العمل الحزبي بسوريا.. غموض قانوني وحذر سياسي
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في نهاية عام 2024، دخلت سوريا مرحلة انتقالية معقدة تتأرجح بين طموحات التغيير الديمقراطي وقيود الواقع السياسي والأمني.
ورغم أن الإعلان الدستوري المؤقت نصّ على كفالة حرية العمل السياسي، فإن المشهد بقي حتى اليوم خاليا من أحزاب فاعلة أو حياة سياسية منظمة، في ظل غياب قانون يتيح الترخيص الرسمي للأحزاب الجديدة.
تبدو الأسئلة مشروعة عما إذا كانت المرحلة الانتقالية ستفتح الباب أمام تعددية حزبية حقيقية، أم إنها ستظل مرحلة محكومة بالحذر وإعادة بناء الدولة.
فالوضع الأمني غير المستقر، والانقسامات الجغرافية والسياسية، وتعدد القوى المحلية، كلها عوامل تجعل من فكرة الحياة الحزبية تحديا مبكرا أمام حكومة جديدة ما زالت تسعى لتوحيد البلاد وترسيخ مؤسساتها.
ورغم هذه التحديات، يراهن كثير من السوريين على أن يكون إطلاق العمل الحزبي خطوة ضرورية لترسيخ الانتقال الديمقراطي، وبداية لتشكيل مشهد سياسي يعكس التعدد المجتمعي بعيدا عن الاستقطاب الذي طبع عقود حكم الحزب الواحد.
البيئة القانونية والسياسيةرغم أن الإعلان الدستوري المؤقت نصّ بوضوح على كفالة حق السوريين في تشكيل الأحزاب السياسية والمشاركة في الحياة العامة، فإنه ربط ممارسة هذا الحق بصدور قانون جديد ينظّم عمل الأحزاب ويحدد شروط الترخيص وآليات الرقابة، وهو ما جعل الحياة الحزبية مؤجلة فعليا إلى حين إقرار التشريع المنتظَر.
وجاء في المادة 14 من الإعلان الدستوري الذي تم إقراره في 14 مارس/آذار أن حرية تشكيل الأحزاب "مضمونة وفقا لقانون جديد"، وذلك يعني أن هذه الحرية لا يمكن ممارستها رسميا قبل صدور القانون.
وفي هذا السياق يوضح الباحث أحمد قربي، عضو لجنة صياغة الإعلان الدستوري ومدير وحدة الهوية المشتركة في المركز، في حديثه للجزيرة نت، أن إصدار هذا القانون يتطلب أولا وجود مجلس تشريعي مؤقت يتولى وضع تفاصيل الترخيص والإشراف، وبالتالي تبقى الأولوية في المرحلة الحالية لاستكمال بناء المؤسسات قبل الانتقال إلى التعددية الحزبية المنظمة.
إعلانمن جهته، يرى الباحث سلام الكواكبي أن الإشارة الواردة في الإعلان الدستوري بشأن تشكيل الأحزاب مرت عابرة ولم تُفعَّل، إذ "لم يتجرأ أحد على التقدم بمشروع حزب جديد حتى اليوم" ربما خشية الرفض الرسمي.
ويضيف الكواكبي، في حديثه للجزيرة نت، أن السلطة الانتقالية لم تُظهر بعد استعدادا حقيقيا للانفتاح الحزبي، إذ سارعت منذ البداية إلى حلّ جميع الأحزاب القائمة وربطها بالنظام المخلوع من دون طرح بدائل سياسية جديدة، وذلك يشي -برأيه- برغبة في ضبط المجال السياسي لا تحريره.
وتشير ورقة صادرة عن مركز الحوار السوري في سبتمبر/أيلول الماضي إلى أن هذا الغموض القانوني أثار جدلا بين الفقهاء والسياسيين؛ فهناك من يرى أن النص الدستوري وحده غير كاف، وأن ممارسة الحق يجب أن تنتظر التشريع المنظّم، في حين يرى آخرون أن الحقوق الدستورية نافذة مباشرة ولا يجوز تعطيلها بحجة غياب القانون.
