احتجاجات السويداء.. بوادر ثورة جديدة أم غضب بسبب غلاء الأسعار؟
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
ما زالت المظاهرات في السويداء مستمر احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية
جرى رفع علم "الثورة السورية" في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة لأول مرة منذ سنوات خلال مظاهرات شهدتها مدينة السويداء احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية، حيث مازالت موجة الاحتجاجات مستمرة منذ أكثر من أسبوعين.
مختارات ارتفاع خرافي للأسعار.. شبح الجوع يلاحق سوريين سوريا: تواصل الاحتجاجات بالسويداء ضد النظام وسوء الأوضاع المعيشية مظاهرات وعصيان مدني احتجاجا على غلاء الأسعار جنوب سوريا الدروز- خطر الإرهاب في سوريا وتحدي قانون الدولة اليهودية في إسرائيل
وانطلقت الاحتجاجات منتصف أغسطس / آب الجاري عقب قرار الحكومة رفع الدعم عن الوقود فيما اندلعت مظاهرات في محافظتي درعا والسويداء، لكن زخمها كان – وما زال – قويا في السويداء.
وفي مقابلة مع DW، قال أحد سكان المدينة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أصبح "نظام الأسد اليوم في أسوأ وأضعف حالاته خاصة في السويداء. حاول بعض السكان منذ فترة طويلة تنظيم مظاهرة، لكن قوات الأمن صدتهم".
ورغم ذلك، أقر متظاهر من السويداء في مقابلة مع DW "بأن الاحتجاجات الجارية لن تتوقف مهما حاول نظام الأسد. نحن حذرون ونعلم أساليب (قوات الأمن) الدنيئة والإجرامية".
وشهدت السويداء، معقل الأقلية الدرزية في سوريا، إغلاقا للطرق المؤدية إلى دمشق، فيما أوصدت المكاتب الحكومية أبوابها مع إزالة صور الرئيس السوري بشار الأسد فوق المباني.
وانتشرت الاحتجاجات في جميع أنحاء المحافظة مع رصد عشرات الفعاليات الأسبوع الماضي فيما نُظمت مظاهرات تضامنية صغيرة الحجم في مدن أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة مثل مدينة درعا قرب الحدود الأردنية.
اندلعت مظاهرات تضامنية مع احتجاجات السويداء في مدن الشمال السوري
وفي درعا، قال متظاهر "نحن نتظاهر لأن الحكومة مازالت تحتجز أكثر من نصف مليون معتقل وأيضا بسبب الاغتيالات وارتفاع الأسعار والحواجز التي تتمركز فيها ميليشيات تطلب منا دفع أموال مقابل مرورنا من خلالها".
وأضاف في مقابلة مع DW أن "الاحتجاجات ستستمر حتى إسقاط النظام. هذا مطلب لا مفر عنه. في درعا، نخشى الاعتقال عند نقاط التفتيش، لكننا لا نخشى أي شيء آخر".
وفي إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية، قال الناشط رضوان الأطرش إن "الاحتجاجات المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام مهمة للغاية. نتمنى ألا تتوقف مظاهرات السويداء حتى تحقيق الهدف ونأمل في أن تمتد الاحتجاجات إلى الساحل وحلب ودمشق".
مؤشر على ثورة جديدة؟
ويرى مراقبون أن مثل هذه المؤشرات تُنذر بأن الأحداث الأخيرة قد تمهد الطريق أمام ثورة جديدة نظرا لأهميتها رغم أن السنوات الأخيرة قد شهدت مظاهرات من الحين والآخر.
ويتفق في هذا الرأي الخبير في شؤون الشرق الأوسط روبن ياسين كساب، قائلا في مقال إن "أقلية سورية بأكملها (الدروز) تعارض الآن نظام الأسد، هذا يعد بالأمر الهام نظرا لما تبرره حكومة الأسد لتكتيكاتها من أنها إذا تخلت عن السلطة، فإن الأقليات السورية ستكون معرضة للخطر."
وأشار كساب إلى البعد الاقتصادي ، قائلا "الاقتصاد السوري قد شارف على الانهيار ما ينذر إما باندلاع ثورة أو مجاعة جماعية".
