عربي21:
2025-11-23@13:53:41 GMT

صندوق غزة

تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT

خطة ترامب لغزة ليست سوى استعمار بوجه جديد؛ انتقال من الاحتلال الإسرائيلي إلى استعمار الشركات- جوش بول، مدير مكتب الشؤون العسكرية في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي قدّم استقالته في عهد إدارة بايدن احتجاجًا على قرار بيع مزيد من السلاح للكيان.

بدأت تتكشّف ملامح الخطة الأمريكية الهادفة إلى تحويل غزة، بعد تهجير أهلها وفق رؤية ترامب، إلى ما يُسمّى «ريفيرا الشرق الأوسط»: أبراج شاهقة، ومدن ذكية مسيّرة بالذكاء الاصطناعي، ومشاريع سياحية فاخرة.

وقد كشف ويكيليكس، إلى جانب صحيفتي الفاينانشال تايمز والواشنطن بوست، أجزاء من هذه الخطة التي وردت في كتيّب من 38 صفحة بعنوان : صندوق غزة لإعادة البناء، تسريع الاقتصاد والتحول وهو ما يعرف اختصارا Great Trust.

وتزعم الخطة أن غزة قادرة على أن تتحول إلى مركز للتصنيع والتجارة والبيانات والسياحة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي ومواردها وشبابها، بدعم من التكنولوجيا الإسرائيلية.

وقد شارك في رسم ملامحها بعض الصهاينة أنفسهم، وهم الذين يقودون ما يُسمّى مؤسسة غزة الإنسانية التي تُمارس القتل تحت غطاء المساعدات، بالتواطؤ مع مجموعة بوسطن الاستشارية.

وترتكز الخطة على وصاية دولية متعددة الأطراف تُدير غزة بقيادة الولايات المتحدة لفترة تمتد عقدًا أو أكثر، على أن تُسلَّم لاحقًا إلى إدارة فلسطينية بعد أن تكون قد «جُرّدت من السلاح وأُزيل عنها التطرف».

كما تكشف عن مشروع تهجير قسري لـ 500 ألف غزّي إلى دولة ثالثة، يُرحَّل 75% منهم بصورة دائمة، فيما يُترك الباقون داخل القطاع خلال مرحلة «التحوّل». أما من يقبل بالرحيل فيُمنح خمسة آلاف دولار، مع تغطية تكاليف الإيجار لأربع سنوات وبدل طعام وشراب لعام واحد.

ورُصد للصندوق ستة مليارات دولار لإسكان مؤقت لمن يبقون، وخمسة مليارات أخرى للمُهجّرين. بل وتذهب الخطة أبعد من ذلك، إذ تمنح مالكي الأراضي «رمزًا رقميًا» (Digital Token) بديلاً عن حقوقهم، ليُستخدم لاحقًا في شراء شقق في المدن الذكية الجديدة التي تُقام على أنقاض غزة.

وتقدّر الخطة حجم الاستثمارات المتوقعة بين 70 و100 مليار دولار من القطاعين العام والخاص، بما يشغّل مشاريع بقيمة 65 مليار دولار. أما العائدات المتوقعة خلال عقد واحد فتصل إلى 385 مليار دولار، مع إيرادات سنوية تُقدَّر بـ 4.5 مليار دولار.

ويقف خلف هذا المشروع تحالف من كبريات الشركات العالمية، وأكاديمي (المعروفة سابقًا بـ بلاك ووتر)، وC.A.C.I الأمريكية المتورطة في تعذيب معتقلين عراقيين في سجن أبو غريب، إلى جانب تسلا وأمازون وسلسلة فنادق ماندارين أورينتال، فضلًا عن شركات بارزة.

كما تضم الخطة عشرة مشاريع وُصفت بالعملاقة، أبرزها: ست مدن ذكية، ومركز لوجستي إقليمي فوق أنقاض رفح، وطريق مركزي، ومحطات كبرى للطاقة الشمسية والتحلية، ومركز بيانات أمريكي، ومنطقة تصنيع ذكية لإيلون ماسك، وجزر اصطناعية تُسمّى «جزر ترامب».

ولا تقف الخطة عند حدود المشاريع العمرانية، بل تمتد إلى أهداف استراتيجية كبرى للولايات المتحدة، في مقدمتها ترسيخ قبضتها على الشرق الأوسط والسيطرة على ثروة هائلة تُقدَّر بـ 1.3 تريليون دولار من المعادن النادرة، إلى جانب إحكام السيطرة على الممرات المائية وموارد النفط، وقطع الطريق على خصومها الدوليين وفي مقدمتهم روسيا والصين.

