صورة لعارض أزياء يشبه بشار الأسد في إعلان لـشي إن.. ما حقيقتها؟
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا، منشورات زعم مروجوها أنها لحملة إعلانية لشركة "شي إن" الصينية، ويظهر فيها عارض أزياء يشبه الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
ما إن انتشرت الصورة حتى تحولت إلى مادة ساخرة، وامتلأت التعليقات بعبارات تهكمية أبرزها أن الأسد "عاد إلى الواجهة، ولكن هذه المرة عبر عالم الموضة".
ومع تزايد التفاعل، تعددت التفسيرات، حيث اعتبر فريق أن الأمر خطأ غير مقصود نتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور، بينما رأى آخرون أن التصميم مقصود ويحمل رسالة مبطنة، وهو ما زاد من حدة الجدل وسرعة انتشار القصة.
انتقادات وادعاءاتومع تصاعد الجدل على المنصات، لم تتوقف القصة عند حدود السخرية، بل تطورت إلى مزاعم أوسع، فقد ذهب ناشطون إلى القول إن شركة "شي إن" واجهت انتقادات حادة من جانب المتسوقين بسبب الصورة المثيرة للجدل، وإنها اضطرت -بحسب هذه الرواية- إلى فتح تحقيق داخلي حول الحملة الترويجية وما تسببت فيه من ردود فعل غاضبة.
في المقابل، أبدى آخرون شكوكهم في صحة القصة برمتها، مشيرين عبر حساباتهم على "إكس" و"إنستغرام" إلى أن الشركة لم تصدر أي تعليق رسمي يوضح سبب التشابه، مرجحين أن يكون ما حدث مجرد خطأ ناتج عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور.
بدء شركة Shein تحقيقًا داخليًا بعد أن لاحظ المتسوقون وجود عارض أزياء في موقعها يشبه بشكل غريب الرئيس السوري السابق بشار الأسد. انتشرت صور المنتجات بسرعة على وسائل التواصل، وعلق المستخدمون ساخرين عن "انتقال الأسد من السياسة إلى الموضة".
الشركة لم توضح سبب التشابه، لكن هناك احتمال… pic.twitter.com/EumAiybe3T
— raneen k (@dafna23j) September 7, 2025
فيما أشار حساب على فيسبوك باسم "حلب الشهداء" إلى أن أحد المصممين أنشأ الصورة الترويجية بحيث يظهر بشار الأسد في دور عارض أزياء في عرض للملابس على الإنترنت.
التحققوقد بحث فريق "الجزيرة تحقق" عن أصل الصورة المتداولة وسياق الرواية التي انتشرت من خلالها عبر المنصات المختلفة.
إعلانوأظهرت تقنيات البحث العكسي أن أول ظهور للعرض الذي يجسد صورة الشاب الذي يشبَّه بالرئيس السوري المخلوع كان على حساب في منصة "إنستغرام" يحمل اسم (WKM NEWS).
وأظهر التحليل البصري للحساب -الذي يتابعه أكثر من 40 ألف شخص- أنه مخصص لنشر الأخبار الزائفة حول العالم في قالب ساخر بهدف تحقيق المشاهدات، حتى إنه يصف نفسه بأنه "المصدر الإخباري الأقل موثوقية".
ونشر الحساب الصورة في 4 سبتمبر/أيلول الجاري مصحوبة بنفس الرواية التي نقلتها الحسابات ولكن باللغة الإنجليزية، كما أن المظهر العام للصورة يوحي بأنها حقيقية بسبب خلفية المشهد التي تظهر علامة "شي إن" ما زاد من فرص انتشارها.
تلاعب بدافع التضليلوتوصل الفريق إلى أن الصورة المزعومة لشبيه بشار ليست حقيقية، وإنما مدمجة مع صورة أخرى كانت منشورة على الموقع الرسمي لمتجر "شي إن"، قبل أن تضطر الشركة الصينية لاحقا لحذفها.
وتثبت فريق "الجزيرة تحقق" من أن شركة الملابس الصينية فتحت تحقيقا فعلا قبل أيام، ليس بسبب صورة شبيه بشار، ولكن بعد استخدام وجه متهم بالقتل، رغم أنه مسجون حاليا، في الترويج لملابسها.
Uh… is that Luigi Mangione’s likeness in a SHEIN ad? pic.twitter.com/u9WKTfI675
— Ben Dennis Reports (@broadcastben_) September 3, 2025
وقبل أيام، أعلنت "شي إن" سحب أحد العروض من منصتها الشهيرة بعد استخدام صورة -يعتقد أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي- ويظهر فيها الشاب لويجي مانجيوني.
Popular fast-fashion retailer Shein is looking into how Luigi Mangione, the man accused of killing UnitedHealthcare CEO Brian Thompson, appeared on its website modeling a shirt. https://t.co/GtpOLpm9Lw
— FOX 5 DC (@fox5dc) September 4, 2025
ويقبع مانجيوني حاليا في أحد سجون بنسلفانيا، في انتظار محاكمته، إذ يواجه 11 تهمة، من بينها الإرهاب، بعد اتهامه بقتل الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد هيلث كير، بريان تومبسون، في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2023 في مانهاتن أثناء سيره إلى فندق.
