قال الدكتور نجاح الريس، أستاذ السياسة الدولية بجامعة بني سويف، إن زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، في أول زيارة خارجية له بعد اندلاع الأزمة السودانية، دليل على الأهمية الاستراتيجية الكبرى التي يريها السودان للدور المصري، في التوصل لحل للأزمة والخروج بالسودان لبرالأمان.

تماسك الشعب السوداني 

وأضاف في تصريحات لـ«الوطن» أن مصر قامت بدور حيادي في حل الأزمة، ووقفت مع السودان ومؤسسات الدولة المدنية، ودعم تماسك الأمن القومي للسودان، لما له من عمق استراتيجي مؤثر ومهم جدا للأمن القومي المصري، ومصر تعمل دائما على تماسك الشعب السوداني وتماسك مؤسساته، والوقوف بجانب الحكومات الفرعية أو الحكومة الشرعية الرسمية في السودان.

ريادة الدولة المصرية 

واضاف أستاذ السياسية الدولية، أن زيارة الفريق برهان دليل على أن الدولة المصرية تدعم المؤسسات وليس الأفراد، وأنها قامت بدور حيادي دعم الشعب السوداني، مشيرا إلى أنه كل مراحل هذه الأزمة الخطيرة لها تأثير سلبي كبير على الأمن القومي الأفريقي بصفة عامة، وتؤكد ريادة مصر في المنطقة العربية. 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السودان مصر الأزمة السودانية الأمن القومي المصري

إقرأ أيضاً:

شجرة المتحف القومي ولصوصية الكيزان..!

شجرة المتحف القومي ولصوصية الكيزان..!

د. مرتضى الغالي

“كفاح الكيزان” من أجل العودة للسلطة (على أسنة الرماح) أعاد للذاكرة غرائب اللصوصية التي جرت في عهدهم السابق..! هل تذكرون “شجرة الصندل” التي كانت في فناء المتحف القومي بالخرطوم..؟!

اختفت فجأة من حديقة المتحف.. وسبّب ذلك حيرة للجميع..! وعُدّت هذه الواقعة من (غرائب السرقات) في عالم اللصوصية.. فمن كان يظن أن أحداً من الناس يمكن أن يقتلع شجرة من جذورها ويحملها إلى بيته..!

لذلك ذاع خبرها وتم نشر عدة تقارير حولها في وكالات ومواقع وصحف عالمية منها “صحيفة الشرق الأوسط”..!

عمر هذه الشجرة في ذلك الوقت كان 56 عاماً.. ويقدّر العائد من أخشابها بقيمة (700 ألف دولار).. فمن يعرف مثل هذه الحسابات غير الكيزان..؟!!

هم يعلمون أن مُخرجاتها تُستخدم في صناعة العطور من “خُمرة وبخور ودلكة”..! ولكن يأخذك العجب من هذه (الفكرة الشيطانية): سرقة شجرة باسقة تتأود مع الريح من حوش المتحف القومي..!

لم يترك اللصوص من جذعها المتشبّث بالأرض غير 25.2 سنتيمتر (وهي أقدم شجرة صندل في السودان تم جلبها من الهند، وزُرعت في خمسينيات القرن الماضي على يد خبير تصنيف الأشجار “أمين ميخائيل” مما أضفى عليها “قيمة تاريخية وآثارية”.. ولكن مال الكيزان وذلك..؟! المهم هو (قيمتها الدفترية)..!

قالت التقارير إن مثل هذه السرقة لا تتم إلا بمعرفة وإشراف (كبار كوادر الشريعة المدغمسة) الذين يسمحون بـ(الحركة الليلية) ويُشرفون على (الترتيبات الأمنية) وعلى تجهيز الناقلات و(مراعاة الصالح العام)..!

ولكن الأقوال تضاربت حول الآليات التي تم استخدامها في خلخلة جذع الشجرة وقطع ساقها وإخراجها عبر (البوابة الرئيسية) مع وجود الخفراء والحرّاس..!