إن هذه الخطة ليست وليدة اللحظة، بل امتداد صريح لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي طرحه شمعون بيريز عقب توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وضمنه في كتابه بالعنوان نفسه. غير أن الفكرة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث يقوم جوهر مشروع بيريز على تكريس الهيمنة «الإسرائيلية» اقتصاديًا وسياسيا، عبر دمجها في المنطقة ضمن شبكة تجعلها المحرك الأساسي. ولأجل ذلك يُراد لهذا المشروع أن يُنجز بتمويل عربي مصدره دول النفط الغنية، وبالاعتماد على عمالة رخيصة من بلاد الشام ومصر، بينما تحتكر «إسرائيل» التكنولوجيا والقيادة.

إن خطة ترامب هي ذاتها خطة بيريز؛ إطار اقتصادي مزيَّن يخفي في جوهره مشروعا استعماريا إقصائيا يقوم على معادلة قاسية: تطهير عرقي مقابل إعمار. هدفه استنزاف ثروات العرب وتحويلهم إلى موظفين عند الصهاينة، ليتحقق الهدف الأكبر: انفرادهم بقيادة المنطقة. ولعل هذا ما يقصده الصهاينة من المحيط إلى الخليج، فيما تُترجم على الأرض بالإبادة الجماعية والاحتلال والضمّ، كخطوات عملية لفرض تلك الهيمنة.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب الاحتلال غزة غزة الاحتلال ترامب خطة إعمار مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

الديهي يكشف تفاصيل استيلاء منظمات إخوانية على نصف مليار دولار من تبرعات غزة

كشف الإعلامي نشأت الديهي، تفاصيل عمليات استيلاء قامت بها جماعة الإخوان على نحو نصف مليار دولار جُمعت عبر حملات تبرعات موجهة لدعم غزة. 

وأوضح "الديهي" خلال تقديم برنامجه "بالورقة والقلم" المذاع على فضائية "Ten"، مساء السبت، أن الأموال جُمعت من الخارج عبر ثلاث منظمات خيرية هي: "وقف غزة، نداء مريم، ومنبر الأقصى"، مؤكدًا أن حماس نفسها هي من أعلنت هذه المعلومات وطالبت برفع الغطاء عن هذه الجهات، محذرًا المتبرعين من تقديم الدعم دون التحقق.

وأشار إلى وجود حملة إخوانية شرسة ضد الشيخ مشاري راشد العفاسي بعد تصريحاته التي اتهم فيها الجماعة بالاستيلاء على تبرعات كانت موجهة للقطاع.

ثم تطرق الديهي، إلى المشهد السياسي الإقليمي، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى دفع الفلسطينيين للخروج وعرقلة أي مساعٍ لإقامة دولة فلسطينية، مضيفاً أن المناوشات الجارية تعطل الجهود الدولية، وأن المطلوب هو العودة إلى خطة مجلس الأمن والبحث الجاد في مسار إقامة الدولة الفلسطينية.

طباعة شارك الديهي نصف مليار دولار الإعلامي نشأت الديهي تبرعات غزة

مقالات مشابهة

  • أهم التدخلات التي نفذتها الحكومة الفلسطينية خلال الأسبوع الماضي
  • ترامب يخسر 1.1 مليار دولار من ثروته
  • انخفاض صافى ثروة دونالد ترامب مليار دولار خلال شهرين.. أسباب الهبوط المفاجئ
  • الديهي يكشف تفاصيل استيلاء منظمات إخوانية على نصف مليار دولار من تبرعات غزة
  • اقتصادي عراقي: 47 مليار دولار تختفي بين المركزي والجمارك
  • 27 عامًا فقط.. شاب سعودي يطلق أكبر صندوق ائتماني للرعاية الصحية في الشرق الأوسط بقيمة 2 مليار ريال
  • بنمو 157.4%.. صادرات مصر للإمارات تسجل 4.68 مليار دولار في 8 أشهر
  • القبة الذهبية.. انتكاسات تواجه تنفيذ درع ترامب بتكلفة 25 مليار دولار
  • NYT: ابن سلمان لديه خططٌ كبيرة لكن صندوق الثروة يعاني من نقص السيولة
  • عقبات أمام تنفيذ الخطة الأميركية التي أقرها مجلس الأمن بشأن غزة