غارديان: نوبة قلق جماعية تجتاح أوروبا بسبب المسيّرات
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
أثار تزايد مشاهدات المسيّرات الغامضة عبر أوروبا موجة مخاوف واسعة النطاق، وصفها الخبراء بأنها "نوبة قلق جماعية"، ورغم أن هذه الحوادث لم تسفر عن أضرار مادية كبيرة حتى الآن، إلا أنها أوجدت شعورا بانعدام الأمان بالنسبة للأوروبيين، وكأن الحرب تقترب من عتبة منازلهم.
وتناول تقرير نشرته صحيفة غارديان البريطانية هذه الظاهرة من زاوية نفسية، مشيرا إلى أنه لم يُؤكَّد بعد ما إذا كانت هذه المسيّرات أُرسلت بأوامر من الكرملين، ولكن آراء الأوروبيين تجمع على أن روسيا وراء الأمر.
"أعتقد أن التوغّلات هي وسيلة لتخويف واستفزاز الأوروبيين... فهي تشعرك بأنك ضعيف وبلا حماية، بدون أن يتحول الأمر إلى حرب على غرار ما يحدث بأوكرانيا".
بواسطة الأستاذة بيريل بونغ من جامعة كامبردج
ويغذي غموض الجهة المسؤولة -حسب كبير مراسلي غارديان دانيال بوفي ومراسلة غارديان في دول الشمال الأوروبي ميراندا براينت- حالة قلق جماعي في أنحاء القارة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لاكروا: إعادة الإعمار في حمص لا تنتظر أحداlist 2 of 2فايننشال تايمز: لندن تعطل التحقيق بالتجسس الصيني لحماية علاقاتها مع بكينend of listوفي هذا الصدد لفت الكاتبان إلى قصة فيغارد رابّان، وهو رجل إطفاء من النرويج، أخبر الصحيفة أنه كان عائدا من العمل مع ابنه في ليلة مظلمة وباردة عندما لاحظ ضوءا أحمر غريبا بين منزله ومرآبه، وعندما شاهد خبر المسيرات في اليوم التالي أيقن طبيعة ما رآه.
خوف واسع النطاقوأكدت الأستاذة بيريل بونغ، مديرة مشروع "المسيّرات والثقافة" بجامعة كامبردج، أن الغرض من هذه التوغلات ليس العدوان الواضح بالضرورة، بل إثارة القلق، حسب ما نقلته غارديان.
وأضافت بونغ: "أعتقد أن التوغّلات هي وسيلة لتخويف واستفزاز الأوروبيين، فهي تشعرك بأنك ضعيف وبلا حماية، من دون أن يتحول الأمر إلى حرب على غرار ما يحدث بأوكرانيا".
وأوضحت الغارديان أن هذه "الحوادث تجلب مخاوف الحرب إلى حياة الأوروبيين المحصنة نسبيا، وتدفعهم للتساؤل إن كانوا حقا يريدون خوض حرب مع روسيا".
إعلانوقال الأستاذ ريتشارد كارتر -المشارك في المشروع مع بونغ- إن استخدام المسيرات في الحروب يحول "السماء المسالمة إلى مصدر تهديد دائم" ويغير منظور الناس لحياتهم اليومية، وهذا يجعلهم يشعرون بأن الخطر يتربص بهم من كل زاوية.
وبدوره أوضح الأستاذ روبرت بارثولوميو -من جامعة أوكلاند- أن "تاريخ الظواهر المجهولة في شمال أوروبا يعيد نفسه"، وهو ما يسهم في انتشار الخوف في المجتمعات الأوروبية.
وأضاف أن أوروبا الشمالية شهدت في ثلاثينيات القرن الماضي انتشار "أجساد" غريبة ظنها الأوروبيون طائرات للاتحاد السوفياتي تمهّد لغزو كامل.
وفي الأربعينيات -يتابع الأستاذ- ظهرت تقارير عن "صواريخ شبحية"، وتبيّن لاحقا أن الكثير من هذه الحوادث ارتبط بظواهر طبيعية مثل نشاطات الكواكب أو النشاط الشمسي.
وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، انتشر هلع بعد مشاهدات لأجسام مغمورة في مياه القارة كان يُعتقد أنها غواصات سوفياتية، ولكن الباحث شكك في صحة ذلك لكثرة البلاغات وتنوعها.
