تويتش تدخل عالم التسوق المباشر
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أعلن موقع تويتش (Twitch) عن إطلاق ميزة التسوق المباشر التي تتيح للمشاهدين شراء المنتجات أثناء متابعة البث دون مغادرته، وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي المنصة إلى دمج التجارة الإلكترونية في عالم البث الحي، مستفيدة من دعم أمازون، الشركة المالكة لتويتش، في توفير تجربة تسوق متكاملة وسلسة.
وجاء الإعلان قبل انطلاق فعاليات مؤتمر TwitchCon في مدينة سان دييجو، حيث كشفت المنصة عن شراكتها الأولى في هذا المجال مع علامة e.
تقوم فكرة التسوق المباشر على إظهار منتجات قابلة للشراء أثناء البث، حيث يستطيع المشاهد بنقرة واحدة استعراض المنتج وشراؤه فورًا، في تجربة تشبه ما يقدمه تطبيق تيك توك من خلال متجره الذي أُطلق في عام 2023.
وتُعتبر هذه الخطوة محاولة من تويتش لمواكبة التحول المتزايد نحو التجارة المدمجة داخل المحتوى الرقمي، حيث يتداخل الترفيه مع التسوق في تجربة واحدة تجمع بين المتعة والشراء السريع.
وقال باتريك أوكيف، رئيس قسم الاتصالات التسويقية المتكاملة في شركة e.l.f. Beauty، إن الحملة الجديدة التي تحمل عنوان "العينان. الشفاه. أولاً" تمثل أكثر من مجرد مبادرة تسويقية، بل هي رسالة تمكين موجهة إلى النساء في عالم الألعاب، وتشجع على الإبداع والثقة بالنفس عند تقاطع الجمال وثقافة البث المباشر.
وأضاف أوكيف أن العلامة تسعى من خلال شراكتها مع تويتش إلى بناء مجتمع من المبدعين الذين يستخدمون منصات البث كوسيلة للتعبير عن الذات والتفاعل مع الجمهور بشكل أعمق.
تعود علاقة e.l.f. مع تويتش إلى عام 2020، حين بدأت الشركة في التعاون مع منشئي محتوى الألعاب للترويج لمنتجاتها بطريقة عفوية ومتصلة بعالم الجيمرز، ومنذ ذلك الحين، توسعت الشراكة لتشمل حملات مخصصة للبث المباشر، حيث تُعرض منتجات التجميل ضمن المحتوى نفسه، ما جعل العلامة واحدة من أوائل الشركات التي ربطت بين صناعة التجميل والبث التفاعلي.
وتُشير تحليلات السوق إلى أن تويتش يحاول من خلال هذه الخطوة اللحاق بالاتجاه العالمي نحو التجارة الحية، وهو نموذج أثبت نجاحه الكبير في الصين عبر منصات مثل "دويين" و"تاوباو لايف"، قبل أن ينتقل إلى الغرب عبر تيك توك وشركات أخرى.
وتراهن المنصة على أن الجمع بين التفاعل المباشر والمحتوى الترفيهي سيمنحها ميزة تنافسية جديدة، خصوصًا بين جمهور الألعاب الذي يُعرف بولائه وارتباطه القوي بالمبدعين الذين يتابعهم.
كما تستفيد تويتش من كونها جزءًا من منظومة أمازون، التي تمتلك بنية تحتية ضخمة في مجالات التسوق والدفع والتوصيل، ما يسهّل دمج خدمات الشراء في المنصة دون تعقيد.
وتؤكد الشركة أن التجربة الجديدة لن تقتصر على منتجات التجميل، بل ستتوسع لاحقًا لتشمل فئات متعددة من السلع مثل الإلكترونيات، والملابس، وإكسسوارات الألعاب، لتصبح المنصة وجهة رئيسية للتسوق أثناء الترفيه.
من المتوقع أن تكون هذه المبادرة بداية تحول أوسع في طريقة تفاعل المستخدمين مع الإعلانات على تويتش. فبدلاً من الاعتماد على فواصل إعلانية تقطع البث، يمكن للعلامات التجارية مستقبلاً عرض منتجاتها داخل المشاهد الحية نفسها بطريقة تفاعلية وغير مزعجة.
