جَرائِمُ على طريق المَوت السَّريع

يُطلَق اسم طريق الموت على الطرق التي تهدد الأرواح بالموت وهلاك المُعدَّات لانعدام وسائل السلامة. وطريق "عبد المنعم رياض" بمدينة بلبيس هو الأخطر والأشهر. فالمدينة تربِطُ محافظات الدلتا بالمُدن الجديدة و أهمها مدينة " العاشر من رمضان" قلعة الصناعة المصرية.. هذا الطريق أُنشِئ في سبعينيات القرن الماضي خارج الكُتلة السَّكنية مخترقاً منطقة زراعية.

وبعد المَد العُمراني أصبح الطريق شارعاً يقسم المدينة إلى قسمين لا تتوقف حركة الانتقال بينهما دقيقة واحدة من خلال فتحات صغيرة في الحاجِز الخرساني تسمح باجتياز شخص ومنها تقع حوادث الدَّهْس. كما يَستخدِم هذا الشارع آلاف المَركبات المختلفة بِلا لوحات على جانبيه تُنبِّه السائقين إلى ضرورة تخفيف السرعة بالمناطق السكنية.

عَلَتْ صَرخات أهل بلبيس منذ عشرات السنين مع كل حادث ولا مُجيب لصراخِهِم.

كتبنا كثيرا وتحدثنا في الفضائيات لإيصال استغاثات ( البلابسة ). و في استجابة مُتأخِّرة أُعلِن عن إنشاء نَفَق أنبوبي ( كأحد الحلول الجزئية ) وعُمِلت له الرسومات الهندسية ولم يُنَفَّذ، وبعد انتظار طويل تَمَخَّضَ الجَبلُ فَوَلَد فأراً، إذ تفاجأ (البلابسة ) منذ ثلاث سنوات بعمل قواعد أسمنتيَّة لإنشاء كوبري للمشاة بارتفاع ستة أمتار ( لم يتم حتي الآن ). هذا الكوبري بعد تكلفته الباهظة، واكتماله لن يُستَخْدَم كمثيلهِ الذي يبعد عنه بخمسة كيلومترات تقريباً إلَّا للأَصِحَّاء، أو لِلهو الصِبْيَة، وملتقى للبلطجية والمُدمنين، وسيكون الكوبري إهداراً لمال الدولة، مع بقاء خَطَر المَوتِ يُهدِّد المواطنين. وهذه هي الجريمة التي نُحذِّرُ مِنْ إكمالِها، لماذا؟ لأنه لن يتحقّق هَدَف حِماية المواطنين من الدَّهْس. فمِن المعروف أن أكثر الفئات المَعنيِّة بهذا المشروع هم المرضىٰ، وذوو الإعاقة، وكبار السِّن، والسيدات الحوامل ومَنْ تحملُ أطفالَها إلى منزل أسرتها وهي في طريقها إلى عملها (مثلا).. الخ. فمَنْ مِن هذه الفئات يُمْكنه صعود سلالم الكوبري والسَّير عليه والنزول في الاتجاه الآخر؟

الغريب أنه لم يخطُر ببال المسئولين بالمحافظة أن الجِهة الشرقية للشارع يوجد بها عيادة التأمين الصحي الشاملة، ومبني الحِماية المَدنيَّة، ومدرسة ابتدائية وأخرى ثانوية للبنات، بالإضافة إلى المساكن الشعبية المكتظة بالسكان. والحلول المُمكِنة (من وجهة نظري الشخصية) تتَمثَّل في تواجد شُرطي مرور ( بصافرة ) لكل اتجاه في نطاق منطقة الكوبري لتنظيم حركة عبور المشاة من جانب إلى الآخر. أو اللجوء لحلٍّ آخر بتركيب إشارتين ضوئيتين تَضْبِطان حركة سير المركبات وعبور المشاة. أو إقامة مِحور بحارتين فوق الطريق من اتجاه إلي الآخر يصلُح لمرور السيارات الصغيرة والأفراد.

أما الحَل الأكثر أماناً والأعظم منفعةً فهو امتداد للكوبري العلوي ( المقام فوق الترعة الإسماعيلية ) بطول كيلومتر تقريباً حتي بداية طريق بلبيس/ الزقازيق، المعروف بميدان الحِصان.

وندائي للسِّادة: وزير النقل، ومحافظ الشرقية، ورئيس مدينة بلبيس: أنقذوا أرواح البَشر، وامنعوا إهدار المال العام.

المصدر: الأسبوع