وبينما لا يمكن وصف الحوادث الحالية بالخيال، فإنها تتزامن مع "عاصفة فوضى مثالية" من التوترات الجيوسياسية، تغذيها العدوانية الروسية ومخاوف الأوروبيين من تذبذب مواقف الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق بارثولوميو.
سماء أوروبا مهددةوفي السنة الأخيرة -وفق غارديان- انتشرت مشاهدات المسيّرات الغامضة فوق سماء أوروبا الشمالية والغربية، بينما أُسقطت 3 مسيرات خلال الشهر الماضي فقط داخل المجال الجوي البولندي.
وأدت مشاهدات مسيرات أخرى إلى إغلاق مطارات رئيسية حول القارة مثل كوبنهاغن في الدانمارك ومطار ميونخ في ألمانيا، حيث أُلغيت 17 رحلة وتأثر نحو 3 آلاف مسافر.
وكشفت غارديان -في محادثة مع ريني باجو الرئيس التنفيذي لشركة "إينيفيت باور"- أن المسيّرات ظهرت بانتظام منذ أواخر العام الماضي قرب مناطق صناعية في محطات طاقة كبرى شرق إستونيا.
وقال باجو: "أكدنا هذا العام 22 رحلة مسيّرة غير مسجلة"، وأوضح أنها لم تؤثر على عملهم، ولكنها أثارت تساؤلات ومخاوف في أنحاء أوروبا.
وذكر التقرير أن التفسير الأكثر تداولا بين المحللين هو أن روسيا تحاول اختبار قدرات جيرانها من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويرى المدير العام لقوات الحدود الإستونية إيغرت بيليتشيف أن الحوادث تمثل في الواقع "استفزازات متكررة لاختبار أنشطتنا وقدراتنا وردود فعلنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات المسی رات
إقرأ أيضاً:
ممداني من البيت الأبيض: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة (شاهد)
قال عمدة نيويورك المنتخب، زهران ممداني، إن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة" ردا على سؤال لأحد الصحافيين خلال لقائه بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وأكد ممداني خلال اللقاء، أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين تُساهم في تمويل الإبادة الجماعية في غزة.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وبعد حملة انتخابية طغت عليها الانتقادات الحادة، تعهّد ترامب وممداني العمل معا، وقد تبادلا الابتسامات والمجاملات في لقاء عقد في المكتب البيضوي.
وقال الرئيس الجمهوري "أعتقد أنكم ستحصلون، وآمل ذلك، على رئيس بلدية ممتاز"، مشيرا إلى أنه "سيزداد سعادة" كلما حقق ممداني الديموقراطي "نجاحات".
ترامب الذي سبق أن وصف ممداني بأنه "شيوعي"، قال في تصريح لصحافيين عقب اللقاء "سنساعده في تحقيق حلم الجميع، ألا وهو أن تكون نيويورك قوية وآمنة للغاية".
من جهته، وصف ممداني اللقاء بأنه "مثمر للغاية"، مشدّدا على أن الاجتماع "لم يتطرّق إلى نقاط الخلاف، وهي كثيرة"، بل ركّز على "هدفهما المشترك" أي "خدمة سكان نيويورك" في مكافحة غلاء المعيشة، وهو وعد قطعه في حملته الانتخابية.
Mamdani Calls Out Israel's Genocide In Front of Trump
CHECKMATE to Everyone Who Said He Would Sell Out pic.twitter.com/txY8uWb3A5 — Ryan Rozbiani (@RyanRozbiani) November 22, 2025
عندما سُئل عن تصريحات سابقة لممداني وصف فيها بأنه "مستبد"، قال ترامب ممازحا "لقد قيل عني أشياء أسوأ بكثير من مستبد. ليست إهانة كبيرة. ربما يغيّر رأيه".
وهنّأ الرئيس الأميركي ضيفه على حملته "المذهلة" التي بدأها مغمورا تماما، ليصبح في نهاية المطاف رئيسا للبلدية ونجما صاعدا للتقدميين الأمريكيين.
ولفت ترامب إلى قول ممداني إن "كثرا ممن اقترعوا لي اقترعوا له"، فأوضح رئيس البلدية "واحد من عشرة"، ليشير الرئيس إلى أنه لا يمانع ذلك.