الصين تبحث مستقبل اقتصاد البلاد وتوجهاته الكبرى
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
يبدأ الحزب الشيوعي الصيني غدا الاثنين 4 أيام من المناقشات خلف أبواب مغلقة لتحديد التوجهات الاقتصادية الكبرى لثاني أكبر اقتصاد في العالم، في ظل تباطؤ النمو والتوترات التجارية.
وستجمع هذه الجلسة العامة للجنة المركزية، وهي بمثابة برلمان الحزب، نحو 200 عضو أصلي و170 عضوا مناوبا، من أجل تحديد أولويات ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وكالعادة، من المتوقع أن تُعقد هذه المناقشات في قصر الشعب الكبير، المبنى الذي يستضيف الأحداث السياسية الكبرى على أطراف ساحة تيان أنمين، وباستثناء وسائل الإعلام الرسمية الصينية، سيُمنع الصحفيون من الحضور.
وسيكرس هذا الاجتماع الرابع للفترة 2022–2027، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية، لعرض المقترحات الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بالخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026–2030).
وتلعب هذه الخطة دورا مركزيا في تحقيق الأهداف الكبرى التي حدّدها الرئيس شي جين بينغ، لا سيما في ما يتعلق بالاكتفاء الذاتي التكنولوجي وتعزيز القدرات الاقتصادية والعسكرية للبلاد.
وسيرأس شي الاجتماع الذي يُفترض أن يختتم يوم الخميس، ومن المتوقع أن تنشر السلطات في أعقابه وثيقة طويلة تلخّص القرارات الرئيسية.
وسيعرض النص النهائي للخطة الخمسية، الذي يتضمّن أهدافا سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية، في مارس/آذار المقبل على البرلمان للمصادقة الرسمية، وهي مؤسسة خاضعة فعليا للحزب الشيوعي الصيني.
تداعيات عالميةتأتي الجلسة في سياق اقتصادي غير مستقر، يتّسم بضعف الاستهلاك الداخلي، والأزمة المزمنة في قطاع العقارات، والاضطرابات التجارية مع الولايات المتحدة.
وقال الخبير الاقتصادي لدى "رابوبنك"، تيوو ميفيسن في مذكرة حديثة "حتى وإن كانت الجلسات العامة تحظى باهتمام أقل من غيرها من الأحداث السياسية، إلا أنّها هي المناسبة التي تُناقش وتُقر فيها التوجهات الكبرى للبلاد"، مؤكدا أنه "نظرا إلى وزن الاقتصاد الصيني، فإنّ لهذه القرارات تداعيات عالمية".
إعلانويؤكد عدد من الخبراء منذ سنوات ضرورة التحول نحو نموذج نمو قائم على الاستهلاك الداخلي بدلا من الاعتماد على الاستثمار في البنى التحتية والصادرات، وهي المحركات التقليدية للاقتصاد.
ذلك أن الطلب الاستهلاكي للأسر لا يزال ضعيفا نسبيا مقارنة بما كان عليه قبل جائحة كوفيد، ووفقا لبيانات رسمية نُشرت هذا الشهر، تراجعت أسعار الاستهلاك مجددا في سبتمبر/أيلول على أساس سنوي.
ومن المواضيع الرئيسية الأخرى التي يُفترض أن يناقشها المشاركون في الجلسة العامة، الفائض في القدرات الصناعية الذي يؤدي إلى فائض في العرض في بعض القطاعات ويغذّي التوترات التجارية مع الشركاء الأجانب.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبيرة الاقتصادية في (موديز أناليتيكس) سارة تان قولها: "نتوقع سياسة أكثر تنسيقا تهدف في آن واحد إلى الحد من فائض القدرات الإنتاجية وتحفيز الطلب".
وأضافت أن "الاختبار الحقيقي سيكمن في معرفة ما إذا كانت السلطات ستتمكن من تجاوز الخطابات واعتماد إجراءات ملموسة قادرة على إنعاش الاستهلاك وثقة الأسر".
طموحات قائمةتزامنا مع انطلاق المناقشات يوم الاثنين، ستنشر السلطات المؤشرات الاقتصادية للربع الثالث، ولا سيما مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي.
وحسب استطلاع أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لدى نحو 10 خبراء اقتصاديين، من المرجح أن يكون النمو خلال الفترة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول تباطأ إلى 4.8%، وهو أضعف معدل فصلي منذ عام.
كما سيتابع المراقبون الجلسة العامة من كثب تحسبا لأي تغييرات محتملة في المناصب العليا في السلطة، في ظل حملة مكافحة الفساد التي يواصلها شي جين بينغ بلا هوادة.
