نواب بلا أثر.. وجلسات بلا معنى.. والمساءلة غائبة في جمهورية الغياب البرلماني
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
22 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: يسود الانطباع في الأوساط السياسية والمدنية بأن مجلس النواب العراقي يعيش مرحلة غير مسبوقة من الخمول التشريعي، بعدما تراجع الحضور البرلماني إلى مستويات متدنية جعلت قبة البرلمان شبه خالية في أغلب الجلسات الأخيرة.
ويكشف تقرير رقابي حديث أن نواب محافظة الأنبار، على سبيل المثال، شاركوا في نحو ثلاثين جلسة فقط من أصل مئة وثمانٍ وأربعين جلسة خلال السنوات الثلاث الماضية، في مؤشرٍ حادّ على تراجع الدور الرقابي والتشريعي لممثلي المحافظات.
ويؤكد مراقبون أن هذا التراجع لا يقتصر على محافظة واحدة، بل يمتد ليشمل مختلف المحافظات العراقية، حيث تندر مداخلات النواب وتغيب مشاركاتهم في مناقشة الملفات الحساسة، في مشهد يعكس فتور العلاقة بين ممثلي الشعب والواقع الميداني في مناطقهم.
ويؤدي هذا الضعف في الأداء النيابي إلى تراجع فاعلية الدوائر الخدمية التي تعتمد على المتابعة والتنسيق البرلماني لتأمين التمويل والمشاريع.
ويقول موظفون في بعض المحافظات إن غياب النواب عن مشهد المتابعة جعل القرارات تبقى حبيسة المكاتب المركزية في بغداد، بلا معرفة دقيقة باحتياجات المدن أو معاناتها.
ويشعر المواطنون بأن التمثيل البرلماني أصبح شكلياً، وأن وجود النواب لم يعد يتجاوز الحضور البروتوكولي أو الظهور الإعلامي الموسمي، فيما تغيب المبادرات الميدانية والزيارات الميدانية التي كانت تشكل سابقاً ركناً في العلاقة بين المسؤول والناخب.
ويبرر بعض النواب هذا الغياب بانشغالهم بالتحضير المبكر للانتخابات المقبلة، وهو تبرير يثير امتعاضاً واسعاً في الشارع العراقي الذي يرى أن خدمة المواطنين لا يجب أن تتوقف عند حسابات الفوز أو الخسارة.
ويعزو مراقبون آخرون المشكلة إلى غياب منظومة المساءلة الداخلية داخل البرلمان، حيث لا توجد عقوبات رادعة لظاهرة التغيب أو الإهمال التشريعي، ما جعل ثقافة الحضور تفقد معناها أمام غياب المحاسبة.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن رئاسة المجلس، رغم دعواتها المتكررة، لم تنجح في فرض الانضباط أو استعادة النصاب اللازم لعقد الجلسات في وقت تتكدس فيه الملفات الاقتصادية والخدمية بانتظار قرارات عاجلة.
وتتعمق أزمة الثقة يوماً بعد يوم بين المواطن ومؤسساته المنتخبة، فيما يرى الشارع أن ضعف الأداء النيابي هو أحد الأسباب الرئيسة لتراجع الخدمات واستمرار البيروقراطية الحكومية.
ويخشى مراقبون أن يؤدي هذا الانفصال بين البرلمان والناس إلى انكماش الإيمان بالعملية الديمقراطية برمتها، في ظل إحساس عام بأن التمثيل لم يعد يعكس صوت الشارع، بل صوت المصالح الضيقة والمساومات السياسية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
أحمد موسيقى يستعرض مشاركة الجبالي وأبو العينين في الجمعية العامة الـ 151 للاتحاد البرلماني الدولي
استعرض الإعلامي أحمد موسى مشاركة المستشار الدكتور حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب والنائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب في أعمال الجمعية العامة الـ 151 للاتحاد البرلماني الدولي، والمُنعقدة في جنيف.
وشارك المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب في أعمال الجمعية العامة الـ 151 للاتحاد البرلماني الدولي، والمُنعقدة في جنيف، حيث ألقى كلمة بشأن موضوع المناقشة العامة للمؤتمر" الالتزام بالمعايير الإنسانية ودعم العمل الإنساني في أوقات الأزمات "، جاء أبرز ما فيها على النحو التالي:
في مُستهل الكلمة ، أشار المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب إلى أن العالم يشهد تفاقمًا غير مسبوق في معدل وشدة الأزمات بكافة صورها وأشكالها سواء الناجمة عن النزاعات المُسلحة أو الكوارث الطبيعية أو أوبئة عالمية، وهو ما يفرض ضرورة دراسة وتقييم منظومة العمل الإنساني العالمي وآلياتها باعتبارها خط الدفاع الأمامي والملاذ الآمن الذي يلجأ إليه المتضررون من ويلات وتداعيات تلك الأزمات.
