الأمم المتحدة تعلن الإفراج عن 20 موظفا أمميا بعد أيام من احتجازهم من قبل الحوثيين
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
أعلنت الأمم المتحدة، الإفراج عن 20 موظفًا أمميًا، من بينهم خمسة يمنيين، جرى احتجازهم منذ يوم السبت الماضي، في مبنى تابع للمنظمة الأممية في صنعاء.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن 15 موظفًا دوليًا باتوا أحرارًا في التنقل داخل المجمع الأممي الذي تم اقتحامه من قبل الحوثيين في صنعاء، يوم السبت الماضي.
وأوضح دوجاريك في مؤتمر صحفي، أن الجماعة أفرجت عن خمسة موظفين محليين جرى احتجازهم خلال الحادثة الأخيرة التي استهدفت منشأة تابعة للأمم المتحدة.
وأضاف: "ورغم قدرة الموظفين الدوليين على التحرك بحرية داخل المجمع والتواصل مع أسرهم ووكالاتهم، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة".
ولفت إلى جهود الأمين العام أنطونيو غوتيريش مع الأطراف الإقليمية لحل الأزمة الأخيرة، من خلال اتصالات هاتفية مع وزراء الخارجية في السعودية وإيران وسلطنة عُمان.
وتابع: "من المهم جدًا أنه عندما يواجه موظفو الأمم المتحدة – الذين يعملون نيابة عن جميع الدول الأعضاء الـ 193 – مثل هذه الأوضاع، أن تبادر الدول القادرة على المساعدة إلى التدخل".
وفي ذات السياق، قالت وكالة الأنباء العُمانية، في بيان مقتضب على منصة إكس، إن الأمين العام للأمم المتحدة عبّر، في اتصاله مع البوسعيدي، عن "شكره وتقديره البالغ للسلطنة وجهودها التي أسفرت عن معالجة وضع عدد من موظفي الأمم المتحدة في اليمن" دون ذكر مزيدا من التفاصيل.
وفي وقت سابق، كشفت الأمم المتحدة، عن احتجاز 20 موظفا أمميا بينهم خمسة يمنيين، من قبل جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة الجماعة التي أفرجت في وقت لاحق عن 11 من بين المحتجزين.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن أن جماعة الحوثي احتجزت عشرين شخصًا من موظفي المنظمة الدولية الأحد، بعد يوم من مداهمة منشأة أخرى تابعة للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء.
وأشار إلى أن موظفي الأمم المتحدة احتُجزوا داخل المنشأة الواقعة في حي حدة جنوب غرب صنعاء.
وبحسب المسؤول الأممي، فإن عدد المعتقلين بلغ خمسة يمنيين و15 موظفًا دوليًا، في حين أطلقت الجماعة سراح 11 موظفًا أمميًا آخرين بعد استجوابهم في ذات المبنى.
وأوضح أن الأمم المتحدة، تبذل جهودًا للتوسط "لحل هذا الوضع الخطير في أسرع وقت ممكن، وإنهاء احتجاز جميع الموظفين، واستعادة السيطرة الكاملة على منشآتها في صنعاء".
ويوم السبت الماضي، اقتحمت جماعة الحوثي، مبنى تابع للأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، في ظل حملة مستمرة استهدفت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وقالت مصادر محلية إن جماعة الحوثي اقتحمت مبنى سكني لموظفي الأمم المتحدة في صنعاء، وأجبروا الموظفين على الخروج من مساكنهم إلى الدور الأرضي وباحة المبنى.
وأشارت المصادر، إلى قيام عناصر الجماعة بعملية تفتيش واسعة على المساكن، في الوقت الذي صادرت أجهزة حواسيب وهواتف الموظفين.
وبحسب المصادر فقد احتجزت جماعة الحوثي العديد من موظفي الأمم المتحدة، في الوقت الذي لم تعلق الأخيرة على الحادثة حتى اللحظة.
وتأتي هذه الحادثة، بعد 3 أيام، من اتهام زعيم جماعة الحوثي، العاملين في المنظمات الإنسانية والأممية بالضلوع والمشاركة في أعمال تجسسية لصالح إسرائيل، واستهداف حكومة الحوثيين برئاسة "أحمد غالب الرهوي"، غير المعترف بها دوليا في نهاية أغسطس الماضي.
وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في كلمة له، دأب على إلقائها يوم الخميس من كل أسبوع: "نؤكد حضورنا وجهوزيتنا في أي تطورات أخرى في مستوى هذا الموقف، وعبرنا عنه في كلمات ومناسبات متعددة، والقاعدة مع العدو وإن عدتم عدنا، ونحن مستمرون على هذا الأساس وواثقون بنصر الله سبحانه وتعالى ومؤمنون بيقين تام بوعد الله الحق في القرآن الكريم عن مآلات القضية والصراع بين أمتنا والعدو الإسرائيلي".
وأوضح الحوثي، أن من سماهم بـ "الأعداء"، حاولوا تحريك الكثير من الخلايا التجسسية التي تعمل لصالحهم لتوفير المعلومات والإحداثيات وتنفيذ عمليات إجرامية، مبينًا أن تلك الخلايا التجسسية تسعى لـ "إثارة الفوضى في الداخل لمصلحة الأمريكيين والإسرائيليين".
وقال: "كل المسارات التخريبية التي تستهدف أمن شعبنا فشلت فشلًا كبيرًا مقارنة بما قدمه الأعداء في هذا الجانب من إمكانات هائلة ومغرية، وخلايا العدو التجسسية ضد بلدنا حظيت بتدريب كبير وزُودت بوسائل حساسة وخطيرة".
وكشف الحوثي، عن من سماهم بـ "أخطر الخلايا التجسسية"، والتي نشطت لمنتسبي منظمات تعمل في المجال الإنساني، وأبرزها "برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، وخلايا تجسسية كانت تحتمي بالانتساب إلى المنظمات الإنسانية، وتجعل من ذلك غطاءً لنشاطها العدواني الخطير"، حد وصفه.
وأضاف: "حصلنا على معلومات قاطعة عن الدور التجسسي العدواني الإجرامي للخلايا التي تم اعتقالها من المنتسبين للمنظمات الإنسانية، ومن الجرائم البارزة لتلك الخلايا التجسسية من المنتسبين للمنظمات، أن لها الدور الأساس في الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع الحكومة".
وتابع: "كان هناك دور أساس في جريمة استهداف الحكومة برصد الاجتماع وإبلاغ العدو الإسرائيلي ومواكبة الجريمة، وهناك دور لخلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي على رأسها مسؤول الأمن والسلامة لفرع البرنامج في اليمن، ونحن على ثقة وتأكد تام من الحقائق المتعلقة بالخلايا المنتسبة للمنظمات، ونمتلك عليها كل الدلائل".
وأشار الحوثي، إلى ما سماه بـ "الحرص على توضيح خلايا تلك المنظمات"، لأن "البعض لا يعون الحقائق ويتأثرون بالضجة الإعلامية ويتصورون بأن هناك استهداف غير مبرر لتلك الخلايا وعدم تقدير لدورها في المنظمات الإنسانية".
وأردف: "حريصون على ما فيه الخير لشعبنا وخدمته، لكن المسألة لا تختلف أبدًا عن مصائد الموت التي لعب بها الأمريكي في قطاع غزة إلا في الشكل، لأن الأمريكي والإسرائيلي رأوا في المنظمات الإنسانية غطاءً مهمًا يحمي تلك الخلايا من الاعتقال ويسهل تحركها بالإمكانات التي تم تزويدهم من أجهزة ووسائل رصد واستهداف، وأجهزة تقنية لاختراق الاتصالات".
وتحدث زعيم الحوثيين، عن تزويد خلايا المنظمات بأجهزة وإمكانات تجسسية تستخدمها عادة أجهزة الاستخبارات العالمية، مؤكدا أن لديهم "أدلة بذلك"، في الوقت الذي وجه اللوم للأمم المتحدة وتلك المنظمات، في الوقت الذي اعتبر توجيه اللوم للأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين في صنعاء محاولة لتبرئة من سماهم بـ "المجرمين"، وتلك الخلايا التي قامت بذلك الدور "الإجرامي".
وأوضح أنه "في كل العالم حتى في البلدان الغربية وفي مواثيق الأمم المتحدة ليس هناك أي نص أو قانون يبيح للمنتسبين إلى المنظمات الإنسانية أو المنظمات الأممية أن تقوم بالأعمال التجسسية والعدوانية والإجرامية في أي بلد، ولا يوجد ما يحمي منتسبي المنظمات الإنسانية من المحاسبة والمساءلة ويبيح لها ذلك".
وأكد الحوثي، أن ما قامت به تلك المنظمات، خارج عن دورها الإنساني، مشيرا إلى أن "دورها عدواني إجرامي يستهدف شعبًا ودولة، وما يجري من تهويل ولوم وضغط إعلامي وسياسي إنما يهدف فقط لتأمين حماية الخلايا لتواصل نشاطها الإجرامي ضد الشعب اليمني".
وفي وقت سابق، أكدت الأمم المتحدة رفضها القاطع لاتهامات الحوثيين بتورط موظفيها أو عملياتها في اليمن بأي شكل من أشكال التجسس أو أي من الأنشطة التي لا تتوافق مع مهمتها الإنسانية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بشأن التطورات المتصلة بموظفي الأمم المتحدة المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين "هذا أمر غير مقبول".
وعبر عن قلق وانزعاج المنظمة الشديد إزاء هذه الاتهامات المغرضة الصادرة عن الحوثيين بما فيها وصفهم موظفي الأمم المتحدة بـ "الجواسيس والإرهابيين"، كما فعلوا في سياقات أخرى.
وحذر من أن هذه الاتهامات تعرض حياة موظفي الأمم المتحدة في كل مكان للخطر.
وقال إن الأمم المتحدة ستواصل مطالبتها بإنهاء الاحتجاز التعسفي لـ 53 من زملائه الدوليين، إلى جانب موظفي المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مشيراً إلى أن بعضهم محتجز لسنوات دون السماح بأي اتصال معهم.
وأكد أن عمل الأمم المتحدة في اليمن، على غرار جميع الأماكن التي تعمل فيها، يسترشد بمبادئها الأساسية وهي الإنسانية، والنزاهة، والحياد، والاستقلالية وذكر بأن سبب وجود الأمم المتحدة وفرقها الإنسانية في اليمن يكمن فقط في مساعدة الشعب اليمني.
ويوم أمس الأول، أعلنت جماعة الحوثي رفضها القاطع واستنكارها بيان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الذي تناول قضية المختطفين من موظفي الأمم المتحدة على ذمة ما سمته "أعمال التجسس".
وقال وزارة الخارجية في حكومة الحوثي (غير معترف بها دوليا) في بيان لها، إن الأحرى بأمين عام الأمم المتحدة طلب إطلاع المنظمة الأممية على الدلائل القاطعة لارتكاب بعض موظفي برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف لأعمال تجسس خطيرة أدت لاستهداف قيادات في الدولة، ممثلة برئيس حكومة التغيير والبناء وعدد من أعضاء الحكومة، بدلاً من التسرع وإنكار حقيقة تلك الجريمة البشعة، وغيرها من الجرائم التي تُرتكب تحت غطاء المساعدات، واستغلال معاناة أبناء الشعب اليمني جراء العدوان والحصار القائم.
ودعت خارجية الحوثي، الأمم المتحدة وكافة الوكالات والبرامج والصناديق التابعة لها، وكل العاملين فيها، إلى النأي بالنفس عن الأعمال والأنشطة العدائية التي تُشكل إنتهاكاً لولايتها ومهامها واختصاصاتها.
وحسب البيان فإن ما يقوّض العمل الإنساني هو انتهاك بعض المنظمات الأممية لولايتها، ولمبادئ العمل الإنساني من حياد واستقلال ونزاهة، وجعل من نفسها مظلة لشرعنة الأعمال الجاسوسية لصالح دول وكيانات معادية للجمهورية اليمنية وتُهدد أمنها القومي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الإسرائيلي.
وجددّ البيان التأكيد على أنه لا حصانة للجواسيس والمخربين ومن يحاولون إثارة الفوضى، فالأمن القومي والمصلحة الوطنية العليا تعلوا على ما دونها من المصالح.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: صنعاء الامم المتحدة اليمن مليشيا الحوثي انتهاكات موظفی الأمم المتحدة المنظمات الإنسانیة الخلایا التجسسیة الأمم المتحدة فی للأمم المتحدة فی الوقت الذی جماعة الحوثی فی المنظمات تلک الخلایا فی صنعاء من موظفی فی الیمن من قبل موظف ا
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يقتحمون سكن موظفي الأمم المتحدة بصنعاء ويحتجزون أجانب
اقتحم مسلحون تابعون لميليشيا الحوثي الإرهابية، السبت، سكنًا مخصصًا لموظفي الأمم المتحدة الأجانب في صنعاء، واحتجزوا نحو 20 موظفًا بعد مصادرة هواتفهم وأجهزة الحاسوب الخاصة بهم، في خطوة وصفت بأنها أخطر اعتداء على موظفي المنظمات الأممية منذ بدء الحرب.
ويأتي هذا الهجوم عقب يومين فقط من تصريحات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الذي اتهم منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في “أنشطة تجسسية وعدوانية” لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي مزاعم اعتبرها مراقبون تمهيدًا لتبرير حملة اعتقالات واستهداف ممنهج للعاملين في المجال الإنساني داخل مناطق سيطرة الحوثيين شمالي البلاد.
بحسب مصادر متطابقة، فإن عناصر حوثية مدججة بالسلاح داهمت السكن الأممي الواقع في أحد أحياء صنعاء الراقية، وأجبرت الموظفين على النزول إلى الطابق الأرضي أثناء عملية تفتيش استمرت لساعات.
وأكدت المصادر أن من بين المحتجزين ثلاثة موظفين من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مشيرة إلى أن المسلحين الحوثيين صادروا المعدات الإلكترونية للموظفين وبدأوا في التحقيق معهم داخل المبنى، بزعم "التحقق من أنشطتهم".
وتعد هذه العملية الأحدث ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تمارسها الميليشيا ضد العاملين الدوليين، بعد أن اقتحمت خلال الأشهر الماضية عدداً من مكاتب المنظمات الأممية، واحتجزت عشرات الموظفين المحليين والدوليين.
بدورها أدانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بشدة هذه الانتهاكات، معتبرة أن مزاعم عبد الملك الحوثي ضد الأمم المتحدة "افتراءات هدفها تبرير حملة قمع متصاعدة ضد المنظمات الدولية".
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "الادعاءات التي أطلقها زعيم الميليشيا ليست سوى محاولة لتغطية على سلسلة الإجراءات التعسفية ضد مسؤولي وموظفي الإغاثة الدولية"، موضحة أن تلك الإجراءات شملت "اقتحام مكاتب المنظمات، واحتجاز موظفيها، ومصادرة معداتهم، وفرض قيود مشددة على حركتهم".
وأكد البيان أن "هذا النهج العدائي يمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد استمرار البرامج الإغاثية المنقذة للحياة لملايين اليمنيين"، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "موقف حازم" للضغط على الحوثيين ووقف اعتداءاتهم بحق العاملين الإنسانيين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ"الادعاءات العلنية غير المقبولة" التي يوجهها الحوثيون ضد موظفي الأمم المتحدة في اليمن.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن “الأمين العام يرفض رفضًا قاطعًا جميع هذه الاتهامات، ويؤكد تضامنه الكامل مع موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني”، مشيرًا إلى أن “مثل هذه المزاعم تعرض حياتهم للخطر وتُقوّض عمليات إنقاذ الأرواح”.
ودعا غوتيريش إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحتجزين تعسفًا لدى الحوثيين منذ عام 2021، مطالبًا الجماعة بإخلاء مقرات الأمم المتحدة وإعادة المعدات المصادرة.
ووفق تقارير أممية، تحتجز ميليشيا الحوثي نحو 60 موظفًا أمميًا وعاملًا إنسانيًا منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل تدهور العلاقة بين الجماعة والمنظمات الدولية وفرض قيود متزايدة على أنشطتها في مناطق سيطرتها.