يديعوت أحرونوت: ربع الإسرائيليين يعانون من خطر الإدمان بعد حرب غزة
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
كشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن تصاعد خطير في معدلات تعاطي المواد والسلوكيات الإدمانية بين مستوطني دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد عامين من هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، مشيرا إلى أن الحرب التي تقترب من نهايتها خلّفت آثارا اجتماعية ونفسية عميقة.
ووفق التقرير السنوي الصادر عن المركز الإسرائيلي للإدمان والصحة النفسية (ICA)، فإن الأنماط الإشكالية لاستخدام المواد المخدّرة، التي بدأت كمحاولة للتخفيف من الألم والقلق خلال الحرب، تحولت إلى عادات إدمانية مستمرة قد تبقى حتى بعد انتهائها.
وأوضح التقرير أن 26.6 بالمئة من الإسرائيليين أي أكثر من ربع السكان يستخدمون مواد مسببة للإدمان ضمن ما يسمى بـ"الاستخدام المُخاطر المتزايد".
وشرح روني روكاش، مدير القسم السريري في الجمعية الإسرائيلية لمكافحة الإدمان، أن هذا المصطلح يشير إلى المرحلة التي تسبق الإدمان، حين يبدأ الأفراد الذين اعتادوا الشرب أو التدخين في زيادة استهلاكهم وفقدان السيطرة، مما يؤدي إلى ضعف الأداء الوظيفي.
وأشار التقرير إلى ارتفاع حاد في استخدام المهدئات وحبوب النوم بمقدار ضعفين ونصف، وتضاعف استخدام المواد الأفيونية والمنشطات تقريبا، كما أظهر أن 16 بالمئة من السكان يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مقارنة بـ12 بالمئة قبل الحرب.
وبيّن التقرير أن الفئات الأكثر عرضة للخطر هي الشباب، والعسكريون، وأسرهم.
وقال روكاش: "واحد من كل أربعة أشخاص أبلغ عن زيادة في تعاطي المخدرات، بعد أن كان المعدل واحدا من كل عشرة، وهو رقم يكاد لا يُصدق".
وأضاف أن هذه الظاهرة تؤثر على القدرة على العمل والدراسة، موضحًا أن الناجين من الحرب والجنود في الخدمة والاحتياط يواجهون صعوبة في العودة إلى حياتهم الطبيعية، فيلجؤون إلى التعاطي كوسيلة لتخفيف الألم.
كما لفت إلى أن واحدا من كل ثلاثة شبان بين 18 و26 عاما أبلغ عن زيادة في تعاطي المواد المخدرة، معتبرا أن هذه الفئة التي مرّت بأزمات متلاحقة من جائحة كورونا إلى الحرب تحتاج إلى دعم خاص لأنها تمثل الجيل الذي سيقود المجتمع الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى أن من خدموا خلال الحرب وأفراد عائلاتهم يعانون من نسب مرتفعة من الإدمان، إذ أبلغ ثلث من في الخدمة النظامية أو الاحتياط عن زيادة في التعاطي، وبلغت النسبة ذاتها بين أزواج الجنود. كما ارتفع تعاطي الكحول لديهم بمعدل 1.8 مرة، والقنب بمعدل 1.8 مرة، والمواد الأفيونية بمقدار 2.5 مرة. وقال روكاش: "إن ازدياد تعاطي الكحول والقنب والأفيون بين عائلات من خدموا أمر مقلق للغاية، فدائرة الضرر تتسع لتشمل ليس فقط من قاتلوا بل أسرهم أيضا".
وحذر روكاش من أن العادات الضارة قد تستمر لفترة طويلة، قائلاً: "إذا كان تعاطي الكحول أو التدخين في البداية وسيلة للتعامل مع الصدمة النفسية، فإن التغيير اليوم، بعد عامين، أصبح أكثر صعوبة لمن زادوا جرعاتهم". وأكد أن علاج الصدمة لا يمكن فصله عن علاج الإدمان، قائلاً: "من المستحيل معالجة الصدمات دون معالجة الإدمان. بعد 7 أكتوبر افتُتحت مراكز لعلاج الصدمات، لكن من دون التعامل مع زيادة الاستخدام أصبح الوضع معقدًا للغاية".
وذكر التقرير أن المركز الإسرائيلي للإدمان أطلق برنامجا تحت اسم "طريق آخر"، وهو مشروع متكامل لعلاج الصدمات وتعاطي المخدرات، من المتوقع أن يشمل آلاف المشاركين بحلول منتصف عام 2026. وأوضح روكاش أن المبادرة تشمل تدريب الفرق العلاجية على تحديد الإدمان في سياق الصدمة، وتطوير مهارات التعامل مع المرضى، والحد من الوصمة الاجتماعية.
وأضاف أن المركز يعمل على تعزيز برامج الوقاية بالتعاون مع السلطات المحلية ومؤسسات التعليم، مؤكدًا أن الاستثمار في الوقاية أفضل من العلاج.
وفي سياق متصل، أشار البروفيسور شاولي ليف ران، المؤسس المشارك والمدير الأكاديمي لـICA، إلى أن التقرير لا يسلط الضوء فقط على انتشار تعاطي المواد، بل يساعد أيضًا على تطوير خدمات العلاج والشفاء في المجتمع الإسرائيلي.
