هآرتس: نتنياهو يحاول تسويق فشل حربه على غزة بتغيير اسمها
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن قرار حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد أول اجتماع لها بعد انتهاء الحرب على غزة لمناقشة تغيير اسم الحرب "يكشف حجم الانفصال بين القيادة السياسية والواقع الميداني، ويعكس استمرار معركة السرديات التي يقودها نتنياهو منذ السابع من أكتوبر".
وفي مقال للكاتب يوسي فيرتر، محرر الشؤون الحزبية في الصحيفة، أوضح أن الاجتماع الذي خُصص لمناقشة تغيير اسم حرب "السيوف الحديدية" إلى "حرب النهوض" أو "حرب القيامة"، ليس سوى "محاولة جديدة لإعادة تسويق الفشل على أنه بطولة، والهزيمة على أنها نهضة قومية".
ويرى فيرتر أن نتنياهو "لا يريد لجنة تحقيق، بل لجنة تسميات"، معتبرًا أن الهدف من تغيير الاسم هو طمس ذكرى أكبر إخفاق في تاريخ إسرائيل الحديث.
ويضيف: "من الأسهل عليه أن يغيّر اسم الحرب بدلا من مواجهة نتائجها، فالتاريخ بالنسبة له ليس سجلا للحقائق، بل مساحة يمكنه إعادة كتابتها وفق حاجته السياسية".
وأشار الكاتب إلى أن الخطوة تأتي بعد مرور عامين على اندلاع الحرب، بينما لا يزال أكثر من 100 ألف إسرائيلي نازحين عن منازلهم، وأسرى أموات في قبضة حركة حماس، في وقت تنشغل فيه الحكومة بالأسماء والشعارات.
ويقارن فيرتر بين الوضع الحالي وحرب عام 1973، المعروفة في إسرائيل باسم "حرب يوم الغفران"، قائلا "حينها أيضًا حدث انهيار استخباراتي وحكومي هائل، لكن لم يخطر ببال أحد أن يغيّر اسم الحرب أو يجمّلها بأوصاف بطولية. بقيت حرب يوم الغفران كما هي، وستظل كذلك إلى الأبد".
ويضيف "كل حرب في تاريخ إسرائيل حملت اسمها الطبيعي، حتى عندما تضمنت إخفاقات أو خسائر فادحة. أما اليوم، فالحكومة التي يقودها نتنياهو تحاول استبدال كلمة (نهضة) بكلمة (كارثة)، وكأن الكلمة وحدها قادرة على محو الألم أو الغضب الشعبي".
ويرى فيرتر أن مقترح نتنياهو بإطلاق اسم "حرب النهوض" يعكس رغبته في تحويل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أسطورة خلاص قومي، رغم أنه كان في نظر الإسرائيليين "يوم المحرقة المدنية".
ويعتقد الكاتب أن الحرب التي بدأت بدافع مشروع تحولت مع الوقت إلى "حرب تضليل وإهمال"، معتبرًا أنها في جوهرها "حرب نتنياهو"، لأنها استمرت لخدمة مصلحة شخصية أكثر من كونها حربًا وطنية.
إعلانويضيف "الأسرى الذين كان يمكن استعادتهم منذ زمن تُركوا يعانون في الأنفاق، لأن نتنياهو لم يرغب في إنهاء الحرب. وعشرات الآلاف من المهجّرين لم يتلقوا الدعم اللازم، بينما كانت الحكومة مشغولة بمعاركها الإعلامية".
ويرى أن تخصيص أول جلسة حكومية بعد الحرب لمناقشة "تغيير الاسم" بدل فتح تحقيق رسمي ليس مصادفة بل إستراتيجية لتأجيل المساءلة. ويقول "نتنياهو يعلم أن لجنة التحقيق ستصل إليه في النهاية، لذلك يفضّل الحديث عن الكلمات لا عن القرارات، وعن المصطلحات لا عن الأرواح التي أزهقت بسبب الإهمال".
ويضيف ساخرًا أن الجلسة المقبلة ستكون "عرضًا للتملق المنظّم"، حيث سيبدأ نتنياهو بمديح المؤسسة الأمنية التي هاجمها سابقًا خلال معركته ضد القضاء، ثم يتبعه الوزراء "واحدًا تلو الآخر في جوقة من الثناء والتبرير".