وبين هذين الموقفين، ظهر اتجاه توفيقي يدعو إلى السماح بالنشاط السياسي والمدني المحدود -مثل عقد الندوات وتشكيل التحالفات المؤقتة- باعتبارها تهيئة تدريجية لمرحلة التعددية الحزبية المقبلة من دون الإخلال بمتطلبات الأمن والاستقرار.
انعكاسات سياسية واجتماعيةيرى مراقبون أن غياب التشريع الناظم للحياة الحزبية يُلقي بظلال سلبية جدا على المشهد السياسي والاجتماعي، فاستمرار الفراغ في تنظيم العمل الحزبي يعني عمليا غياب الحياة السياسية التعددية.
وتشير دراسات لمراكز أبحاث "مركز الشرق العربي" إلى أن إلى أن فاتورة غياب الحياة السياسية في سوريا الجديدة ستكون أكبر من كلفة تنشيطها، إذ يؤدي هذا الغياب إلى تفكك المجتمع أكثر وصعود العصبيات والهويات ما قبل الوطنية لصدارة المشهد.
ويرى مدير المركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية رضوان زيادة أن وجود أحزاب سياسية منظمة هو الضمان الأهم لتنظيم الرأي العام ومنع عودة الفوضى والاحتجاجات غير الموجهة، فغيابها يفاقم غياب حالة التشرذم داخل المجتمع ويمنع نشوء قوى سياسية متماسكة قادرة على خوض الانتخابات أو تمثيل المصالح العامة.
ويشير زيادة، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن المرحلة الانتقالية بطبيعتها ستشهد تعددا في الأحزاب الصغيرة، لكن من دون قانون ينظمها ستبقى هذه التشكيلات مجرد تجمعات هشة بلا تأثير فعلي في المشهد الوطني.
من ناحية أخرى، قد يعيد تأخر صدور قانون الأحزاب البلاد إلى أجواء ما قبل الثورة، إذ يفتح الباب أمام تكتلات غير رسمية على أسس طائفية أو عرقية أو جهوية، مما يهدد بعودة الانقسامات القديمة ضمن المجتمع السوري، وذلك بحسب الباحث أحمد قربي.
ويضيف قربي أن هذا الفراغ القانوني يولّد توترات بين القوى الثورية الراغبة في تأسيس أحزاب جديدة وبين السلطة التي لم تفتح الباب بعد أمام الترخيص السياسي، الأمر الذي يضعف الثقة ويكرّس غياب الشفافية في إدارة المرحلة الانتقالية.
وفي هذا السياق، تقول الباحثة في العلوم السياسية بجامعة هارفارد نانسي روزينبلوم، في تقرير في "مجلة المعرفة" بعنوان "الأحزاب تواجه أزمة ثقة، لكنها تبقى العمود الفقري للديمقراطية"، إن الناس في عالم السياسة يحاولون الالتفاف على الأحزاب السياسية ومخاطبة الشعب مباشرة، لكن في الواقع من دون أحزاب سياسية ستشيع الفوضى.
أوضح فصل في كتاب "الأحزاب السياسية" الصادر عن مركز جسور للدراسات العام الماضي أن صعود الأجنحة العسكرية للأحزاب السياسية، وصعود الأحزاب القومية، إضافة إلى صعود البعد الجغرافي في تغيير أسماء أحزاب كردية إلى كردستانية، وظهور الأحزاب المحافظة، كانت من أبرز الظواهر التي تميزت بها الحياة الحزبية في سوريا بعد عام 2011.
إعلانوقد يحمل السماح الفوري بتعددية حزبية خطر عودة الاستقطاب والانقسام السياسي وربما حتى الاحتراب الأهلي على أسس ولاءات ما قبل وطنية، ولهذه الهواجس ما يبررها في ضوء التركيبة المتنوعة للمجتمع السوري وتجاربه السياسية المريرة طوال حكم الأسدين، وخاصة خلال سنوات الثورة السورية.
بيد أن الإعلان الدستوري الانتقالي نفسه سعى لتبديد جانب من هذه الهواجس بوضع قاعدة صارمة مفادها أن تشكيل الأحزاب في سوريا الجديدة سيكون حصرا على أسس وطنية غير فئوية، وقد نصّت الوثيقة صراحة على حظر قيام أي حزب على أساس ديني أو عرقي أو مناطقي، بما يضمن نظريا عدم تكريس الطائفية أو الإثنيات في العمل السياسي.