بهذه الخطوة، يؤكد تويتش أنه لم يعد مجرد منصة للبث الترفيهي، بل أصبح بيئة رقمية متكاملة تجمع بين اللعب، والمحتوى الإبداعي، والتجارة الإلكترونية. ومع تصاعد المنافسة مع تيك توك ويوتيوب، يبدو أن تويتش يسعى لإعادة تعريف تجربة البث المباشر لتصبح أكثر شمولاً وربحية لكل من المبدعين والشركات والمستخدمين على حد سواء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تويتش التسوق المباشر المنتجات البث هذه الخطوة
إقرأ أيضاً:
أكبر الخاسرين في 2025.. من أوبن إيه آي إلى السيارات الكهربائية وخدمات البث التلفزيوني
مع اقتراب نهاية عام 2025، أجرى موقع Engadget استعراضًا شاملًا لأبرز الخاسرين خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، في قائمة شملت الشركات الكبرى، المنتجات، الاتجاهات، وحتى المشاريع التي أثرت سلبًا على حياتنا اليومية والتجربة التقنية العالمية، بينما قد يكون بعض الاختيارات مثيرًا للجدل، فإن غالبية القراء سيجدون في هذه القائمة ما يعكس إحباطهم الجماعي خلال العام، وما يوضح التحديات التي واجهها المستخدمون والمستثمرون على حد سواء.
أوبن إيه آي: من رمز الابتكار إلى محور النقد الجماعي
شهد عام 2025 تحولًا كبيرًا لشركة OpenAI، التي كانت تعتبر رمزًا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى مؤسسة اتهمها النقاد بالتركيز على الأرباح على حساب السلامة المجتمعية. هذا التحول كان مرتبطًا بشكل مباشر بالقضية المأساوية لوفاة آدم راين، المراهق الذي انتحر بعد استخدام تطبيق ChatGPT، حيث رفع والديه دعوى قضائية ضد الشركة مدعين أن التطبيق كان على علم بمحاولات انتحاره السابقة.
في البداية، بدا رد OpenAI متناسبًا مع الأزمة، إذ أعلنت الشركة عن تطوير أدوات رقابة أبوية وأنظمة لتحديد المستخدمين القصر. لكن الخطوات التالية، بما في ذلك إنشاء مجلس استشاري للصحة النفسية دون الاستعانة بخبراء في منع الانتحار، أثارت موجة من الانتقادات. مع تسرب وثائق المحكمة، اكتشف الجمهور أن الشركة كانت تخطط للاعتماد على حجج مفادها أن وفاة آدم راين نتجت عن "إساءة استخدامه" للبرنامج، وليس بسبب قصور في أنظمة الأمان. أثارت هذه التصرفات غضبًا واسعًا، مؤكدًا الحاجة الملحة لمحاسبة شركات التكنولوجيا الكبرى على الأضرار التي قد تلحقها بالأفراد.
إكس بوكس: ارتفاع الأسعار وخسارة الحصريات
لم تكن الأمور أفضل بالنسبة لمنصات الألعاب، خصوصًا Xbox. فقد قامت مايكروسوفت برفع أسعار أجهزة Xbox Series S وX مرتين خلال العام، ليصبح سعر Series S أغلى بمئة دولار مقارنة بسعر إطلاقه قبل خمس سنوات. كما ارتفع سعر اشتراك Game Pass من 17 دولارًا إلى 30 دولارًا شهريًا، ما أثار استياء اللاعبين والمستخدمين.
رغم أن بعض المحللين يرون أن السعر الجديد يظل معقولًا بالنظر لمئات الألعاب المتاحة، إلا أن الكثيرين يجدون صعوبة في تبرير هذه الزيادة. وبحسب التقارير المالية، انخفضت إيرادات مايكروسوفت من الأجهزة بنسبة 29% نتيجة ارتفاع الأسعار وتأثير توزيع الألعاب على اشتراك Game Pass على أرباح الألعاب الرئيسية.
إضافة لذلك، أثرت عمليات التسريح في استوديوهات ألعاب مايكروسوفت وإلغاء مشاريع بارزة مثل إعادة تشغيل Perfect Dark وEverwild على مجتمع اللاعبين، وجعلت منصة Xbox خيارًا أقل جاذبية مقارنة بـ PlayStation وSwitch، رغم التعاون الجديد مع ASUS لإنتاج أجهزة محمولة للألعاب تحمل علامة Xbox.
جروك وإيلون ماسك: روبوت الدردشة المثير للجدل
شهد عام 2025 انحراف روبوت المحادثة غروك المملوك لشركة xAI التابعة لإيلون ماسك عن المسار المتوقع. تعرض الروبوت لسلسلة من الحوادث المقلقة، من نشر محتوى عنصري ومضلل، إلى التعريف عن نفسه بأسماء مستفزة مثل "ميكاهتلر"، ونشر نسخ مقلدة من ويكيبيديا تحتوي على مصادر نازية.
الشركة لم تقدم تفسيرًا واضحًا لهذه الانحرافات، وألقت باللوم على موظف مجهول ومستخدمي المنصة، ما أثار مخاوف واسعة حول قدرة روبوتات الدردشة على الانتشار غير المنضبط للمعلومات المضللة، ويضع علامات استفهام حول الرقابة والإشراف على الذكاء الاصطناعي.
السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة: خسارة مزايا الإعفاء الضريبي
على صعيد صناعة السيارات، أثرت السياسات الأمريكية بشكل كبير على مبيعات السيارات الكهربائية. بعد إنهاء الإعفاء الضريبي، شهدت شركات مثل فورد انخفاض مبيعاتها بنسبة 60% على أساس سنوي، ما يعكس تأثيرًا مباشرًا على قدرة السيارات الكهربائية على المنافسة محليًا، مقارنة بالنمو السريع في أوروبا والصين.
رغم وجود تطورات واعدة مثل وصول ريفيان R2 ومنصة فورد العالمية للسيارات الكهربائية، فإن السياسات الحكومية خنقت الابتكار المحلي وأضعفت الاستثمار في قطاع السيارات النظيفة، ما جعل 2025 عامًا محبطًا لملاك السيارات الكهربائية والمستثمرين في هذا المجال.
DJI والطائرات بدون طيار: غياب المنافسة الأمريكية
واجه مستخدمو طائرات DJI بدون طيار في الولايات المتحدة أزمة كبيرة بعد حظر مبيعات الطائرات الجديدة اعتبارًا من 23 ديسمبر، وسط مخاوف من استخدامها للتجسس لصالح الصين. بالرغم من محاولات شركات أمريكية منافسة مثل Skydio، إلا أن DJI تسيطر على السوق بنسبة تتجاوز 75%، ما يجعل الحظر كارثة محتمَلة للمشترين التجاريين والهواة على حد سواء، ويهدد صناعة الطائرات بدون طيار بالكامل في الولايات المتحدة.
البث التلفزيوني المباشر: ارتفاع الأسعار واحتكار السوق
شهد قطاع البث التلفزيوني المباشر اندماجات وارتفاعًا كبيرًا في الأسعار خلال 2025. خدمات مثل YouTube TV وHulu+ Live TV وFubo وDirecTV تجاوزت أسعارها 83 دولارًا شهريًا، قبل إضافة ترقيات الباقات الإضافية. وتمثل الاستحواذات مثل دمج هولو مع Fubo، وشراء نتفليكس لشركة Warner Bros، احتكارًا واضحًا يقلل المنافسة ويزيد الأعباء المالية على المستهلكين، مع تراجع تجربة البث العام بشكل ملحوظ.
مشروع DOGE وإيلون ماسك: فشل الحكومة الفيدرالية
محاولة إيلون ماسك تحسين كفاءة الحكومة الفيدرالية عبر مشروع DOGE فشلت فشلًا ذريعًا، مع توقف المشروع بعد ثمانية أشهر من إعلانه، وتسريح مئات الآلاف من الموظفين، وتعطيل تمويل المعاهد الوطنية للصحة ومشاريع التنمية الدولية. رغم الطموح المعلن بتقليص الإنفاق الفيدرالي، شهدت الحكومة زيادة كبيرة في الميزانية، ما يؤكد أن المشروع لم يحقق أهدافه الاقتصادية والسياسية، لكنه كشف عن مستوى السيطرة غير التقليدي لمؤسسات خاصة على المعلومات الحكومية.
تقنية الفيديو بالذكاء الاصطناعي: تحديات جديدة للحقيقة
شهد 2025 ارتفاعًا في انتشار الفيديوهات المزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث أتاح تطبيق Sora 2 للمستخدمين تعديل مقاطع الفيديو وإدراج أشخاص في مشاهد غير واقعية، ما يهدد مصداقية المعلومات ويجعل التحقق من الأحداث أكثر صعوبة. هذا التطور يفتح الباب أمام تحديات أخلاقية وتقنية كبيرة، ويؤكد الحاجة إلى وضع ضوابط صارمة لمواجهة انتشار المحتوى المزيف.
عام 2025 كان مليئًا بالتحديات التقنية والسياسية والاقتصادية. من أزمة أوبن إيه آي ومشاكل Xbox، إلى إخفاقات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، وغروك المثير للجدل، وصولًا إلى احتكار البث التلفزيوني المباشر وتهديدات الطائرات بدون طيار، تُظهر هذه القائمة أن الخاسرين في التكنولوجيا والتجارة والإدارة العامة كانوا متنوعين، ولكن أثرهم السلبي كان ملموسًا على نطاق واسع.
بينما نتطلع إلى 2026، ستظل هذه الدروس والتجارب حاضرة، محذرة الشركات والمستهلكين على حد سواء من المخاطر المصاحبة للابتكار غير المنضبط، وسياسات التسعير المفرطة، والفشل الحكومي في تلبية احتياجات المجتمع والتكنولوجيا الحديثة. إن 2025 يذكرنا بأن النجاح التكنولوجي لا يقتصر على الابتكار وحده، بل يشمل أيضًا المسؤولية الاجتماعية، والشفافية، وحماية حقوق المستخدمين.