتلكه من آلة عسكرية ضخمة ودعم أمريكي غربي مفتوح.
ودعت الفصائل الجماهير العربية والإسلامية إلى التحرك الشعبي الفاعل والخروج إلى الشوارع دعمًا للمقاومة، معتبرة أن التضامن الشعبي والميداني هو جزء أساسي من استراتيجية الصمود التي تحمي فلسطين وتمنح المقاومة زخمها الثوري.
وفي موقف عبّر عن عمق التحالف المقاوم الممتد من صنعاء إلى غزة، وجّهت فصائل المقاومة الفلسطينية تحية إجلال وتقدير لجبهات الإسناد في اليمن ولبنان والعراق وإيران، مشيدةً بالدور الكبير لهذه الجبهات في دعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا وعسكريًا ومعنويًا.
وأكد البيان أن عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر وجنوب فلسطين المحتلة، ومواقف حزب الله في لبنان، وفصائل المقاومة في العراق، كلها تشكل سياجًا استراتيجيًا للمقاومة الفلسطينية وتكشف أن المعركة ضد الكيان الصهيوني لم تعد معزولة داخل فلسطين، بل أصبحت معركة الأمة كلها.
كما نوهت الفصائل بأرواح الشهداء والقادة البارزين الذين صنعوا أمجاد المقاومة، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف، مؤكدة أن هؤلاء القادة يجسّدون وحدة الموقف والمصير بين كل فصائل محور المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وشددت الفصائل على أن معركة طوفان الأقصى لا تزال مستمرة، وأن الذكرى الثانية لها تأتي لتؤكد استمرار الصمود والمقاومة حتى التحرير الكامل لفلسطين.
وقالت إن الشعب الفلسطيني، رغم الجراح والحصار، لا يزال قادراً على تحطيم كل المؤامرات العدوانية للكيان الغاصب، مشيرة إلى أن المقاومة اليوم أقوى وأشدّ تنظيمًا وتسليحًا من أي وقت مضى، وأنها باتت تمتلك من الإرادة والعقيدة ما يجعلها رقمًا صعبًا في معادلات الصراع الإقليمي والدولي.
وأضافت الفصائل أن ذكرى الطوفان تمثل درسًا للعالم أجمع بأن هذا الشعب لا يمكن كسره أو إخضاعه، وأن مقاومته ليست خيارًا تكتيكيًا، بل حقًّا طبيعيًا وواجبًا وطنيًا ودينيًا للدفاع عن الأرض والمقدسات والكرامة.
وختمت الفصائل بيانها بالتأكيد على أن كل جبهات الإسناد في المنطقة باتت اليوم أكثر تماسكًا واستعدادًا لخوض أي معركة قادمة، مشيرة إلى أن ما يجمعها هو الإيمان العميق بوحدة الأمة ووحدة المصير في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومشاريعه التخريبية.