وبين أن جمعية مكافحة الإدمان الإسرائيلية تعمل في مجالات متعددة، إذ تعالج مئات المرضى في عياداتها في نتانيا والقدس، وأنشأت هذا العام عيادة "نيتا" المخصصة لعلاج الشباب من الإدمان.
كما تدير الجمعية برامج وقائية واسعة شملت 283 ألف طالب في المدارس، و55 ألف مشارك في برامج السلطات المحلية، و21 ألف متخصص تلقوا تدريبًا إضافيًا في مقر الجمعية.
وشددت روكاش على ضرورة تعبئة الجهود السياسية والاجتماعية لمواجهة هذه الأزمة، قائلة: "الصحة النفسية، بما في ذلك الإدمان، يجب أن تكون أولوية وطنية، مع تخصيص ميزانيات وموارد وافتتاح عيادات جديدة، وتوفير الدعم للأخصائيين".
وأوضحت أن التغيير الحقيقي يبدأ من العلاج الرحيم وغير القائم على الأحكام، داعية إلى دعم الأشخاص المدمنين بدل الحكم عليهم. وأضافت: "عندما يرغب شخص في تغيير عادة ما، عليه أن يجد بديلًا صحيًا، مثل الرياضة أو الأصدقاء أو الهوايات. علينا أن نساعد الناس على إيجاد ما يخفف ألمهم دون اللجوء إلى الإدمان".
واختتمت روكاش بالقول إن دعم البيئة المحيطة بالمصابين بالإدمان أمر ضروري، مضيفة: "من المهم أن تكون الأسرة داعمة، وأن يُعبَّر عن القلق بطريقة محبة، لا بالتوبيخ أو الإملاء، كثير من حالات التعاطي تنبع من الشعور بالوحدة، ومن إحساس الأشخاص بأن محيطهم لا يفهمهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية إسرائيل فلسطين غزة نتنياهو ادمان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أين تتموضع قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد وقف الحرب؟
أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا أن القوات الإسرائيلية انسحبت من مواقعها القتالية الأمامية وأعادت انتشارها في 37 نقطة تمركز جديدة داخل قطاع غزة، موضحا أن المرحلة الأولى من انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أُنجزت خلال الـ24 ساعة الأولى من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وبحسب حنا فإن عملية إعادة التموضع لا تعني انسحابا كاملا، بل إعادة انتشار تكتيكي في مناطق محددة شمالي وجنوبي القطاع، استعدادا -على الأرجح- لمرحلة "ما بعد الهدنة"، في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن نحو 26% من نقاط التمركز الجديدة توجد في شمال غزة خصوصا في بيت لاهيا وبيت حانون، بينما تستحوذ مدينة غزة وحدها على 16% من هذه النقاط.
في حين يتمركز 27% من القوات جنوبا في رفح وخان يونس، وهو توزيع يعكس -بحسب حنا- رغبة الاحتلال في إبقاء السيطرة العسكرية على الأطراف الحيوية بالقطاع.
أما الانكماش في وسط القطاع، فأرجعه الخبير العسكري إلى ارتباط المنطقة بعمليات البحث الإسرائيلية عن جثامين الأسرى المفقودين في غزة، حيث يجري البحث عنها وهو ملف حساس يشكل أحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار حنا إلى قلة التمركز بتلك المنطقة خلال الحرب، موضحا أن آخر العمليات الإسرائيلية في هذه المنطقة كانت في مدينة غزة قبل أن تنسحب القوات باتجاه نقاط تمركزها الحالية.
وفيما يتعلق بمحور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، أكد حنا أن هذا المحور يمثل "الركيزة الأساسية" في المرحلة المقبلة من الاتفاق، موضحا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتبر السيطرة على هذا المحور شرطا محوريا في أي ترتيبات أمنية تلي وقف الحرب.
نية مبيتة
وبحسب صور الأقمار الصناعية، فقد كثفت إسرائيل من وجودها العسكري في منطقة تل المنطار شرق مدينة غزة، حيث ظهرت الآليات والتحصينات الجديدة بعد أسبوع فقط من دخول اتفاق وقف الحرب حيز التنفيذ، في حين أظهرت صور التقطت قبل 10 أيام من الهدنة (في 27 سبتمبر/أيلول) خلو المنطقة تماما من أي نشاط عسكري.
إعلانويرى حنا أن هذا التوسع الميداني يعكس نية خبيثة لإسرائيل تهدف إلى إعادة رسم خريطة الانسحاب بما يخدم خططها المستقبلية داخل غزة، مشيرا إلى أن تل أبيب كانت قد طالبت -خلال مفاوضات وقف إطلاق النار الأولى في يناير/كانون الثاني الماضي- بالسماح لها بتمركز قواتها داخل القطاع بعمق يصل إلى 1100 متر في منطقة تل المنطار.
ويحذر حنا من أن هذا التحرك الميداني الإسرائيلي قد يشكل مقدمة لتصعيد جديد في حال فشل الترتيبات السياسية أو تعثر تنفيذ بنود الاتفاق.