الجدير بالذكر أن ما يقرب من 90% من الشعب السوري بات تحت خط الفقر بعد أكثر من عقد على اندلاع الانتفاضة السورية، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
البعد الاقتصادية
ورغم قرار الحكومة مضاعفة رواتب الموظفين عقب إلغاء دعم المحروقات، إلا أن الفجوة بين دخل السوريين وارتفاع التكاليف الحياتية مثل سلع ومواد غذائية أساسية اتسعت في الآونة الأخيرة خاصة مع ضعف الزيادة في الرواتب وتأخر حصول الموظفين عليها.
وعلى وقع ذلك، نظم عدد من التجار وسائقي سيارات الأجرة والحافلات إضرابا عن العمل احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية بين 30% و100% في غضون ليلة واحدة.
بدوره، قال حايد حايد، الباحث والكاتب السوري المتخصص في قضايا الأمن وحل النزاعات في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لمركز "تشاتام هاوس" للأبحاث، إن "السوريين عانوا كثيرا، لكن ما حدث في الماضي لم يمنعهم من التظاهر مرة أخرى إذا لم يتمكنوا من إطعام أطفالهم".
وفي مقابلة مع DW، قال "من المنطقي القول بأن العامل الاقتصادي كان المحرك الرئيسي، لكن الأمر في طياته يحمل عاملا سياسيا لأنه يمكن إلقاء اللوم في تردي الأوضاع الاقتصادية على الحكومة".
وأشار مراقبون إلى أن الاحتجاجات اتسمت بالطابع السياسي مع إطلاق دعوات داخل السويداء لتفعيل القرار الأممي 2254 الذي ينص على "دعم عملية سياسية بإشراف أممي" من أجل إنشاء "حكم ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية".
انخفضت قيمة العملة السورية مع ارتفاع معدلات التضخم
رد فعل الحكومة السورية
وإزاء ذلك، يطرح مراقبون تساؤلات حيال الخطوات التي سوف تُقدم عليها الحكومة السورية لمواجهة الاحتجاجات الراهنة. وفي ذلك، قال حايد "أعتقد أن النظام سيحاول استخدام أساليب مختلفة للتعامل مع الأمر على أساس مخاطر ذلك. من المرجح أنهم يأملون في إحتواء الاحتجاجات في السويداء ويأملون في أن يسئم السكان في نهاية المطاف من الاحتجاج. ويُرجح أيضا اللجوء إلى استخدام القوة في مناطق أخرى، لكن الحكومة سوف تتجنب هذا السيناريو في السويداء في الوقت الحالي".
الجدير بالذكر أن تعامل الحكومة السورية مع الأقلية الدرزية، التي كانت تشكل حوالي 3% من سكان سوريا قبل الأزمة، اتسم بالحذر حتى أنها تسامحت مع بعض مواقفها المعارضة وحتى حدوث مظاهرات في معاقلها في البلاد مثل السويداء على النقيض من الوضع في المدن الآخرى.
ففي محافظتي درعا وحلب، قامت قوات الأمن على الفور بقمع الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الجاري فيما جرى نشر مقطع مصور يُظهر قيام قوات الأمن في اللاذقية بمحاولة منع إضراب عام وسط تحذيرات من نشطاء أن قوات الأمن قرب مسجد بحمص كانت تسعى إلى وقف الاحتجاجات.
من جانبه، يرى جوزيف ضاهر، الخبير في الشأن السوري والأستاذ في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا، أن الأقلية الدرزية لديها أفضلية تتمثل في أنها تمتلك فصائل مسلحة مثل "حركة رجال الكرامة" التي برز اسمها خلال قتال مسلحي "داعش".
رفع المتظاهرون في السويداء شعارات مناهضة للحكومة السورية
وأضاف ضاهر في مقابلة مع DW أن السويداء "تمكنت على مر السنين من الحصول على أشكال محدودة من الحكم الذاتي، لذا يمكن القول بأن توازن القوى في السويداء لا يصب في صالح القوات الحكومية".
بدوره، قال حمد علاء غانم، الخبير البارز في المجلس السوري-الأمريكي في واشنطن، إن الحكومة السورية "تنخرط في محاولات دبلوماسية مكثفة للغاية في السويداء لاقناع المتظاهرين بوقف الاحتجاجات، لكنني سمعت مصادر حكومية تقول إن النظام يعمل على خطة بديلة إذا فشلت الدبلوماسية، حيث يعمد إلى تعبئة قوات الأمن لنشرها إذا لزم الأمر".