ويقول إن أساليب حكومة نتنياهو في التنصل من المسؤولية "جديرة بأن تُدرّس في كتب النظم الدكتاتورية"، مشيرًا إلى التحريض ضد عائلات الأسرى والمختطفين، وإقصاء العائلات الثكلى عن المراسم الرسمية، ونشر الإشاعات ضد قادة الجيش، كجزء من محاولة لتثبيت الرواية الرسمية وتكميم الأصوات المعارضة.
حرب الإهمالكما يكشف فيرتر أن نتنياهو بدأ يخسر حتى في ساحة الروايات الدولية، مشيرًا إلى أن حلقة برنامج 60 دقيقة الأميركي عرضت كيف شعر المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر بالخيانة من سلوك نتنياهو الذي هاجم الوفد الفلسطيني المفاوض في الدوحة.
ويعلّق بالقول إن عبارة "الخيانة" باتت تتردد اليوم على ألسنة ملايين الإسرائيليين الذين أدركوا أن حربهم كانت "حرب إهمال قبل أن تكون حرب دفاع".
ويضيف أنه حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يُعتبر الحليف الأقرب لنتنياهو، وجد وسيلة لمعاقبته، ليس عبر التصريحات العلنية فقط، بل من خلال تسريبات تكشف من الذي ضغط فعلا لإنهاء الحرب.
ويختم فيرتر مقاله بالقول "يمكن لنتنياهو أن يغيّر اسم الحرب كما يشاء، لكنه لا يستطيع تغيير جوهرها. فالتاريخ سيكتبها باسمها الحقيقي: حرب الإهمال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات اسم الحرب
إقرأ أيضاً:
هآرتس: واشنطن تعمل على بلورة رؤية لـ "غزة موحّدة" تُدار من قبل سكانها
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة الأميركية تكثّف ضغوطها على الوسطاء لدفع حركة حماس إلى القبول بخيار نزع السلاح، لكنها في الوقت ذاته تستعد لإعلان “مجلس السلام” والانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حتى دون الحصول على موافقة الحركة.
وبحسب الصحيفة، فإن واشنطن تعمل على بلورة رؤية لـ غزة موحّدة تُدار من قبل سكانها، وهي رسالة نقلها مؤخرًا أرييه لايتستون، المبعوث الأميركي المكلّف بتنفيذ خطة ترامب، خلال لقاءات مع عدد من الدبلوماسيين الغربيين.
ويتواجد لايتستون بشكل شبه دائم في إسرائيل، حيث يجري اتصالات مع السلطات الإسرائيلية ومع الشركاء الدوليين لواشنطن. ويصف مطّلعون على نشاطه دوره بأنه المحرّك الرئيسي للقرارات والتفاهمات التي ينفّذها مركز التنسيق الأميركي في كريات غات.
اقرأ أيضا/ ترامب: نعمل بجدية بالغة على قضية غـزة
ووفق الصحيفة، تتعارض رسائل لايتستون مع التصريحات الأخيرة لرئيس الأركان الإسرائيلي إيال زمير، الذي اعتبر أن “الخط الأصفر” الذي يفصل المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل عن تلك الخاضعة لحماس يمثّل حدودًا جديدة داخل القطاع.
وفي السياق نفسه، تؤكد الولايات المتحدة أنها تسعى للانتقال السريع إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، ولا يُتوقع — بحسب هآرتس — أن تعارض إسرائيل هذا التوجّه.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الكابينيت يصادق على 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية واشنطن تطالب إسرائيل بإزالة الأنقاض والنفايات بقطاع غزة وتحمل التكلفة إسرائيل توافق على مطلب أميركي بتحمّل تكاليف إزالة الدمار في غزة الأكثر قراءة إصابات في قصف مدفعية الاحتلال بيت لاهيا شمال قطاع غزة إصابتان خلال اقتحام الاحتلال مخيم الجلزون شمال البيرة رابط بث مباشر قرعة كأس العالم 2026 – قرعة مونديال 2026 مباشر الآن الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال عمليّة "خمسة أحجار" شمال الضفة الغربية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025