كتبت- ليلى الحسنية

استطاعت مجموعة من الشابات العمانيات اللواتي قررن أن يكون حضورهن مختلفا؛ بيوم المرأة العمانية، عبر فكرة ورسالة قبل الصورة، بتقديم محتوى رقمي فاعل ومؤثر، يسهم في بناء مجتمع متماسك عبر أفكار جديدة ترتقي بالمحتوى والمضمون.

«عمان» سلطت الضوء على بعض نماذج من صانعات المحتوى الرقمي كانت لهن بصمة في تقديم محتوى هادف وواقعي ومؤثر في بناء الوعي للمجتمع.

تقول نجد المقبالية، خريجة قانون بجامعة صحار: منذ البداية لم أكن أنظر إلى صناعة المحتوى بصورة دقيقة كما هي عليه الآن لكنها بدأت من فكرة أن كل ما ينتجه الإنسان يترك أثرا في وعي الناس ومن هنا كانت الانطلاقة فمتى ما كان المحتوى صادقا فإنه يعد فعلا بناء وليس مجرد فعل عابر. وفي اعتقادي بأن التسلية وحدها لا تكفي لجعل الإنسان أفضل كائن يعيش على وجه الأرض، وعلى الرغم من أن التسلية ضرورة حياتية ولكنها ليست ما يجعل الإنسان كائنا أفضل، وأضافت: حضور المرأة العمانية في صناعة المحتوى هو حضور متوازن وطبيعي، وليست هناك حاجة للمقارنة والتضخيم في هذا الجانب، والمرأة بطبيعة الحال قادرة على الإبداع في شتى المجالات وعلى تقديم ذاتها بصدق وأن تترجم فكرها بلغة جميلة ومؤثرة. فمن يمتلك رؤية واضحة بغض النظر عن المجال سيصل في نهاية المطاف.

من جانبها تقول منيرة البلوشية، أكاديمية وباحثة في العلاقات الدولية، وصانعة محتوى في المجال السياسي: عادة ما نقضي وقتا طويلا في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن من المؤسف أننا لا نغذي عقولنا بمعلومات مفيدة حيث أصبحنا نفتقر للمحتوى الأصيل الذي يجعلنا مرتبطين بالواقع ومن هنا أحببت حقيقة أن أنشئ محتوى يستمر أثره، خصوصا من ملاحظتي أن منطقة الشرق الأوسط بدأت تشهد أحداثا سياسية مهمة تمسنا نحن جميعا، فوجدت أنه من الضروري أن يخرج شخص من المجتمع يوضح الأمور غير الواضحة، كما أرى أن المحتوى الهادف هو الذي يبقى ويستمر حتى وإن كان الإقبال عليه ضعيفا، وبالإضافة إلى أنه يخلق وعيا وهذا الوعي يتحول لسلوك وهذا السلوك يتحول لأثر يكبر ويمتد ويكون علما مستداما تنتفع به الأجيال.

تروي حور علي، طالبة بتخصص التسويق الرقمي وبناء الهويات بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، صانعة محتوى مؤثر: الدافع الذي قادني لصناعة المحتوى كان نابعا من كوني فتاة محبة للتنوع وهذا ما تحتاجه الساحة اليوم فإن رغبتي بمشاركة تجربتي لم تكن تلهم من يفكرون مرتين قبل أن يخطون الخطوة. وفي زخم المحتوى الذي تعج به شبكات التواصل الاجتماعي نحتاج إلى رفع جودة المحتوى المقدم للجمهور لاسيما الفئات الصغيرة منهم.

تضيف: يمكن للمحتوى أن يكون صانعا للتغيير إذا كان محتوى حقيقيا بالدرجة الأولى فهو نابع من التجربة قبل كل شيء، ولذلك أعتقد أن المحتوى الصادق الذي أقدمه هو ما يجعل الناس يعتقدون بأنه مؤثر.

تذكر رقية السيفية، منسقة لوجستية وصانعة محتوى على منصتي إنستجرام ولينكد: بدأت صناعة المحتوى من فكرة وجود فراغ فيما يخص المحتوى اللوجستي فكان لا بد من وجود شخص يقود هذا القطاع على منصات التواصل الاجتماعي فالمسؤولية المجتمعية كانت السبب الرئيس والدافع الذي جعلني أتجه لصناعة محتوى لوجستي، وبما أن الكثير يتجه إلى المحتوى الترفيهي سريع الانتشار قررت الاتجاه إلى المحتوى الهادف الذي بدوره يأخذ وقتا طويلا في الوصول إلى الآخرين. كما أن مشاهدة الآخرين يقدمون على التغيير هي الخطوة التي تدفع الآخرين للتغيير أيضا وأن التمكين الحقيقي يأتي من خلال إلهام الشباب وإكسابهم المهارات اللازمة والخطوات الأولى لإكمال المسير بشكل واضح بما يناسب الوضع الراهن في سلطنة عمان، فنقل المعرفة وحده ليس كافيا ولكن توظيف هذه المهارات هو ما يحفز الآخرين على البدء الفعلي. تلفت رقية الانتباه إلى أن المحتوى المفيد هو عكس المحتوى الترفيهي فالمحتوى المفيد يعد بطيء الانتشار، كما يشكل الانتشار اليوم تحديا، كما قد تواجه المرأة العمانية اليوم بعض القيود فيما يخص الظهور الإعلامي أو النظرة المجتمعية حيال الموضوع فلا يزال هناك تخوف وربكة في هذا الجانب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صناعة المحتوى