ولم يُعرف كذلك المكان الذي تم فيه تشذيب أطرافها ولملمة فروعها والتخلّص من أوراقها.. وتشريحها إلى أحجام أصغر قابلة (للنقل والتسويق)..!

وبعد انتشار خبر السرقة وبداية التحرّيات حولها تكفّل قضاء الكيزان ونيابته العامة و”ديوان الحِسبة والمظالم” بقتل القضية وإغلاق ملفاتها.. لأن (حاميها هو حراميها)..!

لقد كانت حكاية مشوّقة لمأساويتها وطرافتها الموجعة ولـ(صغارة نفس) هؤلاء القوم..! وقد كانت تستحق المتابعة رغم أنها تدور في ذات السياق المعروف عن شره وطمع الكيزان وتتبّعهم لكل شاردة وواردة تدًر المال..! لا يرون (فلساً طائراً) إلا وركبوا له السلطة وأتوا به من قرونه..!

هذا ليس غريباً فقد قام الكيزان الكبار بخصخصة واحتكار (الدرداقات) التي كان الصبيان الصغار يدحرجونها لنقل خضار المتسوّقين من أجل توفير مصروف إفطار المدرسة وشراء بعض أرغفة الخبز لأهاليهم..!

فعلاً كانت قصة هذه الشجرة المسكينة تستحق أن تكون رواية على غرار موسم الهجرة إلى الشمال أو رواية مارغريت ميتشل (ذهب مع الريح)..!

إنها مثل (حكاية الزرافة الشهيرة) التي خرجت من السودان في رحلة عجيبة إلى ميناء مرسيليا في فرنسا عبر الإسكندرية.. عندما قرر “محمد علي باشا” إهداء زرافة سودانية إلى “شارل العاشر” ملك فرنسا..!

وجرى استقبال هذه الزرافة (استقبالاً دبلوماسياً) وأُعجب بها الفرنسيون إعجاباً بلغ إقامة الكرنفالات وفرش الأبسطة تحت إقدامها..! وقامت بيوت الأزياء الشهيرة بمحاكاة لونها وخطوط جلدها في موضات ربطات العنق والأحذية والمعاطف وأغطية الرأس.. وتم تأليف السيمفونيات والمقطوعات الموسيقية التي تحمل اسمها.. إلخ

لقد عُرف ذلك لاحقاً بـ”هوس الزرافة”.. حتى بعد وفاتها (عام 1845) حيث جرى تحنيطها وعرضها في متحف التاريخ الطبيعي بمدينة “لاروشيل” كواحدة من أغرب الهدايا السيادية في التاريخ..!

أنت (كوز)..؟! إذن انهب واسرق ما شئت..! ولو كانت شجرة في فناء متحف السودان القومي.. الله لا كسّبكم..!

الوسومالاسكندرية السودان الكيزان المتحف القومي الهند د. مرتضى الغالي شارل العاشر شجرة الصندل فرنسا مارسيليا مارغريت ميتشل محمد علي باشا

مقالات مشابهة

  • «البرهان» يبحث مع السفير الإسباني دعم السلام وإعادة الإعمار في السودان
  • النظام المصري مع الرباعية وليس معها
  • أستاذ علاقات دولية: مصر تعمل على صياغة اتفاق يضمن عدم عودة إسرائيل للقتال في غزة
  • مصر القومي: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى أكتوبر تؤكد أن روح العبور ما زالت تقود مسيرة بناء الجمهورية الجديدة
  • شجرة المتحف القومي ولصوصية الكيزان..!
  • البرهان يتسلم رسالة خاصة من سلفاكير وملفات استراتيجية وأمنية جديدة بين طيات السطور
  • البرهان يستلم رسالة خطية من سلفاكير
  • المرصد الوطني لحقوق الإنسان يتهم الجيش بإطلاق سراح «أبو حذيفة السوداني»
  • مطرقة أممية وسندان رباعية.. البرهان في زاوية حرجة
  • وزير خارجية السودان السابق: جيش واحد وإبعاد قادة الحرب للحل السلمي