وخلال الكلمة، طرح المستشار الدكتور حنفي جبالي عدة تساؤلات مُلحة وكاشفة بشأن مدى نجاح منظومة العمل الإنساني في النجاة من فخ التسييس وهل استطاعت أن تكون عابرة لتجاذبات المشهد العالمي، وتابع أن الإجابة مُخيبة للآمال فهناك شواغل عميقة تجتاح شعوبنا من تسييس منظومة العمل الإنساني العالمي والتي تعرضت لإختبارات قاسية في الشرق الأوسط وأفريقيا، مُشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تعرض لعدوان وحشي وانتهاكات جسيمة بحقه من الاحتلال الإسرائيلي في سلوك يرقى لمستوى الإبادة الجماعية وهو ما أسفر عن وضع انساني كارثي على مرأى ومسمع من النظام الدولي ومؤسساته في إزدواجية فجة للمعايير خلفت نقطة سوداء في تاريخ البشرية والعمل الإنساني لن تسقط بالتقادم.
واستعرض المستشار الدكتور حنفي جبالي جهود الدولة المصرية في تدعيم العمل الإنساني على كافة مستوياته باعتبارها نموذجًا متكاملاً يرتكز على ثقافة بناء السلام من خلال دبلوماسية إنسانية فاعلة تُعزز التضامن الإنساني الدولي باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المُستدامة، كما أشار إلى أن السياسة المصرية تجاه أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة جسدت نموذجًا فاعلًا للعمل الإنساني حيث بذلت مصر جهداً حثيثاً لوقف الحرب في قطاع غزة تُوج بالتوصل لإتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب وقادت مصر جهود الإغاثة الدولية في قطاع غزة لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين، حيث وصل حجم المساعدات المصرية إلى قطاع غزة حوالي 70% من المساعدات التي دخلت القطاع بإجمالي 550 ألف طن من المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية.
وفي ختام كلمته ، أكد المستشار الدكتور رئيس مجلس النواب أن تفاقم الازمات التي تضرب العالم يفرض الحاجة المُلحة لمراجعة موضوعية وجادة لكفاءة وفاعلية منظومة العمل الإنساني العالمي تكفل تحسين كفاءة الإستجابة للأزمات ودعم استدامة جهود الإغاثة وتعزيز استقلالية العمل الإنساني عن أية مصالح سياسية أو عسكرية.
العمل الإنساني في النجاة من فخ التسييس
وخلال الكلمة، طرح المستشار الدكتور حنفي جبالي عدة تساؤلات مُلحة وكاشفة بشأن مدى نجاح منظومة العمل الإنساني في النجاة من فخ التسييس وهل استطاعت أن تكون عابرة لتجاذبات المشهد العالمي، وتابع أن الإجابة مُخيبة للآمال فهناك شواغل عميقة تجتاح شعوبنا من تسييس منظومة العمل الإنساني العالمي والتي تعرضت لإختبارات قاسية في الشرق الأوسط وأفريقيا، مُشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تعرض لعدوان وحشي وانتهاكات جسيمة بحقه من الاحتلال الإسرائيلي في سلوك يرقى لمستوى الإبادة الجماعية وهو ما أسفر عن وضع انساني كارثي على مرأى ومسمع من النظام الدولي ومؤسساته في إزدواجية فجة للمعايير خلفت نقطة سوداء في تاريخ البشرية والعمل الإنساني لن تسقط بالتقادم.
واستعرض المستشار الدكتور حنفي جبالي جهود الدولة المصرية في تدعيم العمل الإنساني على كافة مستوياته باعتبارها نموذجًا متكاملاً يرتكز على ثقافة بناء السلام من خلال دبلوماسية إنسانية فاعلة تُعزز التضامن الإنساني الدولي باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المُستدامة، كما أشار إلى أن السياسة المصرية تجاه أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة جسدت نموذجًا فاعلًا للعمل الإنساني حيث بذلت مصر جهداً حثيثاً لوقف الحرب في قطاع غزة تُوج بالتوصل لإتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب وقادت مصر جهود الإغاثة الدولية في قطاع غزة لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين، حيث وصل حجم المساعدات المصرية إلى قطاع غزة حوالي 70% من المساعدات التي دخلت القطاع بإجمالي 550 ألف طن من المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية.
وفي ختام كلمته ، أكد المستشار الدكتور رئيس مجلس النواب أن تفاقم الازمات التي تضرب العالم يفرض الحاجة المُلحة لمراجعة موضوعية وجادة لكفاءة وفاعلية منظومة العمل الإنساني العالمي تكفل تحسين كفاءة الإستجابة للأزمات ودعم استدامة جهود الإغاثة وتعزيز استقلالية العمل الإنساني عن أية مصالح سياسية أو عسكرية.