وبناء على طول فترة حرمان السوريين من المشاركة الحقيقية في حياة حزبية فاعلة، يُقر الباحث رضوان زيادة بأن التعددية الحزبية ستكون تجربة جديدة نوعا ما على السوريين، وقد تشهد مبدئيا حالة استقطاب سياسي وعودة للاصطفافات؛ لكنه يؤكد أن الأهم هو إدارة هذا الاستقطاب ضمن قواعد اللعبة الديمقراطية وعلى أساس الاختلاف في البرامج، لا إعادة إنتاج صراعات أهلية.
من ناحيته، يرى رئيس "تيار سوريا الجديدة" ياسر العيتي أن أبرز المعوقات التي تواجه الحياة السياسية الراهنة هي ضعف الثقافة السياسية عند عموم السوريين، وضعف إدراكهم لأهمية الأحزاب من أجل الوصول إلى حياة سياسية سليمة في البلاد وعدم العودة إلى الاستبداد.
لذلك يشدد العيتي، في حديثه للجزيرة نت، على ضرورة أن تركز الأحزاب السياسية على رفع وعي السوريين تجاه هذا الموضوع حتى يتشجعوا على الانضمام إلى الأحزاب السياسية والمشاركة في نشاطاتها.
وإلى جانب هذه التحديات، تبقى الانقسامات الجغرافية والسياسية داخل سوريا من أبرز العقبات أمام إطلاق حياة حزبية طبيعية. فوجود مناطق خارج سيطرة الحكومة، مثل شمال شرقي البلاد ومدينة السويداء، يعمّق حالة التجزئة ويجعل تأسيس أحزاب وطنية جامعة أمرا معقدا.
مع تشكيل مجلس الشعب المنصوص عليه في الإعلان الدستوري، بدأ السوريون يتطلعون إلى دوره في إقرار القوانين التي ستنظم ملامح الدولة الجديدة، وفي مقدمتها قانون الأحزاب الذي يُعدّ بوابة الحياة السياسية.
ولكن تأخر تشكيل المجلس بضعة أشهر بعد سقوط النظام السابق أدى إلى تعطيل هذه الخطوة، مما جعل صدور القانون رهينا بمدى جاهزية البرلمان الجديد واستقلاليته.
ويرى الباحث سلام الكواكبي أن الطريقة التي تشكّل بها المجلس -بمزيج من التعيين والانتخاب غير الكامل- لا تمنح تفاؤلا كبيرا بشأن إمكانية مبادرته لطرح قانون أحزاب جريء يستند إلى المعايير الديمقراطية.
وبحسب الكواكبي، فإن غياب الانتخابات الحرة الكاملة، وانتقاء عدد كبير من الأعضاء من قبل السلطة التنفيذية يجعلان المجلس أقرب إلى هيئة تشريعية مؤقتة حذرة من الخوض في قضايا حساسة كالتعددية السياسية، مقابل تركيزه على قضايا إعادة الإعمار وتأمين الخدمات.
أما الباحث أحمد قربي، فيؤكد أن صدور قانون الأحزاب لن يكون بعيدا، لكنه لن يتم في الأشهر الأولى من عمل المجلس، إذ يرتبط ذلك بعملية بناء المؤسسات القضائية والأمنية والإدارية الضرورية.
ويشير قربي إلى أن الحكومة مطالبة بمصارحة السوريين حول خطة زمنية واضحة لخطوات الإصلاح السياسي، حتى لا يتكرر نهج التسويف الذي ميّز عهد النظام السابق، فالشفافية بين السلطة والمجتمع تمثل أحد أهم مكتسبات الثورة، وعليه يمثل إقرار قانون للأحزاب اختبارا حقيقيا لهذه الشفافية، كما يضيف قربي.
وأكدت دراسة صادرة عن مركز الحوار السوري أن من واجب مجلس الشعب القادم أن يقتحم المجال السياسي بجرأة، ويمنح الأولوية لإصدار قانون أحزاب حديث يعكس تعددية السوريين ويؤسس لمشهد سياسي تنافسي منظم.
إعلانويرى المركز أن ذلك سيكون الضمان الأهم لعدم عودة هيمنة الحزب الواحد، ولترسيخ ثقافة المشاركة والمساءلة كركيزة لبناء النظام الديمقراطي الجديد.