إقرأ أيضاً:

مشروع تراث مصر الرقمي.. منصة موحدة تتيح للباحثين الاطلاع على الإرث العريق

أكد الدكتور محمد شعبان، معاون وزير السياحة والآثار للخدمات الرقمية، أن مشروع بوابة تراث مصر الثقافي الرقمي يمثل خطوة مهمة نحو حفظ التراث الوطني وإتاحته للأجيال القادمة في صورة رقمية متطورة، موضحا أن المشروع تم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعدد من الجهات الثقافية والعلمية في الدولة، مشيرًا إلى أن الهدف منه هو رقمنة المحتوى التراثي المملوك لتلك المؤسسات، وتقديمه عبر منصة موحدة تتيح للباحثين والجمهور الاطلاع على هذا الإرث العريق بسهولة وأمان.

وأضاف شعبان، خلال لقائه في برنامج «هذا الصباح» على شاشة إكسترا نيوز، أن الجهات المشاركة في المشروع تضم المجلس الأعلى للآثار، والأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ووزارة الثقافة، ودار الكتب والوثائق القومية، والهيئة العامة للاستعلامات، وعددًا من المؤسسات الصحفية الكبرى مثل مؤسسة الأهرام وأخبار اليوم ودار المعارف، مشيرا إلى أن المنصة تستهدف رقمنه الإصدارات النادرة من الكتب والمجلات والصحف والخرائط والصور والفعاليات الثقافية والفنية منذ عام 1800 وحتى عام 2023، موضحًا أن هذه الخطوة تسهم في حماية التراث من التلف والضياع وتحويله من الشكل الورقي أو الميكروفيلمي إلى شكل رقمي متاح للجميع.

وأكد معاون وزير السياحة والآثار أن المنصة تُعد تجربة متكاملة للباحثين والمهتمين بالتراث، إذ تتيح لهم الاطلاع على المحتوى المقروء والمسموع والمرئي بطريقة تفاعلية، مع الحفاظ الكامل على حقوق الملكية الفكرية لكل جهة مشاركة.

وأوضح أن المنصة متاحة حاليًا على شبكة الإنترنت بشكل تجريبي، لافتًا إلى أن الوزارة بدأت بالفعل في رقمنة محتويات مكتبة المبحث اليوناني الروماني في الإسكندرية بالتعاون مع وزارة الاتصالات، مؤكدًا أن هذا التعاون يعكس حرص الدولة على صون تراثها الثقافي والحضاري وتعريف الأجيال الجديدة بعظمة الهوية المصرية

اقرأ أيضاًرئيس قطاع الآثار: افتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث فخر لمصر بعد 20 عامًا من الترميم

وزير السياحة والآثار يتفقد منطقة وادي الملوك بالأقصر ويلتقي عددا من الوفود السياحية

يُشتبه في استخدامها لأعمال التنقيب عن الآثار.. النيابة الإدارية تعاين أحد مكاتب الصحة بقنا

مقالات مشابهة

  • مشروع تراث مصر الرقمي.. منصة موحدة تتيح للباحثين الاطلاع على الإرث العريق
  • OpenAI تفتح الباب أمام محتوى ChatGPT للبالغين
  • عمانيات يعبرن في يومهن : تمكين مستمر وإنجازات تستحق الاحتفاء
  • لحجب المحتوى الضار.. دولة جديدة تسعي لحظر على محتوى فيسبوك وتيك توك
  • أبوظبي للغة العربية يعزز النشر الرقمي للمحتوى العربي
  • بسمة وهبة: مصر تطهر المشهد الرقمي من المحتوى الهابط والانتهازية الإلكترونية
  • رئيس جامعة أسيوط: حريصون على تمكين الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية وتعزيز الوعي المجتمعي بحقوقهم
  • إنستغرام يطلق قيودًا جديدة لحماية القُصّر من المحتوى غير المناسب
  • الظاهرة تحتفي بـ"أكتوبر العمران" لتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا التخطيط الحضري