وصف الإعلامي عمرو أديب، فوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، بالاستحقاق التاريخي الذي طال انتظاره، مشددا أن مصر «أخذت حقها» بعد عقود طويلة من الغياب عن هذا الموقع الذي يليق بمكانتها كرمز للثقافة والحضارة في العالم.
وشدد خلال برنامج «الحكاية» المذاع عبر «MBC مصر» أن الطبيعي والمنطقي أن يكون مدير منظمة اليونسكو مصريا، قائلا: «خالد العناني كان لازم يفوز والدنيا كلها تقف جنبه ووراه، لأن هي دي بلد الثقافة، إحنا معندناش حاجة ثانية، أكثر من 70 سنة بدون مصري».


وأكد أن هذا الحق لم يأتِ اليوم فحسب، مشددا أنه «كان حقنا من أيام فاروق حسني ومشيرة خطاب، وحتى إسماعيل سراج الدين الذي رشحته دولة أخرى، كل ده من حقنا، إحنا متأخرين، واليوم يجب أن نقول أخذنا حقنا».
وأضاف أن مصر ليست مجرد دولة ذات تاريخ، ولكنها «رمز الثقافة وبلد الشعراء والمؤلفين والعلماء»، مستشهدًا بحصول مصر على جوائز نوبل في الأدب والسلام، معلقا: «أنت مصر الرمز، والرمز لازم يأخذ حقه، ومصر هي رمز الثقافة في العالم».وأشاد بالتهنئة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أنها «صدرت بإحساس الدولة التي تستحق» هذا الفوز؛ وليست مجرد تهنئة بروتوكولية.
وأشاد بالاختيار الصحيح لـ الدكتور خالد العناني، والذي شغل منصب وزير السياحة والآثار السابق، مشيدًا ببصماته الواضحة خلال فترته في إنشاء متاحف هامة في مصر.
وفاز الدكتور خالد العناني، بمنصب المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو، كأول عربي ومصري يفوز برئاسة المنظمة الأممية، وذلك خلال الدورة 222 للمجلس التنفيذي لليونسكو في باريس.

بوابة الشروق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: خالد العنانی

إقرأ أيضاً:

محمد صابر عرب.. المؤرخ الذي حمل الثقافة كذاكرة وطن

في رحيل بعض الرجال، لا ينطفئ شخصٌ بقدر ما تُطفأ شعلة من شعل الذاكرة العامة، هكذا بدا خبر وفاة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، والمؤرخ الكبير، وكأن التاريخ نفسه فقد واحدًا من حرّاسه الأمناء، لم يكن عرب سياسيًا عابرًا في مقعد الوزارة، ولا مثقف مناسبات، بل كان رجل معرفة عميقة، تشكّلت رؤيته عبر الأرشيف، والوثيقة، وسجالات التاريخ، فحمل الثقافة بوصفها فعل وعي، لا أداة دعاية، وذاكرة أمة لا ديكور سلطة.

وفاة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبقوزير الثقافة ينعي الناشر محمد هاشموزير الثقافة يعلن موعد انطلاق فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الـ37 بمدينة العريش 26 ديسمبر جاريوزير الثقافة يُهدي سلوى بكر درع الوزارة احتفاءً بفوزها بجائزة البريكس

مؤرخ من طراز خاص

وُلد الدكتور محمد صابر إبراهيم عرب عام 1945، وتخرّج في جامعة الأزهر، حيث ارتبط اسمه مبكرًا بقسم التاريخ والحضارة، وبدأ مسيرته الأكاديمية معيدًا عام 1974، ليتدرج علميًا حتى أصبح أستاذًا لتاريخ العرب الحديث عام 1994، وهو الموقع الذي ظل يشغله حتى رحيله.
تميّز عرب بانحياز واضح للمنهج التاريخي الصارم، القائم على الوثيقة والتحليل، بعيدًا عن السرد الإنشائي أو التوظيف الأيديولوجي للتاريخ، وقد انعكس ذلك في إشرافه ومناقشته لمئات الرسائل العلمية في مصر والعالم العربي، وفي حضوره الدائم كمرجع علمي رصين داخل الجامعات والمؤسسات البحثية.

دار الوثائق.. معركة الذاكرة

يمثل توليه رئاسة دار الوثائق القومية ثم الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية (1999–2011) محطة محورية في سيرته، ففي هذه السنوات، خاض واحدة من أهم معارك الحفاظ على الذاكرة الوطنية، عبر تطوير الدار، وإنشاء قواعد بيانات رقمية، وتأسيس مركز لترميم الوثائق، وبناء مقر جديد حديث لدار الوثائق بعين الصيرة.
لم يتعامل عرب مع الوثيقة باعتبارها ورقًا صامتًا، بل باعتبارها شاهدًا حيًا على التاريخ، ومصدرًا لا غنى عنه لفهم الدولة والمجتمع، ومن هنا، لعب دورًا محوريًا في الدفاع عن الأرشيف الوطني من الإهمال أو العبث، وشارك في مشروعات دولية كبرى مثل «ذاكرة العالم» تحت مظلة اليونسكو.