كان وزير الزراعة السابق تانغ رينجيان، الذي حُكم عليه بالإعدام مع وقف التنفيذ الشهر الماضي، متوقعا أن يُعفى رسميا من مهماته، بحسب مركز الأبحاث الأميركي بروكينغز.
ويرى الأستاذ في الاقتصاد في كلية "إيسيك" للأعمال في سنغافورة هيرون ليم أنّ البيان الختامي المنتظر يوم الخميس سيكون فرصة لبكين لتحسين صورتها.
وأوضح أنه "قد يستغل القادة المناسبة لتوجيه رسالة إلى الصينيين وإلى العالم، مفادها أنّ طموحات النمو لدى البلاد ما زالت قائمة رغم الرياح الجيوسياسية المعاكسة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الذی ی
إقرأ أيضاً:
الكوارث الطبيعية تكبد الصين خسائر بنحو 30 مليار دولار
أعلنت وزارة إدارة الطوارئ الصينية أن الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 تسببت بخسائر اقتصادية مباشرة بلغت نحو 30.5 مليار دولار.
وشملت هذه الكوارث الفيضانات، والأعاصير، والجفاف، والانهيارات الأرضية، وأثرت على نحو 55 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى أضرار واسعة في الزراعة والبنية التحتية والمساكن.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 38 قتلى جراء الفيضانات في شمال الصينlist 2 of 3تعطل الحياة في 10 مدن صينية استعدادا للإعصار راغاساlist 3 of 3عواصف تجتاح جنوب الصين في أعقاب إعصار ويفاend of listوحسب الوزارة، شهدت البلاد 36 حدثا إقليميا للأمطار الغزيرة، مع موسم أمطار أطول وأكثر كثافة في شمال البلاد.
وخلال أشهر الصيف، شهدت عدة مناطق في الصين أمطارا غزيرة وفيضانات شديدة وعواصف مدمرة، حيث أجبرت الأمطار الغزيرة في الشمال والوسط عشرات الآلاف على الإخلاء، وغمرت الطرق الرئيسية، وأظهرت محدودية قدرة أنظمة التحكم في الفيضانات القديمة.
وفي أغسطس/آب وحده، تسببت الكوارث الطبيعية بخسائر بلغت 19.6 مليار يوان (نحو 2.7 مليار دولار) وأثرت على أكثر من 7.1 ملايين شخص في 24 محافظة، مع تدمير أكثر من 3 آلاف و700 منزل، وإجلاء أكثر من 80 ألف شخص، معظمهم في شمال الصين بما في ذلك العاصمة.
كما تضررت أو دُمرت أكثر من 530 ألف هكتار من المحاصيل (53 ألف كيلومتر مربع) وهو ما أضر بالمجتمعات الريفية خاصة، مع خسائر كبيرة للمزارعين في محافظات مثل أنهوي وهنان وخبي نتيجة الفيضانات والجفاف في نفس موسم الزراعة.
وألحقت العواصف والأعاصير أضرارا جسيمة بالبنية التحتية للطرق، حيث قدرت وزارة النقل الأضرار بنحو16 مليار يوان (حوالي 2.2 مليار دولار) في 23 محافظة.
وحذر خبراء الأرصاد والمناخ من أنّ تغير المناخ يزيد من تواتر وشدة الظواهر الجوية القاسية، حيث شهد موسم الكوارث في 2025 أمطارا مركزة وفيضانات سريعة التكون أكثر من السنوات السابقة.
ودعت الوكالات الحكومية إلى تسريع تطوير أنظمة التحكم في الفيضانات، وتوسيع قدرة الصرف الحضري، وتحسين آليات الإنذار المبكر في المناطق الضعيفة. وتعمل بكين على تطوير "مدن إسفنجية" قادرة على امتصاص مياه الأمطار، لكن التنفيذ لم يتم بعد.
إعلانوتضع الخسائر الاقتصادية المتزايدة ضغوطا على المالية العامة، حيث تعاني العديد من الحكومات المحلية من مستويات ديون مرتفعة، مما يحد من قدرتها على تمويل الاستجابة الطارئة والتعافي الطويل الأمد. وحذر المحللون من أن خسائر الكوارث قد ترتفع أكثر في الربع الأخير إذا استمرت الظواهر الجوية القاسية.
وسجل يوليو/تموز الماضي أعلى متوسط درجة حرارة في الصين منذ عام 1961، في حين أثر الطقس الحار والجاف في أغسطس/آب على محاصيل الحبوب الخريفية في محافظات مثل هوبي وجيانغ شي.
كما تجاوز عدد الأعاصير المتشكلة والضاربة للبر التوقعات السابقة، مسجلا آثارا كبيرة في غوانغدونغ حيث تأثر أكثر من 3 ملايين شخص.