التأثير النفسي
ورغم ذلك، اتسم حديث الخبراء في مقابلاتهم مع DW بالحيطة عند وصف الوضع الحالي في سوريا بأنه يُنذر باندلاع ثورة جديدة على مستوى البلاد.
وفي ذلك، قال ضاهر "إذا لم تسفر الاحتجاجات في السويداء عن تدشين برنامج وطني، فإنها لن تمثل تحديا للنظام السوري".
ويرى غانم أن الاحتجاجات أحييت في نفوس السوريين ذكرى المظاهرات التي اندلعت في مستهل الثورة السورية عام 2011، مضيفا "شعرت انني اعيش في عام 2011 لأن المتظاهرين في السويداء كانوا يرددون الشعارات ذاتها. من الناحية العاطفية، شعرت وكأني أعيش عام 2011 من جديد."
ويساور أبو سليم، طالب لجوء سوري يعيش حاليا في ألمانيا، نفس المشاعر، قائلا "تعرضت للاحباط خلال الأشهر الأخيرة، بعد قيام دول عديدة بالتطبيع مع الأسد. لكنني لا أتوقع اندلاع ثورة جديدة لأن هذا غير ممكن."
كاثرين شاير / عمر البم - إدلب /م.ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: السويداء سوريا النظام السوري احتجاجات في السويداء مظاهرات في سوريا الأوضاع المعيشية في سوريا السويداء سوريا النظام السوري احتجاجات في السويداء مظاهرات في سوريا الأوضاع المعيشية في سوريا الحکومة السوریة فی السویداء احتجاجا على ثورة جدیدة قوات الأمن
إقرأ أيضاً:
أراضي مسكن| طرح أكثر من 2300 قطعة أرض جديدة بـ18 مدينة.. اعرف الأسعار
تواصل وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، جهودها في توفير فرص التملك للمواطنين ضمن مبادراتها المختلفة، حيث أعلنت عن استمرار طرح كراسة الشروط لـ 2333 قطعة أرض سكنية بمستويات الإسكان الثلاثة: الإسكان المتوسط، والإسكان المميز، والأكثر تميزا، وذلك ضمن الطرح السادس لمشروعات "مسكن"، والمستمر حتى 13 نوفمبر 2025.
وكشف الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، مميزات مبادرة "مسكن"، بمستويات الإسكان الثلاثة: الإسكان المتوسط، والإسكان المميز، والأكثر تميزا.
وأضاف حسان- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن من هذه المميزات:
1. تنوع شرائح الأراضي لتناسب جميع الفئات الاجتماعية (إسكان متوسط – مميز – أكثر تميزا)، بما يحقق العدالة في فرص التملك.
2. تسليم الأراضي كاملة المرافق والخدمات الأساسية (مياه – كهرباء – صرف صحي – طرق ممهدة)، مما يتيح البناء الفوري دون أعباء إضافية.
3. إتاحة الحجز الإلكتروني عبر موقع وزارة الإسكان لتسهيل الإجراءات وضمان الشفافية والمساواة في التخصيص.
4. اختيار مواقع استراتيجية في المدن الجديدة القريبة من فرص العمل والمناطق الحيوية، بما يعزز جودة الحياة.
5. توسيع قاعدة التملك العقاري للمصريين داخل مجتمعات عمرانية مخططة، بدلا من البناء العشوائي.
وأكمل حسان هذه المميزات، والتي جااءت كالتالي:
6. تحفيز حركة الاستثمار المحلي في قطاع المقاولات ومواد البناء من خلال الطلب الحقيقي على التنفيذ الذاتي.
7. توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات الإنشاء والتشطيبات والخدمات المرافقة.
8. خفض الضغوط السكانية على المدن القديمة عبر توزيع التنمية جغرافيًا نحو المدن الجديدة.
9. تحقيق رؤية الدولة للتنمية العمرانية المستدامة 2052 التي تستهدف زيادة الرقعة المعمورة إلى 14%.