موقف الحكومةفي مقابلته مع مجلة "الإيكونوميست" في فبراير/شباط الماضي، تعهد الرئيس أحمد الشرع بإعادة بناء الدولة على أسس حديثة ترتكز على العدالة والمشاركة المجتمعية، خلال 5 سنوات، ووضع قوانين منظمة للحياة السياسية في سوريا.
في المقابل، يمكن القول إن موقف الحكومة السورية حتى الآن بالحذر الواضح مع بعض الانفتاح المشروط حيال مسألة النشاط الحزبي. فعلى مستوى الخطاب الرسمي، صرّح الرئيس أحمد الشرع في أكثر من مناسبة بضرورة بناء سوريا جديدة قائمة على السلم الأهلي والازدهار والاحترام، لكنه في الوقت نفسه شدّد على أولوية الأمن والاستقرار خلال الفترة الانتقالية.
وفي هذا السياق، يأمل العيتي ألا تمنع الإدارة الجديدة النشاط الحزبي في المرحلة الانتقالية بحجة عدم الاستقرار والخوف من الفوضى، مما يشكل تحديا كبيرا أمام الحياة السياسية في سوريا الجديدة.
وأشار إلى أن "من المؤشرات الإيجابية بهذا الخصوص أن السلطة الحالية تسمح بالنشاطات واللقاءات التي تقوم بها القوى السياسية منذ التحرير وإلى اليوم".
من ناحيته، يذكِّر الباحث رضوان زيادة بأن السوريين دفعوا أثمانا باهظة لوضع حد لحكم الحزب الواحد، ومن ثم لا يجوز الخضوع لمخاوف تعيد إنتاج الهيمنة والإقصاء تحت مبررات المرحلة الانتقالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المرحلة الانتقالیة الإعلان الدستوری الأحزاب السیاسیة الحیاة السیاسیة الحیاة الحزبیة سوریا الجدیدة تشکیل الأحزاب فی سوریا على أسس من دون إلى أن
إقرأ أيضاً:
إطلاق برنامج حواري للأحزاب حول تحديث قانون الإدارة المحلية وتعزيز مشاركة المواطنين
صراحة نيوز- قال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية عبد المنعم العودات، إن المجالس البلدية هي الواجهة الأولى للحكومة أمام المواطنين واللبنة الأساس في ترسيخ مفهوم المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار.
وأضاف العودات، إن المجالس تمثل مساحة حقيقية لتعبير المواطنين عن أولوياتهم واحتياجاتهم، ومشاركتهم في رسم الخطط التنموية ومتابعة تنفيذها، مشيراً إلى أن تطوير قدرات البلديات وتمكينها يعد أولوية وطنية، لتحسين مستوى الخدمات وتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
جاء ذلك خلال رعاية وزير الشؤون السياسية والبرلمانية اليوم الأحد إطلاق برنامج الحوار مع الأحزاب السياسية حول “قانون الإدارة المحلية” الذي تنفذه الوزارة بالشراكة مع المعهد الهولندي للديمقراطية متعددة الأحزاب، وبالتعاون مع بعثة الاتحاد الاوروبي في الأردن والوكالة الفرنسية للخبرة الفنية ‘اكسبرتيز فرانس’، ضمن برنامج (دعم الاصلاحات الديمقراطية في الاردن)، وبحضور رؤساء الكتل واللجان النيابية وعدد من ممثلي الأحزاب السياسية في البرلمان.
وبين العودات أن مشروع التحديث، بمساراته الثلاثة، جاء ليشكّل رؤية وطنية متكاملة لبناء الدولة الأردنية الحديثة القادرة على مواكبة متطلبات الحاضر واستشراف المستقبل، وترسيخ مبادئ المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة القانون.
وأكد أن الأحزاب السياسية، ركيزة أساس في منظومة التحديث السياسي، ويقع على عاتقها دور محوري في بلورة رؤى وبرامج واقعية للإدارة المحلية، تُسهم في تحقيق تنمية متوازنة وشاملة، وتُرسخ المشاركة الشعبية في صناعة القرار المحلي، انسجاماً مع أهداف مشروع التحديث الوطني.
