يمانيون |
في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى الخالدة، جدّدت فصائل المقاومة الفلسطينية عهدها مع دماء الشهداء، مؤكدة أن هذه المعركة لم تكن مجرّد حدث عابر في سجل الصراع مع العدوّ الصهيوني، بل كانت تحولًا استراتيجيًا غيّر وجه المنطقة وأعاد رسم معادلات الردع والمواجهة.

وقالت الفصائل في بيان رسمي اليوم الثلاثاء، إن معركة طوفان الأقصى كانت الردّ الطبيعي على كل المؤامرات التي استهدفت القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أنها جسّدت وحدة الدم والمصير بين كل قوى المقاومة في المنطقة، وأثبتت أن خيار المقاومة بكل أشكاله هو السبيل الوحيد لمواجهة العدوّ الصهيوني، وأن سلاح الشعب الفلسطيني حقٌّ مقدس لا يمكن المساس به أو التنازل عنه.

وأكدت الفصائل أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس شكّل الصخرة التي تحطمت عليها كل مخططات العدوّ، لافتة إلى أن ذكرى الطوفان تأتي لتؤكد أن الفلسطينيين أثبتوا قدرتهم على كسر إرادة الاحتلال رغم ما يمتلكه من آلة عسكرية ضخمة ودعم أمريكي غربي مفتوح.

ودعت الفصائل الجماهير العربية والإسلامية إلى التحرك الشعبي الفاعل والخروج إلى الشوارع دعمًا للمقاومة، معتبرة أن التضامن الشعبي والميداني هو جزء أساسي من استراتيجية الصمود التي تحمي فلسطين وتمنح المقاومة زخمها الثوري.

وفي موقف عبّر عن عمق التحالف المقاوم الممتد من صنعاء إلى غزة، وجّهت فصائل المقاومة الفلسطينية تحية إجلال وتقدير لجبهات الإسناد في اليمن ولبنان والعراق وإيران، مشيدةً بالدور الكبير لهذه الجبهات في دعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا وعسكريًا ومعنويًا.

وأكد البيان أن عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر وجنوب فلسطين المحتلة، ومواقف حزب الله في لبنان، وفصائل المقاومة في العراق، كلها تشكل سياجًا استراتيجيًا للمقاومة الفلسطينية وتكشف أن المعركة ضد الكيان الصهيوني لم تعد معزولة داخل فلسطين، بل أصبحت معركة الأمة كلها.

كما نوهت الفصائل بأرواح الشهداء والقادة البارزين الذين صنعوا أمجاد المقاومة، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف، مؤكدة أن هؤلاء القادة يجسّدون وحدة الموقف والمصير بين كل فصائل محور المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

وشددت الفصائل على أن معركة طوفان الأقصى لا تزال مستمرة، وأن الذكرى الثانية لها تأتي لتؤكد استمرار الصمود والمقاومة حتى التحرير الكامل لفلسطين.

وقالت إن الشعب الفلسطيني، رغم الجراح والحصار، لا يزال قادراً على تحطيم كل المؤامرات العدوانية للكيان الغاصب، مشيرة إلى أن المقاومة اليوم أقوى وأشدّ تنظيمًا وتسليحًا من أي وقت مضى، وأنها باتت تمتلك من الإرادة والعقيدة ما يجعلها رقمًا صعبًا في معادلات الصراع الإقليمي والدولي.

وأضافت الفصائل أن ذكرى الطوفان تمثل درسًا للعالم أجمع بأن هذا الشعب لا يمكن كسره أو إخضاعه، وأن مقاومته ليست خيارًا تكتيكيًا، بل حقًّا طبيعيًا وواجبًا وطنيًا ودينيًا للدفاع عن الأرض والمقدسات والكرامة.

وختمت الفصائل بيانها بالتأكيد على أن كل جبهات الإسناد في المنطقة باتت اليوم أكثر تماسكًا واستعدادًا لخوض أي معركة قادمة، مشيرة إلى أن ما يجمعها هو الإيمان العميق بوحدة الأمة ووحدة المصير في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومشاريعه التخريبية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فصائل المقاومة إلى أن

إقرأ أيضاً:

«طوفان الأقصى».. معركة هزّت الكَيان واليمن صانع المعادلة

في السابع من أُكتوبر تمرّ الذكرى الثانية لمعركة «طوفان الأقصى»، المعركة التي أعادت تعريف موازين الصراع وفضحت هشاشة الكيان الصهيوني أمام مقاومة صلبة تمتلك الإيمان والعزيمة.

لقد كان اليوم الذي انكشفت فيه حقيقة «الجيش الذي لا يُقهر»، لولا غطاء الخِذلان العربي والإسلامي الذي حال دون سقوط الكيان المحتلّ سقوطًا مدويًا.

عامان مرا على تلك اللحظة التي هزّت وجدان الأُمَّــة، فعرّت أنظمة طالما تشدّقت بشعارات الحرية والعدالة، فإذا بها تصطف خلف العدوّ، وتستجدي سلامًا زائفًا من البيت الأبيض، وتُهرول نحو مبادراتٍ خادعة صاغها ترامب وورثتها تل أبيب بوجهٍ أكثر وقاحة.

لم يكن طوفان الأقصى مُجَـرّد مواجهةٍ عسكرية، بل ميزان غربل الأُمَّــة ما بين منافقٍ يتذرّع بالمصالح ومؤمنٍ صادقٍ يصدع بواجب النصرة.

وفي الوقت الذي انكشف فيه زيف العالم الغربي ومنظماته التي طالما تغنّت بحقوق الإنسان، أشرق في المقابل موقفٌ عربيٌّ عظيم من اليمن الإيماني، الذي وقف منذ اللحظة الأولى في صفّ الجهاد والمقاومة، وفاءً لتكليفٍ ديني وأخلاقي، واستجابة لتوجيهات قائدٍ ربّاني السيد المفدى عبد الملك بدرالدين الحوثي -رعاه الله-.

فمنذ انطلاق الطوفان، كان اليمن حاضرًا في ميدان الإسناد بعملياته الصاروخية والبحرية وتأثيره في معادلة الردع، وبخروجه المليوني المتواصل تأكيدًا على أن القضية الفلسطينية ليست شأنًا قوميًّا محدودًا، بل فريضة إلهية وعقيدة أُمَّـة.

لقد خاض اليمن معركته بعنوان «الفتح الموعود والجهاد المقدس»، لا اندفاعًا ولا تهورًا، بل بوعيٍ قرآني يضبط البوصلة الأخلاقية والإنسانية والدينية، مستندًا إلى قول الله تعالى: «وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباطِ الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم».

فما كان في وسعه فعله فَعَله، وترك النتائج لله سبحانه، وها هي العمليات الإيمانية التي تنطلق من جبهة الإسناد اليمنية تترك أثرها في العدوّ بفضل الله.

أما العيبُ والخزي فهما على أُولئك الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية الذين يعدّون بمئات الملايين، ومع ذلك لم يبلغ موقفهم مستوى بعض الدول غير المسلمة التي اتخذت مواقف مشرّفة، كفنزويلا وجنوب إفريقيا وكولومبيا.

عامان من الصمود الأُسطوري في غزة، وعامان من الفضح الأخلاقي والسياسي للعالم المنافق الذي يتغنّى بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ويمارس أبشع الجرائم بالصمت والتواطؤ.

عامان أظهرا أن طوفان الأقصى لم يكن معركةً عابرة، بل اختبارا إلهيًّا غربل الأُمَّــة ما بين من يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا، ومن يقف مع المستضعفين رغم الحصار والحرمان.

وفي الذكرى الثانية للطوفان تتجدّد الرسالة من اليمن إلى فلسطين:

نحن معكم عقيدةً وموقفًا وجهادًا، وسنواصل الإسناد بما نستطيع؛ لأَنَّ قضية فلسطين ليست خيارًا سياسيًّا بل فريضة شرعية ومسؤولية إنسانية.

وستظلّ «معركة طوفان الأقصى» علامة فارقة في تاريخ الأُمَّــة؛ إذ جعلت غزة مدرسة تُدرِّس العالم معنى الصمود والإيمان، وأثبتت أن من يملك الحق والإرادَة لا تُهزمه آلة الحرب مهما بلغت من القوة.

 

مقالات مشابهة

  • اليمن يحيي الذكرى الثانية لطوفان الأقصى بمسيرات حاشدة في مختلف المحافظات
  • وقفة نسائية في تعز بالذكرى الثانية لطوفان الأقصى
  • بيان هام لحركة حماس بمناسبة ذكرى معركة طوفان الأقصى
  • اليمن في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى.. تضحيات متجددة على طريق القدس
  • فصائل المقاومة في ذكرى طوفان الأقصى: صمود غزة أسقط أهداف الاحتلال
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تصدر بياناً بمناسبة الذكرى الثانية لمعركة “طوفان الأقصى”
  • فصائل المقاومة: عامان على طوفان الأقصى والعدو فشل في كسر إرادة شعبنا ومقاومتنا
  • فصائل المقاومة: معركة طوفان الأقصى محطة تاريخية بمشروعنا المقاوم
  • «طوفان الأقصى».. معركة هزّت الكَيان واليمن صانع المعادلة