شركات المتنفذين تسمم البصرة..و تحيلها إلى مستشفى مفتوح
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
11 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: ارتفعت في البصرة أصوات القلق الشعبي بعدما تحولت المحافظة إلى بؤرة للأمراض المزمنة، إذ سجّلت المؤسسات الصحية ما يقارب سبعمئة إصابة جديدة بالسرطان شهرياً منذ بداية العام الجاري، فيما تجاوزت حالات الفشل الكلوي حاجز العشرين ألف حالة خلال العام الماضي، وفق مصادر طبية محلية، ما جعل من المشهد الصحي أقرب إلى كارثة صامتة تتفاقم بصمت.
وقال طبيب في مستشفى البصرة التعليمي إن “الواقع الصحي خرج عن السيطرة، فالأعداد التي تصلنا يومياً تثقل المستشفيات وتضع الأطباء في سباق مع الزمن، والسبب الأكبر يعود إلى التلوث الغازي الذي يملأ هواء المدينة من دون رقيب أو حساب”.
وأحدثت التقارير الرسمية صدمة في الشارع بعدما كشفت أن غالبيتها تشير بأصابع الاتهام إلى شركات خاصة مرتبطة بشخصيات نافذة في الحكومة، إضافة إلى شركات حكومية أهملت اتخاذ التدابير البيئية اللازمة للحد من الانبعاثات السامة.
وأكد ناشط بيئي من قضاء الزبير أن “الناس يتنفسون الغازات السامة يومياً، ولا أحد يجرؤ على إيقاف المصانع والمعامل، لأن من يقف وراءها يمتلك سلطة سياسية وأمنية تحميه، فيما يبقى المواطن مجرد ضحية”.
وتمخضت هذه الأزمة عن حالة من الفوضى الصحية التي يعيشها السكان، إذ تتناقل صفحات التواصل الاجتماعي صور الأطفال المصابين بالسرطان وتعليقات غاضبة مثل: “هل يُعقل أن تكون أرباح الشركات أهم من حياة الناس؟”.
وأوضح مصدر من دائرة البيئة في البصرة أن الأجهزة الرقابية تعاني من شلل شبه تام، فحتى عندما تُرفع تقارير عن نسب الملوثات العالية، تُحجب القرارات داخل مكاتب المسؤولين ولا تجد طريقها إلى التنفيذ.
واستذكر أحد شيوخ العشائر في حديث مع المسلة أن “البصرة لم تعرف هذا الحجم من الأمراض قبل ثلاثة عقود، واليوم نشهد موتاً بطيئاً يلاحق العائلات، بينما تنشغل الحكومة المحلية بالصراعات السياسية والصفقات التجارية”.
وانعكست الأزمة الصحية على تفاصيل الحياة اليومية، حيث بدأ سكان بعض المناطق بشراء أجهزة تنقية للهواء داخل البيوت، فيما يلجأ آخرون إلى مغادرة المحافظة نحو مدن أقل تلوثاً، الأمر الذي يهدد بتفريغ البصرة من طاقاتها البشرية ويدفعها نحو عزلة داخلية.
وخلص ناشطون إلى أن غياب الإرادة السياسية وارتباط المصالح الاقتصادية بالسلطة جعل من ملف الصحة العامة ورقة ثانوية لا تحظى بأي أولوية، في حين تبقى حياة الناس معلقة بين المصالح النفطية وصمت المؤسسات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً: