السلام «الهش» و«الضعيف» لا يدوم طويلا!
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
لم يدم تفاؤل العالم بـ«لحظة السلام» التي لاحت في الشرق الأوسط، إذ سرعان ما أثبتت دولة الاحتلال الإسرائيلي أنها لا تستطيع أن تكون «طرفا» موثوقا في أي سلام؛ فهي تتحرك بناء على رؤية ثيوقراطية مستمدة من أوهام تاريخية، وهي أوهام تتعارض مع رؤية السلام الذي يبدو بناء على تلك الرؤية أكبر عائق لتحقيق «إسرائيل الكبرى» وفق تلك الأوهام.
كانت إسرائيل الكاسب الأكبر من «خطة ترامب» حيث استعادت جميع الرهائن وبعض ما استطاعت حماس الوصول إليه من الجثامين، لكن الأهم من ذلك أن الرئيس الأمريكي قدم إسرائيل باعتبارها المنتصر الأكبر في مهرجان خطابي أمام الكنيست الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي وباعتبارها الدولة التي تمنح السلام للمنطقة. لكن الخطاب المسكوت عنه في كل ما حدث هو أن مكسب إسرائيل الأول والأهم كان محاولة وقف مسار عالمي متجه نحو عزل إسرائيل ومقاطعتها وتحويلها إلى دولة منبوذة خاصة بعد المشهد الذي حدث أمام الأمم المتحدة حينما غادرت أغلب الوفود العالمية القاعة وألقى نتنياهو كلمته على الكراسي الفارغة إلا من بعض الدول المتعاطفة معه.
لم تستطع خطة ترامب الصمود أسبوعا واحدا فسرعان ما كشفت عن هشاشتها وعاد القصف من جديد ولم تفتح المعابر ما جعل مأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مستمرة.
لكن حتى لو عادت أمريكا وضغطت على إسرائيل لوقف القصف فإن المأساة ستبقى مستمرة ما لم تدخل قوافل الإغاثة وما لم تبدأ عملية الإعمار.. فالوضع في غزة لا يمكن وصفه أبدا، لا وجود لأي مقوم من مقومات الحياة أبدا! لا مياه صالحة للشرب ولا أكل ولا مستشفيات.. ولا أماكن يمكن أن تحمي مليوني فلسطيني من برد الشتاء القادم، فالقطاع ليس إلا بقايا ركام وجثثت متناثرة في كل مكان.
وتكشف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة هشاشة أخرى تتعلق بالقرار الأمريكي، فالخطة تحمل اسم الرئيس الأمريكي، وهو أحد أهم الأطراف التي وقعت عليها، وكل انتهاك يحدث لهذه الاتفاقية يمس أمريكا وينتهك قوتها ومكانتها العالمية حتى لو حدث بموافقة منها كما يمس مكانة ترامب نفسه علاوة على الدول الضامنة الأخرى التي وقعت على الاتفاق.. هذا البعد الرمزي مهم في بناء صورة الحزم الأمريكية خاصة وأن ترامب يتحدث عن قدرته على وقف الحروب حيث تحدث عن وقفه لثمانية حروب في مدة قصيرة.. ماذا يمكن أن يحدث والأمر كذلك في الحروب الأخرى التي لا يقل خطرها مثل الحرب الروسية الأوكرانية! من سيستطيع أن يلوم الروس إذا لم يلتزموا حتى بما ألزموا أنفسهم به!
لا يصنع السلام عبر الخطب، أو السير فوق سجاجيد المنتصرين، فذلك أمر سهل يمكن أن يدعيه الجميع.. السلام الحقيقي يحدث حينما تعترف الأطراف المتحاربة بحقوق بعضها البعض، وببناء مسارات توازن بين الحقوق والأمن ووقف دائرة العنف من أجل البناء.
وعلى العالم مواصلة ضغطه على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة من أجل الذهاب إلى سلام حقيقي نقي من الأوهام التاريخية والثيوقراطية حتى يستطيع أن يدوم طويلا ولا يسقط في أول اختبار.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
“وول ستريت جورنال”: واشنطن تخطط لعقد اجتماعات مع موسكو قبل قمة بودابست أكثر من التي سبقت قمة ألاسكا
الولايات المتحدة – أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن واشنطن تخطط لعقد اجتماعات تمهيدية مع موسكو قبل لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في بودابست أكثر من التي سبقت قمة ألاسكا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية لم تذكرهم: “على أمل تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق، تخطط الولايات المتحدة لعقد المزيد من الاجتماعات على مستوى منخفض مع روسيا مقارنة بما سبق قمة ألاسكا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب الأمريكي سيترأسه وزير الخارجية ماركو روبيو، وليس المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، وهي الخطوة التي رحب بها المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون.
وقبل لقاء ترامب بفلاديمير زيلينسكي يوم الخميس الماضي، أجرى الرئيس الروسي مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي استمرت ساعتين ونصف، وهي من أطول المكالمات منذ أوائل عام 2025.
وبحث الطرفان خلال المكالمة، من بين أمور أخرى، الوضع في أوكرانيا. وعقب المكالمة، أعلن ترامب عن نيته عقد لقاء شخصي مع بوتين في العاصمة الهنغارية بودابست.
المصدر: “نوفوستي”