عودة الملك الذهبي | المتحف المصري الكبير يكشف للعالم أسرار «توت عنخ آمون» في افتتاح تاريخي
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
مع اقتراب لحظة الافتتاح التاريخية، تتجه أنظار العالم إلى القاهرة، حيث تستعد مصر لرفع الستار عن أحد أعظم منجزاتها الثقافية في العصر الحديث، المتحف المصري الكبير.
فهذا الصرح الذي طال انتظاره لم يعد مجرد مشروع أثري ضخم، بل أصبح أيقونة عالمية تجسد طموح مصر في إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والحضارة، عبر رؤية متكاملة تمزج بين الحداثة وروح التاريخ.
وقد حظي المتحف باهتمام دولي واسع، باعتباره أكبر متحف أثري في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية نادرة، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد.
ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير ليؤكد مكانة مصر كحارس للتاريخ الإنساني، ووجهة ثقافية عالمية تفتح أبوابها أمام الزوار من كل أنحاء العالم ليعيشوا تجربة فريدة تستحضر سحر الفراعنة في قالب تكنولوجي متطور يليق بمجد الحضارة المصرية الخالدة.
قبل فتح الأبواب | حسين عبد البصير يكشف لـ"صدى البلد": المتحف الكبير سيعرض أسرار مقبرة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة في التاريخقال الدكتور حسين عبد البصير، عالم الآثار ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن مصر تقف اليوم على أعتاب لحظة تاريخية مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير عند سفح الأهرامات، أكبر مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى أنه يمثل "أيقونة تجمع عبق الماضي بروعة الحاضر"، ويجسد رؤية الدولة المصرية في تقديم حضارتها للعالم برؤية عصرية تليق بمكانتها التاريخية.
وأوضح عبد البصير أن المتحف الجديد لا يُعد مجرد مبنى لعرض القطع الأثرية، بل مشروع حضاري ضخم يعيد إلى العالم وهج الحضارة المصرية القديمة في ثوب حديث، ويؤكد أن مصر قادرة دائمًا على صون ماضيها وصياغة مستقبلها.
وأضاف أن المتحف يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تروي قصة مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني، مؤكدًا أن مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون ستكون من أبرز ما سيجذب أنظار العالم، إذ تُعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشافها.
وأشار إلى أن تصميم المتحف جاء ليقدم تجربة غير مسبوقة تربط الماضي بالحاضر وتتيح للزائرين التفاعل مع التاريخ بروح معاصرة، لافتًا إلى أن افتتاحه القريب سيكون حدثًا عالميًا يعكس مكانة مصر الثقافية والحضارية.
وفي حديثه عن أبرز القطع الأثرية المعروضة، قال عبد البصير إن تمثال رمسيس الثاني الضخم، الذي يزن أكثر من 80 طنًا، يتصدر البهو العظيم ليستقبل الزائرين في مشهد مهيب يجسد عظمة الملك وبراعته في فن النحت الملكي.
وأضاف أن تمثال سنوسرت الثالث الواقف يُبرز ملامح القوة والحكمة في وجه الملك الواقعي، بينما يجسد تمثال تحتمس الثالث الجالس عبقرية الملك المحارب الذي أسس أول إمبراطورية مصرية في التاريخ.
وتابع موضحًا أن عمود النصر للملك مرنبتاح يوثق انتصاراته العسكرية، في حين تُعد تماثيل الملك والملكة البطلميين المنتشلة من أعماق البحر نموذجًا فريدًا لمزج الفن المصري باليوناني، في انعكاس لازدهار الحضارة بالإسكندرية القديمة.
وأكد عبد البصير أن قناع توت عنخ آمون الذهبي يظل "القطعة الأيقونية الأشهر في العالم"، فهو مصنوع من الذهب الخالص ومرصع بالأحجار الكريمة، ويُجسد روعة الفن الجنائزي المصري، بينما يعرض المتحف أيضًا العرش الذهبي الاحتفالي للملك توت عنخ آمون، الذي يُظهر مشهدًا إنسانيًا نادرًا بين الملك وزوجته عنخ إسن آمون.
وأشار إلى أن من القطع الفريدة كذلك الخنجر النيزكي لتوت عنخ آمون، المصنوع من معدن مصدره نيزك سقط من السماء، وهو دليل على معرفة المصريين القدماء بالكون والمعادن السماوية، إضافة إلى العربات الحربية الاحتفالية التي تُظهر براعتهم في الصناعة واستخدامها في المواكب الملكية والحروب.
وقال إن المتحف يضم أيضًا مركبي خوفو الشمسيين اللذين اكتُشفا بجوار الهرم الأكبر، وهما من أقدم وأعظم السفن في التاريخ، صُنِعا من خشب الأرز اللبناني ليرافقا الملك في رحلته الأبدية نحو الشمس.
وأوضح عبد البصير أن تمثال الكا الجرانيتي لرمسيس الثاني يجسد روح الملك الأبدية بأسلوب فني يعكس العقيدة المصرية في الخلود، كما تُعد مسلة رمسيس الثاني المعلقة تصميمًا هندسيًا فريدًا يجعل الزائر يراها وكأنها تحوم في الهواء، في حين تُعرض مقاصير توت عنخ آمون الذهبية الأربع لأول مرة مجتمعة لتُظهر روعة الطقوس الجنائزية الملكية.
