تفسير علمي: لماذا تفضّل الطيور التبرّز على سياراتنا؟
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
أوضح التقرير أن الطيور الحضرية تميل إلى التجمّع تحت الأشجار وخطوط الكهرباء واللافتات، لأنها توفّر لها الحماية ومجال رؤية واسع، مما يجعل السيارات المتوقفة أسفلها "في مرمى النيران".
كشفت شركة Alan’s Factory Outlet مؤخرًا عن تقرير مثير حاول حل اللغز الذي حير الكثيرين: لماذا تفضل الطيور التبرز على السيارات؟ وذلك بالاعتماد على مزيج من استطلاع شمل ألف سائق أمريكي وأبحاث متخصصة في سلوك الطيور.
وأظهرت النتائج أن السيارات ذات الألوان الداكنة - خاصة البني والأحمر والأسود - هي الأكثر جذبًا لفضلات الطيور، بينما تأتي السيارات فاتحة اللون مثل الأبيض والفضي في ذيل القائمة. أما بالنسبة للعلامات التجارية، فقد تصدرت شاحنات "رام" القائمة، تليها "جيب" ثم "شيفروليه" و"نيسان" و"دودج".
وفي التفاصيل كشف الاستطلاع عن نتائج مثيرة للاهتمام مثل: 58% من السائقين يتعرضون أكثر من مرة يوميًا لفضلات الطيور على سياراتهم. 11% منهم عانوا من تلف حقيقي في طلاء سياراتهم بسبب هذه الفضلات. 30% يشعرون أن الطيور "تستهدف" سياراتهم عمدًا، خاصة سيارات لكزس (47%) وتيسلا (39%) ودودج (35%).وللمفارقة، جاءت دودج وتيسلا في المرتبتين الخامسة والسابعة أيضًا ضمن قائمة أكثر العلامات تعرضًا للفضلات.
وقد تصل هذه التكاليف إلى أكثر من 500 دولار لمالكي سيارات تيسلا وبي إم دبليو.
وبحسب الاستطلاع، دفعت هذه المعانات السائقين إلى تغيير عاداتهم، حيث بات: أكثر من النصف قلقون من عدم كفاءة الحماية في مواقف سياراتهم الحالية. 38% لا يمانعون في المشي لمسافة إضافية لتجنب "مناطق الخطر". التفسير العلميأما عن التفسير العلمي لهذه الظاهرة، فأشار التقرير إلى أن الطيور الحضرية تفضل الجلوس تحت الأشجار وخطوط الكهرباء واللافتات لأنها توفر لها الأمان ومساحة الرؤية، مما يجعل السيارات المتوقفة تحتها "في مرمى النيران".
كما أوضح أن الطيور ترى الألوان بشكل مختلف عن البشر بفضل خلية مخروطية إضافية في أعينها تمكنها من رؤية الضوء فوق البنفسجي، مما يجعل الألوان الداكنة أكثر جذبًا لها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا فرنسا إسرائيل حركة حماس دراسة دونالد ترامب روسيا فرنسا إسرائيل حركة حماس دراسة علمي علم الطيور حماية الحيوانات سيارات تسلا دراسة دونالد ترامب روسيا فرنسا إسرائيل حركة حماس دراسة الصحة حروب غزة تقاليد بحث علمي فولوديمير زيلينسكي أن الطیور
إقرأ أيضاً:
بروميثيوس.. كيف قاد خطأ علمي إلى قطع أقدم شجرة عرفها العالم؟
في واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل في تاريخ العلوم الطبيعية، تحولت دراسة أكاديمية اعتيادية إلى واقعة مفصلية انتهت بفقدان أقدم شجرة موثقة في العالم دون قصد، قطعت شجرة صنوبر شوكي نادرة عرفت لاحقا باسم «بروميثيوس»، لتصبح قصتها رمزا عالميا لخطأ علمي غير نظرتنا إلى حماية التراث الطبيعي وحدود التدخل البشري في النظم البيئية العتيقة.
لم يكن قطع شجرة بروميثيوس نتيجة إهمال أو تخريب متعمد، بل جاء نتيجة خطأ في التقدير والمنهج العلمي.
ففي ستينيات القرن الماضي، لم تكن تتوفر تقنيات دقيقة وغير تدميرية لتحديد أعمار أشجار الصنوبر الشوكي، ما دفع الباحث الأمريكي دونالد آر. كوري إلى اتباع أسلوب بحثي تقليدي يعتمد على أخذ مقطع عرضي كامل من الشجرة لدراسة حلقات النمو.
آنذاك، كان الاعتقاد السائد أن هذه الأشجار، رغم قِدمها، ليست نادرة إلى درجة تستدعي حماية استثنائية، وهو ما مهّد لاتخاذ قرار لم يكن أحد يدرك عواقبه لاحقًا.
روايات متباينة حول سبب القطعتضاربت الروايات حول السبب المباشر لقطع الشجرة؛ فبعض المصادر تشير إلى أن مثقاب كوري انكسر داخل الجذع أثناء محاولة أخذ عينة، فيما تقول روايات أخرى إن الباحث رأى أن الحصول على مقطع عرضي كامل أمر لا غنى عنه لتحقيق دقة علمية أكبر.
في جميع الأحوال، حصل كوري على تصريح رسمي من إدارة الغابات الأمريكية، وقام بقطع الشجرة دون أن يعلم أنه يتعامل مع حالة فريدة في تاريخ علم الأشجار.
الحقيقة تظهر بعد فوات الأوانلم تتكشف القيمة الحقيقية لشجرة بروميثيوس إلا بعد قطعها فبعد تحليل المقطع الخشبي، أمضى كوري نحو أسبوع كامل في عد حلقات النمو باستخدام عدسة مكبرة، لتظهر النتيجة الصادمة 4862 حلقة نمو.
وبما أن أشجار الصنوبر الشوكي التي تنمو في البيئات القاسية لا تشكل حلقة نمو كل عام، قدر العلماء عمر الشجرة بما يتراوح بين 4900 و5000 عام، لتتضح الحقيقة المؤلمة لم تكن بروميثيوس مجرد شجرة معمّرة، بل أقدم شجرة موثقة في عصرها الحديث.
سر العمر الطويل لأشجار الصنوبر الشوكيتنمو أشجار الصنوبر الشوكي في حوض «غريت باسين» ببطء شديد، ولا يتجاوز ارتفاعها عادة ستة أمتار، لكنها تمتلك قدرة استثنائية على تحمل الظروف البيئية القاسية كما يمكن لأجزاء كبيرة منها أن تموت دون أن يؤثر ذلك على بقاء الشجرة ككل.
هذه الخصائص، بحسب موقع IFLScience، هي السر وراء أعمارها المديدة وقدرتها الفريدة على الصمود لآلاف السنين في بيئات شبه مستحيلة.
إرث علمي غير سياسات الحمايةشكلت حادثة بروميثيوس نقطة تحول في تعامل العلماء والسلطات مع الأشجار المعمرة، وأسهمت في سن سياسات أكثر صرامة لحماية هذا النوع من الأشجار داخل الأراضي الفيدرالية الأمريكية.
ورغم أن ما تبقى من بروميثيوس اليوم لا يتجاوز جذعا صامتا، فإن قصتها لا تزال حية، تذكر العالم بأن الخطأ العلمي لا يكون دائمًا في النوايا، بل أحيانا في التقدير، وأن بعض خسائر الطبيعة لا يمكن تعويضها مهما كانت دوافع العلم نبيلة.