في وقت ترزح فيه المحكمة الجنائية الدولية تحت وطأة انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يذكرنا كتاب "الاستثناء والقاعدة" لبرتولت بريخت بأنه يجب ألا نعتاد أبدا على ما هو غير مقبول.

بهذه المقدمة، انطلق غوتييه أمبروس -في عموده بصحيفة لوتان- ليوضح أن الضغط المخيف الذي تمارسه إدارة ترامب وإسرائيل على أعضاء المحكمة الجنائية الدولية ليس إلا نوعا من أرقى تقاليد المافيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: المسيّرات الروسية ببولندا اختبار ثلاثي الأبعاد للناتوlist 2 of 2لوبوان: هكذا تتخيل واشنطن صداما مباشرا مع بكينend of list

ويرى الكاتب أن التضليل يتحول من المأساوي إلى البشع عندما تعهد الدعاية، إلى "مؤثرين" يرسلون إلى موقع الحدث ليوهموا العالم أجمع، أن كل شيء على ما يرام في أنقاض غزة، وفي وقت يموت فيه الصحفيون تحت وطأة القنابل.

محامي يطالب الجنائية الدولية بتوسيع دائرة التحقيقات كي تشمل دور واشنطن في الإبادة (الجزيرة)

وتساءل الكاتب لو نجح ترامب ونتنياهو، كما يخشى العالم، ألن يكون صرح القانون الدولي الهش بأكمله معرضا لخطر الانهيار والسقوط على رؤوسنا؟

وقال إنه قد يكون من الأنسب لمحكمة جنائية مقيدة في عملها القضائي، أن تترك واقفة، متظاهرة بأن شيئا لم يحدث، لتبقى سليمة، ولكنها فارغة من محتواها.

ورأى الكاتب أن الجواب يكمن في مسرحية قصيرة لبريشت، تعود إلى بدايات مسرحه السياسي، حيث يعبر رجل أعمال أوروبي صحراء قاحلة ليستولي على بئر نفط قبل المنافسة، ومعه حمال مرافق يعامله كدواب الحمل.

هذا الحمال المعتمد على راتبه، لا يتردد حتى في أسوأ الأوقات، في خدمة مستأجره، ولكن عندما رآه رجل الأعمال يقترب حاملا ما يشبه حجرا، أطلق عليه النار فأرداه قتيلا، مع أنه كان يحمل قارورة ماء كبادرة مساعدة.

طالبت أرملة الحمال بالعدالة، وجرت المحاكمة بجدية، وعند النطق بالحكم، أثبت القاضي الذنب على المتهم الذي لم يتردد في قتل رجل بريء استغله بما يفوق طاقته، ولكنه برأه على الفور وشرح سبب ذلك من وجهة نظره.

إعلان

فقد كان رجل الأعمال يمارس حقه في الدفاع عن النفس بحسن نية ضد رجل كان يتوقع أن يهاجمه، بعد كل سوء المعاملة الذي تعرض له من قبله، إلا أنه كان مخطئا، وعجز عن إدراك أنه يواجه استثناءً من القاعدة الصارمة التي تحكم العلاقات بين المسيطر والمسيطر عليه.

وختم الكاتب بالمقدمة التي يقول فيها بريشت "لا تقل أبدا من الطبيعي، في هذه الأزمنة التي تسودها الفوضى والدماء، والفوضى المنظمة، والتعسف المتعمد"، وعلق بأن هذه وصية بألا نعتاد على ما هو غير مقبول، سواء كان متخفيا وراء نظام الأشياء "الثابت" أو استغل المصالح الثابتة للعالم كما هو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات

إقرأ أيضاً:

ميلوني: دعوى ضدي في الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في الإبادة بغزة

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في مقابلة للتلفزيون الحكومي (راي) أنها تواجه مع وزيري الخارجية أنطونيو تاياني والدفاع غويدو كروسيتو تهما بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة في إطار دعوى رفعتها منظمة حقوقية فلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وأعربت رئيسة الحكومة الإيطالية عن اعتقادها بأن روبرتو تشنيغولاني، رئيس مجموعة ليوناردو الدفاعية، سيواجه محاكمة كذلك. وأضافت "لا أعتقد أن هناك حالة أخرى كهذه في العالم أو في التاريخ".

وعبرت ميلوني عن "دهشتها" من اتهامها بالتواطؤ في الإبادة الجماعية، لأن "أي شخص مطلع على الوضع يدرك أن إيطاليا لم تأذن بتوريد أسلحة جديدة إلى إسرائيل بعد السابع من أكتوبر".

وردا على تصريحاتها، قال متحدث باسم شركة ليوناردو، إن تشنيغولاني سبق أن عبر عن موقف الشركة في مقابلة لصحيفة كورييري ديلا سيرا الشهر الماضي، عندما وصف التلميح إلى تورط الشركة في الإبادة الجماعية بأنه "تلفيق اتهام خطر للغاية".

وقد رفعت الدعوى مجموعة "محامون وقانونيون من أجل فلسطين"، ووقّعها نحو 50 شخصا هم أساتذة حقوق ومحامون وشخصيات عامة.

وجاء في نص الدعوى أن الحكومة الإيطالية بدعمها الحكومة الإسرائيلية، خصوصا إمدادها بأسلحة فتاكة، جعلت نفسها شريكة في الإبادة الجماعية الجارية وجرائم الحرب الخطرة والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.

ويطالب الموقّعون المحكمة الجنائية الدولية بإجراء تقييم لإمكانية فتح تحقيق رسمي بناء على شكواهم.

وشهدت إيطاليا مظاهرات غير مسبوقة خلال الأسبوع الماضي، خرج فيها مئات الألوف إلى الشوارع احتجاجا على عمليات الإبادة الجماعية في غزة، وسط انتقادات كثيرة لميلوني من المتظاهرين.

ونأت حكومة ميلوني اليمينية، المؤيدة بشدة لإسرائيل، بنفسها في الآونة الأخيرة عما وصفته بالهجوم "غير المتناسب" على غزة، لكنها لم تقطع أي علاقات تجارية أو دبلوماسية مع إسرائيل، ولم تعترف بدولة فلسطينية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ميلوني: دعوى ضدي في الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في الإبادة بغزة
  • إسرائيل تورط رئيسة وزراء إيطاليا مع "الجنائية الدولية".. ما القصة؟
  • الإبادة الجماعية بغزة تقود ميلوني إلى الجنائية الدولية
  • بسبب غزة.. إحالة ميلوني ووزيرين إلى الجنائية الدولية
  • ما الذي تعرفه آن باتشت عن إنقاذ مهرجانات الكتب؟
  • “المهندسين” تعلن تضامنها الكامل مع “المحامين” في رفض التعديلات الأخيرة على قانون الإجراءات الجنائية
  • تحقيق أمريكي يكشف ملاحقة إسرائيلية لمدعي عام الجنائية الدولية
  • الجنائية الدولية تدين علي كشيب بجرائم حرب في دارفور
  • من الجنائية الدولية.. أول حكم في "جرائم دارفور"
  • المجلس الأعلى للقضاء يؤكد على الالتزام بضوابط المحاكمات الجنائية ويحذر من التوسع في استخدام الاتصال عن بُعد