واختتم “عبد البصير” تصريحاته قائلًا: "المتحف المصري الكبير ليس فقط صرحًا أثريًا، بل تجربة إنسانية وروحية تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وتاريخه، وتؤكد أن الحضارة المصرية الخالدة لا تموت، بل تتجدد دومًا لتُلهم العالم من جديد."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير المصريين القدماء توت عنخ آمون الذهب الخالص الحضارة القديمة المتحف المصری الکبیر توت عنخ آمون عبد البصیر لأول مرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مقتنيات الفرعون الذهبي والدرج العظيم ومركبا خوفو.. آثار لن تراها إلا في المتحف المصري الكبير
يستعد العالم في الأول من نوفمبر المقبل لموعد استثنائي مع التاريخ، حين تفتح أبواب المتحف المصري الكبير ليعيش عشاق الحضارة الفرعونية تجربة فريدة بين عبق الماضي وإبداع الحاضر.
إنه ليس مجرد متحف، بل رحلة زمنية تجمع بين عبقرية المصري القديم الذي شيد حضارة خالدة، وذكاء المصري الحديث الذي أبدع في تشييد هذا الصرح ليصبح أكبر متحف أثري في العالم، ووجهة رئيسية لعشاق علم المصريات من كل القارات.
المتحف المصري الكبير لا يكتفي بعرض كنوز الفراعنة، بل يقدمها برؤية جديدة تدمج الفن بالتكنولوجيا، وتحوّل الزيارة إلى تجربة غامرة تشعر الزائر أنه يعيش داخل التاريخ نفسه.
وبين جدران المتحف المصري الكبير، تنتظر الزائرين كنوز لم تُعرض من قبل، تمنحه مكانة لا تضاهى بين متاحف العالم من أهمها ما يلي:
كنوز توت عنخ آمون.. لأول مرة في مكان واحدفي قلب المتحف، تتلألأ مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون، التي طال انتظارها، كأبرز درة في تاج المتحف الجديد.
ولأول مرة منذ اكتشاف المقبرة الأسطورية عام 1922، تُعرض المجموعة الكاملة المكونة من 5398 قطعة في قاعتين على مساحة 7000 متر مربع.
هذه القطع التي سحرت العالم بجمالها وغموضها كان يعرض بعض منها في المتحف المصري بالتحرير، لكن هذه المرة سيعيش الزائر تجربة كاملة وسط مجوهرات الفرعون الشاب، وقناعه الذهبي وتابوته، وعرباته الذهبية، وأسرته، وتماثيله، وأدوات حياته اليومية التي حفظها الزمن لأكثر من ثلاثة آلاف عام.
الدرج العظيم.. ملوك الفراعنة في استقبال الزائرينما إن تخطو إلى بهو المتحف حتى يستقبلك الدرج العظيم، تحفة معمارية تمتد لمسافة 64 مترا بارتفاع يبلغ 24 مترا، وعرض يضيق تدريجيا من 85 مترا إلى 17 مترا، ليقودك في رحلة صاعدة نحو التاريخ.
الدرج العظيم ليس مجرد ممر لعرض الآثار، بل هو معرض مفتوح يروي عبر نحو 72 تمثالا قصة مصر القديمة من الدولة القديمة حتى العصر اليوناني الروماني، في مشهد بانورامي مهيب تطل خلفه الأهرامات من خلال واجهة زجاجية عملاقة.
هنا يقف رمسيس الثاني شامخا، وإلى جواره بسماتيك الأول وسنوسرت، كأنهم خرجوا من أعماق الزمن ليحيوا زوارهم.
ويعكس تصميم الدرج فكرة "الطريق الصاعد"، التي استلهمها المهندسون من طرق الفراعنة المؤدية إلى المعابد والأهرامات، ليصبح رمزا للخلود والصعود نحو الأبدية.
وينقسم سيناريو العرض إلى أربعة محاور رئيسية: الهيئة الملكية، والأدوار المقدسة وأماكن العبادة والملوك والمعبودات والرحلة إلى الحياة الأبدية.
مركبا خوفو.. معجزة هندسية من قلب الهرم إلى المتحفومن بين المفاجآت التي يقدمها المتحف المصري الكبير لزواره، يحتل مركب خوفو الأول موقعا مميزا بعد واحدة من أعقد عمليات النقل الأثري في التاريخ.
فقد استغرقت عملية نقله أكثر من 30 شهرا من التخطيط والتنفيذ الدقيق، حتى جرى في أغسطس 2021 نقله كاملا داخل هيكل معدني ضخم عبر عربة ذكية بلجيكية الصنع، في رحلة علمية استثنائية سجلت في تاريخ علم الآثار.
أما مركب خوفو الثاني، فقد خضعت أجزاؤه لعمليات ترميم دقيقة لتعود إلى مجدها الأول، وتعرض بجوار المركب الأول، لتمنح الزائر لمحة عن أسرار مراكب الشمس التي حملت ملوك الفراعنة في رحلتهم نحو الخلود.
وجهة العالم الجديدةبهذا الافتتاح المرتقب، لا يقدم المتحف المصري الكبير مجرد عرض للآثار، بل تجربة حضارية شاملة تجسد عبقرية المصري عبر العصور.. فكل زاوية فيه تحكي قصة، وكل قطعة تنطق بالتاريخ، لتجعل من هذا الصرح جسرا بين الماضي المجيد والمستقبل المشرق، ومعلما يليق بمصر.. أرض الحضارة الأولى.
اقرأ أيضاًسفير اليونان: المتحف المصري الكبير إنجاز عظيم ومصدر للفخر لمصر
بقيادة المايسترو ناير ناجي.. تفاصيل حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
متحدث الوزراء يكشف سبب اختيار يوم «السبت» لافتتاح المتحف المصري الكبير