إن إحداث انقسام داخل صفوف العدو وشل التماسك الداخلي استراتيجية معروفة وقديمة تقوم بها القوى السياسية والمخابراتية ويلعب المال فيها دور كبير، ولقد استخدمت قحت وخلفها جهات دولية ذات الاستراتيجية تجاه السودان خلال الاتفاق الإطاري. كانت فلسفة الاتفاق الإطاري تقوم تحديدا على هذه الاستراتيجية تحديدا والتي تسمى (فرق تسد)
أذكر نقاش دار بيني وبين أحد الكوادر القحاتية في حلقة على قناة (سودانية ٢٤) وكان منطق القحاتي يقول ما معناه: الحكم المدني سيأتي مع وضعية توازي وتوازن بين الجيش والدعم السريع.
وطبعا هذا جهل كبير وقد فهمت وقتها خطورة هؤلاء وطريقهم المؤكد نحو الحرب، قحت وقتها ومن يفكر لها وتحديدا (فولكر بيرتس) كانت تستخدم تكتيك تقسيم المكون العسكري، وتعزيز فرص الانقسام التي ستقود لفرض الاتفاق الإطاري، ومنح قحت ما تريد وكذلك منح المليشيا ما تريد بالضغط الجماعي على الجيش.
تكتيك التقسيم هذا مفهوم في إطار القوى السياسية فآثاره تخريبية لكنها لا ترقى للحرب، فأن تدعم تقسيم داخل جبهة معينة أو حزب معينة شيء مفهوم؛ لكن أن تدعم تقسيم مكون عسكري يمتلك السلاح، وبل وتربط مسألة الديمقراطية والإصلاح والتطوير بدمج مليشيا في الجيش، وكأن هناك تساوي بين وضعية المليشيا المعتلة تماما، وبين وضعية قوات تاريخية وطنية ودستورية تحتاج للتطوير كحال كل مؤسسات الدولة بما في ذلك الأحزاب السياسية التي تحتاج هي نفسها للإصلاح.
هذا الموقف التكتيكي قصير النظر والقائم على تعزيز الانقسام وتقنينه دستوريا دفع قحت للترويج لدستور أعدته منظمة pilpg المشبوهة والتي يعمل فيها العميل التعايشي كموظف، طرحت قحت المقترح باسم لجنة تسييرية المحامين، ثم ذهبت للتوقيع على الاتفاق الإطاري برعاية البعثة الأممية والذي يمنح الدعم السريع وضعية موازية للجيش في المادتين الثالثة والسابعة من الفصل الثاني. كل ذلك كان تأييد لخط إضعاف المكون العسكري وتقسيمه ودفعه نحو المواجهة؟
لماذا فعلت قحت ذلك؟
هذه المغامرة التي حدثت في الاتفاق الإطاري وأنتجت الحرب قامت بها قحت للأسباب والدوافع الآتية:
١- افتراض ساذج بأن الحرب لن تحدث أبدا، وبأن دفع الجيش نحو الحافة وحصاره بالمليشيا هو تخطيط ذكي سيُمكن قحت من الحكم. ولكن الأمر لم يكن كذلك فالمسألة مسألة أمن قومي والحرب بدأت أصلا في الاتفاق الإطاري وقحت كانت تلعب بالنار تماما. إن الجهل بالأمن القومي السوداني دفعهم للتلاعب بهذه الطرق السياسية في قضايا حساسة وخطيرة وهذا أمر غير ممكن السيطرة عليه وقت الانفجار.
٢- العمالة وتنفيذ المخطط الأجنبي، إن الغرب والإمارات اللذان رعيا الاتفاق الإطاري بشدة كانا يهدفان لوضع الدولة السودانية تحت السيطرة التامة وإكمال حلقات الحصار.
إذن هذه المعركة إخوتي هي معركة كرامة وطنية بالمعنى التام للكلمة، هي معركة ضد عدو واحد يسمى #جنحويد_قحاتة ويعني: تحالف أعداء الدولة الوطنية بجانبه السياسي وجانبه العسكري.
هشام عثمان الشواني
الشواني
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الاتفاق الإطاری
إقرأ أيضاً:
أردوغان يدعو إلى تسريع دمج قوات قسد ضمن مؤسسات الدولة السورية
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الدمج السريع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية يمثل خطوة إستراتيجية مهمة تسهم في تسريع عملية التنمية وتعزيز الوحدة الوطنية في سوريا، مشددا على ضرورة تنفيذ هذا الدمج في أقرب وقت ممكن.
وعبر أردوغان، في تصريحات صحفية على متن الطائرة أثناء عودته من مشاركته في قمة شرم الشيخ للسلام في مصر، عن دعمه لرؤية الحكومة السورية الجديدة، واصفا إياها بأنها شاملة وتركز على دمج كافة المكونات العرقية والدينية في البلاد.
وقال: "نثني على الحكومة السورية لتبنّيها رؤية تشمل جميع المكوّنات العرقية والدينية في البلاد، وهذا يصب في مصلحة كلّ من سوريا وتركيا".
وشدد الرئيس التركي على أهمية عدم انجرار قسد – التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية- نحو ما سماه "الطرق الخاطئة"، داعيا إياها إلى دعم وحدة الأراضي السورية والعمل مع الدولة السورية نحو مستقبل مزدهر.
وأضاف: "نأمل أن يتبنى عناصر قسد موقفا يدعم وحدة الأراضي السورية وأن يسعوا معا نحو مستقبل مزدهر".
كما أكد أردوغان أن تركيا ملتزمة بمواصلة التنسيق والتعاون مع دمشق، معلنا دعم بلاده للحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأضاف: "لن نترك رئيس الجمهورية السورية السيد أحمد الشرع ورفاقه وحدهم".
تطورات الاتفاق مع قسدويأتي ذلك في ظل الاتفاق الذي وقعته قوات سوريا الديمقراطية في مارس/آذار الماضي مع السلطات السورية الجديدة، ينص على دمج مؤسساتها المدنية والعسكرية ضمن مؤسسات الدولة، إلا أن بنود الاتفاق لم تُنفّذ بعد.
وكانت سوريا قد أعلنت الأسبوع الماضي وقفا شاملا لإطلاق النار مع قوات قسد بعد اشتباكات دامية في مدينة حلب، وذلك عقب محادثات بين الشرع وقائد قوات قسد مظلوم عبدي.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أعلن عبدي التوصل إلى "اتفاق مبدئي" مع دمشق حول دمج قواته ضمن الجيش السوري والأجهزة الأمنية.
إعلانوفي لهجة تحذيرية، أشار أردوغان إلى أن القوى التي تسعى "لجرّ سوريا إلى الصراع من جديد لا يبتغون خيرا لا للأكراد ولا للدروز ولا للعلويين".
وختم حديثه برسالة قال فيها: "كما قلت في ميدان ملاذكرد (شرق تركيا)، من يوجهون بوصلتهم نحو أنقرة ودمشق سيربحون، ومن يبحثون عن رعاة آخرين سيخسرون".