وزير الثقافة في زمن الاضطراب

تولى الدكتور محمد صابر عرب حقيبة وزارة الثقافة من مايو 2012 حتى يونيو 2014، في واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخ الدولة المصرية الحديث. جاء إلى المنصب محمّلًا بخبرة أكاديمية وإدارية ثقيلة، وفي مواجهة مشهد ثقافي منقسم، وضغوط سياسية حادة.
لم يكن وزيرًا صداميًا، ولا خطابيًا، لكنه تمسّك بفكرة مركزية: حماية استقلال الثقافة. رفض تحويل المؤسسات الثقافية إلى أدوات استقطاب أو دعاية، ودافع عن دورها التنويري، رغم ما واجهه من انتقادات وهجمات. كان حضوره هادئًا، لكن مواقفه كانت واضحة، تنطلق من إيمان راسخ بأن الثقافة لا تُدار بعقلية الغلبة.

إنتاج علمي غزير ومتنوّع

خلّف محمد صابر عرب تراثًا علميًا ضخمًا، تجاوز ثلاثين كتابًا، شكّلت مراجع أساسية في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، من بينها: الحركة الوطنية في مصر 1908–1914، حادث 4 فبراير 1942، العرب في الحرب العالمية الأولى، الدولة في الفكر الإباضي، الدين والدولة في الفكر الإباضي، بين التاريخ والسياسة.

كما قدّم دراسات عميقة عن الفكر الإصلاحي، خاصة في كتاباته حول محمد عبده وطه حسين، فضلًا عن إسهاماته المهمة في تاريخ الخليج العربي، والعلاقات العربية–العربية، والتاريخ العُماني.

لم يكن إنتاجه مجرد رصد للوقائع، بل محاولة دائمة لفهم العلاقة الشائكة بين التاريخ والسياسة، والسلطة والفكر، وهو ما عبّر عنه بوضوح في عنوان أحد كتبه: بين التاريخ والسياسة.

حضور عربي ودولي

شارك الراحل في عشرات المؤتمرات الدولية والعربية، ومثّل مصر في محافل ثقافية عالمية، من باريس إلى المكسيك، ومن دمشق إلى سيول. وترأس وفودًا رسمية في مناسبات ثقافية كبرى، وأسهم في حوارات الحضارات، وملفات التراث، والتوثيق، والتحول الرقمي للذاكرة العربية.

تكريم يليق بالسيرة

حصل الدكتور محمد صابر عرب على جائزة الدولة التقديرية عام 2012، واختير شخصية العام الثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2017، كما نال درع الكمال الثقافي من الحكومة الجزائرية، وغيرها من الجوائز التي عكست تقديرًا عربيًا واسعًا لدوره العلمي والثقافي.

وداعًا لحارس الذاكرة

برحيل محمد صابر عرب، تخسر الثقافة المصرية مؤرخًا نادرًا، جمع بين الأكاديمية والإدارة، وبين المعرفة والمسؤولية، دون أن يتورط في استعراض أو ادعاء. كان يؤمن بأن الثقافة طوق نجاة، كما سمّى أحد كتبه، وبأن الأمم التي تفقد ذاكرتها، تفقد مستقبلها.

طباعة شارك الذاكرة العامة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق المؤرخ الكبير

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة ناعيًا الدكتور محمد صابر عرب: فقدنا قامة علمية وثقافية عظيمة
  • رحيل الدكتور صابر عرب وزير الثقافة الأسبق بعد صراع مع المرض
  • محمد صابر عرب.. المؤرخ الذي حمل الثقافة كذاكرة وطن
  • وفاة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق
  • عاجل | كتائب القسام: ننعى قائد ركن التصنيع العسكري في الكتائب رائد سعد الذي ارتقى إثر عملية اغتيال نفذها العدو
  • وفاة والدة الدكتور خالد حمدي رئيس جامعة الأهرام الكندية
  • عمرو أديب: أي طرف مُجبَر على إرضاء مصر دليل قوة لها لا يستهان بها
  • عمرو أديب: عقلية الخوف داخل إسرائيل تتجدد مع أي تعاون مصري – تركي
  • الدكتور أحمد فؤاد هنو ينعي الناشر الكبير محمد هاشم
  • إدراج “الكحل العربي” على لائحة التراث الإنساني في اليونسكو