أهالي قطاع غزة يواصلون لملمة جراحهم واستعدادات لعملية تبادل الأسرى
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
غزة - متابعة صفا
يواصل المواطنون في ثالث أيام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لملمة جراحهم وتفقد ما تبقى من منازلهم ومناطقهم المدمرة، بعد 735 يومًا من حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" على الشعب الفلسطيني.
وشهد يوم أمس السبت حسب مصادر محلية عودة نصف مليون نازح قسرياً إلى مدينة غزة التي أظهرت الصور والمقاطع المصورة وشهادات المواطنين العائدين إلى حجم الدمار الذي تعرضت له بفعل آلة الحرب والقوة الغاشمة خلال الحرب.
وتعمل أجهزة الدفاع المدني على استخراج المزيد من جثث الشهداء من تحت الأنقاض، بعدما أعلنت عن انتشال أكثر من 100 جثة في اليوم الأول من بدء وقف إطلاق النار من عدة مناطق بالقطاع.
وحثت مستشفيات القطاع العالم على الإسراع في تقديم المساعدات الصحية لتقديم العلاج لأعداد هائلة من المرضى والجرحى.
وتستعد مئات الشاحنات التي تحمل مساعدات متنوعة للدخول إلى القطاع عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة جنوبي القطاع.
في المقابل تجري الاستعدادات الميدانية لعملية تبادل الأسرى بين حركة حماس و"إسرائيل"، التي من المتوقع أن تتم يوم غد الإثنين.
ومن المتوقع أن يتم الإفراج عن عشرات الأسرى من الضفة الغربية والقدس المحتلتين يوم غد الإثنين ضمن صفقة انهاء الحرب على قطاع غزة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وتشمل صفقة التبادل الإفراج عن نحو 250 أسيرا محكوما بالمؤبد ونحو 1700 أسير من قطاع غزة احتجزوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفجر يوم الجمعة، صادقت حكومة الاحتلال، على اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، ما يعني دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بشكل فوري، وتوقف الإبادة التي تجاوزت عامين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء يوم الثلاثاء، انتهاء الحرب في قطاع غزة.
وقال ترمب في كلمة: "أنهينا الحرب في غزة وأعتقد أننا نتجه نحو سلام دائم"، مضيفًا أنه سيتم الإفراج عن "الرهائن" يوم الاثنين أو الثلاثاء.
قمة شرم الشيخ
وينتظر توافد زعماء، منهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مصر لحضور قمة دولية بشأن قطاع غزة، أعلنت مصر مساء السبت أنها ستستضيفها في مدينة شرم الشيخ سيشارك فيها أكثر من 20 زعيما لبحث إنهاء الحرب في القطاع.
وذكرت الرئاسة المصرية أن القمة تُعقد تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام" بمدينة شرم الشيخ، بعد ظهر يوم الاثنين برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: قطاع غزة حرب غزة وقف اطلاق النار شرم الشیخ قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
"يبدو الأمر كما لو أن زلزالا دمّر مدينة غزة، هناك الكثير من الأنقاض التي تملأ الشوارع بحيث يصعب المشي، من المستحيل أن تمر سيارة بسهولة"، بهذه الكلمات لخص جراح العيون محمد مسلّم لصحيفة لوموند الفرنسية الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب التي استمرت لعامين كاملين.
وقالت لوموند إن الدكتور مسلّم (40 عاما) كان في حالة من الذهول عند دخوله غزة، وهي صدمة عاشها كل من دخل المدينة من جيرانه وأصدقائه، كما أكد للصحيفة في حوار عبر الهاتف.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدويري يحذر العائدين لشمال غزة من مخلفات جيش الاحتلالlist 2 of 2نصف مليون يعودون إلى غزة وأرقام صادمة عن الدمار الهائلend of listوأضاف الطبيب "حيثما وليت وجهك ترى أنقاضا في كل مكان".
وتابعت أن الدكتور مسلّم اضطر الشهر الماضي لمغادرة منزله بغزة رفقة زوجته وأطفاله الـ3 بسبب القصف الإسرائيلي الذي لم ينقطع، ولجأت الأسرة إلى منطقة قريبة، لكن شدة القصف دفعتهم إلى المغادرة "بقلوب مكسورة، وشعور بأننا لن نرى مدينتنا مرة أخرى".
وانتهى به الأمر باستئجار شقة باهظة الثمن في دير البلح، في وسط القطاع، مع عائلته وبينهم والداه المسنّان اللذان يحتاجان إلى رعاية طبية.
عاد الدكتور مسلّم -تتابع لوموند- إلى غزة مشيا على الأقدام مع آلاف النازحين بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار، ليفاجأ بالوضع الكارثي للمدينة، وتساءل في حديثه للصحيفة "كيف سنقوم بالإصلاح في غياب الأسمنت؟ في أي ظروف سنعيش في ديارنا؟ أين سيعود أولئك الذين لم يعد لديهم منازل؟".
وندد مسلّم بسياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون في غزة خلال عامين من الحرب التي شنتها إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف شخص، بحسب ما صرح به للوموند.
لم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا.
وتساءل "ماذا فعل سكان غزة ليُعرضوا للتشريد والدمار والقصف على هذا النطاق؟".
من بين القتلى، يفكر محمد مسلّم في الطاقم الطبي الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، كما لا تغيب عن باله صور الجرحى في غزة الذين عالجهم.
إعلانوصرح للوموند قائلا "في أحاديثنا بين الأصدقاء، نقول غالبا إن معركة جديدة تنتظرنا بعد انتهاء هذه الحرب، هذه المعركة هي التي يجب خوضها للتغلب على المعاناة الهائلة التي عانيناها، وعلى الحزن على أحبائنا الذين قُتلوا، ولإعادة بناء غزة، وللحصول على حقوقنا مثل عدم العيش تحت الحصار، ولإعادة حياتنا إلى مسارها الطبيعي".
استهداف الأطر الطبيةوإلى حدود أغسطس/آب الماضي ذكرت الإحصائيات الفلسطينية أن ثلثي المستشفيات باتا خارج الخدمة، وتقلصت أجهزة التشخيص والعمليات بشكل كبير، في حين اختفت الأدوية الضرورية من رفوف الصيدليات، تاركة أكثر من 300 ألف من ذوي الأمراض المزمنة في مواجهة مباشرة مع الجوع والمرض.
وأضافت وزارة الصحة في غزة وقتها أن 6 آلاف و758 من ذوي الأمراض المزمنة توفوا منذ بداية الحرب، نتيجة انقطاع العلاج أو منعهم من السفر لتلقيه.
كما سجلت المراكز الصحية 28 ألف حالة سوء تغذية خلال العام الجاري، ويدخل يوميا نحو 500 شخص المستشفيات بسبب مضاعفات الجوع.
ولم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا. كما اعتُقل 361 من الطواقم الطبية، ولا يزال 150 منهم رهن الاعتقال، بينهم 88 طبيبا.