10. تعزيز الثقة بين المواطن والدولة من خلال آلية حجز شفافة وسهلة وتسعير واقعي يراعي البعد الاجتماعي والاقتصادى
ويتم الحجز عبر الموقع الإلكتروني الرسمي لمبادرة "مسكن" على الرابط التالي، حيث تتنوع مبالغ جدية الحجز ما بين 25 ألف جنيه وحتى 350 ألف جنيه، تبعا لنوع ومستوى الأراضي المطروحة.
وقد تم إتاحة الأراضي في 18 مدينة جديدة بمختلف المحافظات، لتلبية احتياجات شرائح متنوعة من المواطنين.
- مقدم الحجز: 25 ألف جنيه
- المدن والأسعار:
حدائق أكتوبر:
سعر المتر: 4160 جنيهًا
المساحة: 207 أمتار
السعر الإجمالي: من 1.240.000 إلى 1.246.000 جنيه حسب التميز.
أسيوط الجديدة:
سعر المتر: 4170 جنيها
المساحة: 150 مترا
السعر الإجمالي: من 721.000 إلى 990.000 جنيه.
السادات:
سعر المتر: 4230 جنيها
المساحة: 209 أمتار
السعر الإجمالي: من 919.000 إلى 990.000 جنيه.
العاشر من رمضان:
سعر المتر: 5655 جنيها
المساحة: 276 مترا
السعر الإجمالي: من 1.252.000 إلى 1.654.000 جنيه.
المنيا الجديدة:
سعر المتر: 3960 جنيها
المساحة: 150 مترا
السعر الإجمالي: من 697.000 إلى 993.000 جنيه.
برج العرب الجديدة:
سعر المتر: 4485 جنيها
المساحة: 209 أمتار
السعر الإجمالي: من 956.000 إلى 993.000 جنيه.
حدائق أكتوبر (طرح إضافي):
سعر المتر: 4930 جنيها
المساحة: 150 مترا
السعر الإجمالي: من 779.000 إلى 808.000 جنيه.
أسوان الجديدة:
سعر المتر: 3655 جنيهًا
المساحة: 209 أمتار
السعر الإجمالي: من 779.000 إلى 855.000 جنيه.
ثانيا: أراضي الإسكان المميز – 828 قطعة في 9 مدن
مقدم الحجز: 100 ألف جنيه
المدن والأسعار:
- أخميم الجديدة: 2095 جنيها/م² – 397 م² – 989.000 جنيه.
- الصالحية الجديدة: 5070 جنيها/م² – 486 م² – 2.363.000 جنيه.
- الفشن الجديدة: 1970 جنيها/م² – 485 م² – 964.000 جنيه.
- الفيوم الجديدة: 3290 جنيها/م² – 670 م² – 2.601.000 جنيه.
- المنيا الجديدة: 5920 جنيها/م² – 314 م² – 3.685.000 جنيه.
- بدر: 5540 جنيها/م² – 608 م² – 3.878.000 جنيه.
- طيبة الجديدة: 2765 جنيها/م² – 588 م² – 1.755.000 جنيه.
- قنا الجديدة: 5075 جنيها/م² – 360 م² – 1.954.000 جنيه.
- ناصر الجديدة (غرب أسيوط): 3940 جنيها/م² – 523 م² – 2.274.000 جنيه.
ثالثا: أراضي الإسكان الأكثر تميزا – 174 قطعة في 3 مدن- مقدم الحجز: 350 ألف جنيه
- المدن والأسعار:
العاشر من رمضان:
سعر المتر: 9930 جنيها
المساحة: 518 مترا
السعر الإجمالي: 5.946.000 جنيه (شامل نسبة التميز).
مدينة 6 أكتوبر:
سعر المتر: 11.220 جنيها
المساحة: 911 مترا
السعر الإجمالي: 11.554.000 جنيه (شامل نسبة التميز).
العبور:
سعر المتر: 9620 جنيها
المساحة: 749 مترا
السعر الإجمالي: 8.434.000 جنيه (شامل نسبة التميز).
- الحجز يتم إلكترونيا فقط عبر موقع "مسكن".
- التخصيص يتم وفقا لنظام القرعة العلنية الإلكترونية بعد انتهاء فترة الحجز.
- الأسعار قد تختلف تبعا لموقع الأرض ومدى تميزها داخل المدينة.