الثورة نت:
2025-10-08@02:13:01 GMT

بالعدل تبنى الحضارات وبالظلم تنهار الأمم

تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT

 

 

العدل هو أساس استقرار المجتمعات وتقدمها، ومتى فقد المجتمع العدل تعرض لآثار مدمرة، وتسبب في تعطيل عجلة التنمية والاستثمار، وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.
وبالعدل وحده تصان القيم، وتستقر المبادئ، ويعلو بناء الإنسان. والتاريخ لا يرحم المجتمعات والدول التي سمحت للظلم أن ينتشر، أو صمتت عليه. فمن يقرأ التاريخ يعلم يقينًا أن الحضارات التي قامت على القمع وسفك الدماء انهارت انهياراً مأساوياً: (وَ تِلْكَ الْقُرى‏ أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).


فالظلم، وإن طال أمده، لا يدوم، لكنه يخلف وراءه حطامًا من الصعب ترميمه في وقت يسير. فالظلم لا يقتل الأفراد فحسب، بل يقوّض المجتمعات، ويدمر الأمم، ويطمس الرسالات. لذلك، فإن محاربة الظلم ليس ترفًا أو خيارًا، بل ضرورة وجودية للمجتمع الإنساني الذي يريد أن ينهض ويعيش بكرامة.
فالكثير من الطغاة ظنوا أنهم خالدون، فسقطوا فجأة: (فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) (وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
والعالم اليوم والمؤسسات الدولية تواجه اختبارًا حقيقيًا لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي التزم بها العالم بعد مآس إنسانية كبيرة. فالمادة [٣] تنص على أن “لكل فرد الحق في الحياة والحرية والسلامة الشخصية”، والمادة [٥] “تحظر إخضاع أي شخص للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحط من كرامة الإنسان”. غير أن ما يشهده العالم اليوم في فلسطين من الظلم، والحصار الخانق، وقتل المدنيين، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها من قبل المحتل الإسرائيلي، وما تعرض له الفلسطينيون من انتهاكات جسيمة، وما يتعرض له اليمن من حصار ظالم، وما تتعرض له إيران من حصار وعقوبات ظالمة، يلامس جرحًا عميقًا، ويكشف عن هوة سحيقة بين الممارسات الظالمة التي تسهم في استمرار معاناة الشعب الفلسطيني، وتصيب المجتمع الدولي بفاجعة كبيرة، وبين العدل الذي لا تستقيم الحياة إلا به.
وحينما نرى أمريكا تستخدم في مجلس الأمن (الفيتو) ضد قرارات وقف إطلاق النار في غزة لما يقارب ست مرات خلال أقل من عامين، فإن ذلك يتناقض مع المبادئ الإنسانية الأساسية، وينسف الدور المنوط بمجلس الأمن كضامنٍ للسلم العالمي. وكأن من يؤمن بالعدالة والكرامة الإنسانية في سبات عميق.
إن هذا الاعتداء السافر على فلسطين واليمن وقطر، واتخاذ قرارات لفرض عقوبات على إيران، سيودي بالعلاقات الدولية وميثاق الأمم المتحدة إلى حافة الانهيار، خصوصًا مع ظهور تعصب اللوبي الصهيوني مع اليهود، وإقراره لجرائمهم، والإعانة لهم.
لقد تجاوزت هذه الانتهاكات كل الحدود، وأصبحت تشكل تهديدًا للنظام الدولي القائم، وإظهاره بصورة مقززة، تطرح أسئلة وجودية حول مصداقيته. فلا هو الذي اتخذ موقفًا حازمًا تجاه الانتهاكات الجسيمة في فلسطين واليمن وإيران ولبنان، ولا هو الذي استطاع إدانة العنف وحماية المدنيين. والتاريخ يسجل كل ذلك.
وكأن مواجهة الظالمين الذين يرتكبون الجرائم بحق الأبرياء، ويستغلون قوتهم في إطار القوانين الدولية غير ممكن. مع أن تحقيق العدل في أي أمة هو أعظم آيات حضارتها، وعماد مقاييس تقدمها. وإذا ولينا وجوهنا نحو الشريعة الإسلامية، نجد أن تحقيق العدل كان مهمة الرسل والأنبياء، وهو رسالة السماء إلى الأرض، وهو وطيدة الحكم الصالح، ودعامته المكينة، وغرته المشرقة.
وهذا الإمام الخميني في عصرنا هذا قاد ثورة صنعت أغلى وأسمى مقومات الحياة، حينما وقفت بقوة وحزم في وجه اللوبي الإسرائيلي الذي لا يحترم المواثيق الدولية، ولا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فهُم اليوم يرتكبون أبشع الجرائم على مرأى ومسمع من العالم، ويقتلون الشعب الفلسطيني، ويهدمون الديار على رؤوس ساكنيها، في زمن تخلف فيه النظام الدولي عن القيام بواجباته، ويتقاعس كثير من الشعوب الإسلامية عن الوقوف إلى جانب إخوانهم في غزة نصرة للحق وأهله، ودفع الظلم.
غير أن شجاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتجلى في مجال الكلمة الصادقة نحو فلسطين، فقد أعلنت دعمها لفلسطين على المستويين المادي والمعنوي، والدنيوي والأخروي. وفي ذلك تجسيد لأسمى القيم الإسلامية والإنسانية، لما يمثل من تضحية وإيثار ودفاع عن الكرامة والعدل، حفاظًا على هوية الأمة وعقيدتها وثقافتها، التي تتجلى في صدق موقفها. كما تجلت في شجاعة أنصار الله وحزبه في اليمن ولبنان في بذل النصيحة العلنية للنظام العالمي، والدخول مع المستعمر الإسرائيلي في ميدان القتال بالصواريخ والطائرات التي ترهب العدو وتزيد من ثقة المقاتلين الشجعان.
إن شجاعة الجمهورية الإسلامية في إيران ومحور المقاومة في الدفاع عن القضية المركزية الإسلامية في فلسطين تضعهم على سلم الفضيلة والعز. وقد جمعوا بين القوة العاطفية التي تتغلب على الخوف، والقوة العقلية التي تدفع إلى الجهاد في سبيل الله من أجل إنقاذ المظلومين في الشعب الفلسطيني، والالتزام بما يأمر به القرآن الكريم: (وَ قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ).
وبهذا تميز جهدهم بالتضحية والفداء من أجل إقامة العدل وحماية الأرض والعقيدة الإسلامية. وذلك لا يكون بالسلاح فقط، بل بالحجة والمنطق والبيان، ومواجهة الأفكار المنحرفة بالعلم والحكمة. وذلك ما يتطلب من جميع المسلمين وأحرار العالم إيمانًا راسخًا، ويقينًا صادقًا، وإسهامات كبيرة من أجل إنقاذ المستضعفين، وتحرير الأقصى الشريف. فبشائر النصر تلوح في الأفق: (وَ مَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ). وليبق الجميع في يقظة واستعداد: (وَ لا تَهِنُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية يعلن فَتْح باب التقدُّم إلى المسابقة العامَّة للإيفاد في اللُّغات 2025/2026م

أعلنت الأمانة العامَّة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فَتْحَ باب قبول طلبات التقدُّم للمسابقة العامَّة للإيفاد (للُّغات فقط) للعامين 2025/2026م– 2026/2027م، خلال المُدَّة مِنْ: 7 أكتوبر حتى 13 أكتوبر 2025م، بِناءً على الطلب الوارد مِنَ الجهة الطالبة، وذلك للإناث فقط المقيَّدات على درجة ماليَّة بموازنة الأزهر الشريف، والمستوفيات لشروط التقدُّم الواردة بلائحة الإيفاد رقم: (16) لسنة 2025م.

البحوث الإسلامية ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم: فقدنا عالمًا حارسًا للسنة النبوية "البحوث الإسلامية" يهنئ المصريين بذكرى أكتوبر مؤكدًا أنها ملحمة خالدة للوحدة والإيمان

وتوضِّح الأمانة أنَّ مسابقة اللُّغات مخصَّصة للعاملات بالأزهر في مجالَي التعليم والدعوة أو الإرشاد الدِّيني ممن يُجِدن اللُّغة الألمانيَّة، مِنْ خرِّيجات كليَّة الدراسات الإنسانيَّة شعبة الدراسات الإسلاميَّة والعربيَّة باللُّغة الألمانيَّة، أو غيرها مِنَ الكليَّات الأخرى.

وأشارت الأمانة إلى أنه يُشترَط في المتقدِّمة أن تكون مُعيَّنةً على درجة ماليَّة بموازنة الأزهر الشريف، وأمضتْ ثلاث سنوات على الأقل في العمل بالأزهر في مجالات التعليم أو الدعوة أو الإرشاد الديني، مع التجاوُز عن كَسْر الشهر الأخير في حساب المُدَّة، وألَّا تقل درجة تقارير الأداء في العامين السابقين على عام التقدُّم عن (90) درجةً، كما يُشترَط تمتُّعها باللياقة الصحيَّة اللازمة وَفق شهادة طبيَّة معتمَدة، وألَّا تكون قد سبق لها الإيفاد خارج البلاد على نفقة الأزهر أو غيره، وألَّا تقل المُدَّة الباقية لها في الخدمة عن عامين عند إعلان المسابقة، وألَّا تكون قضت بالخارج ثمانية أعوام أو أكثر في أيَّة صورة مِنْ صور التعاقد أو الإجازات.