وأشار العودات إلى أن مراجعة قانون الإدارة المحلية وتطويره خطوة ضرورية لضمان تمكين البلديات ومجالس المحافظات، وبما ينعكس إيجاباً على جودة الخدمات، ويُعزّز ثقة المواطنين بمؤسساتهم.
وأوضح أن الإدارة المحلية الفاعلة تقوم على حوكمة رشيدة تعزز الكفاءة في الأداء، وتُرسخ الشفافية في اتخاذ القرار، وتُشرك المواطن في تحديد أولوياته ومتابعة تنفيذها.
بدوره، قال وزير الإدارة المحلية وليد المصري، إن مخرجات التحديث السياسي تضمنت عددا من التوصيات الخاصة بتطوير تشريعات الإدارة المحلية، وذلك لإيمان الدولة العميق بأن التنمية الحقيقية للمجتمعات تبدأ من المجالس المحلية “البلديات ومجالس المحافظات”.
وأضاف، إن البلديات هي مؤسسات شريكة للدولة يقع على عاتقها التخطيط الحضري والعمراني وتقديم الخدمات العامة، إلى جانب مجالس المحافظات التي جاءت كخطوة حقيقية لتحقيق اللامركزية، ودور المجالس المحلية بشقيها في تطوير التنمية المستدامة لتحقيق مصالح شرائح المجتمع كافة.
وأشار المصري إلى أنه سيتم وضع مسودة مشروع قانون الإدارة المحلية بعد الإتفاق على المحاور الرئيسة للقانون التي من شأنها تعزيز عمل البلديات وتمكين مجالس المحافظات وحوكمتها، وإجراء الحوارات مع مختلف منظمات المجتمع المدني والخبراء والأحزاب السياسية على هذه المحاور لتجويدها وتحسينها، بحيث يتواءم القانون الجديد مع رؤى التحديث السياسي والاقتصادي، وتحديث القطاع العام.
وبين المصري أن هناك عددا من الادوار الهامة التي تقع على عاتق البلديات منها؛ تعزيز التماسك المجتمعي ضمن حدود المناطق التابعة لها، وتحقيق الديمقراطية التفاعلية والمستمرة وصولاً إلى رقابة شعبية كاملة.
وأكد دور البلديات في العمل على تهيئة البيئة الاستثمارية للقطاع الخاص، كي تصبح قادرة على القيام بدورها وتغطية نفقاتها، وتوفير فرص عمل للمواطنين داخل المحافظات، مشيرا إلى أهمية هذا البرنامج في دعم تطوير قانون الإدارة المحلية الذي يُعنى بالخدمات اليومية وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
من جانبه، أعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأردن بيير كريستوفر تشاتزيسافاس عن سعادته بإطلاق هذا المسار الحواري، مؤكداً حرص الاتحاد على دعم الجهود الأردنية في مجال الإصلاح السياسي، وأن الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي تُجسد نموذجاً للتعاون البنّاء في تعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد.
بدوره أكد ممثل المعهد الهولندي للديمقراطية متعددة الأحزاب في الأردن بشار الخطيب، أن البرنامج يأتي كجزء من مسار الإصلاح السياسي، موضحاً أن قانون الإدارة المحلية يشكّل ركيزة أساس لتحقيق اللامركزية الديمقراطية وتعزيز مشاركة المواطنين على المستويين البلدي والمحافظات.
وأضاف، إن المعهد، من خلال هذا البرنامج، سيعمل على تيسير الحوار بين الأحزاب بالتعاون مع وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، لضمان شمولية وتشاركية عملية الإصلاح.
وطرح الحضور عدداً من الموضوعات أبرزها؛ أهمية الاستقرار في القوانين لتحفيز التنمية الاقتصادية، والتركيز على اعادة بناء الادوار والصلاحيات في المجالس المحلية، والتأكيد على أهمية المساءلة والمحاسبة تحقيقاً لمبدأ سيادة القانون.
يشار إلى أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الحوار البنّاء بين الأحزاب الأردنية حول أولويات التحديث المتصلة بتفعيل اللامركزية والحكم المحلي، وبناء توافقات سياسية حول التوجهات الوطنية المستقبلية للإدارة المحلية في الأردن.