خلاصة التحققويوضح فريق "الجزيرة تحقق" أن شركة "شي إن" لم تقدم اعتذارا بسبب التشابه مع صورة الرئيس السوري المخلوع، بل بسبب استخدام صورة خاطئة لشخص متهم بجرائم، وقد تم سحب الصورة فورا من موقعها، وأن بعض الحسابات الرقمية حاولت استغلال القصة المتداولة عالميا عبر استخدام السخرية والادعاءات المبلغ فيها، ما ساهم في انتشار الخبر بسرعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات السوری المخلوع الرئیس السوری منصات التواصل بشار الأسد فی
إقرأ أيضاً:
هاكابي يشبه اعتذار إسرائيل لقطر بعملية اغتيال بن لادن.. تصريحات تزيد الجدل
أثار السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي، مايك هاكابي، جدلا جديدا بعد ربطه بين المطالب الدولية الموجهة للاحتلال بالاعتذار عن هجومه على الدوحة مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، وبين العملية العسكرية الأمريكية التي أدت إلى اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011.
وقال هاكابي، في مكالمة فيديو استضافها متحف "أصدقاء صهيون"، إن "من يطالب إسرائيل بالاعتذار عن الهجوم على قطر، عليه أن يطالب الولايات المتحدة بالاعتذار عن تصفية بن لادن".
وأضاف هاكابي أن الناشط اليميني الأمريكي تشارلي كيرك، الذي قتل في الصيف الماضي، كان البعض يروج لروايات "معادية للسامية" تزعم أن إسرائيل اغتالته بعدما نأى بنفسه عنها، ولكنه كان "محبا لإسرائيل" ويسعى ليصبح سفيرا لبلاده فيها، قبل أن يلقى مصرعه في ظروف أثارت جدلا واسعا.
تفاصيل مكالمة الاعتذار الثلاثية
وكان البيت الأبيض قد كشف في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي٬ أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم اعتذارا رسميا لقطر على الهجوم الذي استهدف الدوحة مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي٬ وذلك خلال مكالمة هاتفية جمعت نتنياهو والرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ووفق البيان الأمريكي، فإن نتنياهو أعرب عن "أسفه العميق" لأن الضربة الصاروخية الإسرائيلية التي استهدفت "أهدافا لحركة حماس في قطر" أدت إلى مقتل جندي قطري "عن غير قصد"، مؤكدا أن الهجوم كان "انتهاكا للسيادة القطرية".
وشدد نتنياهو، بحسب البيان نفسه، على أن تل أبيب "لن تشن هجوما مشابها في المستقبل"، متعهدا بأن حادثة 9 أيلول/ سبتمبر "لن تتكرر".
وجاء الاعتذار في أعقاب الهجوم الذي أسفر عن مقتل مواطن قطري، بينما أعلنت حركة "حماس" نجاة وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها في غزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال التي أدت إلى مقتل مدير مكتبه جهاد لبد ونجله همام، وثلاثة من مرافقيه.
قطر ترحب بالاعتذار
وقال البيان القطري، الصادر عقب المكالمة الثلاثية، إن نتنياهو "قدم اعتذاره عن الهجوم وانتهاك السيادة القطرية"، مرحبا بالضمانات التي قدمتها واشنطن وتل أبيب بشأن "عدم تكرار الاعتداءات".
وأكد رئيس الوزراء القطري، خلال الاتصال ذاته، "رفض الدوحة التام والقاطع للمساس بسيادتها تحت أي ظرف"، مشددًا في الوقت ذاته على استعداد بلاده لمواصلة الجهود الدبلوماسية لدعم الأمن والاستقرار الإقليمي، والمساهمة في التوصل إلى نهاية للحرب في قطاع غزة ضمن مبادرة ترامب المطروحة.
وكانت قطر قد أعلنت وقف وساطتها في مفاوضات وقف إطلاق النار بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، مؤكدة احتفاظها "بحق الرد" على العدوان الذي أدى إلى مقتل عنصر أمن قطري. وأثار الهجوم إدانات عربية ودولية واسعة، مع تحذيرات من خطورة انتهاك السيادة القطرية وتداعيات ذلك على الأعراف والقانون الدولي.
إشارة هاكابي إلى عملية اغتيال بن لادن
تصريحات السفير الأمريكي بشأن "الاعتذار" أعادت إلى الواجهة تفاصيل عملية اغتيال أسامة بن لادن، التي وقعت فجر الثاني من أيار/مايو 2011 في مدينة أبوت آباد قرب إسلام أباد، بعد عملية نفذتها قوات "السيلز" الأمريكية واستغرقت نحو 40 دقيقة.
وكانت القوات الأمريكية، بإشراف مباشر من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، قد اقتحمت المجمع السكني الذي كان بن لادن يقيم فيه مع أفراد عائلته، في عملية انتهت بقتله برصاصة في الرأس، بعد اشتباك بين عناصر القاعدة والقوة المهاجمة، التي فقدت إحدى مروحياتها خلال المداهمة.