وتابعتِ الأمانة: كما يُشترَط أنْ تكون قد مضت على عودة المتقدِّمة من أيَّة إجازة دراسيَّة أو إجازة بمرتَّب أو من دون مرتَّب لغير الإيفاد والإعارة، أو منحة دراسيَّة مُدَّة كل واحدة منها ستة أشهُر فأكثر سواء في الدَّاخل أو الخارج؛ مُدَّة مماثلة على الأقل لما قضته وبحد أقصى خمس سنوات، وألَّا تكون محالةً إلى المحكمة التأديبيَّة أو الجنائيَّة، أو متَّهَمةً أمام جهات التحقيق، وألَّا تكون محكومًا عليها في جريمة مُخِلَّة بالشرف أو الأمانة، وألَّا يكون قد وُقِّع عليها جزاء تأديبي يزيد على عشرة أيام ما لم يُمحَ الجزاء، كما يُشترط تقديم موافقة كتابيَّة مِنَ الزوج أو وليِّ الأمر على السَّفر.

ولفتتِ الأمانة إلى أنه يُسمَح لذوات الإعاقة والمكفوفات بالتقدُّم للمسابقة وأداء الاختبارات المقرَّرة، وفي حالة اجتيازهنَّ المراحلَ النهائيَّة وترشيحهنَّ يُلزمن بتقديم إقرار موثَّق مِنَ الشهر العقاري باصطحاب مرافق على نفقتهنَّ الخاصَّة دون تحمُّل الأزهر أيَّة أعباء ماليَّة.

وأكَّدتِ الأمانة أنَّ استمارة التقدُّم المطبوعة مِنْ بوابة الأزهر الإلكترونيَّة يجب أن يُرفَق بها جميع المستندات المطلوبة؛ وهي: بيان حالة وظيفيَّة معتمَد بخاتم شعار الجمهوريَّة وموضَّح به البيانات كاملة: (الاسم- السجل- تاريخ التعيين- تاريخ مباشرة العمل لأول مرَّة بالتعاقد أو التعيين- الموقف مِنَ الجزاءات والشئون القانونيَّة- درجة آخر تقريرين- الإجازات بكل أنواعها: [بمرتَّب أو مِنْ دون مرتَّب، سواء تعاقد أو غيرها، إيفاد على نفقة الأزهر]- رقم الهاتف- العنوان)، إلى جانب إقرار بمتابعة البوابة الإلكترونيَّة يوميًّا لمعرفة مواعيد الاختبارات المقرَّرة، وصورة طبق الأصل من آخر تقريرين سنويَّين معتمَدين مِنَ المنطقة، وإقرار بقبول قواعد الإيفاد الماليَّة بالأزهر، إضافةً إلى خمس صور شخصيَّة حديثة بخلفيَّة بيضاء (4×6) معتمدة ومدوَّن عليها الاسم والمنطقة التابع لها، وصور معتمدة من المؤهِّلات الدراسيَّة، وصورة معتمدة من بطاقة الرَّقْم القومي، على أن تُعتمَد الاستمارة مِنَ المنطقة التابع لها المتقدِّم وتُسلَّم بمعرفة مندوب المنطقة إلى الإدارة العامَّة لشئون المبعوثين والإيفاد بالمجمع في الموعد المحدَّد، مع تأكيد أنَّ الطلبات غير المستوفاة أو المقدَّمة بعد انتهاء المُدَّة تُستبعَد تلقائيًّا.

والتقديم في المسابقة اضغط هنا.

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية يعلن فتح باب التقدم لمسابقة الإيفاد في اللغات للإناث
  • البحوث الإسلامية يعلن فَتْح باب التقدُّم إلى المسابقة العامَّة للإيفاد في اللُّغات 2025/2026م
  • ماكس فان برشم.. مؤرخ النقوش الإسلامية في القدس
  • الشؤون الإسلامية في جازان تنفذ أكثر من 300 جولة على الجوامع والمساجد خلال الربع الأول من 1447
  • وزير الخارجية: شخصية العناني ستُثري عمل المنظمة وتقودها لأداء رسالتها الإنسانية
  • 7أكتوبر.. يوم فلسطين الذي حقق المستحيل بعد 77 عاماً
  • ملتقى الحضارات والتجارة.. ملاكا تدشن حملة زوروا ماليزيا 2026
  • وزير العدل يستقبل ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر
  • 52 عاما على نصر أكتوبر المجيد.. ملحمة العبور التي أحدثت تغييرا في الفكر العسكري العالمي